ملخص
السعال الديكي هو عبارة عن مرض شديد العدوى يصيب الجهاز التنفسي وتكمن الطريقة الفضلى في تجنبه بالحصول على اللقاح
صدر تحذير في المملكة المتحدة مع تزايد السعال الديكي في جميع أنحاء البلاد.
وتعرف العدوى البكتيرية أيضاً باسم السعال الديكي، أو "سعال الـ100 يوم"، ويمكن أن تكون خطرة خصوصاً بالنسبة إلى الأطفال الصغار جداً، والذين يمكن أن تكون قاتلة بالنسبة إليهم في حالات نادرة جداً.
ولكن مع خفض معدلات التطعيم بين الأطفال والنساء الحوامل، تحذر وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة من وجود 553 حالة مؤكدة في إنجلترا في يناير (كانون الثاني) وحده، مقارنة بـ858 حالة لعام 2023 بأكمله.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتميل الأرقام إلى الارتفاع كل بضع سنوات، ويعتقد أن ارتفاع التواصل الاجتماعي بعد الجائحة يلعب دوراً [في تفشي العدوى] في الوقت الحالي.
ما الذي يجعل السعال الديكي مختلفاً عن السعال العادي، وما الذي تحتاج إلى معرفته؟
استشر طبيبك دائماً للحصول على تشخيص دقيق ونصائح علاجية، واطلب المساعدة العاجلة إذا كان شخص ما يعاني أي علامات لصعوبات في التنفس.
كيف نميز السعال الديكي عن السعال العادي؟
في وقت تحصل عديد من حالات السعال بسبب الفيروسات المرافقة لنزلات البرد، فإن السعال الديكي هو عدوى بكتيرية (يعرف طبياً بالشاهوق أو pertussis).
وفي هذا الإطار، تقول الدكتورة كاثرين باسفورد من منصة "زافا" Zava التي تقدم الخدمات الصحية عبر الإنترنت بأن "السعال الديكي غالباً ما يظهر كسعال عادي أو نزلة برد في بادئ الأمر ولكن يمكن أن تلاحظوا العوارض تتفاقم وتتضاعف بعد مرور أسبوع أو اثنين. وفي حين أن السعال المتعارف عليه يخف في غضون أسابيع قليلة ويصبح طفيفاً، بوسع السعال الديكي أن يستغرق وقتاً أطول يمكن أن يصل حتى إلى بضعة أشهر".
وأضافت "الفارق الأساس الذي يجب التنبه إليه لدى المقارنة بين السعال العادي والسعال الديكي هو الحدة. فالسعال الديكي يأتي على شكل نوبات سعال شديدة، خصوصاً في الليل وغالباً ما ينطوي على ’شهقة‘ شديدة وعالية النبرة تترافق مع صعوبة في التنفس".
وأوضحت "حتى أنه من الممكن أن يؤدي إلى التقيؤ وتحول الوجه إلى اللون الأحمر وصعوبة في التنفس. خلافاً للسعال العادي، السعال الديكي معد بصورة أكبر بكثير. ففي حال لم تتلقوا أي لقاح ضد السعال الديكي، ننصحكم بزيارة الطبيب للبحث في كيفية أخذ اللقاح. وفي هذا السياق، يعتبر التشخيص المبكر والعلاج عاملين أساسيين في تجنب أي مضاعفات وانتشار للعدوى".
كيف يلتقط المرء عدوى السعال الديكي؟
تقول باسفورد إن "السعال الديكي هو عبارة عن مرض شديد العدوى يصيب الجهاز التنفسي مما يعني أنه ينتشر في الجو عبر قطرات دقيقة من الرذاذ الذي ينطلق عندما يقوم الشخص المصاب بالسعال أو العطس. من ثم يمكن للأشخاص المحيطين أن يتنشقوا الرذاذ المتناثر".
وتكمل "إضافة إلى ذلك، بوسع البكتيريا أن تبقى على الأسطح التي يلمسها الشخص المصاب مما يؤدي إلى انتشار غير مباشر للعدوى في حال لمس شخص آخر ذلك السطح ومن ثم لمس عينيه أو أنفه أو فمه. ولهذا، بهدف تجنب نشر العدوى، من المهم للغاية غسل اليدين بصورة متكررة والحفاظ على نظافة تنفسية جيدة كتغطية الفم عندما تسعلون أو تعطسون".
هل يصيب السعال الديكي الأولاد فقط أم بوسعه أن يصيب البالغين أيضاً؟
تشرح باسفورد: "في حين أن السعال الديكي مرتبط أكثر بالأطفال، غير أنه من الممكن أيضاً أن يصيب البالغين. ولكن هؤلاء يختبرون عوارض أخف حدة من تلك التي يعانيها الأولاد".
ما مدى خطورة السعال الديكي؟
تحذر باسفورد بأن "السعال الديكي يمكن أن يكون خطراً من دون شك، خصوصاً لدى الأطفال الصغار الذين لم يتلقوا اللقاح بعد. ويمكن للأطفال خصوصاً أن يكافحوا للتنفس خلال نوبات السعال الحادة مما يؤدي إلى مضاعفات كالالتهاب الرئوي وفي بعض الحالات النادرة والأشد خطورة، إلى الوفاة. حتى في ما يتعلق بالبالغين، بوسع السعال المستمر أن يكون منهكاً ويسبب مشكلات في النوم ويصعب القيام بالنشاطات اليومية".
ما طرق تجنب الإصابة به؟
"تكمن الطريقة الفضلى لتجنب الإصابة بالسعال الديكي في الحصول على اللقاح، وهو يدخل ضمن برنامج التلقيح الروتيني لهيئة الخدمات الصحية الوطنية ويمنح للأطفال ومن ثم كجزء من اللقاحات المعززة قبل الدخول إلى المدرسة، كما ينبغي على المرأة الحامل الحصول على اللقاح لحماية الجنين عند ولادته ويمنح اللقاح بين 16 و32 أسبوعاً من الحمل".
كيف تعالجون السعال الديكي؟
بحسب باسفورد، "يعتمد علاج السعال الديكي على عوامل عدة كالعمر وطول المدة التي أصبتم فيه خلالها. يكون الأطفال تحت سن الستة أشهر أكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات وغالباً ما يستوجب علاجهم دخول المستشفى والحصول على رعاية خاصة".
وتضيف "في حال جرى تشخيصك في وقت مبكر (في غضون ثلاثة أسابيع)، بوسع المضادات الحيوية أن تساعد. ليس بالضرورة أن تساعدك الأدوية على الشعور بحال أفضل بسرعة، ولكنها تلعب دوراً أساسياً في وقف انتشار العدوى والمرض. ولكن، إذا مر على إصابتك أكثر من ثلاثة أسابيع، قد لا تأتي المضادات الحيوية بالنتيجة المرجوة لأنه من المحتمل أنك لم تعد معدياً".
وتختم بالقول "ينصب التركيز على تولي العوارض ومن ثم الحصول على قسط كبير من الراحة وشرب كثير من المياه واستخدام جهاز ترطيب بالرذاذ البارد لتخفيف السعال، كما أنه بوسع مسكنات الألم مثل الإيبوبروفين أو الباراسيتامول أن تساعد أيضاً في تخفيف الانزعاج".