ملخص
مسؤولون أميركيون يستخدمون القنوات غير المباشرة مع إيران كوسيلة لإثارة المدى الكامل للتهديدات في البحر الأحمر
كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" عن محادثات سرية جرت بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين في العاصمة العمانية مسقط، بهدف الحد من التصعيد في البحر الأحمر ومطالبة إيران بالضغط على الحوثيين الذين تدعمهم كي يوقفوا هجماتهم وتهديداتهم للملاحة البحرية في المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين أنهم يستخدمون القنوات غير المباشرة مع طهران "كوسيلة لإثارة المدى الكامل للتهديدات التي تمثلها إيران، بما في ذلك توصيل رسائل إلى طهران بما يتعين عليها عمله للحيلولة دون اتساع الصراع، كما يدعون أنهم يريدون".
وجرت جولة المحادثات غير المباشرة في شهر يناير "كانون الثاني" الماضي، وكان مقرراً أن تجرى جولة أخرى في شهر فبراير "شباط"الماضي لكنها تأجلت بسبب انشغال الموفد الأميركي إلى المحادثات.
وتجري المحادثات من دون حديث مباشر بين الجانبين، إذ يقوم المسؤولون العمانيون بنقل الرسائل والردود بينهما. وقد مثّل الولايات المتحدة مستشار البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماغورك والمبعوث الأميركي لإيران أبرام بالي، بينما مثل الجانب الإيراني نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري كاني، وهو أيضاً كبير المفاوضين في شأن البرنامج النووي.
وفي تلك الجولة حاولت واشنطن إقناع طهران "باستخدام نفوذها لدى الحوثيين لوقف الهجمات على السفن في البحر الأحمر"، وكذلك أثار الجانب الأميركي القلق من توسيع إيران برنامجها النووي، بحسب ما ذكر تقرير الصحيفة.
رسائل ولقاءات سرية
وأكدت طهران حدوث اللقاء السري والرسائل المتبادلة بينها وواشنطن، لكنها نفت أن تكون تركزت على هجمات الحوثي في البحر الأحمر.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا) عن ما وصفته بالمصدر المطلع قوله إن "تبادل الرسائل والمحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة يقتصر فقط على التفاوض في شأن رفع العقوبات عن إيران".
ونقلت "فايننشال تايمز" عن مسؤول إيراني قوله إن "طهران قالت مراراً وتكراراً إن لديها فقط تأثيراً روحياً على الحوثيين في اليمن، ولا يمكنها أن تملي عليهم ما يفعلون، لكن يمكنها أن تتحدث وتتفاوض".
وتقر طهران بدعمها الحوثيين، وبررت هجماتهم على الملاحة في البحر الأحمر بأنها دعم للفلسطينيين، لكنها تصر أن الحوثيين يتصرفون "من تلقاء أنفسهم بشكل مستقل ومن دون أوامر منها".
هدنة في غزة
وتأجلت جولة الشهر الماضي من المحادثات السرية غير المباشرة بسبب انشغال بريت ماغورك في الجهود الأميركية لمحاولة التوصل إلى هدنة في قطاع غزة، وإطلاق أسرى إسرائيليين محتجزين لدى حركة "حماس" في القطاع، بحسب ما قال المسؤولون الأميركيون في تقرير الصحيفة.
وتعد جولة الشهر قبل الماضي الأولى بين الجانبين منذ نحو 10 أشهر، وقد كانت هذه آخر جولة محادثات غير مباشرة بينهما في مايو (أيار) 2023، ضمن محاولات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إعادة إحياء الاتفاق النووي مع طهران الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وخلال تلك الفترة لم تتوقف الرسائل عبر قنوات عدة بين إيران والولايات المتحدة، ويقول متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: "لدينا قنوات عدة لتوصيل الرسائل إلى إيران، لكن مع ذلك نشير إلى أنها كلها منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 تركز على المدى الكامل للتهديدات التي تمثلها إيران، وضرورة توقفها عن التصعيد العابر للحدود".
ومنذ أن بدأت الحرب في غزة تصاعد الصراع مع "حزب الله" في لبنان والحوثيين في اليمن والميليشيات الموالية لإيران في العراق، وكلها جماعات مدعومة من طهران، وعلى رغم أن الحوثيين أقل ارتباطاً أيديولوجياً بإيران من التنظيم اللبناني والجماعات العراقية، إلا أن علاقتهم بطهران قوية، وكثيراً ما كشف الأميركيون عن دعم عسكري مباشر من إيران للحوثيين في اليمن.
خفض التوتر
ومنذ الهجوم بمسيرة على قاعدة أميركية على الحدود السورية - الأردنية أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد القوات الأميركية، تحاول طهران خفض التوتر مع الولايات المتحدة، إذ سحبت كبار قادة "الحرس الثوري" من سوريا قبل أن تشن القوات الأميركية في الثاني من فبراير 2024 هجمات عدة على مواقع لقوات موالية لإيران في سوريا.
ومنذ ذلك الحين لم تتعرض القواعد العسكرية والقوات الأميركية في العراق أو سوريا لأية هجمات، وينقل التقرير عن مسؤولين أميركيين قولهم إن هناك مؤشرات على أن إيران قامت بضبط الميليشيات العراقية.
وزار قائد "فيلق القدس"، وهو الجناح المسؤول عن العمليات الخارجية في "الحرس الثوري" الإيراني، الجنرال إسماعيل قاآني بغداد الشهر الماضي وأبلغ الميليشيات العراقية بأن عليهم "ضبط تصرفاتهم بالطريقة لا تعطي أميركا ذريعة لتوريط إيران"، بحسب ما نقلت الصحيفة عن المسؤول الإيراني.