Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن
0 seconds of 1 minute, 35 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
01:35
01:35
 

سوق الطيور في القامشلي... طعام وزينة للسوريين

الدجاج البلدي الأشهى والأكثر طلباً والديك الرومي سعره ثابت وركن خاص يعرض البلابل والببغاوات والحمام

ملخص

منذ أكثر من عقد تقام هذه السوق خلف الجامع الكبير، لكنها قبل ذلك كانت أقرب إلى السوق المركزية في قلب المدينة، ومن دون حدود يتخذ الباعة ومربو الطيور ركناً لهم، فأصحاب وزبائن الدجاج والديك الرومي الذي يسمى محلياً بـ "علوك" يتجمعون في القسم الجنوبي ويربطون الديكة والدجاج والديوك الرومية والأوز ببعضها كي لا تفر منهم.

صبيحة كل يوم الجمعة في سوريا وفي مساحة خلف الجامع الكبير في مدينة القامشلي، تقام سوق لبيع الطيور قرب نهر جغجغ الذي ينصف المدينة إلى شطرين شرقي وغربي، إذ يتجمع في هذا المكان المزدحم المئات من بائعي الطيور ومربيه والهواة، إضافة إلى سيدات قادمات من الريف بقصد بيع الدواجن المنزلية.

وتعد هذه السوق تجمعاً أسبوعياً لفئات مختلفة من سكان المدينة، لكن ما يجمعهم هو حب الطيور وتربيتها، كما أن التجار والزبائن يقصدون المكان من مدن أخرى قد تصل مسافة سفرهم أكثر من 100 كيلومتر ذهاباً وإياباً.

ومنذ أكثر من عقد تقام هذه السوق خلف الجامع الكبير، لكن قبل ذلك كانت أقرب إلى السوق المركزي الواقع في قلب المدينة، ومن دون حدود يتخذ الباعة ومربو الطيور ركناً لهم بحسب اختصاصهم، فأصحاب وزبائن الدجاج والديك الرومي الذي يسمى محلياً بـ "علوك" يتجمعون في القسم الجنوبي من السوق، وهنا تجد العشرات منهم قد ربطوا الديكة والدجاج والديوك الرومية والأوز ببعضها كي لا تفر من المكان.

 

 

ثم يجلسون ينتظرون الزبائن لشرائها، إذ يرغب معظمهم في طيب لحم هذه الطيور التي ترعى العلف الطبيعي في المزارع الريفية، وتعد لحومها بمثابة طيور عضوية بعيدة من دون أن تتناول أعلافاً أو مواد كيماوية، وهو ما يجذب فئة من السكان في المدينة، كما يزداد الإقبال عليها في المناسبات السنوية مثل أعياد الميلاد والفطر والأضحى وأيام شهر رمضان.

الدجاج البلدي أغلى من المدجن

الأسعار التي تباع بها هذه الدواجن دائما تكون أعلى مما هو موجود في المحال، فالدجاج البلدي الذي يباع في هذه السوق غالباً ما يكون أغلى من الدجاج الذي يؤتى به من المداجن بمعدل دولارين إلى خمسة دولارات، ولكن على رغم قلة وزنه من الدجاج المربى في المداجن إلا أنه طبيعي ويستفاد من بيضه العضوي في حال تربيته.

وبالنسبة إلى الديك الرومي فهو من النوع البلدي حصراً ولا يربى في المداجن العامة مثل الدجاج، ويتراوح سعره بحسب الحجم والوزن والتفاوض أيضاً من 250 إلى 500 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل (17 حتى 35 دولاراً)، وهذه الأسعار لا تكون دائماً لمصلحة أصحاب هذه الطيور.

أم سعد (50 سنة) جاءت من الصباح من ريف مدينة القامشلي الجنوبي قصد بيع ديك رومي وشراء بعض الحاجات في رمضان بثمنه لأطفالها اليتامى، كما تقول، لكنها عادت به للبيت من دون بيعه لأن السعر الذي طرح لم يرضها، فهي أرادت بيعه بمبلغ 500 ألف ليرة (35 دولاراً) لأن وزنه جيد، بحسب كلامها.

 

 

وفي هذا الركن من السوق هناك من يضع طيوره في الأقفاص مثل البط ودجاج غريب عن المنطقة يسمى محلياً بالدجاج الفرعوني، ولا يستخدم هذه الدجاج لأكل لحمه أو بيضه وإنما للزينة ومنظره الأسود المرقط بالبياض إلى جانب صوته، وأحياناً يطير لبضعة أمتار على عكس الدجاج المحلي، كما أنه يباع أيضاً بمبلغ يصل إلى 600 ألف ليرة سورية (40 دولاراً).

رصيف البلابل

ولقاصدي طيور الزينة وأنغامها ركنهم الخاص بطيورهم في هذه السوق، ففي القسم الشرقي منها يصطف بائعو ومربو البلابل والببغاوات والكناري والحسون البري قرب بعضهم وعلى رصيف طويل، يستعرضون طيورهم الصغيرة في أقفاص تصدح منها تغريدات وزقزقة طيور صغيرة زاهية الألوان ومختلفة المسميات.

اقرأ المزيد

وطيور الكناري طاغية الوجود في هذه السوق، وكذلك ما يعرف بالعاشق والمعشوق والكروان، وجميع هذه الأصناف مستوردة وتربى لدى هواتها، أما الحسون فيصطاد حياً في حقول المنطقة ويربى ويتكاثر عند هؤلاء المربين.

ويقول إدريس حسن وهو تاجر من رواد هذه السوق منذ 30 عاماً، إن الطيور ارتفع سعرها خلال الأعوام الأخيرة بسبب انخفاض قيمة الليرة السورية في مقابل الدولار، فثمن طائر الكناري الذي يختص حسن في التعامل به قد يصل إلى 10 دولارات، وذلك يعتمد على تغريداته وجماله ولون ريشه ونوعيته وغيرها من التصنيفات التي يعطيها الاعتبار بائعو وزبائن هذه الطيور.

كما أن الحسون البري الذي عادة يكون في أقفاص يدخل الخشب في صناعتها، له زبائنه ومحبوه على هذا الرصيف، فألوان ريشه المخلوطة ما بين العفني والأصفر والأبيض والأسود ورأسه الأحمر يشد الأنظار إليه، بخاصة إن كان يتقن التغريد، فهو يباع بمبلغ قد يصل إلى 500 ألف ليرة سورية (35 دولاراً) لطير الذي يبلغ من العمر سنتين.

هديل الحمام

وفي الجانب الغربي من سوق الطيور في القامشلي يهدل المئات من طيور الحمام، بعضها في الأقفاص والصناديق وأخرى متروكة في الساحة تستعرض قوامها وريشها، وفي هذا الجانب ثمة مسميات غريبة وعدة يطلقها مربو الحمام على طيورهم، ومصدر هذه التسميات تعبر عن أصلها أو شكلها أو سلوكها ومنظرها، فمثلاً ثمة حمام نمسوي وآخر مجري والرقاص والمكشكش بحسب ريشه، وآخر قلاب يقلب في الهواء عند الطيران، وكذلك المشمشي وغيرها من التسميات الفريدة والطريفة أحياناً.

 

 

وفي كل يوم جمعة يستأجر نوزاد محمد (35 سنة) مع أصدقائه وزملائه من تجار الحمام سيارة خاصة تقلهم وحمامهم من مدينة الدرباسية (50 كيلومتراً غرب القامشلي)، وجميع هؤلاء يقصدون المكان من أجل بيع ما لديهم، وكذلك شراء ما يرغبون من الحمام، فهذه المسافة تعتبر رحلة عمل وتسلية في الوقت نفسه.

ويفيد نوزاد بأن التداول بالحمام لمقاصد مختلفة، فهناك من يشتريه من أجل "الكش"، أي تطييره ومشاهدته في أسراب وسط السماء، وآخرون لمشاهدة منظرها داخل الأقفاص والشباك، وهؤلاء يستهويهم هديل الحمام ومنظر ريشه وقوامه، وكلا الفئتين يهمهم تكاثرها وزيادة أفراد السرب.

أما من ناحية السعر فالحمام أغلى الطيور في هذه السوق، وبحسب محمد فقد يصل سعر الزوج منها إلى 1200 دولار، وأخرى أقل سعراً.

 

 

ومهما كانت المقاصد من تربية الطيور بأنواعها المختلفة وتنوع فئات روادها والمهتمين والمتعاملين فيها، فإنها مهنة تشكل مصدراً للرزق لبعضهم ومأكلاً طيباً لبعضهم الآخر، كما تعد مصدراً للتسلية والترويح عن النفس لفئة أخرى تستمع بجمال منظرها وعذوبة أنغامها وتغريداتها التي تبعث الراحة في نفوس هواتها، في زمن قسى على السوريين منذ 13 عاماً وألقى بهم في أتون ثورة تحولت إلى حرب أهلية وصراع دول.

المزيد من منوعات