ملخص
روسيا توقف المرور على جسر القرم وتعلن تدمير 47 مسيّرة أوكرانية وزيلينسكي يقول إن روسيا لن تدعى إلى أول قمة للسلام مزمع عقدها في سويسرا
قُتلت امرأة وأُصيب آخرون في قصف روسي على منطقة خيرسون فيما قُتل مدنيان على الأقل في هجمات على وسط وشرق أوكرانيا، بحسب ما أعلنت كييف، اليوم السبت.
وقالت وزارة الداخلية الأوكرانية إن قصفاً روسياً أودى بامرأة تبلغ 58 سنة في قرية أوليفكا (جنوب) المطلة على نهر دنيبرو.
وتحدث مسؤولون عن سقوط قذيفة روسية قرب مبنى سكني في مدينة خيرسون وتسببت بإصابة طفل.
وقالت إدارة خيرسون على شبكات التواصل الاجتماعي، "الليلة الماضية، ضرب الجيش الروسي المدينة بقنبلة. سقطت القذيفة بالقرب من مبنى مؤلّف من خمسة طوابق".
ونشرت سلطات خيرسون مقطع فيديو يظهر فيه مبنى مدمّر وحفرة كبيرة خارجه.
وأشارت السلطات المحلية إلى أن "طفلاً يبلغ سبع سنوات أُصيب بسبب القصف ويخضع للمراقبة الطبية"، لافتةً إلى أن "حياة الطفل ليست في خطر".
وأشارت السلطات إلى انتشال شخصين آخرين على قيد الحياة من تحت ركام المبنى المدمّر فيما "أجلي باقي السكان بسرعة".
وقال مسؤولون في منطقة دنيبروبتروفسك إن قصفاً روسياً أودى بفتى كان يسير مع شقيقه الأكبر في قرية تشيرفونوغريغوريفكا المطلة على نهر دنيبرو.
وقالت وزارة الداخلية "تعرّض شقيقان لإطلاق النار وسط الشارع، عمرهما 16 و22 سنة. قضى الأصغر متأثراً بجروحه". وأضافت الوزارة "نُقل الأكبر إلى المستشفى وهو مصاب بجروح خطيرة. يسعى الأطباء إلى إبقائه على قيد الحياة".
وفي منطقة دونيتسك (شرق) المحاصرة، قُتل رجل في قرية تشاسيف يار، بحسب ما أفاد مسؤولون.
وقال حاكم المنطقة فاديم فيلاشكين على شبكات التواصل الاجتماعي "أُصيب رجل يبلغ 46 سنة بجروح قاتلة". وأعلن فيلاشكين في وقت سابق أن مسؤولين أجلوا نحو 200 شخص من قرى تقع على جبهة القتال بينهم 21 طفلاً وسط القتال العنيف.
تدمير مسيرات
وكانت موسكو أعلنت في وقت سابق السبت أنها دمرت 47 مسيرة أطلقتها كييف في أجواء مناطق جنوب روسيا خلال الليل، معظمها في منطقة روستوف الحدودية مع أوكرانيا.
وأفاد الجيش الروسي في بيان عبر منصات التواصل بأن "أنظمة الدفاع الجوي العاملة دمرت مسيرة (واحدة) فوق منطقة بيلغورود، ومسيرتين فوق منطقة كورسك، وثلاث مسيرات فوق منطقة فولغوغراد، و41 مسيرة فوق منطقة روستوف".
وتعد روستوف مركزاً مهماً للجيش الروسي لتخطيط عملياته العسكرية في أوكرانيا ضمن الحرب التي دخلت عامها الثالث.
وقال حاكم روستوف فاسيلي غولوبيف إن الهجمات بالمسيرات طاولت مدينة تاغانروغ المطلة على بحر آزوف، والقريبة من المناطق الأوكرانية التي تحتلها روسيا، مشيراً إلى سقوط جريح.
وأفادت حسابات على قنوات على التواصل الاجتماعي مقربة من الجيش الروسي بأن أوكرانيا استهدفت مصنعاً للطائرات في تاغانروغ.
وقالت قناة "ريبار" المقربة من الجيش، على "تيليغرام"، "في تاغانروغ، على الأرجح، كان هدف الغارة هو مصنع بيريف للطائرات".
وأشارت إلى أن هدفاً آخر كان قاعدة جوية في بلدة موروزوفسك الروسية.
بدوره، أفاد رومان ستاروفويت حاكم منطقة كورسك الواقعة شمال روستوف، بأن عيادة تضررت جراء الهجمات.
ونشر ستاروفويت شريطاً على منصات التواصل يظهر فيه خارج العيادة التي تضرر مبناها في مدينة كورسك. وقال "لحسن الحظ، الجميع على قيد الحياة".
وأشار إلى أن المسعفين أجلوا المرضى من مستشفى قريب.
وتقع مدينة كورسك على مسافة 120 كيلومتراً من الحدود الأوكرانية، ويقطنها نحو 440 ألف نسمة.
كما قالت السلطات الروسية على تطبيق "تيليغرام" إنه تم وقف مرور السيارات على جسر القرم على نحو مؤقت اليوم، في خطوة تتخذ عادة بسبب وقوع أو توقع هجمات.
ويربط الجسر بين روسيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو من أوكرانيا في 2014 لكن كييف لا تزال تعتبرها جزءاً من أراضيها.
قمة سلام
وأمس الجمعة، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا لن تدعى إلى أول قمة للسلام مزمع عقدها في سويسرا.
وبعد محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول، قال زيلينسكي إنه قد يدعى ممثل روسي إلى الاجتماع التالي بعد بحث خريطة طريق للسلام والاتفاق عليها مع حلفاء أوكرانيين في القمة التي ستعقد في سويسرا.
وأعلن أردوغان إثر استقباله نظيره الأوكراني في إسطنبول أن بلاده مستعدة لاستضافة قمة سلام بين روسيا وأوكرانيا، مؤكداً دعمه وحدة أراضي أوكرانيا.
وقال أردوغان لصحافيين وإلى جانبه زيلينسكي "نحن مستعدون لاستضافة قمة سلام تشارك فيها روسيا". وكرر أردوغان "دعمه لسيادة ووحدة أراضي" أوكرانيا، مؤكداً أنها "حليفة استراتيجية" لبلاده. وقال "بينما نواصل تضامننا مع أوكرانيا، سنواصل العمل لإنهاء الحرب وللتوصل إلى سلام عادل يتم التفاوض في شأنه".
من جهته أعرب زيلينسكي عن "امتنانه" لنظيره التركي، قائلاً إنه "اعترف منذ البداية (...) بوحدة أراضينا وسيادتنا، بما يشمل شبه جزيرة القرم الأوكرانية" التي ضمتها موسكو في عام 2014.
وأضاف زيلينسكي أن "أي مقترح لتسوية هذه الحرب يجب أن ينطلق من الصيغة التي تطرحها الدولة التي تدافع عن أراضيها وشعبها". وتابع "نريد سلاماً عادلاً".
ووضعت أوكرانيا انسحاب القوات الروسية من أراضيها كشرط مسبق لإجراء محادثات مع موسكو.
إلى ذلك، أعلن زيلينسكي أنه "سلم قائمة بأسماء مواطنين أوكرانيين، وخصوصاً من تتار القرم، تقمعهم روسيا (...) ويتم احتجازهم في سجون ومعسكرات روسية في ظروف قاسية جداً وغير إنسانية".
وسعت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي للحفاظ على علاقات جيدة مع موسكو وكييف خلال الحرب المستمرة منذ سنتين، ويقدم أردوغان نفسه كوسيط رئيس وصانع سلام محتمل.
محادثات باءت بالفشل
واستضافت تركيا محادثات لوقف إطلاق النار بين كييف وموسكو في الأسابيع الأولى للحرب باءت بالفشل. وتريد أنقرة إحياء تلك المحادثات.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في وقت سابق هذا الشهر إن "الجانبين وصلا الآن إلى الحد الأقصى لما يمكنهما تحقيقه من خلال الحرب" مضيفاً "نعتقد أن الوقت حان لبدء حوار نحو وقف لإطلاق النار".
والموقع الاستراتيجي لتركيا على البحر الأسود وسيطرتها على مضيق البوسفور يمنحانها دوراً عسكرياً وسياسياً واقتصادياً فريداً في النزاع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
اتفاقية حبوب البحر الأسود
في يوليو (تموز) 2022 توسطت أنقرة والأمم المتحدة في اتفاقية حبوب البحر الأسود، أهم اتفاقية دبلوماسية تم التوصل إليها حتى الآن بين كييف وموسكو.
وانسحبت موسكو بعد عام من المبادرة التي أتاحت المرور الآمن للصادرات الزراعية الأوكرانية عبر البحر الأسود المزروع بالألغام، واشتكت من أن الشروط غير عادلة.
واستخدمت كييف منذ ذلك الحين طريقاً ملاحياً بديلاً على طول الساحل لتجنب المياه الدولية المتنازع عليها. وتضغط تركيا بقوة للتوصل إلى اتفاق يضمن النقل الآمن للبضائع مرة أخرى في تلك المياه.
وبعد زيارة لتركيا العام الماضي، عاد زيلينسكي إلى بلاده مع خمسة من كبار قادة كتيبة آزوف كان من المفترض أن يبقوا في تركيا حتى نهاية النزاع بموجب صفقة تبادل أسرى مع موسكو.
وقال مكتب زيلينسكي إن الرئيس الأوكراني زار الجمعة "أحواض بناء سفن، إذ يتم بناء طرادات لبحريته" والتقى ممثلي شركات تركية تعمل في الصناعات الدفاعية.
الطاقة الروسية
وعبر حلفاء تركيا الغربيون عن قلقهم إزاء علاقاتها مع موسكو. وتعتمد أنقرة على الطاقة الروسية ويتركز عليها الاهتمام مع سعي روسيا لتجنب القيود التجارية الغربية.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركات تركية عدة لمساعدتها روسيا على شراء سلع يمكن أن تستخدمها قواتها المسلحة.
ويأتي اجتماع أردوغان وزيلينسكي بعد أسبوع على لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره التركي فيدان في منتدى دبلوماسي في أنطاليا.
زيارة بوتين إلى تركيا
وكان من المقرر أن يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تركيا الشهر الماضي، لكنه أجل الزيارة بحسب ما نقلت وسائل إعلام تركية وروسية عن مصادر دبلوماسية.
وقال الكرملين إنه سيعيد جدولة الزيارة، لكنه لم يحدد موعداً لذلك.
تضاؤل المساعدات
من جهته، حذر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، الجمعة، الدول الغربية من تضاؤل المساعدة التي تقدمها إلى بلاده، مؤكداً أن تسليماً منتظماً للمعدات العسكرية سيتيح تجنب توسع الحرب خارج أوكرانيا.
وقال كوليبا خلال زيارة إلى فيلينوس إن "الاستراتيجية القائمة على تقديم مساعدة بالقطارة إلى أوكرانيا لم تعد فاعلة".
وأضاف بعدما التقى نظراءه في فرنسا وليتوانيا ولاتفيا وإستونيا "إذا استمرت الأمور على هذا النحو فلن ينتهي هذا الأمر بصورة جيدة بالنسبة إلينا جميعاً". ودعا إلى تزويد بلاده بما تحتاج إليه من أسلحة وذخائر "من دون قيود وفي الوقت الملائم للتأكد من انتصار أوكرانيا على روسيا".
إلى ذلك، أكد حاكم منطقة خاركيف (شمال شرقي أوكرانيا) أوليغ سينيغوبوف الجمعة على تطبيق "تيليغرام" مقتل شخصين في الأقل في هجوم بطائرة مسيرة استهدف سيارة.
وفي روسيا، قتل شخصان وأصيب ثالث بجروح خطيرة الجمعة في قصف أوكراني بطائرات مسيرة على قرية في منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا، والتي تتعرض بانتظام لإطلاق نار، كما أعلن حاكم المنطقة فياتشيسلاف غلادكوف على تطبيق "تيليغرام".