Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أربع لاءات تؤكد أن وقت الرئاسة في لبنان لم يحن بعد

هل يكون جورج خوري الخيار الثالث لهذا الاستحقاق الذي طال انتظار تحقيقه؟

العميد جورج خوري (يسار) والرئيس نبيه بري (المكتب الإعلامي لرئاسة مجلس النواب)

ملخص

أربع لاءات تؤكد أن وقت رئاسة الجمهورية في لبنان لم يحن بعد، ومصدر نيابي يؤكد أن الكلام عن أسماء جديدة لملء الفراغ ولزوم التسلية المحلية بانتظار لحظة التسوية

في الجولة الأولى لـ"تكتل الاعتدال الوطني" (تكتل نيابي) على القوى والأحزاب السياسية سعياً إلى تسويق مبادرة قائمة على التشاور قبل جلسة نيابية مفتوحة بدورات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وتعهد من الجميع بعدم تطيير النصاب، سمع الوفد من "حزب الله" أن الوقت الآن ليس لانتخاب رئيس، والأولوية هي لحرب غزة.

 

في المقابل، أوحى حليف الحزب رئيس مجلس النواب نبيه بري، عبر أكثر من مصدر، الاستعداد للخروج من ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية والاقتراب إلى الخيار الثالث، وبأن المسألة لا تزال رهن التوقيت والإخراج. وفي الموازاة نشط التداول الإعلامي ببعض الأسماء، التي كان أبرزها العميد المتقاعد جورج خوري الذي شغل سابقاً مركز مدير المخابرات في الجيش اللبناني وكان سفير لبنان لدى الفاتيكان، الذي وصف بأنه ورقة بري "المستورة".

وخوري الذي سبق وطرح اسمه للرئاسة بعد انتهاء عهد الرئيس الأسبق ميشال سليمان، تربطه، وفق المقربين منه، علاقة احترام متبادل مع كل القوى اللبنانية بحكم منصبه السابق على رأس مديرية المخابرات التي عين مديراً لها عام 2005 بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان، ولمدة ثلاث سنوات، لكنه غير ملتزم بأحد، وهو على مسافة واحدة من الجميع، ولم يزر أي فريق، وهو كاتم أسرار البطريرك الماروني الراحل نصر الله بطرس صفير والزائر الدائم إلى بكركي، مقر البطريركية المارونية، في أصعب مرحلة من تاريخ لبنان، واعتمده صفير لمتابعة ملفات شائكة مع المسؤولين في الدولة، واستمر مع البطريرك الحالي بشارة بطرس الراعي.

خوري الذي يتجنب الكلام للإعلام، ينقل عنه المقربون منه أن علاقته بالكتل المسيحية كافة ممتازة، ولديه علاقة وثيقة بالفاتيكان نتيجة توليه سفارة لبنان ثماني سنوات وثلاثة أشهر، وعمله الأمني والدبلوماسي مكناه من فهم التركيبة اللبنانية وتعقيداتها. لكن هل يمكن أن يكون المرشح الذي تجمع عليه غالبية القوى؟

لحظة الرئاسة لم تحن بعد

أربع لاءات تؤكد أن وقت الرئاسة لم يحن بعد، فلا شيء يؤكد أن "الثنائي الشيعي" (حزب الله وحركة أمل) تخلى عن مرشحه الحالي سليمان فرنجية، ولا شيء يؤكد أن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل سيمشي بالعميد خوري ويتقاطع حوله مع بري، ومصادر في التيار تؤكد "أنهم يفضلون المدير العام للأمن العام بالوكالة اللواء الياس البيسري، ولا ضمانات بقدرة بري والحزب على جمع 65 نائباً للتصويت لمرشحهم، ولا استعداد من القوى المعارضة لاتخاذ موقف من أي مرشح جديد قبل التأكد من تخلي الثنائي عن فرنجية، وإضافة إلى كل ذلك لا نية لدى ’حزب الله‘ بحسم الملف الرئاسي قبل انتهاء حرب غزة".

وفي هذا السياق، وعلى رغم تأكيد أكثر من مصدر نيابي أن العميد المتقاعد جورج خوري كان ولا يزال المرشح الثاني لبري بعد فرنجية، وأن اسمه مطروح منذ سنتين، أكد مصدر نيابي في المعارضة أن الكلام عن أسماء جديدة لملء الفراغ ولزوم التسلية المحلية بانتظار لحظة التسوية، التي لم تحن بعد.

في المقابل، تؤكد مصادر مقربة من الرئيس بري أن الأمور في طور النقاش ولم تحسم الخيارات بانتظار حصول الحوار، أما "حزب الله"، فتؤكد مصادر مقربة منه أنه لا يزال متمسكاً بفرنجية، وألا فيتو لديه على خوري الذي يعتبره مرشحاً محتملاً، إضافة إلى أسماء أخرى مثل الوزيرين السابقين ناجي البستاني وزياد بارود.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واستناداً الى مؤشرات عدة، فإن "حزب الله" لا يحبذ إقفال الملف الرئاسي في هذه المرحلة إلا في حالة واحدة هي انتخاب مرشحه سليمان فرنجية، وهو يسعى إلى الاحتفاظ بالورقة الرئاسية إلى ما بعد انتهاء حرب غزة، وإنجاز التفاهمات بين أميركا وإيران، ليحين بعدها أوان التسويات، والرئاسة اللبنانية ستكون جزءاً منها، إلا أن بعضاً منهم يعتبر أن العنصر المستجد الذي قد يدفع "حزب الله" إلى تحريك الملف الرئاسي، قد يكون ملف الانتخابات الرئاسية الأميركية واستشعاره بارتفاع حظوظ الرئيس السابق دونالد ترمب المعادي للتفاوض مع إيران وحلفائها في المنطقة.

ووسط هذه الأجواء، تستأنف "اللجنة الخماسية" التي تضم سفراء أميركا والسعودية ومصر وقطر وفرنسا لقاءاتها على القيادات الروحية والسياسية، وهو تحرك ينطلق، بحسب مصدر دبلوماسي، من باب حرص الدول الخمس على إبقاء الهدوء في لبنان، وسط نوايا جدية بممارسة الضغوط على الأطراف اللبنانية المعطلة للانتخابات الرئاسية، وهو ما يتهيبه رئيس مجلس النواب بري.

لم يطرأ أي جديد

وتجنب عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم الرد على حقيقة تبني الرئيس بري ترشيح العميد المتقاعد جورج خوري لحظة الانتقال إلى الخيار الثالث لكنه لم ينف الأمر، وقال لـ"اندبندنت عربية" "لم يطرأ أي جديد بخصوص طرح الأسماء أو الحديث عن رؤية جديدة وما زالت المواقف على بداياتها"، ورأى هاشم أن أي تطور إيجابي على صعيد الملف الرئاسي يتوقف على مدى تجاوب القوى والكتل النيابية مع مبادرات الحوار أو التشاور للبحث بإمكان إيجاد مخرج لأزمة الشغور بعد أن أثبتت تجربة الجلسات الانتخابية الماضية عدم إمكان الوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية إذا استمرت الأمور والمواقف على حالها، وكرر نائب حركة "أمل" أن الرئيس بري قال موقفه، بشكل واضح، قبل وبعد لقاء كتلة "الاعتدال"، وتأكيده دعم مبادرتهم لأنها تنسجم مع ما كان طرحه أكثر من مرة.

واعتبر أن أسهل السبل للانتخابات الرئاسية التواصل أو التشاور أو الحوار بين المكونات السياسية من دون شروط، "وعندما تطرح الآراء على طاولة النقاش من الممكن الوصول إلى المساحة المشتركة من المعايير والمواصفات ليكون بعدها صندوق الاقتراع هي الفاصل بين الجميع، ولتنطلق معها عملية إعادة انتظام عمل المؤسسات لتأخذ دورها في معالجة الملفات العالقة والمتراكمة".

المبدأ قبل الاسم

وينفي نواب الحزب التقدمي الاشتراكي الذين تربطهم علاقة جيدة مع رئيس مجلس النواب، وكانوا في مقدم المؤيدين لدعوته إلى طاولة حوار للاتفاق على الرئيس، أن يكون بري اقترح عليهم اسم العميد جورج خوري كمرشح ثالث.

ولفت النائب هادي أبو الحسن لـ"اندبندنت عربية" إلى أن لا شيء يشير حتى هذه اللحظة لاستعداد "الثنائي الشيعي" البحث بالخيار الثالث، لكن هذا لا يعني أن الأمر مستحيل إذ لا شيء مستحيل في السياسة في لبنان، ويبقى الجواب، يتابع أبو الحسن، عند "الثنائي" ومتابعة حركة "اللجنة الخماسية"، التي تستأنف لقاءاتها مع القيادات السياسية ولا سيما مع الرئيس ميشال عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.

ورأى النائب الاشتراكي أن موضوع الرئاسة يتطلب استعداد الأطراف للتسوية، وكشف عن أن هناك عديداً من الأسماء للخيار الثالث ومن بينها العميد خوري، لكن المهم الاستعداد للتراجع خطوة إلى الخلف وإنتاج تسوية، وختم أبو الحسن أنه لا يمكن تجاوز المكونات المسيحية الأساسية، وفي الوقت نفسه لا يمكن الإتيان برئيس من دون الأخذ في الاعتبار قبول "الثنائي الشيعي"، بغض النظر عن الأسماء المتداولة.

في مقلب الكتل المسيحية

وإذ تشترط قوى عدة حصول أي مرشح رئاسي على دعم واحدة أو أكثر من الكتل المسيحية الأساسية، رفض عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فادي كرم اتخاذ موقف مسبق من ترشيح العميد المتقاعد خوري، طالما أن الخيار الثالث بحسب رأيه غير مؤكد لدى "الثنائي الشيعي"، وأكد كرم لـ"اندبندنت عربية" أنه "طالما الرئيس بري متجاوب مع مبادرة كتلة الاعتدال كما يقول، فليسهل التداعي إلى المجلس النيابي للتشاور قبل الدعوة إلى جلسة مفتوحة بدورات متتالية، وهذا أسرع طريق لانتخاب رئيس، وليعقدوا التفاهمات التي يريدونها داخل الجلسة لتأمين فوز مرشحهم ولتأخذ اللعبة الديمقراطية مداها". وشدد كرم على تطبيق الدستور واعتماد الآليات التي نص عليها الدستور لانتخاب رئيس للجمهورية، وخلاف ذلك يبقى مضيعة للوقت.

من جهته اكتفى عضو تكتل "لبنان القوي" (التيار الوطني الحر) النائب آلان عون بتأكيد موقف "التيار الوطني الحر" الرسمي الذي لا يزال في المرحلة الحالية، كما يقول، داعماً لمرشح التقاطع مع المعارضة الوزير السابق جهاد أزعور. أما عن ترشيح العميد خوري فقال عون إن هذا الموضوع لم يطرح على "التيار" من أي طرف، في إشارة إلى الرئيس بري، ولم يبحث داخل "التيار"، وبالتالي من المبكر اتخاذ موقف من هذا الترشيح بحسب عون.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات