ملخص
رد فعل قوي من "وول ستريت" بعد تثبيت "الفيدرالي " الأميركي أسعار الفائدة للمرة الخامسة
رد فعل قوي من "وول ستريت" بعد تثبيت مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة للمرة الخامسة، حيث قفزت المؤشرات فوق 1 في المئة بعد أن أكد "الفيدرالي" إبقاءه على التوقعات السابقة بتخفيض الفائدة ثلاث مرات في هذه السنة، وبمعدل 0.75 في المئة.
وكانت الأسواق تنتظر اجتماع "الفيدرالي" لشهر مارس (آذار) لمعرفة رؤية المسؤولين في ملف خفض الفائدة، حيث كانت كل التوقعات تشير إلى تثبيته لسعر الفائدة لذلك هذا الأمر لم يكن مفاجئاً، لكن المفاجأة كانت في الإبقاء على توقعات خفض الفائدة هذه السنة.
فالتصريحات الأخيرة لمسؤولي "الفيدرالي" أعطت إيحاء للأسواق بأن قوة الاقتصاد الأميركي واستمرار التضخم مرتفعاً فوق المستوى الذي يستهدفه "الفيدرالي"، قد يغيّر من توجهات "المركزي الأميركي" بخصوص خفض الفائدة، وهو ما لم يحصل.
توقعات أعضاء "الفيدرالي"
وفي كل ربع سنوي، ينشر "الفيدرالي" ما يُعرف بـ "دوت بلوت"، وهي عبارة عن متوسط توقعات أعضاء مجلس "الفيدرالي" لأسعار الفائدة في السنوات المقبلة.
وجاءت توقعاتهم كالتالي: خفض الفائدة 3 مرات في 2024، ثم 3 مرات أخرى في 2025، ثم 3 مرات في 2026.
وبالتالي، أصبح متوسط توقعات أعضاء "الفيدرالي" لسعر الفائدة 4.6 في المئة في نهاية 2024، و3.9 في المئة في 2025 و3.1 في المئة في 2026.
وحصل تغيير للسنتين المقبلتين، حيث قلل أعضاء "الفيدرالي" عدد مرات خفض أسعار الفائدة المتوقع في 2025 من 4 إلى 3 مرات، لتصبح 3.9 في المئة بدلاً من 3.6 في المئة كما في توقعات ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
مؤتمر باول
وعقد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول مؤتمراً صحافياً بعد الإعلان عن أسعار الفائدة، حيث قال إن قراءات التضخم المرتفعة في الآونة الأخيرة أظهرت تراجع ضغوط الأسعار ببطء في الولايات المتحدة. وأضاف أن البيانات الحديثة لا تعزز أيضاً ثقة المركزي الأميركي في الانتصار بمعركة التضخم.
ورأى أن توقيت خفض أسعار الفائدة لا يزال متوقفاً على إحساس المسؤولين بثقة أكبر إزاء احتمال استمرار التضخم في التراجع إلى اثنين في المئة التي يستهدفها "الفيدرالي" في اقتصاد قوي يستمر في تجاوز التوقعات.
وأردف باول للصحافيين أن تقارير التضخم في بداية العام أظهرت أن الضغوط السعرية تظل "مرتفعة"، من منظور المركزي الأميركي، لكنها "لا تغير في الواقع القصة الإجمالية وهي أن التضخم يتراجع تدريجاً إلى اثنين في المئة في طريق أحياناً ما يكون وعراً".
وقال باول إن قرار توقيت خفض الفائدة سيتوقف على مزيد من البيانات لتحديد إذا ما كانت القراءات المخيبة للآمال التي وردت في مطلع العام ستستمر أم لا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعززت تصريحات باول رهانات "وول ستريت" بأن يكون أول خفض للفائدة في يونيو (حزيران).
وبخصوص التضخم، يتوقع أعضاء "الفيدرالي" أن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، باستثناء الغذاء والطاقة، ارتفع 2.6 في المئة في ديسمبر، مقارنة بنحو 2.4 في المئة في بيانات صدرت نهاية العام.
وبخصوص الاقتصاد الكلي، يتوقع الأعضاء أن يبلغ النمو للاقتصاد الأميركي 2.1 في المئة هذا العام مقارنة بنحو 1.4 في المئة في توقعات ديسمبر، في حين من المتوقع أن يختتم معدل البطالة العام عند أربعة في المئة، أي أقل من 4.1 في المئة المتوقعة في ديسمبر. كما توقعوا أن ينمو بنسبة2 في المئة في 2025 و2026.
بيان "الفيدرالي"
وكان "الفيدرالي" أبقى على أسعار الفائدة في نطاق 5.25 في المئة 5.50 في المئة، وهي الأعلى منذ أكثر من عقدين.
وبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة تشديد حاد للسياسة النقدية قبل عامين للسيطرة على ارتفاع التضخم الذي بلغ في وقت لاحق أعلى مستوى له في 40 عاماً، لكنه أبقى سعر الفائدة ثابتاً منذ يوليو (تموز) الماضي.
وقال مجلس الاحتياطي الاتحادي في بيان حصل على موافقة جميع الأعضاء "النشاط الاقتصادي ينمو بوتيرة قوية. وظلت مكاسب الوظائف قوية وظل معدل البطالة منخفضاً".
وأكد البيان أيضاً أن المسؤولين ما زالوا يسعون إلى "ثقة أكبر" في استمرار انخفاض التضخم قبل البدء في خفض أسعار الفائدة.
