ملخص
التاريخ والانتماءات السابقة ورهانات المستقبل ترسم ملامح مباريات ربع نهائي دوري أبطال أوروبا
أسفرت قرعة الدور ربع النهائي ببطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم عن أربع مواجهات نارية في الطريق إلى نهائي "ويمبلي"، الذي سيعلن بطل آخر نسخة للبطولة بشكلها الحالي قبل انطلاق الشكل الجديد في الموسم المقبل (2024 - 2025).
وأوقعت القرعة أرسنال متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز في مواجهة بايرن ميونيخ بطل ألمانيا، وأتلتيكو مدريد الإسباني أمام بوروسيا دورتموند الألماني، وفي المباراة الثالثة التي يمكن اعتبارها نهائي مبكر، سيصطدم البطل الحالي للبطولة مانشستر سيتي الإنجليزي ببطل نسخة الموسم قبل الماضي (2021 - 2022) ريال مدريد الإسباني، وفي المباراة الأخيرة سيلعب باريس سان جيرمان الفرنسي ضد برشلونة الإسباني.
وفي الدور نصف النهائي سيلعب الفائز من مواجهة ربع النهائي الثانية بين أتلتيكو مدريد وبوروسيا دورتموند، مع الفائز من ربع النهائي الرابع بين برشلونة وباريس سان جيرمان، ليصعد من بينهم أحد طرفي المباراة النهائية.
وعلى الطرف الآخر سيلعب الفائز من ربع النهائي الأول بين أرسنال وبايرن ميونيخ مع الفائز من ربع النهائي الثالثة بين ريال مدريد ومانشستر سيتي، ليخرج ثاني أطراف النهائي.
ومن المقرر أن تقام مباريات ذهاب ربع النهائي يومي التاسع والـ10 من أبريل (نيسان) المقبل، وتلعب مباريات الإياب يومي الـ16 والـ17 من الشهر نفسه، ثم تكون مباراتا ذهاب الدور نصف النهائي يومي الـ30 من أبريل، والأول من مايو (أيار) المقبل، ثم تقام مباراتا الإياب يومي السابع والثامن من مايو، فيما من المنتظر أن تقام المباراة النهائية في الأول من يونيو (حزيران) في إستاد "ويمبلي" بالعاصمة البريطانية لندن، وهي المرة الثامنة التي يستضيف فيها الملعب المرموق نهائي البطولة بوجه عام، والثالثة في عصر البطولة بمسماها وشكلها الحالي بعد نسختي 2011 و2013.
أرسنال وبايرن ميونيخ
وستعيد مواجهة أرسنال وبايرن ميونيخ ذكريات مختلطة لجماهير الناديين، إذ سبق أن التقيا في 12 مباراة بدوري أبطال أوروبا كانت أولها في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) عام 2000، وآخرها في السابع من مارس (آذار) عام 2017.
وشهدت المواجهات الـ12 تفوقاً كبيراً للعملاق الألماني، إذ فاز في سبع مباريات في مقابل ثلاثة انتصارات لأرسنال، وانتهت مباراتان بالتعادل.
وسجل لاعبو بايرن ميونيخ 27 هدفاً في مقابل تسجيل أرسنال 13 هدفاً فقط، وبدا أن الفترة الأخيرة من مباريات الناديين كانت الأكثر ترجيحاً لكفة النادي البافاري الذي سجل 17 هدفاً في آخر أربع مباريات، في مقابل ثلاثة أهداف فقط لأرسنال، إذ فاز بنتائج (2 - 0) و(5 - 1) و(5 - 1) و(5 - 1) على التوالي.
لكن الآن مع تطور مستوى ونتائج أرسنال بقيادة مدربه الإسباني ميكيل أرتيتا، يبدو أوفر حظاً لخوض مواجهتين قويتين أمام بايرن ميونيخ الذي يعاني تراجعاً في المستوى على صعيد الدوري المحلي في ظل تصدر باير ليفركوزن للترتيب العام.
وجاء تأهل بايرن ميونيخ إلى الدور ربع النهائي ليحفظ رأس المدير الفني جوليان ناغلسمان من مقصلة الإقالة التي كادت تطيحه من منصبه في ظل حال التراجع العام للفريق.
أتلتيكو مدريد وبوروسيا دورتموند
وربما تكون مواجهة أتلتيكو مدريد الإسباني مع بوروسيا دورتموند الألماني أقل مواجهات ربع نهائي زخماً إعلامياً، لكنها تظل نزالاً كروياً شديداً بين ناديين تمكنا من اقتناص بطاقتي عبور إلى هذه المرحلة وبإمكان أحدهما الوصول إلى ربع النهائي وربما النهائي.
وسبق أن لعب الناديان ست مباريات سابقة أسفرت عن فوز أفضلية طفيفة للفريق الألماني الذي فاز في ثلاث مباريات، في مقابل انتصارين لقطب مدريد، وتعادل وحيد.
وسجل بوروسيا دورتموند ثمانية أهداف في مقابل تسجيل أتلتيكو مدريد خمسة أهداف.
وكان السباق الأخير بين الناديين في دور المجموعات بنسخة دوري الأبطال عام 2018 حينما فاز دورتموند بنتيجة (4 - 0) في الجولة الثالثة، ثم فاز أتلتيكو مدريد بنتيجة (2 - 0) في الجولة الرابعة.
وبينما يشتهر أتلتيكو مدريد بالتنظيم الدفاعي الشديد بقيادة مدربه الأرجنتيني دييغو سيميوني، لكن مدرب دورتموند الشاب إدين تيرزيتش (41 سنة) قاده لاحتلال قمة قوائم الأعلى في الشق الدفاعي بالبطولة حتى الآن، إذ إنه الأكثر في التدخلات الدفاعية برصيد 148 تدخلاً، والأكثر استرجاعاً للكرة من المنافسين بـ346 مرة، ويتساوى مع أرسنال في عدد المباريات التي أنهاها بشباك نظيفة من الأهداف برصيد أربع مباريات، كما يحتل صدارة الأندية المستمرة في البطولة في عدد التصديات بـ28 تصدياً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مانشستر سيتي وريال مدريد
وعلى عكس المباراة السابقة بين أتلتيكو مدريد وبوروسيا دورتموند، فإن المواجهة المنتظرة بين مانشستر سيتي وريال مدريد ستكون الأكثر متابعة وصخباً نظراً إلى قوة الناديين والطابع التنافسي والثأري لأية مباراة بينهما، ففي موسم (2021 - 2022) كان مانشستر سيتي بوابة ريال مدريد نحو النهائي والتتويج باللقب للمرة الـ14 في تاريخه، ثم في الموسم الماضي (2022 - 2023) رد مانشستر سيتي بقوة باكتساح البطل الإسباني برباعية نظيفة إياباً بعد التعادل (1-1) ذهاباً في الدور نصف النهائي، ليكون النادي الملكي بوابة مانشستر سيتي نحو النهائي والتتويج بلقبه الأول في البطولة.
وإجمالاً لعب مانشستر سيتي في مواجهة ريال مدريد 10 مرات، نجح في تحقيق الفوز في ثلاث مرات وتعادلا في ثلاث وفاز ريال مدريد في أربع مباريات، وسجل النادي الملكي الإسباني 17 هدفاً في مقابل 14 للأزرق السماوي الإنجليزي.
وبينما تحوم الشكوك حول مستوى الفريقين سواء في الدوري الإسباني والإنجليزي أو دوري أبطال أوروبا، ويتهم مانشستر سيتي ومدربه بيب غوارديولا بتراجع شديد في المستوى عما كان عليه في الموسم الماضي الذي انتهى بالثلاثية التاريخية، ستكون هذه فرصة لأحد الطرفين لإثبات قوته والاقتراب من الكأس الأهم في كرة القدم الأوروبية.
وبدأت ملامح إعادة بناء فريق ريال مدريد تحت قيادة مدربه كارلو أنشيلوتي في الظهور، إذ تحول إلى فريق شاب أكثر سرعة وقدرة على مواكبة التحولات الدفاعية مما كان عليه سابقاً مع احتفاظه بقدرته الهائلة على التسجيل من وضعيات مختلفة أهمها الهجمات المرتدة.
ويتصدر مانشستر سيتي قمة ترتيب الأندية الأكثر تسجيلاً للأهداف في البطولة هذا العام برصيد 24 هدفاً، متفوقاً على ريال مدريد الذي سجل 18 هدفاً.
ولا تتوقف هيمنة سيتي عند تسجيل الأهداف، بل يحتل كذلك صدارة قائمة الأكثر استحواذاً بنسبة 69.6 في المئة، ويعتلي البطل الإنجليزي قمة قائمة الأكثر دقة في التمرير بنسبة 93.9 في المئة، متفوقاً على ريال مدريد (92.2 في المئة).
وعلى الصعيد الفردي، يتساوى ثنائي مانشستر سيتي إيرلينغ هالاند وجوليان ألفاريز في قمة قائمة الأكثر تسجيلاً للأهداف حتى الآن، فيما يستحوذ هالاند على قمة قائمة الأكثر تهديداً لمرمى المنافسين برصيد 20 تسديدة.
وفي صدارة قائمة الأكثر صناعة للأهداف يأتي جود بيلينغهام نجم وسط ريال مدريد.
برشلونة وباريس سان جيرمان
ربما لو كانت هذه المواجهة بين برشلونة وباريس سان جيرمان أفرزتها القرعة قبل سنوات عدة لكانت أقل أهمية وزخماً لكن منذ عام 2017 تغير كل شيء، إذ التقى الناديان في دور الـ16 بدوري الأبطال، وفاجأ النادي الباريسي العالم بالفوز على برشلونة بنتيجة (4 - 0) في مباراة الذهاب بإستاد حديقة الأمراء ليضع قدماً في ربع النهائي، لكن مباراة الإياب التي تعد على نطاق واسع إحدى أهم مباريات البطولة على الإطلاق شهدت عودة تاريخية لبرشلونة بالفوز بنتيجة (6 - 1) في ملعبه "كامب نو" لبلوغ الدور التالي في مفاجأة مدوية.
وفي الصيف التالي أعاد باريس سان جيرمان الصفعة لبرشلونة بإبرام أغلى صفقة انتقال في تاريخ كرة القدم بالتعاقد مع نجمه البرازيلي نيمار دا سيلفا في مقابل دفع الشرط الجزائي لكسر العقد بقيمة 222 مليون يورو (241.80 مليون دولار)، وهي الخطوة التي كانت بداية فترة سقوط برشلونة على الصعيد القاري، التي يصارع للخروج منها حتى الآن.
ولم يكتف باريس سان جيرمان بضرب برشلونة خارج المستطيل الأخضر بل تفوق عليه بنتيجة (5 - 1) في مجموع مباراتي الذهاب والإياب بدور الـ16 في موسم 2021، ثم في الصيف الماضي خطف نجمه الفرنسي عثمان ديمبيلي الذي كان أحد الأعمدة الأساسية للمدرب تشافي هيرنانديز، وكشف برشلونة عن أن قيمة صفقة المهاجم الفرنسي تبلغ 50.4 مليون يورو (55 مليون دولار).
وعلى رغم تسيد باريس سان جيرمان للمنافسة في السنوات الأخيرة لكن سجل مواجهات الناديين لا يزال يشهد على أفضلية طفيفة لصالح برشلونة، إذ لعبا 13 مباراة، فاز البطل الإسباني بخمس منها وتعادلا في أربع مباريات وفاز سان جيرمان في أربع مناسبات.
وبعيداً من المنافسية الشرسة للناديين سيكون هناك جانب عاطفي، إذ يقود باريس سان جيرمان المدرب الإسباني لويس إنريكي ابن برشلونة ومدربه الأسبق الذي قاده لتحقيق آخر ألقابه في دوري أبطال أوروبا عام 2015، وكان مدرب برشلونة الحالي تشافي هيرنانديز هو قائد الفريق الكتالوني داخل المستطيل الأخضر قبل اعتزاله وتحوله إلى التدريب، مما يجعلها مواجهة بين الأستاذ والتلميذ.
وسبق لتشافي إعلان رحيله من تدريب الفريق في الصيف المقبل بسبب تراجع المستوى والنتائج، لكن منذ ذلك الحين تحسنت النتائج والأداء وحقق البارسا الفوز في معظم المباريات، ويبدو أن التتويج بلقب دوري الأبطال هو السبيل الوحيد لبقاء تشافي في قلعة ناديه، لكن في المقابل فإن هدف سان جيرمان الأكبر خلال السنوات الأخيرة هو حمل كأس دوري الأبطال، وتعاقد مع إنريكي لهذا السبب.
وسيكون لدى باريس دافع كبير بأن يستغل آخر موسم لنجمه وهدافه التاريخي كيليان مبابي في الفوز بالبطولة، وهو ما قد يساعد في إقناعه بالبقاء، والتراجع عن قرار الرحيل والانتقال إلى ريال مدريد الإسباني.