ملخص
أوقف الجيش الإسرائيلي قافلة إجلاء طبي في مدينة خان يونس جنوب غزة، واحتجز مسعفا وأجبر الآخرين على خلع ملابسهم، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فيما لم تعقب إسرائيل بعد
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم الثلاثاء مقتل ثلاثة فلسطينيين في مخيم الفارعة بمدينة طوباس شمال الضفة الغربية خلال عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي، ومصرع فلسطيني رابع جنوب مدينة القدس في الضفة الغربية.
وذكر مسؤول محلي أن أحد قتلى مخيم الفارعة كان يواجه القوات الإسرائيلية بالسلاح.
وأكدت الوزارة مقتل "ثلاثة شبان برصاص إسرائيلي في طوباس، وهم أحمد جمال دراغمة (26 سنة) برصاص في الصدر والرقبة والرأس، ومحمد سميح بيادسة (32 سنة) برصاصة في الرأس، وأسامة جبر زلط (31 سنة) برصاصة في الصدر".
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قام بتصفية أحمد دراغمة الذي وصفه بأنه قيادي بارز في حركة "الجهاد الإسلامي" في منطقة طوباس، مضيفاً أنه "قتل خلال العملية إرهابيان مسلحان آخران، بينما أصيب جندي من جيش الدفاع الإسرائيلي بجروح طفيفة".
وقال رئيس اللجنة الشعبية في مخيم الفارعة عاصم منصور إن "الشابين قتلا بعد اقتحام القوات الإسرائيلية المخيم"، مضيفاً "واجه عشرات الشبان من سكانه ومعهم مسلحون القوات قبل أن تستدعي مزيداً من التعزيزات بينها جرافات حفرت شوارع المخيم وضربت شبكات المياه والصرف الصحي".
وبحسب منصور فإن "أحمد دراغمة من المقاومين وقد قتل وسلاحه في يده"، في حين أن بيادسة وزلط "ليسا مسلحين وكانا في منزليهما عندما قتلا برصاص القناصة الذين انتشروا في المخيم".
من جانبها نعت حركة "الجهاد الإسلامي" في بيان "أسامة زلط ومحمد بيادسة"، كما نعت حركة "حماس" في بيان "الأبطال في مخيم الفارعة".
وقال إسعاف الهلال الاحمر الفلسطيني "قامت طواقمنا بتسلم قتيل من قوات الاحتلال على حاجز مزموريا، وجار نقله إلى مستشفى الحسين في مدينة بيت جالا".
واعلنت وزارة الصحة مقتل "الشاب نزار محمود عبدالمعطي حساسنة (34 سنة) برصاص الجيش الإسرائيلي عند حاجز مزموريا بمدينة بيت لحم".
وتشهد الضفة الغربية تصاعداً في وتيرة أعمال العنف منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة، إذ قتل منذ بدء الحرب أكثر من 400 شخص في الضفة الغربية، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية.
طرفا الصراع يلتزمان الحذر
وعبرت كل من إسرائيل و"حماس" والوسطاء القطريون اليوم الثلاثاء عن حذرهم حيال التقدم المحرز للتوصل إلى هدنة في غزة، بعدما قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه يعتقد أنه يمكن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خلال أقل من أسبوع ربما يوقف الحرب خلال شهر رمضان.
وتدرس "حماس" حالياً المقترح الذي وافقت عليه إسرائيل خلال محادثات مع وسطاء في باريس الأسبوع الماضي لهدنة ستوقف القتال 40 يوماً، وهي أول هدنة طويلة في الحرب الدائرة منذ خمسة أشهر.
وبحسب مصدر مطلع على المحادثات فإن المقترح يشمل إطلاق "حماس" بعض وليس كل الرهائن الذين تحتجزهم في مقابل الإفراج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين، وزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في القطاع الفلسطيني.
لكن يبدو أن العرض لا يلبي المطلب الرئيس الذي قدمته "حماس" وهو أن يشمل أي اتفاق مساراً واضحاً لنهاية دائمة للحرب وانسحاباً إسرائيلياً من غزة، أو التوصل إلى حل بخصوص الرهائن الإسرائيليين في عمر الخدمة العسكرية.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في برنامج حواري إن إسرائيل وافقت بالفعل على وقف القتال في غزة خلال شهر رمضان الذي سيبدأ في العاشر من مارس (آذار) المقبل.
وقال بايدن خلال مقابلة مع برنامج "ليت نايت مع سيث مايرز" المذاع عبر محطة "إن بي سي" الأميركية، "رمضان يقترب وهناك اتفاق بين الإسرائيليين على عدم القيام بأية أنشطة خلال هذا الشهر، وأيضاً لمنحنا الوقت لإطلاق جميع الرهائن".
وعبّر بايدن في وقت سابق أمس الإثنين عن أمله في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بحلول الرابع من مارس، وذكر بايدن أن "مستشار الأمن القومي أبلغني أنهم اقتربوا، إنهم قريبون من التوصل إلى اتفاق ولكن لم ينتهوا بعد، وآمل في أنه بحلول الإثنين المقبل سيكون هناك وقف لإطلاق النار".
لكن قطر، وهي الوسيط الرئيس في المحادثات وتستضيف حالياً وفدين من الجانبين للتوصل إلى بنود الاتفاق، قالت إنه لم يتوصل بعد إلى انفراجة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري "لم نصل إلى اتفاق نهائي بعد في شأن أي من القضايا التي تعرقل التوصل إلى اتفاق".
وقال مسؤولان كبيران في حركة "حماس" لوكالة "رويترز" إن تصريحات بايدن التي تلمح إلى أنه تم التوصل بالفعل إلى اتفاق من حيث المبدأ، سابقة لأوانها.
وقال أحدهما، "حتى الآن هناك فجوات كبيرة تحتاج إلى التغلب عليها، كما أن القضايا الرئيسة الخاصة بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية غير منصوص عليها بشكل واضح، مما يعطل التوصل إلى اتفاق".
ولم تعلق إسرائيل على تصريحات بايدن، لكن وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن مسؤولين لم تكشف عنهم قولهم إنهم فوجئوا بتصريحات الرئيس الأميركي.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين كبار لم تسمهم قولهم إنهم لا يفهمون "على ماذا يبني الرئيس الأميركي تفاؤله".
مشاعر مختلطة
وتؤكد "حماس" دائماً على أنها لن تفرج عن المحتجزين إلا ضمن اتفاق يتضمن مخرجاً لإنهاء الصراع، فيما تقول إسرائيل إنها ستدرس فقط هدناً موقتة ولن تنهي الحرب حتى تمحو الجماعة المسلحة التي باغتتها بالهجوم في السابع من أكتوبر 2023.
وقال مصدر كبير مطلع على المحادثات لـ "رويترز" إن مسودة المقترح المطروحة حالياً تشمل هدنة مدتها 40 يوماً، تطلق "حماس" خلالها 40 رهينة بينهم نساء وأطفال دون الـ19 سنة ومن هم فوق الـ50 والمرضى، في مقابل الإفراج عن 400 معتقل فلسطيني بنسبة 10 في مقابل واحد.
وبينما ستعيد إسرائيل نشر قواتها خارج المناطق المأهولة فإنها ستسمح لسكان غزة، باستثناء الذكور في المرحلة العمرية التي يستطيعون خلالها القتال، بالعودة للمناطق التي نزحوا عنها من قبل، وسيزيد حجم المساعدات إلى القطاع بما في ذلك دخول المعدات التي توجد حاجة ماسة إليها لإيواء النازحين.
وفي غزة اختلطت المشاعر حيال التكهنات في شأن التوصل إلى هدنة ربما لا تشمل وقفاً نهائياً للحرب، وقال مصطفى باسل، وهو أب لخمسة أبناء من مدينة غزة ونزح منها إلى رفح، "لا نريد وقفاً موقتاً بل نريد وقف إطلاق نار دائماً، ونريد وقف القتل".
وتابع، "للأسف فإن وضع الناس صعب لدرجة أن بعضهم يمكن أن يقبل بوقف موقت قبيل رمضان، فمشاعر الناس مختلطة وهم يريدون وقف إطلاق نار كاملاً، وفي الوقت نفسه فالظروف الصعبة ومن الممكن أن تجعلهم يقبلون بوقف موقت لشهر أو 40 يوماً أملاً في أن يتحول لاحقاً إلى وقف دائم".
وقال بايدن في مقابلة "إن بي سي" إن إسرائيل تخاطر بفقدان الدعم الدولي لها ما لم تأخذ مزيداً من الخطوات لتجنب قتل المدنيين.
وتهدد إسرائيل بالهجوم على رفح في الطرف الجنوبي لقطاع غزة حيث يلوذ أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون شخص وغالبيتهم في خيم إيواء متنقلة ومبان عامة.
المساعدات ممنوعة
وأعلنت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء أن القوات الإسرائيلية تمنع بشكل منهجي الوصول إلى سكان غزة الذين يحتاجون إلى المساعدة، مما يعقد مهمة إيصال المساعدات إلى منطقة حرب لا تخضع لأي قانون.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لايركه إنه أصبح من شبه المستحيل تنفيذ عمليات إجلاء طبي وإيصال مساعدات لشمال غزة، كما يزداد الأمر صعوبة في جنوب القطاع.
ومنعت السلطات الإسرائيلية خلال الأسابيع الأخيرة جميع قوافل المساعدات المخطط لإرسالها إلى الشمال، وآخر المساعدات التي سمح لها بالدخول كانت في الـ 23 من يناير (كانون الثاني) الماضي، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، ومما يزيد صعوبة الوضع أنه حتى القوافل التي خُلصت مسبقاً وفتشتها السلطات الإسرائيلية فقد حظرت مراراً وتكراراً أو تعرضت إلى إطلاق النار.
وأشار لايركه إلى حادثة وقعت الأحد الماضي عندما منعت قافلة شكلتها منظمة الصحة العالمية والهلال الأحمر الفلسطيني لإجلاء المرضى من مستشفى "الأمل" المحاصر في مدينة خان يونس الجنوبية لساعات، واحتجز عدد من المسعفين.
وقال لايركه للصحافيين في جنيف، "على رغم التنسيق المسبق لجميع الموظفين والمركبات مع الجانب الإسرائيلي إلا أن القوات الإسرائيلية أوقفت القافلة التي تقودها منظمة الصحة العالمية لحظة مغادرتها المستشفى ومنعتها من التحرك لساعات عدة".
وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي أجبر المرضى والموظفين على الخروج من سيارات الإسعاف وجرد جميع المسعفين من ملابسهم"، مضيفاً أن القافلة التي كانت تقل 24 مريضاً ظلت متوقفة طوال سبع ساعات.
وقال لايركه، "اُعتقل ثلاثة مسعفين تابعين لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في وقت لاحق، على رغم مشاركة بياناتهم الشخصية مع القوات الإسرائيلية مسبقاً"، مضيفاً أنه أطلق سراح واحد منهم فقط حتى الآن.
وشدد على أنها "ليست حادثة معزولة، فلقد تعرضت قوافل المساعدات إلى إطلاق النار ومنعت بشكل منهجي من الوصول إلى المحتاجين".
وقال لايركه إن "عدم توفير التسهيلات الكافية لإيصال المساعدات إلى جميع أنحاء غزة يعني أن العاملين في المجال الإنساني معرضون على نحو غير مقبول لخطر الاعتقال أو الإصابة أو ما هو أسوأ".
عواقب كارثية
وحذرت مصر اليوم من أن هجوماً إسرائيلياً على رفح ستكون له "عواقب كارثية"، فيما اتهم وزراء خارجية دول عربية بعض البلدان بالتغاضي عن معاناة سكان قطاع غزة خلال مداخلات اجتماعات الدورة الـ55 لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف.
وصرح وزير الخارجية المصري سامح شكري بأن "أزمة غزة الأخيرة أصبحت كاشفة لمعضلة ازدواجية المعايير في التعاطي مع الأزمات الدولية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان"، مندداً بـ "حال الاستقطاب الحالي التي يعانيها النظام الدولي وآلياته ومن ضمنها هذا المجلس".
ورأى أن أعضاء مجلس حقوق الإنسان الـ47 يمتنعون من اتخاذ المواقف الحازمة التي أبدوها في نزاعات أخرى، وقال "يبدو أن الحياة في غزة لا ترقى إلى اهتمامهم، وأن حياة الأطفال الذين قتلوا بعشرات الآلاف لا تحرك مشاعرهم المرهفة، وهم أقل قيمة من غيرهم".
ودعا إلى "وقف فوري لإطلاق النار والامتناع من القيام بأي عمل عسكري في مدينة رفح"، الملاذ الأخير لحوالى 1.5 مليون فلسطيني هربوا من المعارك والدمار.
كما حذر شكري من "أي عمل عسكري في هذه الظروف لما له من عواقب كارثية تهدد أسس السلام في المنطقة".
كذلك ندد وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا بـ "الجرائم الوحشية للقوات الإسرائيلية بحق المدنيين العزل"، والتي تسببت بـ "معاناة إنسانية وأزمة كارثية ودمار شامل في قطاع غزة".
من جهته قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إن "غزة تعيش أزمة غير مسبوقة وكارثة إنسانية حقيقية لا يمكن للمجتمع الدولي مواصلة غض الطرف عنها".
ونددت وزيرة الدولة القطرية للتعاون الدولي لؤلؤة الخاطر بـ "حرب الإبادة في قطاع غزة"، لافتة إلى تدهور الوضع أيضاً في الضفة الغربية.
ودعت الخاطر جميع الدول إلى الابتعاد من الازدواجية واتخاذ كل التدابير من أجل وقف جريمة الإبادة الجماعية المستمرة في غزة وحماية المدنيين.
وفي كلمة عبر دائرة الفيديو دان وزير الخارجية التونسي نبيل عمار انتهاكات حقوق الإنسان وندد بـ "شلل الأسرة الدولية."
الكتلة التصويتية
وفي سياق ذي صلة، تصوت ولاية ميشيغان الأميركية، اليوم الثلاثاء، في انتخابات تمهيدية يتوقع أن تكون بمثابة حفل استعراض آخر للمرشح الجمهوري دونالد ترمب، لكنها قد تعبر عن الغضب من موقف الديمقراطي جو بايدن من الحرب في غزة.لا يواجه بايدن أي معارضة جدية لترشحه لولاية ثانية في البيت الأبيض، ولكن مع تزايد عدد القتلى المدنيين في الحملة العسكرية التي تنفذها إسرائيل في غزة ضد "حماس"، تراجع تأييده بين المسلمين والعرب الأميركيين، وهم كتلة حسمت فوزه بفارق ضئيل عام 2020 على "ترمب" في ميشيغان.
ويدعو الناشطون في ساحة المواجهة الرئيسة هذه في الغرب الأوسط الأميركي، حيث كان هامش فوز بايدن قبل أربع سنوات مجرد 150 ألف صوت، سكان ميشيغان إلى التصويت على أساس أنهم "غير ملتزمين" تعبيراً عن احتجاجهم وللضغط على الرئيس للتراجع عن دعمه إسرائيل والدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار.
تمويل الحرب وقيم "الديمقراطي"
وقالت ليلى العابد من حملة "استمع إلى ميشيغان"، إن "الرئيس بايدن قام بتمويل القنابل التي تسقط على أفراد عائلات مواطنين هنا في ميشيغان، الأشخاص الذين صوتوا له والذين يشعرون الآن بالخيانة التامة".
وتهدف المجموعة إلى جمع 10 آلاف ناخب "غير ملتزمين" لتوصيل "رسالة قوية لا لبس فيها" مفادها أن تمويل الحرب ودعمها "يتعارض مع قيم الحزب الديمقراطي" الذي يتوقع أن يفوز بايدن بترشيحه مع حصول منافسه الرئيس المحتمل، عضو الكونغرس عن ولاية مينيسوتا دين فيليبس، على نتائج متدنية في استطلاعات الرأي.
لكن النشطاء ينفون أن تكون حملة "غير ملتزمين" مجرد حملة رمزية، نظراً إلى أهميتها في انتخابات يمكن أن تقرر نتيجتها هوامش صغيرة.
وقالت العابد "10 آلاف صوت هي تقريباً الهامش نفسه الذي ضمن فوز دونالد ترمب على هيلاري كلينتون في عام 2016".
حالة من الخدر والعجز
يقول مسؤولو البيت الأبيض إن مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تشعر بايدن بالإحباط، ولكن ذلك لم يمنعه من الاستمرار في إرسال الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل، حتى مع استمرار الجهود للتوسط في وقف ثان للقتال.
وطلب بايدن من الكونغرس مساعدات عسكرية إضافية لإسرائيل بمليارات الدولارات، واستخدمت حكومته حق النقض ضد دعوات متعددة لمجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار.
ولم تحقق حملة مماثلة تدعو إلى وقف إطلاق النار خلال الانتخابات التمهيدية في ولاية نيوهامبشر أي نتيجة، لكن ميشيغان يعيش فيها عدد أكبر بكثير من المسلمين والعرب.
كتب عبدالله حمود، رئيس بلدية ضاحية ديربورن ذات الكثافة السكانية العربية في ديترويت، الأسبوع الماضي، في مجلة "نيويورك تايمز" أن "مع مرور كل يوم وكل دقيقة يفشل فيها الرئيس في فعل الشيء الصحيح، تتضاءل ثقتنا به، أنا وكثيرون غيري".
وأضاف "مع كل قنبلة أميركية الصنع تلقيها الحكومة اليمينية الإسرائيلية على غزة، تلف حالة خدر صارخة وشعور بالعجز كل شيء، مما يحد من أي مساحة يمكن للثقة أن تكبر فيها".
"قطر" لا تعليق
قال متحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، اليوم الثلاثاء، إن قطر لا يمكنها التعليق على تعليقات الرئيس الأميركي جو بايدن حول إمكانية اتفاق إسرائيل وحركة "حماس"، الأسبوع المقبل، على وقف إطلاق النار.
وذكر ماجد الأنصاري، في مؤتمر صحافي، أنه لا توجد انفراجة يمكن الإعلان عنها بخصوص اتفاق وقف إطلاق النار أو الرهائن، لكن قطر "تضغط بقوة" من أجل الموافقة على الاتفاق الذي طرح في باريس بين "حماس" وإسرائيل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف أن قطر متفائلة بخصوص محادثات الوساطة المتعلقة بغزة.
"حماس" تدرس مقترح "باريس"
في الأثناء، تلقت حركة "حماس" مسودة مقترح من محادثات باريس في شأن الهدنة في غزة يتضمن وقفاً لجميع العمليات العسكرية لمدة 40 يوماً ومبادلة معتقلين فلسطينيين برهائن إسرائيليين بنسبة 10 إلى واحد، وفقاً لما قاله مصدر كبير مقرب من المحادثات لـ"رويترز" اليوم الثلاثاء.
أضاف المصدر أنه بموجب وقف إطلاق النار المقترح، سيتم إصلاح المستشفيات والمخابز في غزة وإدخال 500 شاحنة مساعدات إلى القطاع يومياً.
الدول الوسيطة
وتحاول الدول الوسيطة، قطر ومصر والولايات المتحدة التفاوض في شأن تسوية بين إسرائيل وحركة "حماس" للتوصل إلى هدنة.
وأكد مصدر من حركة "حماس" أن المناقشات تركز على المرحلة الأولى من خطة وضعها الوسطاء في يناير (كانون الثاني)، وتنص على هدنة مدتها ستة أسابيع مرتبطة بالإفراج عن رهائن تحتجزهم "حماس" وسجناء فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل، فضلاً عن دخول كمية كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
لكن إسرائيل تطالب بالإفراج عن جميع الرهائن خلال فترة الهدنة، وأعلنت أن الهدنة لن تعني نهاية الحرب.
وتطالب "حماس" من جانبها بوقف كامل لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة ورفع الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ عام 2007.
وفد إسرائيلي توجه إلى قطر
وفي وقت سابق، قال مصدر لوكالة "رويترز" إن مسؤولين إسرائيليين توجهوا أمس الإثنين إلى قطر، حيث يوجد المكتب السياسي لحركة "حماس"، للعمل على بنود اتفاق هدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن في خطوة نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار تقول واشنطن إنه صار قريباً.
وتتعرض إسرائيل لضغوط من حليفتها الرئيسة الولايات المتحدة للموافقة على هدنة قريباً لتفادي هجوم هددت به إسرائيل على رفح آخر مدينة على الحدود الجنوبية لقطاع غزة التي يعيش بها يعيش أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وأضاف المصدر أن وفد العمل الإسرائيلي، المكون من مسؤولين في الجيش وجهاز الاستخبارات "الموساد"، مكلف بإنشاء مركز عمليات لدعم المفاوضات، وستشمل مهمته إجراء التدقيق المتعلق بالفلسطينيين الذين ترغب "حماس" في الإفراج عنهم، في إطار اتفاق إطلاق سراح الرهائن.
ويشير الوفد الإسرائيلي إلى أن محادثات السلام في حرب غزة استغرقت وقتاً أطول من المرات السابقة بعدما رفضت إسرائيل في بداية هذا الشهر عرضاً مقابلاً من "حماس" بهدنة مدتها أربعة أشهر ونصف الشهر.
وناقش مسؤولون إسرائيليون الأسبوع الماضي بنود اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في محادثات في باريس مع وفود من الولايات المتحدة ومصر وقطر، ولكن ليس مع "حماس".
أخطار عملية إسرائيل في رفح
في المواقف، أفاد الديوان الملكي الهاشمي بأن الملك الأردني عبدالله الثاني حذر من أخطار عملية عسكرية تخطط لها إسرائيل في رفح، وكرر دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار للمساعدة في حماية المدنيين في قطاع غزة وإيصال المساعدات التي تشتد الحاجة إليها.
أضاف أن السبيل الوحيد لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود هو "إيجاد أفق سياسي" للفلسطينيين يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ حرب عام 1967، بما في ذلك القدس الشرقية.
وعبر الملك الأردني عن قلقه في شأن هجمات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين في الضفة الغربية، وكرر المخاوف في شأن موجة عنف جديدة خلال شهر رمضان.
مقتل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية
ميدانياً، قالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" إن ثلاثة فلسطينيين قتلوا برصاص القوات الإسرائيلية في مواجهات بالضفة الغربية فجر اليوم الثلاثاء.
وقتل 400 فلسطيني في الأقل في اشتباكات مع جنود ومستوطنين إسرائيليين منذ الهجوم الذي شنه مسلحو حركة "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
عتبة الـ 30 ألفاً
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس" ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 29878 منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وبلغ عدد الجرحى 70215 منذ بدء القصف الإسرائيلي المدمّر على قطاع غزة المحاصر، وأفيد بمقتل 96 و172 إصابة خلال الساعات الـ 24 الماضية، وفق بيان الوزارة.
تقرير إسرائيلي لمحكمة العدل الدولية
من جهة اخرى، قال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل قدمت الإثنين تقريراً لمحكمة العدل الدولية في شأن الإجراءات التي اتخذتها في قطاع غزة امتثالاً لحكم أولي دعاها لتجنب تحركات قد تصل إلى حد "الإبادة الجماعية".
ولم يقدم المسؤول تفاصيل أخرى عن محتوى التقرير الذي قدم قبل ساعات من الموعد النهائي لتسليمه.
وكانت المحكمة التابعة للأمم المتحدة أمرت إسرائيل الشهر الماضي بتجنب أي تصرفات يمكن أن تقع تحت طائلة ميثاق الإبادة وضمان أن تلتزم قواتها عدم ارتكاب أعمال تنضوي على الإبادة ضد الفلسطينيين بعدما اتهمتها جنوب أفريقيا بارتكاب "أعمال إبادة". غير أن إسرائيل وحلفاءها الغربيين وصفوا تلك المزاعم بأن لا أساس لها.
وتقول المحكمة في قرارها إنه ينبغي لإسرائيل بصورة خاصة منع أو معاقبة أي تحريض علني على ارتكاب "إبادة" ضد الفلسطينيين في غزة والاحتفاظ بأي أدلة تتعلق بمزاعم الإبادة هناك. وذكرت أيضاً أنه على الدولة اتخاذ إجراءات لتحسين الوضع الإنساني للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
ويمكن أن يستغرق الوصول إلى حكم نهائي في لاهاي سنوات.
وشنت إسرائيل الحرب على غزة بعد هجمات مسلحي حركة "حماس" في السابع من أكتوبر على بلدات في جنوبها، التي تقول إنها أدت إلى مقتل 1200 واحتجاز 253 رهينة.
وفي الشهور الأربعة التي تلت هجمات "حماس"، تقول السلطات الفلسطينية إن إسرائيل قتلت نحو 30 ألفاً في غزة المحاصرة وشردت أغلب سكانها وعددهم 2.3 مليون وتسببت في انتشار الجوع وتفشي المرض وحولت مساحات شاسعة من أراضيها إلى خراب.
إلى لبنان حيث ذكر "حزب الله"، اليوم، أنه استهدف قاعدة إسرائيلية للمراقبة الجوية بدفعة صاروخية كبيرة، رداً على الهجوم الإسرائيلي على منطقة بعلبك بشرق لبنان أمس.
ولاحقاً أفيد بأن إسرائيل شنت غارتين جويتين على بلدتي جبشيت (جنوب) والبيسارية (قرب مدينة صيدا) للمرة الأولى.