ملخص
قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية المستشار أحمد فهمي إن لقاء السيسي- بلينكن تناول الأوضاع الراهنة في قطاع غزة، إذ استعرضا آخر مستجدات الجهود المشتركة للوساطة بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتبادل المحتجزين.
دعا زعماء الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس إلى هدنة إنسانية "فورية" في غزة تؤدي إلى وقف إطلاق النار.
وقال شارل ميشيل رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي على منصة إكس "بيان قوي وموحد لزعماء الاتحاد الأوروبي بشأن الشرق الأوسط في مجلس الاتحاد الأوروبي الليلة!".
وأضاف "يدعو الاتحاد الأوروبي إلى هدنة إنسانية فورية تؤدي إلى وقف مستدام لإطلاق النار".
اجتماع في قطر
قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان اليوم الخميس إن ديفيد برنياع رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) سيتوجه إلى قطر غداً الجمعة للقاء وسطاء في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يشمل الإفراج عن رهائن.
وأضاف البيان أن برنياع سيجتمع مع نظيره الأميركي ويليام بيرنز مدير وكالة الاستخبارات المركزية ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس الاستخبارات المصرية عباس كامل.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن الوزير أنتوني بلينكن ناقش مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم الخميس، المفاوضات للتوصل لوقف فوري لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع في الأقل في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة "حماس" وإطلاق سراح جميع الرهائن.
ووصل بلينكن إلى مصر، اليوم، غداة زيارة السعودية في إطار أحدث جولة له بالشرق الأوسط، حيث التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان.
كما ناقش بلينكن مع السيسي إقامة دولة فلسطينية مستقلة مع تقديم ضمانات أمنية لإسرائيل.
من جهته قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية المستشار أحمد فهمي إن لقاء السيسي- بلينكن تناول الأوضاع الراهنة في قطاع غزة، إذ استعرضا آخر مستجدات الجهود المشتركة للوساطة بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتبادل المحتجزين.
وشدد الرئيس المصري على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، مشيراً إلى أن ما يتعرض له القطاع وسكانه من كارثة إنسانية ومجاعة تهدد حياة المدنيين الأبرياء، ومحذراً من العواقب الخطرة لأي عملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية الحدودية، كما شدد على ضرورة التحرك العاجل لإنفاذ الكميات الكافية من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكد السيسي، بحسب المتحدث باسم الرئاسة، ضرورة فتح آفاق المسار السياسي من خلال العمل المكثف لتفعيل حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
من جانبه، أشاد وزير الخارجية الأميركي بالجهود المصرية للدفع باتجاه التهدئة، مؤكداً حرص الولايات المتحدة على التنسيق والتشاور بهدف استعادة الاستقرار والأمن في المنطقة.
وتوافق الجانبان على أهمية استمرار الجهود المشتركة في هذا الصدد، وضرورة اتخاذ كل الإجراءات لضمان نفاذ المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع، ورفض تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم بأي شكل أو صورة.
مستشفى الشفاء لليوم الرابع
وفي غزة، تركز الهجوم العسكري الإسرائيلي لليوم الرابع على مستشفى الشفاء، وهو المرفق الطبي الوحيد الذي يعمل ولو جزئياً في شمال القطاع، وقال سكان إنهم رأوا مباني مشتعلة داخل المجمع.
وبدأ بلينكن أحدث جولاته في الشرق الأوسط أمس الأربعاء من السعودية والتقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لإجراء محادثات حول غزة حيث يؤثر نقص الغذاء في 2.3 مليون فلسطيني، ويتجاوز في بعض المناطق مستويات المجاعة، بحسب ما أفادت الأمم المتحدة.
وقال بلينكن لقناة "الحدث"، "إننا نضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار مرتبط بالإفراج عن الرهائن. من شأن هذا أن يقدم إغاثة فورية لكثير من الأشخاص الذين يعانون في غزة... للأطفال والنساء والرجال"، مضيفاً أن الولايات المتحدة أعدت مشروع قرار في الأمم المتحدة لهذا الغرض.
واستؤنفت المحادثات الرامية إلى وقف إطلاق النار هذا الأسبوع في قطر بعدما رفضت إسرائيل اقتراحاً من "حماس" الأسبوع الماضي. وتتناول المفاوضات هدنة مدتها نحو ستة أسابيع تسمح بالإفراج عن 40 من المحتجزين الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح مئات الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.
لكن "حماس" تعلن أنها لن تطلق سراح الرهائن إلا ضمن اتفاق ينهي الحرب، بينما تؤكد إسرائيل أنها ستناقش فقط وقفاً موقتاً للقتال.
وقال بلينكن لقناة "الحدث"، "أعتقد بأن الفجوات تضيق، وأعتقد بأن التوصل إلى اتفاق ممكن للغاية"، مضيفا أن "الفريق الإسرائيلي موجود ولديه صلاحية التوصل إلى اتفاق".
وذكر مكتب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ووزارة الخارجية الأميركية أن المسؤولين استعرضا التقدم المحرز في المفاوضات.
وشدد السيسي على "ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار"، مشيراً إلى كارثة إنسانية تهدد حياة المدنيين في غزة، وحذر من "العواقب الخطرة لأي عملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية".
وتمثل رفح حالياً آخر المناطق الآمنة نسبياً، حيث نزح أكثر من نصف سكان القطاع وتكدسوا قرب الحدود مع مصر.
وقرب مجمع الشفاء قال سكان لـ"رويترز" عبر تطبيق للتراسل إن الجيش نسف منازل قريبة بينما احترقت مبانٍ في مجمع المستشفى.
وذكر رباح، وهو أب لخمسة أطفال، أن المكان منطقة حرب إذ حوصر الناس داخل منازلهم وسط اشتباكات في الشوارع، مضيفاً أن "إسرائيل أعادت الدبابات إلى قلب مدينة غزة من أجل تدمير البيوت التي لا تزال صامدة وكذلك الشوارع، كل هذا يحدث أمام أنظار العالم الذي يرى بعيون واحدة".
إسرائيل تقول إن مسلحين يختبئون في المستشفى
وقالت إسرائيل إن قواتها قتلت أكثر من 50 مسلحاً من حركة "حماس" أمس، ليرتفع عدد من تفيد بأنهم مسلحون قتلوا حول المستشفى إلى 140، إضافة إلى مقتل جنديين إسرائيليين.
وكشفت عن أنها عثرت على بنية تحتية تستخدم لأغراض الإرهاب وأسلحة داخل المجمع وحوله، وعرضت صوراً لبنادق آلية من طراز "أي كيه-47" (كلاشنيكوف) وقذائف صاروخية ومدافع هاون وأسلحة أخرى.
وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري "عدد من إرهابيي حماس، عناصر وقادة كبار كانوا يختبئون في المجمع مع مسلحي حركة الجهاد الإسلامي"، مردفاً أنه "عندما دخلنا إلى المستشفى وجدنا إرهابيين يقاتلون ضدنا هنا في هذا المكان".
وتنفي "حماس" أن المستشفى يؤوي مسلحين وقالت إن القتلى من الجرحى والنازحين.
وأظهرت لقطات مصورة نشرتها "حماس" مسلحيها خارج مجمع الشفاء وهم يحملون أسلحة ويطلقون النار على دبابات إسرائيلية في شوارع تمت تسويتها بالأرض، وتتطابق مواقع المباني وحدودها مع صور أقمار اصطناعية تحققت "رويترز" منها.
وذكرت وزارة الخارجية المصرية أن من المقرر أن يجتمع بلينكن مع وزراء خارجية مصر والسعودية وقطر والأردن اليوم، إضافة إلى وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي في الإمارات وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ولم تتطرق وزارة الخارجية المصرية إلى تفاصيل المحادثات، لكن مصادر مصرية قالت إن الدول العربية ستشدد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي للصراع.
وأكد بلينكن مجدداً، في اجتماعه مع ولي العهد السعودي أمس، التزام الولايات المتحدة إقامة دولة فلسطينية مستقلة مع ضمانات أمنية لإسرائيل.
ويضغط المسؤولون من أجل إنهاء ستة أشهر من القتال الذي أودى بحياة ما يقارب 32 ألف فلسطيني، وقتل 65 شخصاً في الساعات الـ24 الماضية بحسب السلطات الصحية في غزة.
واندلعت الحرب بعدما شن مسلحون من "حماس" هجوماً على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تقول الإحصاءات الإسرائيلية إنه أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة.
وألقى نتنياهو كلمة أمام أعضاء جمهوريين بمجلس الشيوخ الأميركي أمس قال لهم فيها إن إسرائيل ستواصل جهودها للقضاء على "حماس".
وتسلط تصريحاته الضوء على تنامي التوتر مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التي تطالب تل أبيب بمزيد من الجهود لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية وحماية المدنيين. وفي مقابلة مع بودكاست "كول مي باك ويذ دان سينور"، أكد وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر أن إسرائيل ستتقدم صوب رفح، على رغم تزايد القلق الدولي حيال أثر مثل تلك العملية العسكرية في المدينة.
وقال ديرمر "هذا سيحدث، حتى إن اضطرت إسرائيل إلى القتال وحدها. حتى لو انقلب العالم أجمع على إسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة، فإننا سنقاتل حتى ننتصر في المعركة".
وأعلن القيادي في "حماس" أسامة حمدان أمس أن رد إسرائيل على اقتراح الهدنة الذي تقدمت به حركته جاء "سلبياً"، مما قد يقود المفاوضات إلى "طريق مسدود".
وقف مستدام لإطلاق النار
وصرح مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بأن قادة الاتحاد الأوروبي سيدعون إلى وقف مستدام لإطلاق النار في غزة خلال قمتهم في بروكسل اليوم، مردفاً قبيل بدء القمة أن "اليوم سيذهب المجلس إلى ما هو أبعد بكثير" مما كان في الأشهر السابقة.
وأوضح أن "المجلس سيطلب وقفاً مستداماً لإطلاق النار، ويطالب بالتأكيد أيضاً بتحرير الرهائن، لكنه سيبدي قلقاً شديداً إزاء حال الشعب في غزة، إنه أمر غير مقبول".
ودعا بوريل إسرائيل إلى التأكد من وصول مزيد من المساعدات إلى غزة، قائلاً إنه يأمل في أن يفعل قادة الاتحاد الأوروبي الشيء نفسه.
وتابع "إنهم (سكان غزة) يتضورون جوعاً، لذلك آمل في أن يبعث المجلس برسالة قوية إلى إسرائيل بأن تتوقف عن الحظر وتتوقف عن منع وصول الطعام إلى غزة وتهتم بالمدنيين"، مضيفاً "لإسرائيل حق الدفاع (عن نفسها) لا الانتقام".
قالت الشرطة الهولندية إنه تم إلقاء جسم مشتعل على السفارة الإسرائيلية في لاهاي صباح اليوم وإنها اعتقلت مشتبهاً فيه.
وذكرت الشرطة في منشور على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي أنه لم يصب أحد خلال الواقعة التي يجري التحقيق فيها، من دون أن تقدم مزيداً من التفاصيل.
وكانت هولندا عززت الوجود الأمني عند السفارة الإسرائيلية في لاهاي بعد تلقي تهديدات.
اجتمع مسؤولون من 36 دولة ووكالات تابعة للأمم المتحدة في قبرص اليوم لمناقشة كيفية تسريع إرسال المساعدات إلى الفلسطينيين المحاصرين في غزة عبر طريق بحري تم إطلاقه الأسبوع الماضي.
ويحضر اجتماع اليوم كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ وكبير موظفي مجلس الأمن القومي الأميركي كيرتس ريد.
ومع اقتراب المجاعة من غزة، تبحث الوكالات على نحو متزايد عن طرق بديلة لإيصال المساعدات إلى القطاع بخلاف المعابر البرية، لكن الافتقار إلى البنية التحتية يمثل مشكلة، فقد أنشأت إحدى المؤسسات الخيرية التي أرسلت مساعدات من قبرص الأسبوع الماضي، رصيفاً من الأنقاض، بينما أعلنت الولايات المتحدة أيضاً عن خطط لإنشاء رصيف عائم.
وبموجب اتفاق تم التوصل إليه مع إسرائيل، يمكن أن تخضع الشحنات لتفتيش أمني في قبرص بواسطة فريق يضم إسرائيل، مما يلغي الحاجة إلى الفحص في نقطة التفريغ النهائية لإزالة العوائق المحتملة في تسليم المساعدات.
وغادرت سفينة من قبرص الأسبوع الماضي ووزعت مساعدات في غزة، بينما من المتوقع أن تغادر سفينتان أخريان خلال الأيام المقبلة، وفقاً للظروف الجوية.
وقال وزير الخارجية القبرصي كونستانتينوس كومبوس، "إننا نناقش كيف يمكننا زيادة القدرة التشغيلية إلى الحد الأقصى سواء في ما يتعلق بالمغادرة ووسائل النقل وكذلك في ما يتعلق بمنهجية الاستقبال والتوزيع".
وأضاف أن المندوبين سيناقشون أيضاً إنشاء صندوق لتنسيق الأنشطة التنفيذية للمبادرة، لكنه أوضح أنه ليس مؤتمراً للمانحين.
ورداً على سؤال حول عدد السفن التي يمكن أن تغادر قبرص محملة بالمساعدات بمجرد وصول المبادرة إلى طاقتها التشغيلية الكاملة، قال كومبوس "أكبر عدد ممكن".
وأضاف "علينا أن نتذكر أن هناك قيوداً في ما يتعلق بالاستقبال والتوزيع، وبيت القصيد ليس مجرد تخزين المساعدات هنا، بل يتعلق بالتحول السريع حتى نكون مؤثرين قدر الإمكان".