Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما الذي نعلمه عن لغز الطائرة الماليزية بعد عقد من اختفائها؟

تبدد أثر "أم أتش 370" يوم الثامن من مارس 2014

وضعت نظريات عدة لمجرى الأحداث، تراوحت ما بين اختطاف الطائرة واستنفاد الأوكسجين في المقصورة إلى انقطاع التيار الكهربائي (اندبندنت)

ملخص

اختفت الطائرة من طراز "بوينغ 777" عن رادار المراقبة الجوية بعد إقلاعها من كوالالمبور متجهة نحو بكين يوم الثامن من مارس (آذار) 2014.

قبل 10 سنوات، وفي الثامن من مارس (آذار) 2014، اختفت طائرة الخطوط الجوية الماليزية بلا أثر، لتصبح أحد أكبر الألغاز في مجال الطيران.

لا يعلم المحققون حتى الآن ما الذي حدث بالتحديد للطائرة ولـ239 راكباً كانوا على متنها، لكن الحكومة الماليزية أعلنت الأحد أنها قد تستأنف البحث عن الرحلة 370 بعدما قدمت شركة أميركية متخصصة بصناعة الروبوتات حاولت العثور على الطائرة في عام 2018 مقترحاً لإعادة إطلاق عملية البحث.

عملية بحث ضخمة وواسعة النطاق اشتركت فيها بلدان عدة، كانت قد مشطت المحيط الهندي، حيث يعتقد أن الطائرة تحطمت، لكن دون أن تسفر عن أي نتيجة. وفي ما خلا بعض الأجزاء الصغيرة التي جرفتها الأمواج على الشاطئ، لم يعثر على أي جثث أو حطام إطلاقاً.

هذا ما نعرفه عن حادثة الطيران المأسوية.

ماذا نعرف عن اختفاء رحلة شركة الطيران الماليزية 370؟

اختفت الطائرة من طراز "بوينغ 777" عن رادار المراقبة الجوية بعد إقلاعها من كوالالمبور متجهة نحو بكين يوم الثامن من مارس (آذار) 2014.

اتصل الطيار للمرة الأخيرة ببرج المراقبة في كوالالمبور قبل مغادرة ماليزيا - ليقول "ليلة سعيدة من الرحلة الماليزية ثلاثة سبعة صفر" - غير أنه لم يتواصل مع برج المراقبة الجوية في مدينة "هو شي منه" عند عبور الطائرة المجال الجوي لفيتنام.

وبعد دقائق، أغلق جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بالطائرة - وهو نظام اتصالات ينقل موقع الطائرة إلى برج المراقبة الجوية. ورصد الرادار العسكري تغيير الطائرة مسارها لتحلق فوق بحر أندامان قبل أن تختفي تماماً. كما أظهرت بيانات الأقمار الاصطناعية أنها استمرت في الطيران لساعات، ربما حتى نفاد الوقود. ويعتقد أن الطائرة تحطمت في منطقة نائية من جنوب المحيط الهندي.

وضعت نظريات عدة لمجرى الأحداث، تراوحت ما بين اختطاف الطائرة واستنفاد الأوكسجين في المقصورة إلى انقطاع التيار الكهربائي. ومع ذلك، لم ترسل الطائرة أي نداء استغاثة ولم يكن هناك أي مطالبات بفدية ولا الأحوال الجوية كانت سيئة كما أنه لم يظهر أي دليل على وقوع مشكلات تقنية. من ناحية أخرى، برأ محققو السلامة الماليزيون كل الركاب في تقرير أصدروه في عام 2018، دون أن يستبعدوا احتمال "تدخل متعمد غير قانوني" [ربما تسببت أو أسهمت في اختفاء الطائرة وهذا يشمل أنشطة مثل الاختطاف أو التخريب].

في المقابل، صرحت الحكومة الماليزية أن شخصاً قد قطع الاتصالات مع الأرض عمداً وحول مسار الطائرة.

من كان على متن الطائرة؟

حملت الطائرة على متنها 227 راكباً، من بينهم خمسة أطفال، إضافة إلى الطاقم الذي يضم 12 فرداً. وكان معظم الركاب من الصين، فيما جاء بعضهم من دول أخرى، من بينها الولايات المتحدة وإندونيسيا وفرنسا وروسيا.

وكان من بين الركاب شابين إيرانيين يحملان جوازي سفر مسروقين، يحاولان بدء حياة جديدة في أوروبا، ومجموعة من الخطاطين الصينيين العائدين من معرض لأعمالهم، و20 موظفاً في شركة تكنولوجيا أميركية اسمها Freescale Semiconductor، ومجازف بديل للممثل جت لي، وعائلات برفقة أطفالها الصغار، وزوجان ماليزيان كانا متجهان لقضاء شهر عسل أجلاه طويلاً. فقدت عائلات كثيرة عدداً من أفرادها في المأساة.

ما الجهود التي بذلت لإيجاد الطائرة؟

شاركت عشرات السفن والطائرات في عملية البحث التي امتدت بين ماليزيا وفيتنام في بحر الصين الجنوبي قبل أن تنتقل إلى بحر أندامان والمحيط الهندي.

ثم قادت أستراليا، إلى جانب ماليزيا والصين، أكبر عملية بحث تحت الماء على الإطلاق، وأكثرها كلفة، غطت مساحة تبلغ نحو 120 ألف كيلومتر مربع (46 ألف ميل مربع) من قاع البحر قبالة سواحل غرب أستراليا باستخدام الطائرات والسفن المجهزة لالتقاط إشارات السونار والغواصات الآلية.

التقطت سفن البحث إشارات بالموجات فوق الصوتية ربما كانت صادرة عن الصندوق الأسود للطائرة وحطام سفن يعتقد أنها سفن تجارية من القرن الـ19، لكنها لم تعثر أبداً على الطائرة نفسها. في يوليو (تموز) 2015، وجدت قطعة تأكد لاحقاً أنها جزء من جناح طائرة الرحلة 370 على سواحل جزيرة ريونيون الفرنسية غرب المحيط الهندي. وشكلت القطعة أول دليل دامغ على انتهاء الرحلة الماليزية 370 في المحيط الهندي. بعد ذلك، عثر على عدة قطع من الحطام، جرفتها المياه نحو شاطئ الساحل الشرقي لأفريقيا، ثم علقت عملية البحث في يناير (كانون الثاني) 2017.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

استأنفت شركة الروبوتات البحرية الأميركية "أوشن إنفينيتي"Ocean Infinity  أعمال البحث في يناير 2018 بموجب عقد وقعته مع ماليزيا يشترط تسديد مبلغ نقدي للشركة في حال إيجاد الطائرة فقط. وركز البحث على منطقة تقع شمال موقع البحث السابق، حددتها دراسة لشكل انجراف الحطام، لكن العملية انتهت بعد أشهر عدة دون أن تتوصل إلى نتيجة.

لماذا يصعب البحث إلى هذه الدرجة؟

أحد أسباب فشل هذا النوع من البحث الموسع في العثور على أدلة هو أنه لا أحد يعرف بالضبط أين يجب أن يبحث. فالمحيط الهندي ثالث أكبر محيطات العالم، وقد جرى البحث في منطقة صعبة واجه فيها الباحثون ظروفاً جوية سيئة، إضافة إلى متوسط عمق مياه يبلغ 4 كيلومترات تقريباً (2.5 ميل).

ليس من الشائع أن تختفي الطائرات في أعماق البحار، لكن عندما يحدث ذلك، قد يكون من الصعب جداً العثور على حطامها. في غضون الـ50 عاماً الماضية، اختفت عشرات الطائرات بحسب شبكة سلامة الطيران.

ماذا بعد؟

رددت الحكومة الماليزية مرات عدة أنها لن تستأنف البحث سوى في حال وجود أدلة جديدة موثوقة. وهي تدرس حالياً مقترح شركة "أوشن إنفينيتي" لإجراء عملية بحث جديدة باستخدام تكنولوجيا جديدة، مع أنه غير واضح أن كانت الشركة تملك دليلاً جديداً على موقع الطائرة.

لا يزال عديد من العائلات التي فقدت بعض أفرادها بعد اختفاء الطائرة متمسكة بسعيها إلى الحصول على أجوبة. وهي تقول إنه يجب حل هذا اللغز ليس فقط لإغلاق هذا الملف على الصعيد الشخصي، بل من أجل منع وقوع كوارث مستقبلية.

أسهمت الكارثة من ناحية أخرى في تعزيز سلامة الطيران. ابتداءً من عام 2025، ستلزم منظمة الطيران المدني الدولي الطائرات بوضع جهاز يبث موقعها كل دقيقة في حال تعرضها لمشكلات، يسمح للسلطات بتحديد موقع الطائرة في حال وقوع كارثة. وتعمل هذه الأجهزة تلقائياً ولا يمكن إطفاؤها يدوياً، لكن القاعدة تنطبق على الطائرات الجديدة فقط، وليس على آلاف الطائرات الأقدم التي ما زالت في الخدمة.

© The Independent

المزيد من تقارير