ملخص
تأتي هذه التطورات إثر تواتر ردود الفعل الإسرائيلية التي توعدت ميليشيات الحوثي عقب تصعيد الجماعة بشن هجمات متكررة على المدن الإسرائيلية.
تتعرض مناطق عدة في اليمن لسلسة غارات جوية إسرائيلية استهدفت قاعدة الديلمي الجوية ومطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر، إضافة إلى محطات للطاقة والنفط.
ووفقاً للقناة الـ 14 الإسرائيلية فقد تركزت الغارات على أهداف في العاصمة صنعاء والحديدة، وأدت إلى تعطيل المطار الدولي في صنعاء من خلال تدمير برج المراقبة، وقالت القناة الإسرائيلية إن "الهجمات في اليمن ليست مثل الهجمات السابقة".
وتأتي هذه التطورات إثر تواتر ردود الفعل الإسرائيلية التي توعدت ميليشيات الحوثي عقب تصعيد الجماعة بشن هجمات متكررة على المدن الإسرائيلية، إذ جدد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس الأربعاء تهديده لميليشيات الحوثي متوعداً بأنه سيلقن الجماعة المدعومة من إيران درساً قاسياً كما فعل مع "حماس" و"حزب الله" ونظام الأسد، على حد قوله.
وجاء الوعيد الإسرائيلي خلال إضاءة نتنياهو شمعة خلال مناسبة دينية، معلناً في كلمته عزم إسرائيل تنفيذ ضربات ضد أعدائها في مختلف أنحاء المنطقة، وذلك بعد ساعات من إعلان قائد القوات الجوية في حكومته تومير بار هجمات مضادة أشد على جماعة الحوثي اليمنية، إثر هجوم صاروخي آخر على منطقة تل أبيب الكبرى.
رؤوس الحوثي
وصرح بار خلال مراسم في قاعدة هاتساريم الجوية بصحراء النقب جنوب إسرائيل أمس الأربعاء بأن القوات الجوية هاجمت الحوثيين ثلاث مرات بالفعل، متوعداً الجماعة التي تسيطر على العاصمة صنعاء وعدد من المدن المحيطة بها بالقول "سنزيد شدة الهجمات وعددها بحسب ما نحتاج".
وكانت هيئة البث الإسرائيلية نقلت عن مصدر عسكري قوله إن الجيش الإسرائيلي يدرس هذه الأيام شن هجوم واسع على الحوثيين في اليمن، وإن الجيش الإسرائيلي يفكر في شن هجوم آخر هو الرابع من حيث العدد ضد الحوثيين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى مدى الأسابيع الماضية كرر الحوثيون شن هجماتهم بالطائرات المفخخة والصواريخ الإيرانية الصنع على مناطق إسرائيلية، وإزاء هذا التصعيد قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الثلاثاء الماضي، "لن نقبل استمرار الحوثيين في إطلاق النار على دولة إسرائيل، وسنرد على رؤس الحوثيين في صنعاء وفي كل مكان في اليمن".
وفي المقابل أظهرت ميليشيات الحوثي عدم اكتراثها بالتهديدات الإسرائيلية، واستبعد قادتها تكرار المشهد السوري في اليمن، في حين يخشى اليمنيون من المقامرة مجدداً بسلامة المدنيين ومصالح الشعب وتعريض ما بقي من مقدرات البلاد للتدمير جراء الممارسات الحوثية خدمة للمشروع الإيراني.
وقال القيادي في الميليشيات محمد علي الحوثي إن جماعته ليست "حزب الله" ولا "حماس"، متوعداً باستهداف المصالح الأميركية في حال شنت أميركا وإسرائيل أي هجوم ضدهم.
ومع التهديدات الحوثية التي لم تتوقف فقد أصدرت سلطاتها تعميماً إلى جميع المشافي العامة والخاصة في المناطق التي تسيطر عليها برفع جاهزية جميع أقسامها تحسباً لأي طارئ.
إلى ذلك أعلن المكتب الصحافي للبعثة الإسرائيلية الدائمة لدى منظمة الأمم المتحدة أنه من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً في الـ 30 من ديسمبر (كانون الأول) الجاري في شأن الهجمات التي يشنها الحوثيون على الأراضي الإسرائيلية، فمنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 يشن الحوثيون هجمات متفرقة على سفن الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن بالصواريخ والمسيّرات بحجة الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على قطاع غزة، في حين يسخر اليمنيون من الجماعة المتهمة بقتل مئات آلاف المدنيين وتهجير الملايين وتدمير البنى التحتية في سبيل مشروعها الطائفي المدعوم من النظام الإيراني.
جواسيس واعتقالات
وانعكاساً لحال القلق الذي تعيشه جراء ارتفاع الأصوات اليمنية المطالبة بالقضاء على الحوثي، دشنت الميليشيات موجة اختطافات جديدة أمس الأربعاء بإعلان ما قالت إنه "إحباط أنشطة استخباراتية لوكالة الاستخبارات الأميركية وجهاز الـ 'موساد' الإسرائيلي"، والقبض على من وصفتهم بـ"الجواسيس".
وأعلن جهاز الأمن والاستخبارات التابع للميليشيات والمتهم باعتقال آلاف اليمنيين وتعذيبهم أنه "جرى خلال الأيام الماضية إلقاء القبض على عدد من الجواسيس الذين جرى تجنيدهم عبر المطلوب حميد حسين فايد مجلي، وأُسندت إليهم أنشطة استخباراتية".
ودأب الحوثيون على شن مثل هذه الحملات في كل مرة يواجهون فيها موجات غضب شعبية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وهو سلوك يسعون من ورائه، وفقاً لمراقبين، إلى لفت أنظار الناس لقضايا أخرى وتصوير أنفسهم على أنهم يتعرضون لمؤامرات دولية وتبرير سلوكهم القمعي.
وحذر وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أمس اليمنيين من التورط في عمليات البيع غير القانونية التي تقوم بها قيادات وعناصر ميليشيات الحوثي الإرهابية، والمتعلقة بالأراضي والعقارات المملوكة للدولة أو المنهوبة من الأفراد أو التابعة للأوقاف، كاشفاً عن قيام عدد من قيادات الحوثي بعرض المنازل والأراضي والعقارات للبيع، بما في ذلك الممتلكات المنهوبة من المواطنين.
ويعطي التحذير الحكومي مؤشراً على ما اعتبره مراقبون استباقاً لعمليات عسكرية ضد الحوثيين قد تبدأ من داخل المدن التي يسيطرون عليها، وقال الإرياني في منشور عبر حسابه على موقع "إكس" إن تلك الخطوة من جانب الجماعة مؤشر واضح على حال الخوف والترقب التي تعيشها بعد انهيار عدد من الداعمين لها في المنطقة، وتفاقم حال السخط الشعبي جراء سياساتها التعسفية والجرائم والانتهاكات الممنهجة التي ترتكبها بحق اليمنيين، مبيناً أن "تلك المباني المعروضة للبيع بعضها جرى شراؤه من الأموال المنهوبة من الخزينة والإيرادات العامة في العاصمة المختطفة صنعاء، وبقية المناطق التي تسيطر عليها الجماعة بالقوة".