ملخص
فوز فلاديمير بوتين في هذه الانتخابات من شأنه أن يتيح له البقاء في السلطة حتى عام 2030. وبفضل المراجعة الدستورية لعام 2020، سيتمكن من الترشح مرة أخرى والبقاء في المنصب حتى عام 2036، وهو العام الذي يبلغ فيه 84 سنة.
ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بإجراء الانتخابات الرئاسية الروسية "في المناطق المحتلة من أوكرانيا"، وفق ما أفاد المتحدث باسمه اليوم الجمعة.
وقال المتحدث ستيفان دوجاريك في بيان إن "الأمين العام يدين جهود روسيا الاتحادية لتنظيم انتخابات رئاسية في مناطق من أوكرانيا تحتلها روسيا الاتحادية. ويذكر بأن المحاولة غير القانونية لضم مناطق من أوكرانيا باطلة بحسب القانون الدولي"، مكرراً تمسك المنظمة الأممية بـ"استقلال" أوكرانيا و"وحدة أراضيها".
في المقابل، توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة بالرد على الهجمات الأوكرانية على أراضي بلاده، معتبراً أن التوغلات البرية المسلحة الأخيرة التي قام بها مقاتلون موالون لأوكرانيا تهدف إلى تعطيل الانتخابات الرئاسية التي ينتظر أن يفوز بها في غياب معارضة فعلية.
في الوقت نفسه، أوقف ما لا يقل عن 13 شخصاً على خلفية إلحاق أضرار بمراكز اقتراع، وهي أفعال لم يتم الإعلان عن دوافعها المحددة.
وأكد بوتين الذي صوت عبر الإنترنت الجمعة في اليوم الأول من الانتخابات، أن الضربات الأوكرانية ضد الأراضي الروسية التي تزايدت في الأيام الأخيرة لن تمر "من دون عقاب".
في المقابل، قتل ما لا يقل عن 16 شخصاً وأصيب نحو 60 في واحدة من أكبر الهجمات الصاروخية الروسية على مدينة أوديسا الساحلية الكبيرة في جنوب أوكرانيا التي سبق أن استهدفت مرتين في الأيام الأخيرة.
وأعلن الجيش الروسي اليوم الجمعة أيضاً صد توغلات برية عدة لمقاتلين من أوكرانيا منذ الـ12 من مارس (آذار) الجاري، معترفاً بأنه اضطر إلى استعمال المدفعية والطيران. واعتبر بوتين أن هذه الهجمات تشكل "محاولة لزعزعة الانتخابات الرئاسية".
أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فوصف اليوم الجمعة الهجوم الروسي على مدينة أوديسا في جنوب البلاد بأنه "مشين"، علماً أنه خلف 19 قتيلاً في الأقل وأكثر من 70 جريحاً.
وقال زيلينسكي في مداخلته اليومية عبر الفيديو "هجوم مشين تماماً من جانب هؤلاء الحثالة: صاروخان، والثاني (سقط) فيما كان المسعفون والأطباء يصلون إلى مكان الهجوم".
أعمال تخريب
واعتقلت السلطات الروسية سبعة أشخاص في الأقل للاشتباه بارتكابهم أعمال تخريب بمراكز اقتراع في اليوم الأول للانتخابات الرئاسية الجمعة، وفق ما أفاد به مسؤولون من دون توضيح إن قاموا بالأمر تعبيراً عن احتجاجهم على الرئيس فلاديمير بوتين.
وسكب خمسة أشخاص بأربع مناطق في الأقل الطلاء في صناديق الاقتراع، أما السادس فاعتقل لإضرامه النيران في صندوق اقتراع، بينما أوقف السابع لإطلاقه مفرقعات داخل مركز للاقتراع.
كما أشعلت امرأة النار في عازل داخل مركز اقتراع جنوب موسكو، وفق ما أفادت به وسائل إعلام روسية رسمية ومستقلة.
وأوردت وكالة "ريا نوفوستي" للأنباء أن "امرأة أشعلت النار في عازل" داخل أحد مراكز الاقتراع بالعاصمة، فيما نشرت وكالة "سوتا" المستقلة مقطع فيديو يظهر امرأة تتجه نحو عازل قبل أن تخرج من ورائه بهدوء بينما كانت النيران تشتعل فيه، قائلة إن الحادثة وقعت بمنطقة مارينو جنوب العاصمة.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها أمام الناخبين في العاصمة موسكو ومدينة سانت بطرسبورغ للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية الروسية التي انطلقت اليوم الجمعة، وستستمر حتى الـ17 من الشهر الجاري.
وبدأ سكان الشرق الأقصى الروسي الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية التي من المتوقع أن تشهد فوز الرئيس فلاديمير بوتين بولاية جديدة في غياب معارضة فعلية، في وقت تزيد أوكرانيا هجماتها عبر الحدود.
وفتح أول مراكز الاقتراع اليوم الجمعة عند الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي (الساعة 20:00 توقيت غرينتش الخميس) في شبه جزيرة كامتشاتكا وفي توكوتكا في أقصى الشرق الروسي، على أن تختتم الأحد عند الساعة 20:00 (الساعة 18:00 توقيت غرينتش) في جيب كالينينغراد الروسي الواقع داخل الاتحاد الأوروبي.
نظراً إلى فارق التوقيت، يبدأ سكان الشرق الأقصى في التصويت فيما يكون سكان الجزء الغربي من البلد الذي يضم إحدى عشرة منطقة زمنية يتجهزون للنوم.
3 أيام
ومن المقرر إجراء التصويت على مدى ثلاثة أيام، وينظم أيضاً في الأراضي التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا وفي ترانسدنيستريا، وهي منطقة انفصالية موالية لروسيا في مولدافيا.
وفي مدينة ماريوبول الأوكرانية الخاضعة لسيطرة القوات الروسية، أقام مسؤولو الانتخابات الخميس مراكز اقتراع مرتجلة باستخدام طاولات في الشارع، وعلى أغطية محركات سيارات.
ونشرت لافتات تحمل علامة "V" بالأحمر والأبيض والأزرق، وهي رمز لدعم الهجوم الروسي على أوكرانيا.
التصويت "وطنياً"
قبيل بدء التصويت، حث فلاديمير بوتين الذي تولى السلطة قبل 24 عاماً، مواطنيه على عدم "الانحراف عن المسار" والتصويت "وطنياً" في هذه الأوقات "الصعبة".
ويواجه الرئيس المنتهية ولايته ثلاثة مرشحين لا يعارضون الهجوم في أوكرانيا ولا القمع الذي قضى على كل المعارضة والذي بلغ ذروته بوفاة المعارض أليكسي نافالني في السجن في منتصف فبراير (شباط).
ورفضت اللجنة الانتخابية قبول ترشح بوريس ناديجدين الذي أعرب عن مواقف ناقدة للسلطات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
احتجاج من خلال التصويت
من جهتها، دعت يوليا نافالنايا، أرملة أليكسي نافالني، الروس إلى الاحتجاج من خلال التصويت لأي من المرشحين باستثناء بوتين.
كما دعت الروس المؤيدين للمعارضة إلى التوجه إلى مراكز الاقتراع في الوقت نفسه الأحد عند الساعة الثانية عشرة ظهراً، لإظهار وجود عدد كبير من المعارضين.
وأثارت هذه الدعوة تحذيراً من النيابة العامة في موسكو التي أكدت الخميس أن أي صورة من صور الاحتجاج "يعاقب عليها بموجب القانون".
وكتبت نافالنايا في مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، "أدعو الزعماء السياسيين الغربيين إلى مساعدة المواطنين الروس الذين يعارضون عصابة بوتين"، وأضافت "يجب على العالم أن يفهم أخيراً أن بوتين ليس كما يقول، إنه غاصب وطاغية ومجرم حرب وقاتل".
وفوز فلاديمير بوتين في هذه الانتخابات من شأنه أن يتيح له البقاء في السلطة حتى عام 2030. وبفضل المراجعة الدستورية لعام 2020، سيتمكن من الترشح مرة أخرى والبقاء في المنصب حتى عام 2036، وهو العام الذي يبلغ فيه 84 سنة.
تهديدات في شأن الانتخابات
وقال سفير روسيا لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف أمس الخميس إن سفارته تلقت عدداً من التهديدات في ما يتعلق بانتخابات الرئاسة الروسية.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن أنتونوف قوله للتلفزيون الرسمي "نتلقى عدداً كبيراً من المكالمات والتهديدات الاستفزازية".
وأضاف "نعلم أن هناك خططاً للقيام بأعمال مناهضة لروسيا حول سفاراتنا وقنصلياتنا، وستكون هناك محاولات للدخول إلى سفارتنا. ليس لتعطيل الانتخابات، لأن ذلك لن ينجح، بل لجعل الأمور أصعب وتعكير مزاجنا".
وفي وقت سابق من أمس الخميس، صرح وزير التنمية الرقمية الروسي ماكسوت شادييف لوكالة "تاس" للأنباء بأنه يتوقع هجمات قرصنة واسعة النطاق على البنية التحتية لنظام التصويت خلال الانتخابات.
تنديد أميركي
وقد انتقدت الولايات المتحدة الاقتراع، ونددت بـ"الانتخابات الصورية المنظمة في الأراضي الأوكرانية المحتلة".
ودعت وزارة الخارجية الأوكرانية إلى رفض نتيجة هذا التصويت الذي وصفته بـ"المهزلة".
"لن تكون حرة ولا نزيهة"
واعتبر حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي الخميس أن الانتخابات الرئاسية الروسية، لا يمكن اعتبارها "نزيهة" أو "ديمقراطية"، بحسب مسؤولين من المؤسستين.
وقال الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي الخميس إن "الانتخابات في روسيا لن تكون حرة ولا نزيهة".
وأضاف ستولتنبرغ أنه لإجراء انتخابات حرة، يجب أن تكون هناك "تعددية وقوائم عدة (من المرشحين) ومناقشة مفتوحة وصحافة حرة ومستقلة"، وهو ما لا يحدث في روسيا وفقاً له.
من جهته اعتبر متحدث باسم السلك الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي أنه من "الصعب للغاية" اعتبار هذه الانتخابات "نزيهة وحرة وديمقراطية" وأنها توفر "خياراً فعلياً" للناخبين الروس.
لكنه أكد أن قرار الاعتراف بهذه الانتخابات التي تستمر ثلاثة أيام حتى الأحد، يعود للدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي.
"لن يعترف بها"
كذلك دان الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي إجراء هذه الانتخابات في الأراضي التي سيطرت عليها روسيا في أوكرانيا، ووصفاها بأنها "غير قانونية".
وأضاف المتحدث "أستطيع أن أقول منذ الآن إن نتيجة هذه الانتخابات" في تلك المناطق "لن يعترف بها" الاتحاد الأوروبي.
من جانبها، زادت أوكرانيا الضغط على المناطق الحدودية الروسية خلال الأيام الثلاثة الماضية من خلال تصعيد الهجمات بالطائرات المسيرة والتوغلات المسلحة التي قام بها متطوعون روس.