ملخص
لم يكتف السعوديون بتحقيق رقم قياسي في إنشاء أسرع حلبة شوارع على مستوى العالم، حتى جاء الإعلان أخيراً عن إنشاء مضمار جديد لسباق رياضة المحركات يحمل اسم "مضمار السرعة" في مدينة القدية
منذ بدأت السعودية في التحرك نحو معترك الرياضات السريعة ضمن خطة البلاد الطموحة باستضافتها جملة من الأحداث العالمية والبطولات الدولية الكبرى، اشتعلت معها المحركات واتجهت أنظار محبي السباقات من حول العالم إلى البلاد التي تبوأت في مدة وجيزة مكانة مرموقة على خريطة الرياضة العالمية، على مستوى الخطط والبنية التحتية والاستثمار.
وعلى هامش بطولة "فورمولا 1" في حلبة كورنيش جدة، التي أقيمت في الفترة بين السابع والتاسع من مارس (آذار) الجاري، سألت "اندبندنت عربية" وزير الرياضة السعودي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل عن توجه الوزارة الخاص بعالم الرياضات السريعة فأجاب بأن "الهدف أن تكون السعودية موطناً لكل الرياضات، من دون الاقتصار على صنف محدد"، وذلك طبقاً للظروف التي قال إنها تحدد حسب الخطة في أي نقطة يكون التركيز، ومتى وأين.
مضمار السرعة
ولم يكتف السعوديون بتحقيق رقم قياسي في إنشاء أسرع حلبة شوارع على مستوى العالم، حتى جاء الإعلان أخيراً عن إنشاء مضمار جديد لسباق رياضة المحركات يحمل اسم "مضمار السرعة" في مدينة القدية التي يراهن السعوديون أنها ستكون عاصمة الترفيه المستقبلية غرب الرياض، لما ستحويه من منشآت غير مسبوقة للرياضة والثقافة والألعاب، كما ستكون موطناً لأبرز السباقات في العالم.
وعلق رئيس الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية الأمير خالد بن سلطان الفيصل خلال حديثه مع "اندبندنت عربية" على كشف النقاب عن مضمار السرعة في القدية بأنه يعد عشاق اللعبة السعوديين والعالميين بـ"حلبتين لا مثيل لهما للسباقات، نستضيف فيهما بطولات عالمية نستمتع بها نحن وزوارنا من أنحاء العالم".
فلسفة قوة اللعب
ووفق وكالة الأنباء السعودية، فإن مضمار السرعة الجديد يقع في قلب مدينة القدية، ويتضمن مجموعة فريدة من الميزات والتقنيات الحديثة والتجارب الاستثنائية في عالم السيارات، ومن المتوقع أن يستضيف أبرز الأحداث الرياضية في عالم رياضة المحركات.
وقال العضو المنتدب لشركة القدية للاستثمار عبدالله الداود "يجسد المضمار الجديد فلسفة قوة اللعب في القدية بامتياز، وسيرسخ مكانة المدينة كمركز لرياضة السيارات وسيعزز مكانتها كموطن لرياضة السيارات في العالم". مضيفاً أن "زوار المضمار سيستمتعون بتجربة سباقات عالمية، مع مضمار استثنائي ورائد، سيكون مؤهلاً لاستضافة أكبر الفعاليات في رياضة المحركات على مستوى العالم".
تصميم مضمار السرعة
وحرصت الشركة على أن يشارك السائقون في تصميم مضمار السرعة، إذ قام بتصميمه كل من سائق "فورمولا 1" السابق النمسوي أليكس فورتز، ومصمم حلبات السباق الشهير الألماني هيرمان تيلك، لتقديم نموذج مبتكر للمشاهدين والمتسابقين يرتقي برياضة المحركات إلى آفاق غير مسبوقة.
ويضم المضمار 21 منعطفاً تطل على المناظر الطبيعية الخلابة لمدينة القدية من علو 108 أمتار في كل منعطف، ويعد مسار "ذا بليد" أحد أبرز المناطق على مسار المضمار، وهو عبارة عن زاوية فريدة يوازي ارتفاعها أكثر من 20 طابقاً.
ويشمل مسار مضمار السرعة أقساماً عدة، من أبرزها مسار الشوارع ومسار السباق السريع المفتوح، اللذان يندمجان مع المناطق المحيطة بهما ليوفرا للزوار تجربة فريدة تجمع بين الترفيه والرياضة والثقافة معاً.
ويوفر المضمار تجربة غامرة للمشاهدين، إذ يستبدل بالمدرجات التقليدية نقاط مشاهدة متعددة، وشرفات تطل على حافة المضمار لتجعل المشاهد في قلب الحدث، كما يحيط بالمضمار عديد من مناطق الفعاليات الأخرى، لتمزج بين متعة رياضة المحركات وحيوية الأنشطة الثقافية والترفيهية، لتحقيق فلسفة القدية المتمثلة في "قوة اللعب".
ولإضفاء مزيد من التشويق وتوفير تجربة لا مثيل لها، سيدمج المضمار مع المرافق المحيطة به، حيث يرتفع منعطف "ذا بليد" فوق ساحة العروض الموسيقية، وسينطلق المتسابقون بسياراتهم جنباً إلى جنب مع أفعوانية "الصقر" بمتنزه 6 فلاجز التي تعد أطول وأسرع أفعوانية في العالم، كما سيمر مسار المضمار بمحاذاة المتنزه المائي لمدينة القدية.
يأتي الكشف عن مضمار السرعة بعد أسابيع قليلة من الإعلان عن إطلاق منطقة الألعاب والرياضات الإلكترونية في مدينة القدية، واستاد الأمير محمد بن سلمان الذي سيكون واحداً من أبرز الملاعب في العالم، في وقت تستعد فيه البلاد لاستضافة كأس العالم 2034 واستقبال ملايين الزوار قبل ذلك في ختام عقدها التنموي الفريد في معرض "إكسبو 2030" بالعاصمة الرياض، التي تقف "القدية" شاخصة على ضاحيتها الغربية.
حلبة كورنيش جدة
وفي عام 2021 حققت السعودية زمناً قياسياً في بناء حلبة كورنيش جدة التي استغرق بناؤها سبعة أشهر فقط، وهي الأولى من نوعها في البلاد إلى جانب كونها أسرع وأطول حلبة شوارع في قائمة "الفورمولا 1" وابتكرها المصمم الشهير عالمياً الألماني هيرمان تيلك، وهي الممتدة على مسافة 12 كيلومتراً شمال وسط عروس البحر الأحمر جدة، وتتيح كثيراً من فرص التجاوز للسائقين طوال السباق، حيث يصل السائقون إلى معدلات سرعة تفوق 250 كيلومتراً في الساعة، مما يجعلها أسرع حلبة شوارع في العالم، وضمن أسرع خمس حلبات في "فورمولا 1" في حين تصل سرعات نجوم "فورمولا 1" إلى 322 كيلومتراً في الساعة قبل الكبح لدخول المنعطف 27.
ويبلغ طول الحلبة 6.175 كيلومتر وتتضمن عديداً من المنعطفات العالية السرعة، بإجمالي قدره 27 منعطفاً منها 16 على اليسار، و11 على اليمين، مما يجعلها مفضلة لكل من السائقين والمشجعين، مما ساعد سباق "فورمولا 1" في المدينة الساحلية على جذب عشاق حلبات السيارات محلياً وعالمياً.
القوارب الكهربائية
ولم تقتصر مدينة جدة في عالم الرياضات السريعة على شوارعها بل طاول الأمر بحارها، حين شهدت المدينة في فبراير (شباط) الماضي ميلاد أول بطولة تقام على مستوى العالم للقوارب الكهربائية السريعة E1.
وكان صندوق الاستثمارات العامة أعلن مسبقاً عن توقيع اتفاق مع شركة السباقات البحرية الكهربائية المحدودة "E1 Series" لتأسيس بطولة العالم الأولى من نوعها لسباق القوارب الكهربائية.
وشكلت الشراكة خطوة أساسية في مرحلة تأسيس البطولة، إذ يعد الصندوق أحد المساهمين الرئيسين في الاقتصاد العالمي والمحرك لدعم جهود التحول الاقتصادي في البلاد، ويتماشى هذا الاستثمار مع استراتيجية الصندوق 2021-2025 التي تركز على 13 قطاعاً استراتيجياً، منها قطاع الترفيه والسياحة والرياضة والمرافق الخدمية والطاقة المتجددة.
وتهدف الشراكة إلى تمكين الابتكار عالمياً، فضلاً عن فتح آفاق جديدة للصناعات المستقبلية وبناء شراكات اقتصادية استراتيجية، كما تسهم الشراكة مع "E1 Series" في جهود تطوير التكنولوجيا المستدامة، مما سيعزز مكانة المملكة في صناعات المستقبل ويمكنها من توفير مزيد من الفرص التنموية المهمة للاقتصاد الوطني.
رالي داكار
وفي صحراء البلاد وجبالها انطلقت النسخة الـ46 من رالي داكار العالمي، "الخامسة من رالي داكار السعودية 2024"، التي حظيت بعديد من الامتيازات الجديدة، ومنها زيادة نسبة المسارات بنسبة بلغت 60 في المئة، لتشمل عديداً من المناطق التي استمتع السائقون والمشاهدون باستكشافها في الطبيعة الخلابة، أو حول المناطق الأثرية التاريخية التي تزخر بها أرض المملكة. وشهدت نسخة رالي داكار السعودية 2024، مشاركة 778 سائقاً، يمثلون 72 دولة من مختلف أنحاء العالم، منهم 127 لاعباً عالمياً من أساطير البطولة التاريخية.
الفورمولا إي
حتى الدرعية التاريخية كان لها نصيبها في عالم الرياضات السريعة، وشهدت في يناير (كانون الثاني) من هذا العام منافسات بطولة العالم "إي بي بي للفورمولا إي 2024" في موسمها العاشر، حين لفتت أنظار العالم باستضافة الحدث للمرة السادسة على التوالي وسط مشاركة 22 من نخبة السائقين، الذين يمثلون 11 فريقاً عالمياً.