ملخص
في رسالة يُعتقد بأنها موجهة إلى بوتين، اقترح رئيس مجلس الدوما (البرلمان) فياتشيسلاف فولودين، سياسات لولاية بوتين المقبلة من شأنها أن "تغرق أوروبا على الأرجح في الحرب".
كشفت صحيفة "ذا صن" البريطانية عما قالت إنه وثائق حكومية مسربة توصل إليها قراصنة أوكرانيون تثبت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستعد للحرب العالمية الثالثة.
ووفقاً للصحيفة، تشير هذه الوثائق التي وصفتها بـ"الحكومية"، لكن لم تؤكدها موسكو أو تنفيها، إلى "خطط مخيفة لمهاجمة أوروبا" بعد انتهاء بوتين من الحرب الجارية في أوكرانيا.
وقال مركز المقاومة الوطنية الأوكراني إن قراصنة اعترضوا الوثائق عبر البريد الإلكتروني، وهي تحدد خطة من خمس خطوات سيتم طرحها بعد الانتخابات الرئاسية التي ستجرى الأسبوع المقبل، وفق ما نقلته الصحيفة.
خمس أفكار رئيسة
وفي رسالة يُعتقد بأنها موجهة إلى بوتين، اقترح رئيس مجلس الدوما (البرلمان) فياتشيسلاف فولودين، سياسات لولاية بوتين المقبلة من شأنها أن "تغرق أوروبا على الأرجح في الحرب".
وتكشف الوثيقة عن خمس أفكار رئيسة، تتمثل في "تأميم الصناعات الرئيسة والزيادة الهائلة في الرقابة وسحق المعارضة والتخلص التام من التغريب في روسيا وتصدير الفوضى إلى مختلف أنحاء أوروبا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وجاء في نص الرسالة أنه "بعد انتهاء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا وسقوط نظام كييف، فإن المواجهة بين روسيا والغرب لن تتوقف، بل ستشتد".
وانتقدت الوثيقة أيضاً معاهدة "بريست ليتوفسك" التي وصفتها بـ"المخزية"، وهي معاهدة السلام الموقعة عام 1918 بين روسيا السوفياتية والقوى المركزية التي أنهت مشاركة روسيا في الحرب العالمية الأولى.
وبموجب شروطها، فقدت روسيا السيطرة على أوكرانيا وبولندا وبيلاروس ومقاطعات البلطيق، أي ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا الآن ومقاطعتي كارس وباتوم في القوقاز.
وشددت الرسالة على "ضرورة إلغاء المعاهدة"، مما قد يعرض تلك الدول للخطر.
تلك الأوراق المدوية
وتكشف الأوراق المدوية التي يبدو أنها موقعة من الرئيس الروسي عن خطط مخيفة لمهاجمة أوروبا عندما تهزم أوكرانيا، أو كما يعتقد بوتين.
وكثيراً ما هدد بوتين الذي يقرع طبول الحرب الغرب، وحذر في وقت سابق من هذا الشهر من أن الغرب معرض لخطر قصف نووي.
وفي خطبة لاذعة استمرت أكثر من ساعتين، اتهم الغرب بمحاولة "تدمير" روسيا وتعهد بتحقيق أهداف موسكو في أوكرانيا.
وأصر في خطابه السنوي عن حال الأمة على أن العواقب بالنسبة إلى "الغزاة المحتملين" ستكون "أكثر مأسوية".
وفي تهديد مستتر، حذر بوتين الغرب من "خطر الصراع النووي" إذا أرسل قوات إلى أوكرانيا.
وكان يتفاخر بكيفية تسليم القوات الروسية لصاروخه النووي الذي لا يمكن إيقافه، المعروف باسم "الشيطان-2"، كما تفاخر بامتلاك بلاده أسلحة "يمكن أن تهزم الغرب على أراضيه" في تحذير مروع.
والآن تشير الرسالة المسربة المؤرخة في الـ30 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى خطط لمهاجمة أوروبا.
وبدا أن بوتين ختمها بتوقيعه وكلمة "متفق عليه" في الـ12 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي بعد أيام فقط من تأكيد محاولته الترشح لولاية خامسة في منصبه.
ومع مرور أكثر من عقدين على حكم بوتين لروسيا بقبضة من حديد، من المؤكد أنه سيُعاد انتخابه هذا الأسبوع.
لا نافالني جديداً
وفي الوثائق، قال فولودين إن لجان مجلس الدوما، مجلس النواب بالجمعية الفيدرالية الروسية، ستكون مستعدة لبدء العمل على مشاريع القوانين، وسيشمل ذلك تشديد الرقابة في جميع أنحاء روسيا، بخاصة على التلفزيون والإنترنت.
وتنتقد الرسالة أيضاً دعم الغرب لأوكرانيا، زاعمة أن ذلك "يؤخر الانتهاء السريع" من حرب بوتين.
وكجزء من الخطة الخماسية، اقترح فولودين أن يكون تأميم الاقتصاد أكثر قوة من خلال جعل جميع صناعات المواد الخام ملكاً للدولة.
وسيتطلع "الكرملين" أيضاً إلى "حل قضية" حركات المعارضة، بينما يتطلع بوتين إلى تعزيز حكمه وإرثه.
ولم يكُن لدى بوتين منذ فترة طويلة سوى قدر ضئيل من التسامح مع المعارضة، إذ كان معظم منافسيه إما في السجن أو في المنفى أو ماتوا.
وفي الشهر الماضي فقط، عُثر على أليكسي نافالني، أشد منتقدي بوتين، ميتاً في السجن الذي كان محتجزاً فيه.
ويخشى كثيرون أن يكون الرجل البالغ من العمر 47 سنة قد قُتل وقيل إن جثته وجدت مغطاة بالكدمات.
وحاول "الكرملين" تصوير نافالني وأنصاره على أنهم منتهكون للقانون وأدوات في يد الغرب ويعملون على زعزعة استقرار روسيا.
مستعدون بالنووي
وكان بوتين قال في مقابلة مع الوكالة والتلفزيون الرسميين إنه إذا أجرت الولايات المتحدة تجارب نووية، فإن روسيا قد تفعل الشيء نفسه، مشدداً على أننا "مستعدون لاستخدام الأسلحة النووية في حال وجود أي تهديد لروسيا".
وأضاف أن بلاده مستعدة من الناحية العسكرية والفنية لحرب نووية، لكن "ليس كل شيء يدفع باتجاهها" في الوقت الحالي.
وفي رده على سؤال حول "اتفاق شرف" مع الغرب، قال بوتين إن "روسيا لا تثق بأحد وتريد ضمانات موقعة".
وأشار إلى أن "الترسانة النووية الروسية أكثر حداثة من أية ترسانة أخرى".