ملخص
قتل يحيى ديلو جيرو بمقر حزبه برصاصة بالرأس قبيل أشهر من الانتخابات المقررة في مايو وهو أبرز معارضي رئيس المجلس العسكري محمد إدريس ديبي إتنو
دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم السبت، إلى إجراء تحقيق مستقل مدعوم من الخارج في مقتل يحيى ديلو جيرو، أبرز معارض في تشاد، قبل الانتخابات المقررة بعد شهرين.
وكان ديلو جيرو المعارض الرئيس وقريب محمد إدريس ديبي إتنو الذي أعلنه المجلس العسكري الحاكم في البلاد رئيساً انتقالياً في عام 2021.
ويتهم الحزب "الاشتراكي بلا حدود" ومعارضون آخرون السلطات بـ"اغتيال" المعارض في مقر الحزب لاستبعاده من الانتخابات الرئاسية المقررة في السادس من مايو (أيار) المقبل.
وقال الأمين العام للحزب "الاشتراكي بلا حدود" روبرت غامب، لوكالة الصحافة الفرنسية، "إنه إعدام، لقد أطلقوا عليه النار من مسافة قريبة لإعدامه لأنه أصبح مصدر إزعاج".
الحادثة
ويتداول أقرباء ديلو منذ أول من أمس الخميس صورة على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، لم يتم بعد التحقق من صحتها، تظهر جثة شخص يشبه المعارض الراحل مع آثار رصاصة ظاهرة في الرأس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووجه متحدث باسم الحزب "الاشتراكي بلا حدود" أصابع الاتهام إلى الحرس الرئاسي، وهو وحدة النخبة في الجيش المسؤولة عن أمن رئيس الدولة، بقيادة الهجوم على مقر الحزب في وسط نجامينا.
وشاهد صحافيون من وكالة الصحافة الفرنسية شاحنات مليئة بعناصر الحرس الرئاسي يعتمرون "قبعاتهم الحمر" التي تميزهم تتجه بسرعة عالية نحو مقر الحزب، قبل أن يسمع دوي نيران أسلحة آلية ثقيلة وانفجارات من المبنى المحاصر، لكن وزير الاتصالات عبدالرحمن كلام الله قال، "لم نعدم أحداً". وأضاف، "رفض الاستسلام، ووقع تبادل لإطلاق الرصاص، ولم يحدث إعدام" في هذا الهجوم الذي أسفر وفقاً له عن مقتل أربعة جنود وثلاثة من أعضاء الحزب، متهماً ديلو بأنه "أطلق هو نفسه النار على قوات الأمن".
استبعاده من الانتخابات
وقالت "هيومن رايتس ووتش" في بيان إن "مقتل مرشح رئاسي محتمل خلال هجوم شنته قوات الأمن التشادية على مقر حزب معارض يثير مخاوف في شأن الأجواء التي ستكون عليها الانتخابات المقررة في السادس من مايو".
وأوضح مدير منطقة وسط أفريقيا لويس مادج، "الظروف المحيطة بمقتل يحيى ديلو غير واضحة، لكن مقتله العنيف يبرز الأخطار التي يواجهها السياسيون المعارضون في تشاد، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات".
وأضافت المنظمة الحقوقية في بيانها أنها "اطلعت على صور عدة أرسلها مصدر موثوق مقرب من ديلو تظهره مقتولاً برصاصة واحدة في الرأس".
ووفق الحكومة، كان ديلو مطلوباً بتهمة التحريض على "محاولة اغتيال" مفترضة لرئيس المحكمة العليا قبل 10 أيام، وقاد هجوماً على مقر جهاز الاستخبارات النافذ الثلاثاء الماضي.
ونفى المعارض ذلك بشدة في رسالة صوتية بعثها إلى وكالة الصحافة الفرنسية قبل ساعات من مقتله، واتهم المجلس العسكري الحاكم بحياكة تهم بحقه بهدف استبعاده من الانتخابات الرئاسية.
وكان ديلو أحد أشد المعارضين الذين يخشاهم محمد إدريس ديبي إتنو، ويعود ذلك وفق مراقبين إلى قرابته به، وكلاهما من إثنية الزغاوة التي تشكل أقلية في تشاد، لكنها تحتكر أعلى المناصب في الجيش وأجهزة الدولة منذ أكثر من 33 عاماً.