Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السعودية: حان الوقت لاتخاذ قرار الاعتراف بدولة فلسطينية

"التعاون الإسلامي" فوضت مجموعتها في نيويورك صياغة وثيقة تجمع تأييد الدول لمنح رام الله العضوية الكاملة في الأمم المتحدة

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود (واس)

دعت منظمة التعاون الإسلامي دولها إلى توفير الغطاء الدولي اللازم نحو الضغط للاعتراف بدولة فلسطينية، وقالت المجموعة إنها ترحب بتزايد الدول الراغبة في تأييدها.

جاء ذلك خلال اجتماع استثنائي لوزراء خارجية المنظمة في جدة حذرت فيه السعودية من التداعيات بالغة الخطورة لاقتحام واستهداف مدينة رفح في قطاع غزة، مؤكدة أن "خطط توسيع العمليات العسكرية نحو رفح لن تجلب سوى مزيد من المعاناة للمدنيين العزل المستهدفين في قطاع غزة".

وجدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود رفض الدول الإسلامية بصورة قاطعة التهجير القسري للشعب الفلسطيني إلى خارج الأراضي الفلسطينية، داعياً إلى أهمية السماح بالعودة الفورية للنازحين بصورة آمنة.

وقال إن بلاده لمست "تطوراً إيجابياً في مواقف بعض الدول، وتفهماً لحجم الكارثة، ورأينا تزايداً في عدد الدول التي تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، كما سمعنا من عدد من الدول استعدادها من حيث المبدأ للاعتراف بدولة فلسطين"، في إشارة إلى الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.

وفي هذا الصدد قال الوزير إنه يوجه رسالة إلى تلك الدول بأن "الوقت حان لاتخاذ قرارهم بالاعتراف بدولة فلسطين واستمرار الضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة، والقبول بحل الدولتين".

وجاء في البيان الختامي لوزراء الخارجية أمس تأكيد أهمية أن تكثف دولهم الضغط في سبيل إقناع أجزاء أوسع من المجتمع الدولي لتعترف بدولة فلسطينية ولو من جانب واحد.

تحرك لصياغة وثيقة تحشد الاعتراف

ونص على دعوة الأعضاء إلى "دعم الجهود الرامية إلى توسيع الاعتراف بدولة فلسطين وانضمامها كعضو كامل العضوية إلى الأمم المتحدة كخطوة أساس نحو تحقيق حل الدولتين على حدود عام 1967"، منوهاً بحراك المجموعة الإسلامية في نيويورك والمتمثل في "صياغة وثيقة تجمع تأييد الدول لمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة، وتقديمها إلى الأمين العام ومجلس الأمن والجمعية العامة"، داعياً إلى دعم هذا التحرك الفلسطيني على أرفع المستويات.

وكلف التكتل الإسلامي مجموعته في نيويورك بالدعوة "إلى عقد اجتماع للجمعية العامة في شأن الاعتراف بدولة فلسطين، وتقديم مشروع قرار في هذا الاجتماع للاعتراف بدولة فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة، ويدعو الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين بعد إلى القيام بذلك في أقرب وقت ممكن".

رفض المساس بـ"أونروا"

 كما رفض المجلس أي مساس بدور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) مستنكراً الضغوط والابتزاز الذي تتعرض له الوكالة في ظل الأوضاع المأسوية في قطاع غزة وشح الموارد والمساعدات، بما في ذلك حملة التحريض المتواصلة التي تمارسها حكومة الاحتلال الإسرائيلي ضد "أونروا" ورغبتها في تصفية وجودها، بحسب البيان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ودانت المنظمة تعليق بعض الدول دعمها المالي للوكالة وطالبتها بالتراجع الفوري عن موقفها وزيادة دعمها المالي، مؤكدة مواصلة دعم دور الوكالة إلى أن تنتهي محنة اللاجئين الفلسطينيين، وفق حل عادل وشامل يضمن حق عودتهم لديارهم التي شردوا منها، واستعادة ممتلكاتهم وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وعلى النحو الذي نص عليه قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (194) في الـ 11 من ديسمبر (كانون لأول) 1948.

 ودعا مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إلى تفعيل شبكة الأمان المالية الإسلامية وفقاً لقرار الدورة الـ 14 لمؤتمر القمة الإسلامي، لتوفير المساهمات المالية والدعم الاقتصادي والإنساني والتنموي لحكومة دولة فلسطين، وكذلك لوكالة "أونروا"، وتأكيد ضرورة حشد الشركاء الدوليين لإعادة إعمار غزة والتخفيف من آثار الدمار الشامل نتيجة العدوان الإسرائيلي.

وأيدت السعودية بدورها هذا المسعى، إذ أكدت على لسان وزير خارجيتها أنها "ستواصل دعمها لوكالة ’أونروا‘ وتحث الداعمين كافة على الاضطلاع بدورهم الداعم للمهمات الإنسانية تجاه اللاجئين الفلسطينيين داخل قطاع غزة المحاصر"، مطالباً الدول التي علقت دعمها بالعدول عن هذا القرار نظراً إلى أهمية استمرار الوكالة في أداء مهماتها بما يضمن توفير المتطلبات الأساس للفلسطينيين، للتخفيف من آثار الأزمة الإنسانية.

وجدد الوزير تأكيد ضرورة العمل على "إنهاء المعاناة وتوفير الأمل للشعب الفلسطيني وتمكينه من الحصول على حقوقه في العيش بأمان، وتقرير المصير عبر مسار موثوق لا رجعة فيه لإِقامة دولته الفلسطينية بحدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة".

سفير فلسطين: هذا ما وعدتنا السعودية

وفي السياق يعتبر السفير الفلسطيني في السعودية باسم آغا في تصريحات صحافية إلى "اندبندنت عربية" تعليقاً على الجهود السعودية المتلاحقة في هذا الصدد أن "وضع الرياض النقاط على الحروف وتثبيت مواقفها مرة بعد أخرى يبرهن على صلابة نهجها في دعم هذه القضية منذ عهد الملك عبدالعزيز، لأنه نابع من قيم وصدق وليس بغرض الاستهلاك السياسي، فهو قول وفعل".

ولدى سؤاله عن آخر ما سمعه من السعوديين وسط تجدد الحديث حول ملف تسوية القضية عبر حل الدولتين، أكد آغا "قالوا لنا بصريح العبارة نحن معكم حتى الدولة بعاصمتها القدس".

وأضاف، "نحن نعتبر هذا التثبيت الدائم في كل منعطف صعب بلسم الجرح الفلسطيني، وهو يعطي قيادته وشعبه أملاً لا يكذب"، مستذكراً محطات عدة منذ الملك عبدالعزيز خلال لقائه مع روزفلت، وحتى الأزمة الأخيرة في قطاع غزة، وقيادة السعودية جهداً دولياً للضغط على إسرائيل لإيقاف الحرب والتقليل من آثارها على المدنيين، والانطلاق إلى عملية سلام أبعد على رغم المراوغات الإسرائيلية.

الرواية الإسرائيلية ليست في موقع قوة

وعند سؤال آغا عما إذا كان اللوبي الإسرائيلي في واشنطن تمكنه علاقاته الواسعة من إجهاض جهود المجموعة الإسلامية أضاف، "دأب هؤلاء الناس هو الخديعة، وقد تعودنا منهم أي تصرف، ولكنهم يجهلون ثبات الموقف السعودي".

وترى الباحثة المتخصصة في شؤون البيت الأبيض مرح البقاعي في سياق آخر أن حكومة نتنياهو ليست في موقع قوة في المشهد الأميركي حالياً، إلا أنها ترى "الدعم الذي تقدمه واشنطن للحليف الإسرائيلي دعماً للدولة وليس لشخص أي رئيس وزراء أو زعيم إسرائيلي".

وتعتقد البقاعي أن "ملف التحقيق الذي فتح الآن لمعرفة الأسباب والمسؤول عن التقصير في الحكومة الإسرائيلية، والأمر الذي أدى إلى هذا الاختراق الأمني الأعظم في تاريخ الدولة منذ تأسيسها وشهدناه في أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، سينتهي بسقوط حكومة نتنياهو سقوطاً شعبياً مدوياً، وانتهاء للتطرف الإسرائيلي الذي يحكم الائتلاف الحكومي في وزارة نتنياهو".

لكن تباين وجهات النظر بين واشنطن وتل أبيب حول الحرب في غزة وما بعدها، في وقت بدأ سباق الانتخابات الأميركي، قد تدفع النشاط العربي في نيويورك إلى أفق أبعد حتى وإن لم يتكلل بالاعتراف المرجو بدولة فلسطين، إلا أن الخطوات الأولية دائماً مهدت لأخرى أكبر تأتي لاحقاً.

يذكر أن التكتل العربي والإسلامي في المنظمة الأممية قاد جهداً دولياً منذ اندلاع الأزمة، مما أعطى زخماً للحق الفلسطيني وحاصر الرواية الإسرائيلية في أروقة المنظمات الدولية على رغم احتمائها بالـ "فيتو" الأميركي.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير