ملخص
قالت "الأونروا" إن واحداً من كل 3 أطفال تحت سن العامين في شمال غزة يعاني سوء التغذية الحاد، وهو ما يزيد الضغط على إسرائيل بسبب المجاعة التي تلوح في الأفق.
قتل أكثر من 60 فلسطينياً بينهم 12 من عائلة واحدة في ضربات إسرائيلية ليلاً على قطاع غزة بحسب "حماس"، قبل ساعات من اجتماع مقرر، اليوم الأحد، لحكومة بنيامين نتنياهو الأمنية يتمحور حول المفاوضات من أجل التوصل إلى هدنة.
بعد أكثر من خمسة أشهر على بدء الحرب بين إسرائيل و"حماس" إثر هجوم غير مسبوق للحركة، تستمر الحصيلة البشرية بالارتفاع في غزة، حيث قتل 31553 شخصاً منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، فيما تهدد المجاعة بالانتشار في القطاع المحاصر، بحسب الأمم المتحدة.
واليوم الأحد، أفادت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" مقتل 60 شخصاً في الأقل بينهم نساء وأطفال في عشرات الضربات الليلية على قطاع غزة. وبين القتلى 12 من عائلة ثابت التي أصيب منزلها بقصف فجراً في حي البشارة بدير البلح وسط القطاع.
حتى تدمير "حماس"
وتتعرض دير البلج ومدينة غزة في الشمال ومدينتا خان يونس ورفح في الجنوب لضربات كثيفة بحسب شهود. ودارت معارك شرسة بين جنود إسرائيليين ومقاتلين فلسطينيين في خان يونس ومدينة غزة.
إزاء هذه الحرب المدمرة، يواصل الوسطاء الدوليون من الولايات المتحدة وقطر ومصر الجهود لإبرام اتفاق هدنة إنسانية جديدة بعد توقف أول في القتال في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، من دون تحقيق نتيجة حتى الآن.
وتعقد الحكومة الأمنية الإسرائيلية اجتماعاً عصر الأحد، لتحديد "تفويض" الوفد الذي سيتوجه إلى الدوحة للمشاركة في المحادثات.
لكن وزير المال بتسلئيل سموتريتش، وهو من اليمين المتطرف، يعارض إرسال الوفد. وقال، "على نتنياهو أن يأمر الجيش بدخول رفح فوراً وتكثيف الضغط العسكري حتى تدمير حماس".
وكان نتنياهو تعهد بعد هجوم السابع من أكتوبر الماضي بالقضاء على الحركة.
ونزح إلى هذه مدينة رفح المحاذية للحدود المصرية المغلقة، والتي تتعرض لقصف جوي إسرائيلي يومي، أكثر من 1,5 مليون فلسطيني يعيشون في ظروف صعبة جداً.
ووافق بنيامين نتنياهو على "خطط التحرك" لهجوم بري على رفح تتضمن "إجلاء السكان"، وفق ما أفاد مكتبه من دون أي تفاصيل أخرى.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، "باسم الإنسانية نناشد إسرائيل عدم المضي قدماً" في عمليتها البرية في رفح.
واقترحت "حماس" الجمعة الماضي، اتفاق هدنة من ستة أسابيع يتضمن مبادلة رهائن بأسرى فلسطينيين، في ما اعتبر موقفاً أكثر مرونة بعدما كانت تطالب بوقف إطلاق نار نهائي قبل أي اتفاق في شأن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.
وقال قيادي في "حماس" لوكالة الصحافة الفرنسية إن الحركة مستعدة للإفراج عن 42 رهينة إسرائيليين من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، على "أن تفرج إسرائيل عن 20 إلى 30 أسيراً فلسطينياً مقابل كل محتجز إسرائيلي".
وتطالب الحركة بالإفراج عن 30 إلى 50 معتقلاً فلسطينياً في مقابل الإفراج عن كل جندي محتجز لديها. وتحدثت عن استعدادها للمرة الأولى للإفراج عن مجندات.
وتؤكد إسرائيل أنه ما زال في غزة 130 رهينة، يعتقد أن 32 منهم لقوا مصرعهم، من بين نحو 250 خطفوا في الهجوم.
كذلك، تشمل المرحلة الأولى المقترحة "الانسحاب العسكري من كل المدن والمناطق المأهولة في قطاع غزة وعودة النازحين بلا قيود، وتدفق المساعدات بما لا يقل عن 500 شاحنة يومياً".
المهددون بالمجاعة
وتشرف إسرائيل على دخول المساعدات البرية إلى قطاع غزة التي تبقى كمياتها غير كافية نظراً إلى الحاجات الكبيرة والملحة للسكان البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، والمهددين في غالبيتهم بمجاعة، بحسب الأمم المتحدة.
وأفرغت سفينة تابعة لمنظمة "أوبن آرمز" الإسبانية غير الحكومية 200 طن من المواد الغذائية وفرتها منظمة "وورلد سنترال كيتشن" على ساحل غزة. وستنقل المساعدات إلى شمال القطاع حيث الوضع الإنساني كارثي.
وتستعد سفينة مساعدات أخرى للإبحار بحسب السلطات القبرصية.
وواصلت دول عربية وغربية عدة إلقاء المساعدات الغذائية من الجو لكن الأمم المتحدة تعتبر أن إيصال المساعدات براً يبقى حيوياً.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد، على أن قوات بلاده ستمضي قدماً في هجوم بري مخطط له في رفح في جنوب قطاع غزة على رغم تحذيرات من أنه قد يؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا.
وقال نتنياهو في مستهل اجتماع مجلس الوزراء، "لن يمنعنا أي قدر من الضغوط الدولية من تحقيق كل أهداف الحرب. وللقيام بذلك سنتحرك قدماً أيضاً في رفح".
وأوضح مصدر مطلع على محادثات الهدنة في قطر لـ"رويترز" أن رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) سينضم إلى الوفد الذي يحضر المفاوضات مع وسطاء قطريين ومصريين وأميركيين، ومن المتوقع أن يصل إلى الدوحة اليوم الأحد.
وقدمت "حماس" اقتراحاً جديداً لوقف إطلاق النار في الأسبوع الماضي، يتضمن تبادل رهائن إسرائيليين ومحتجزين فلسطينيين. ومن المقرر أن يجتمع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي لبحث الأمر قبل مغادرة الوفد.
وتجدد الأمل بالتوصل لهدنة في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة "حماس" منذ أكثر من خمسة أشهر في قطاع غزة المحاصر في حين أفرغت أول سفينة نقلت 200 طن من الأغذية حمولتها في مدينة غزة تمهيداً لتوزيعها على السكان المتضورين جوعاً.
في غضون ذلك، لم يهدأ القصف والغارات الإسرائيلية طوال الليل. وقالت وزارة الصحة في غزة اليوم الأحد إن ما لا يقل عن 31645 فلسطينياً قتلوا وأصيب 73676 جراء الهجوم الذي تشنه إسرائيل على القطاع منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس" أشرف القدرة، صباح السبت، مقتل 36 شخصاً بضربة استهدفت عند السحور، في ليلة الجمعة الأولى من رمضان، منزلاً يؤوي عشرات النازحين من عائلة الطباطيبي وأنسبائهم، بينهم أطفال وحوامل، في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
في مستشفى "شهداء الأقصى" في دير البلح القريبة، وقف محمد الطباطيبي (19 سنة) وهو مصاب في يده اليسرى، بين عشرات الجثث الملقاة أرضاً في ساحة قسم الطوارئ يبكي عائلته.
وقال "هذه أمي وهذا أبي وهذه عمتي وهؤلاء إخوتي، قصفوا البيت ونحن فيه، كانت أمي وعمتي تجهزان طعام السحور، كلهم استشهدوا، لا أعرف لماذا قصفوا البيت وعملوا مجزرة".
ورداً على استفسار لوكالة الصحافة الفرنسية، قال الجيش الإسرائيلي إنه ينظر في "الوقائع الظرفية"، مؤكداً أنه استهدف مقاتلين لـ"حماس" "في منطقة النصيرات بناء على معلومات استخباراتية".
اندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق لـ"حماس" أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1160 شخصاً، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية. وتؤكد إسرائيل أنه ما زال في غزة 130 رهينة، يعتقد أن 32 منهم لقوا مصرعهم، من بين نحو 250 خطفوا في الهجوم.
رداً على هجوم "حماس"، توعدت إسرائيل القضاء على الحركة، وأطلقت حملة عسكرية خلفت دماراً هائلاً و31553 قتيلاً في الأقل معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في غزة.
احتجاج إسرائيلي
السبت، تجمعت في تل أبيب عائلات رهائن للمطالبة مجدداً بتحرير أحبائهم المحتجزين في غزة، وهتف المحتشدون "أينما ذهبنا نتحدث عنكم ونغني لكم ونصلي من أجلكم".
في الوقت نفسه دعا المحتجون المناهضون للحكومة الإسرائيلية إلى إجراء انتخابات جديدة، وأغلقوا عدداً من شوارع تل أبيب. وقدرت وسائل الإعلام الإسرائيلية عدد المحتجين ببضعة آلاف.
بعد أكثر من خمسة أشهر على بدء الحرب، تعمل دول الوساطة، الولايات المتحدة وقطر ومصر، على التوصل لاتفاق على هدنة وصفقة تبادل بين رهائن وسجناء فلسطينيين لدى إسرائيل.
اقترحت "حماس"، الجمعة، اتفاق هدنة من ستة أسابيع يتضمن مبادلة رهائن بأسرى فلسطينيين، في ما اعتبر موقفاً أكثر مرونة بعد أن كانت تطالب بوقف إطلاق نار نهائي قبل أي اتفاق في شأن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.
وقال قيادي في "حماس" إن الحركة مستعدة للإفراج عن 42 رهينة إسرائيليين من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، على "أن تفرج إسرائيل عن 20 إلى 30 أسيراً فلسطينياً مقابل كل محتجز إسرائيلي". وتطالب الحركة بالإفراج عن 30 إلى 50 معتقلاً فلسطينياً في مقابل الإفراج عن كل جندي محتجز لديها. وتحدثت عن استعدادها لأول مرة للإفراج عن مجندات.
كذلك، تشمل المرحلة الأولى المقترحة "الانسحاب العسكري من كل المدن والمناطق المأهولة في قطاع غزة وعودة النازحين بلا قيود، وتدفق المساعدات بما لا يقل عن 500 شاحنة يومياً".
السبت، خلال محطة له في العاصمة البحرينية المنامة، تعهد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "مواصلة التنسيق" مع "شركاء إقليميين ودوليين" من أجل "تهدئة خلال شهر رمضان"، وفق المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جهته، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن وفداً إسرائيلياً سيتوجه إلى قطر للمشاركة في مفاوضات على صفقة للإفراج عن رهائن مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين في إطار تهدئة في غزة.
وأوضح المكتب، السبت، أن رئيس الوزراء دعا حكومة الحرب والحكومة الأمنية للاجتماع، اليوم الأحد، لاتخاذ قرار في شأن تفويض الوفد المفاوض قبل توجهه إلى الدوحة.
لكن وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش دعا، السبت، عبر منصة "إكس" نتنياهو إلى "إعطاء أوامر للوفد بالبقاء في إسرائيل" وإلى "تشديد الضغط العسكري إلى حين القضاء على حماس".
وكان نتنياهو قد وافق على "خطط عمل" الجيش لشن هجوم بري على رفح حيث يتكدس وفق الأمم المتحدة نحو 1.5 مليون فلسطيني معظمهم نازحون، هم أكثر من نصف إجمالي سكان القطاع.
والسبت، دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إسرائيل إلى الامتناع عن شن هجوم على رفح "باسم الإنسانية".
مخاوف المجاعة
في ظل الدمار الهائل والحصار وانقطاع الماء والكهرباء، تخشى الأمم المتحدة من مجاعة تعم القطاع، لا سيما في الشمال الذي يصعب الوصول إليه ويعاني حالات تفلت أمني.
قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة، السبت، إن سوء التغذية الحاد يتفاقم في شمال قطاع غزة.
وأضافت الأونروا أن واحداً من كل ثلاثة أطفال تحت سن العامين في شمال غزة يعاني الآن سوء التغذية الحاد، وهو ما يزيد الضغط على إسرائيل بسبب المجاعة التي تلوح في الأفق.
وتصل المساعدات أساساً من مصر عبر معبر رفح في جنوب غزة، بعد إخضاعها لتفتيش إسرائيلي دقيق، لكنها تظل غير كافية على الإطلاق نظراً إلى الحاجات الهائلة للسكان البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.
وغادرت السفينة التابعة لمنظمة "أوبن آرمز" الخيرية الإسبانية غزة، السبت، بعد أن أنزلت 200 طن من الأغذية بمساعدة رصيف بنته منظمة "وورلد كيتشن سنترال".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القبرصية تيودوروس غوتسيس، السبت، إن سفينة مساعدات ثانية جاهزة وستنطلق إلى غزة في نهاية الأسبوع.
لكن وفق "وورلد كيتشن سنترال" فإن الأرصاد الجوية تشير إلى طقس سيئ بين الأحد ونهاية الأسبوع المقبل، ما من شأنه تأخير إبحار السفينة.
وثمة سباق مع الزمن في محاولة لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية مباشرة إلى شمال القطاع من خلال إلقائها جواً انطلاقاً من الأردن.
وتشدد الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أن نقل المساعدات بحراً أو جواً لا يمكن أن يكون بديلاً من إدخالها براً.