استعاد نادي مانشستر سيتي الإنجليزي قوته الهجومية الضاربة قبل أهم فترات الموسم الحالي (2023 - 2024) في سبيل سعيه إلى التتويج بالثلاثية التاريخية للمرة الثانية على التوالي بعد فوزه بألقاب الدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الاتحاد الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي، قبل إضافة كأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية في الموسم الحالي.
وشهدت مباراة الدور الخامس من كأس الاتحاد الإنجليزي أمس الثلاثاء تسجيل المهاجم النرويجي إرلينغ هالاند خمسة أهداف، أربعة منها من صناعة زميله البليجيكي كيفين دي بروين، في اكتساح مانشستر سيتي لمضيفه لوتون تاون بنتيجة (6 - 2) ليتأهل إلى المرحلة المقبلة.
ويحتل مانشستر سيتي المركز الثاني في ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 59 نقطة بعد مرور 26 جولة، بفارق نقطة واحدة خلف المتصدر ليفربول، ويأمل فريق المدرب الإسباني بيب غوارديولا في إنهاء الموسم محققاً اللقب المحلي للمرة الـ10 في تاريخه، والسادسة في آخر سبعة مواسم.
وفي مسابقة دوري أبطال أوروبا ألحق مانشستر سيتي هزيمة متوقعة بضيفه كوبنهاغن الدنماركي بنتيجة (3 - 1) في ذهاب دور الـ16، وتجمعهما مواجهة الإياب يوم الأربعاء السادس من مارس (آذار) المقبل.
ويبدو مانشستر سيتي الآن أكثر حيوية وخطورة مما كان في الأسابيع الأخيرة بعدما عاد الانسجام والتألق للثنائي الهجوم الأخطر في أوروبا الذي يضم هالاند ودي بروين، إذ أصبح التناغم بين المهاجم النرويجي وصانع اللعب البلجيكي مترابطاً بشكل لا يمكن إيقافه، وبينما بات هذا التعاون الملفت للنظر موضوعاً متكرراً منذ وصول هالاند في الصيف قبل الماضي، لكن ما يمكن أن تحققه هذه الثنائية لموسم آخر على التوالي قد يبدو أمراً مرهقاً للمنافسين.
ولم يكن التعاون بينهما محصوراً في المساهمات الفردية في التسجيل فقط، بل كانا لاعبين رئيسين في رحلة مانشستر سيتي المحملة بالجوائز، فخلال الموسم الماضي الذي كان الأول لهالاند (23 سنة) بقميص الفريق الأزرق السماوي، نجح في تسجيل 52 هدفاً وصناعة تسعة في 53 مباراة، وسجل دي بروين (32 سنة) 10 أهداف لكنه حقق رقماً استثنائياً في صناعة الأهداف برصيد 31 تمريرة حاسمة في 49 مباراة.
لكن الثنائية الخطرة تعرضت لضربة شديدة خلال الموسم الحالي الذي شهد غياب هالاند لـ61 يوماً وابتعاده عن 12 مباراة لفريقه بسبب إصابة برد فعل إجهادي في عظام القدم، فيما وصلت مدة غياب دي بروين إلى 138 يوماً، فوت خلالها 32 مباراة بسبب تعرضه لإصابة عضلية شديدة ثم عانى مشكلات في اللياقة البدنية، قبل العودة في نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومنذ عاد للمشاركة أساسياً لعب دي بروين 12 مباراة سجل خلالها هدفين وصنع 12 هدفاً لزملائه، وانطلقت مشاركات هالاند من جديد في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، ولعب حتى الآن 30 مباراة في كل البطولات مسجلاً 27 هدفاً وقدم ست تمريرات حاسمة.
ما يميز هذا الثنائي هو ليس فقط براعتهما الفردية ولكن تأثيرهما الجماعي في أداء الفريق الذي يفتخر بسجل رائع من 35 فوزاً وثمانية تعادلات وست هزائم فقط في المباريات الـ49 التي شهدت مشاركة النجمين معاً، مع استمرار الفريق في سلسلة بلا هزائم منذ الخامس من فبراير (شباط) 2023، عندما يلعب النجمان معاً.
وتمثل قدرة المدرب غوارديولا على استغلال قوى اللاعبين معاً مفتاحاً حقيقياً لنجاحهما، بل تكون مشاركة دي بروين بمثابة شهادة ضمان لتألق هالاند عبر التمريرات الدقيقة الكاسرة للخطوط التي تظهر أهم مميزات النرويجي في سرعة الاختراق وقوة التسديد.
ويتجاوز التفاهم بين هالاند ودي بروين الحاجة إلى النظر لبعضهما بعضاً، فعندما يتلقى هالاند الكرة أمام خط الدفاع يكون خياره الأول هو التمرير إلى دي بروين ثم التحرك إلى العمق لمواجهة المرمى، قبل أن تعود له الكرة بتمريرة دقيقة من صانع الألعاب الأفضل في أوروبا.
ومع استمرار مانشستر سيتي في ملاحقة النجاح في مختلف البطولات، تظل شراكة هالاند ودي بروين رمزاً للتفوق وعاملاً رئيساً في سعيهما إلى مزيد من الانتصارات.
ولم يجد لوتون تاون الذي يحتل المركز الـ18 في ترتيب الدوري الإنجليزي أي حلول لإيقاف هالاند الذي سجل ثلاثيته الثامنة مع سيتي قبل نهاية الشوط الأول، ثم سجل هدفين آخرين بعد الاستراحة.
وأصبح هالاند أول لاعب ينتمي للدوري الإنجليزي الممتاز يسجل خمسة أهداف في مباراة بكأس الاتحاد الإنجليزي منذ أن سجل جورج بست ستة أهداف لمانشستر يونايتد في شباك نورثامبتون تاون في 1970.
وقال هالاند الذي سجل أول ثلاثية له مع سيتي خارج ملعب الفريق، في تصريحات إعلامية "كيفن دي بروين رائع، إنه يفعل ما يتميز به، اللعب معه من دواعي السرور".
وأضاف "نعرف ما يريده كل منا من الآخر، والأمر يعمل جيداً، أنا عائد لأفضل مستوياتي وأشعر بأنني على ما يرام، هو شعور رائع، نحن قادمون وتنتظرنا فترة رائعة ونحن مستعدون للهجوم".
وسجل هالاند خمسة أهداف فقط خلال آخر 11 مباراة سابقة له مع مانشستر سيتي، إذ عانى إصابة في القدم ظن بعضهم أنها نالت من مستواه.
وقال غوارديولا "إرلينغ كان متوهجاً وكيفن كان مثالياً، إرلينغ بحاجة إلى لاعب مثل كيفن وكيفن بحاجة إلى لاعب مثل إرلينغ".