ملخص
تعتبر الجالية اللبنانية في أميركا أكبر جالية عربية، فمن ستختار في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟ ووفق أي اعتبار؟
تقول الحكاية والأرشيف اللبناني إن أول لبناني هاجر البلاد كان يدعى أنطونيوس يوسف البشعلاني من بلدة "صليما" (قضاء بعبدا في محافظة جبل لبنان)، وقد غادر بلدته في عام 1854 متوجهاً إلى لندن، وبعدها إلى بوسطن ثم نيويورك، حيث استقر.
يتوقف اللبنانيون كثيراً عند حكاية أول شخص قرر الهجرة، فهو كان الرقم واحد، إنما اليوم تعداد اللبنانيين المهاجرين بات بالملايين. ومع كل محطة داخلية مهمة في إحدى الدول الكبرى، يعود الحديث عن اللبنانيين في الخارج، أعدادهم، أماكن انتشارهم، وتأثيرهم في مسار هذه المحطات، ومنها الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي تشغل العالم حالياً.
15 مليون شخص من أصل لبناني في العالم
يكشف الباحث في "الدولية للمعلومات" محمد شمس الدين أن العدد التقريبي لمن هم من أصل لبناني في بلاد الاغتراب، لكن لا يحملون الجنسية اللبنانية، يبلغ قرابة 15 مليون شخص، تتوزع أكثريتهم بين الولايات المتحدة والبرازيل والمكسيك والأرجنتين، فيما أجداد بعضهم هاجروا قبل أكثر من قرن من الزمن إلى تلك البلاد. أما عن عدد حاملي الجنسية اللبنانية، فيؤكد شمس الدين أن الرقم يتخطى الـ 5.8 مليون شخص، يتوزعون بين 4.2 مليون شخص في الداخل اللبناني، و1.6 مليون لبناني في الخارج.
ورداً على سؤال حول اللبنانيين في الولايات المتحدة، يكشف شمس الدين أنهم يشكلون الجالية العربية الأكبر هناك، فيما يبلغ عدد الأميركيين من أصول لبنانية ممن يحق لهم التصويت في الانتخابات الرئاسية الأميركية أكثر من 400 ألف شخص.
لا أرقام محددة ونهائية
في عام 2020 أصدر مكتب الإحصاء الأميركي تقريراً كشف فيه أن هناك نحو 3.5 مليون شخص في الولايات المتحدة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأن العدد الأكبر منهم لبنانيون، ضمن تقرير يصدره كل 10 سنوات ويكشف تفاصيل عن المجموعات العرقية والإثنية في البلاد.
الدكتور جوزيف جبيلي، مدير "المركز اللبناني للمعلومات"، ومركزه واشنطن، يؤكد أنه "حالياً لا توجد معلومات وأرقام دقيقة عن أعداد الأميركيين من أصول لبنانية"، كاشفاً في الوقت عينه أن "عدم إفصاح الأميركيين من أصول لبنانية بشكل واضح عن أصولهم اللبنانية يجعل الوصول إلى الأرقام الدقيقة أمراً صعباً، إذ يفضل البعض أن يقول إنه من أصول فينيقية مثلاً".
يتحدث جبيلي عن وجود قرابة مليوني أميركي من أصول لبنانية يعيشون في الولايات المتحدة، وهو الرقم الذي أشار إليه أيضاً الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عام 2009 عندما قال "بين لبنان وأميركا صداقة قوية ولا سيما أن هناك مليوني أميركي من أصل لبناني يساهمون إسهاماً رائعاً في الولايات المتحدة".
بالأرقام يقول جبيلي، إن الجالية اللبنانية في أميركا، تشكل بين 50 و 60 في المئة من الجاليات العربية، ما يؤكد كونها الجالية العربية الأكبر هناك.
وعن اهتماماتهم، يكشف مدير "المركز اللبناني للمعلومات" أنها "تتنوع بين ملفات داخلية أميركية وخارجية، إلا أن الاهتمام بالتطورات اللبنانية والعربية يبقى أولوية لديهم، خصوصاً من وصل في العقود القليلة الماضية أي خلال فترة الحرب الأهلية وما بعدها، فيشعر أنه لا يزال معنياً بشكل مباشر بما يحصل في لبنان والمنطقة العربية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أمكان تواجد اللبنانيين في أميركا
من جانب آخر، كشف منسق القواعد الشعبية في المركز اللبناني للمعلومات، طوني زيادة، أن "غالبية اللبنانيين يتواجدون في ولايات كاليفورنيا وماساتشوستس وفلوريدا وتكساس وإيلينوي". وأضاف أن "مجموعة عوامل تؤثر على اختيارهم في الانتخابات الرئاسية، أهمها السياسة الخارجية فهم لا يزالون بشكل أو بآخر يتأثرون بما يحدث في لبنان والوطن العربي، أما القضايا الداخلية الوطنية فتأتي في المرتبة الثانية، مثل التوظيف والصحة والاقتصاد والهجرة وغيرها. فيما يأتي البرنامج والخطط التي ستحدد العلاقة بين الحكومة الفيدرالية والحكومات المحلية في الولايات حيث يتواجدون في المرتبة الثالثة من حيث الأهمية بالنسبة لهم.
يميلون إلى الجمهوري
كما كشف زيادة أن "نسبة تصويت الأميركيين من أصول لبنانية في الانتخابات الرئاسية هي قرابة 50 في المئة"، مشيراً إلى أن "غالبيتهم تميل للتصويت للحزب الجمهوري، وقلة تفضل الحزب الديمقراطي".
ويقول المواطن الأميركي من أصل لبناني طارق سبعلي، الذي غادر إلى أميركا قبل سنوات عدة إلى ولاية فلوريدا وتحديداً مدينة فريسنو حيث يملك مطعماً، إنه وعائلته سيصوتون للرئيس السابق دونالد ترمب، أما السبب فهو "فشل بايدن في السياسية الخارجية كما الملفات الداخلية". ويقول سبعلي "خلال ولاية الرئيس ترمب كان الاقتصاد في أوجه، أما الآن فنعيش أصعب الأوقات".
لمى حداد والتي استقرت في ولاية ماساتشوستس قبل 20 عاماً، تؤكد بدورها أنها ستصوت للحزب الجمهوري بعض النظر عن من سينال ترشيح الحزب في مقابل الرئيس جو بايدن عن الحزب الديمقراطي، وتقول إن "بايدن سيخسر المعركة، وهو لم يتخذ منذ دخل البيت الأبيض قرارات صائبة والأهم أنه ليس رجل أعمال".
أما شادي دياب، والذي ولِد في ولاية كاليفورنيا بعدما قرر والداه مغادرة لبنان خلال الحرب الأهلية، فله رأي مختلف، إذ يقول إن بايدن يبقى "أهون الشرين" بالمقارنة مع ترمب الذي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته وقراراته. ويضيف "الأوضاع الحالية في الشرق الأوسط وكذلك بين روسيا وأوكرانيا لا تحتمل أن يأتي ترمب مرة جديدة إلى البيت الأبيض، حينها لا نعلم إلى أين قد تتطور الأمور".
لبنانيون في الكونغرس الأميركي
يُحسب للجالية اللبنانية وجودها في الحياة السياسية الأميركية، وقد شهد الكونغرس الأميركي منذ عقود دخول العديد من الأميركيين من أصول لبنانية، مثل داريل عيسى عن ولاية كاليفورنيا عام 2012، ودونا شلالا عن ولاية أوهايو عام 2018، والنائب دارين لحود عن ولاية إيلينوي في عام 2018، وغيرهم.