تتجه السعودية إلى إشراك قطاعات مثل الثقافة والرياضة وحقوق الإنسان من أجل حوكمة تطوير مناهجها الدراسية بعد إعلانها اليوم إطلاق "المركز الوطني للمناهج"، الذي يأتي ضمن سعي البلاد إلى إصلاح السياسات التعليمية ومخرجات التعليم، وآخرها إدراج مواد دراسية جديدة مثل "التفكير الناقد"، وإطلاق فصول افتراضية استفاد منها أكثر من 6 ملايين طالب وطالبة.
وأعلنت البلاد اليوم موافقة مجلس الوزراء، ليصبح المركز الجديد مستقلاً تتكامل فيه أدوار القطاعات الحكومية ذات العلاقة بالمستهدفات الوطنية من خلال المناهج.
وكشف وزير التعليم السعودي يوسف البنيان عن أن "بلاده تقدمت خمس مراتب عالمياً، وتحسن التعليم بمعدل 19 نقطة". وعلى رغم هذا بحسب البنيان فإنه "لا يحقق طموحاتنا بعد"، وأضاف "علينا الاستثمار بمعلمينا لنصل إلى أعلى مستوى بالمهارات والقيم".
وزير التعليم يعلن إطلاق "المركز الوطني للمناهج" كجهة مستقلة ضمن أعمال مؤتمر مبادرة القدرات البشرية.https://t.co/8NrZpwP1LI#واس_عام pic.twitter.com/Vxz02qOsrF
— واس العام (@SPAregions) February 29, 2024
وحول المركز الجديد يقول الوزير السعودي، خلال مشاركته في أول مؤتمر عالمي متخصص لتطوير القدرات البشرية المقام فيه الرياض، إن "الحاجة ملحة إلى تزويد المعلمين بحزمة من المهارات اللازمة من دون الاقتصار على تطوير المناهج فقط".
ويناقش المؤتمر الذي يحمل شعار "مبادرة القدرات البشرية" الأفكار الطموحة التي تعزز جهوزية القدرات البشرية لمواكبة التغيرات السريعة في العالم، بمشاركة أكثر من 150 متحدثاً من القادة والخبراء في مجال تنمية القدرات البشرية عبر أكثر من 60 جلسة حوارية.
التعلم مدى الحياة
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أطلق في سبتمبر (أيلول) 2021 برنامج تنمية القدرات البشرية، وهو أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، وأوضح حينها ولي العهد أن خطة البرنامج تتضمن 89 مبادرة بهدف تحقيق 16 هدفاً استراتيجياً من أهداف رؤية المملكة 2030، وتشتمل استراتيجية البرنامج على ثلاث ركائز رئيسية، وهي تطوير أساس تعليمي متين ومرن للجميع، والإعداد لسوق العمل المستقبلي محلياً وعالمياً، وإتاحة فرص التعلم مدى الحياة".
وترتكز أعمال المركز الجديد على تطويـر حوكمـة منظومة المناهج وإشراك القطاعات ذات العلاقة مثل الثقافة والرياضة وحقوق الإنسان فـي صناعة القرار، إضافة إلى بناء شراكات مع خبرات عالمية للعمل وفق منهجيات بحثية علمية تتسق مع متطلبات الأجيال الجديدة، من خلال "الاستفادة من أدوات التحول الرقمي والتركيز على المهارات لإعداد المواطن المنافس عالمياً".
فصول افتراضية
وكان لافتاً في عصر "كورونا" وما بعده استمرار التعليم في السعودية بعد إطلاق منصة "مدرستي" التي وفرت مجموعة كبيرة من الخدمات التعليمية بما فيها الفصول الافتراضية، وهي التي استفاد من خدماتها أكثر من 6 ملايين طالب وطالبة.
ويقول الوزير السعودي، في الجلسة التي حملت عنوان "تسليط الضوء على التعليم"، إن التقديرات الدولية "تقول إن 40 في المئة من مهارات العمل ستتعرض لتغيير ثوري في السنوات المقبلة مع الذكاء الاصطناعي، والتقدم سيكون مسؤولاً عن صياغة 70 في المئة من ممارسات الأعمال عالمياً، مشدداً على أنه من الضروري العمل بكثافة لتعزيز القدرات البشرية ومخرجاتها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وهو هدف أحاطه المركز الذي بات مستقلاً، إذ تأتي ضمن مهماته تطوير معايير المناهج والخطط الدراسية والأوزان النسبية والمحتوى التعليمي المطبوع والرقمي ومناهج التعليم الخاص والبحث والتطوير والابتكار في مجال المناهج.
وأضاف البنيان الذي يشغل منصب رئيس اللجنة التنفيذية لبرنامج تنمية القدرات البشرية أن "التقدم في قطاعات مثل التقنية والرعاية الصحية والذكاء الاصطناعي يعتمد على قوة عمل جاهزة للمستقبل بحقيبة مهارات مناسبة"، مؤكداً أهمية ترقية وتحديث الموارد والقدرات البشرية.
وتأتي ضمن أعمال المركز الذي تعول عليه الرياض في نقلة نوعية لتعليمها "التنسيق والمواءمة بين مناهج التعليم العام والتعليم ما بعد العام لسد حاجات السوق الحالية والمستقبلية، إلى جانب المواءمة مع المتغيرات والمستجدات من خلال عمليات التطوير الشامل والتحديث المستمر للمناهج".
التعليم من الطفولة
وتهدف السعودية ضمن مشروع "تنمية القدرات البشرية" على بناء استراتيجية وطنية طموحة لتنمية قدرات المواطن، بدءاً من مراحل الطفولة المبكرة، مروراً بالتعليم العام، والتعليم الجامعي والتدريب التقني والمهني، ووصولاً إلى التدريب والتعلم مدى الحياة، بمشاركة الجهات الحكومية والقطاع الخاص والقطاع غير الربحي.
وهو ما تحقق جزئياً بحسب الوزير الذي قال "وصلنا إلى وضع أفضل في التعليم المبكر في عام 2019، إذ وصلنا إلى 10 في المئة، والآن وصلنا إلى نسبة 34 في المئة ونسعى إلى الوصول إلى 90 في المئة بحلول عام 2030".
وتضمنت إصلاحات التعليم بالسعودية أخيراً بجانب "تنقيح بعض المناهج" تحديثاً للمحتوى التعليمي، وتطويراً للخطط الدراسية من خلال إدخال مواضيع وكتب مدرسية جديدة، إلى جانب تعزيز المواطنة العالمية وقيم السلام والتسامح والتفاهم المتبادل والتنوع الثقافي.