Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"عمق الصبر"... عندما يفضح جواد ظريف السياسة الإيرانية

ظريف أكد أن الإيرانيين أبلغوا دونالد ترمب بخطة الانتقام لسليماني قبل تنفيذها بساعات

جواد ظريف يقول إن قرار الانتقام لسليماني اتخذه المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني (غيتي)

ملخص

نشر وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف مذكراته أخيراً، ليؤكد صدق ما قاله الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، بأنه عرف بخطة الانتقام لقاسم سليماني مسبقاً. أما المفاجأة فهي أن ترمب عرف بالخطة قبل الرئيس الإيراني ووزير خارجيته".

"وشهد شاهد من أهلها"… هكذا يمكن وصف ما باح به وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف، حول انتقام بلاده لاغتيال القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني.

ظريف قال في كتابه "عمق الصبر" الصادر قبل عشرة أيام، إن الإيرانيين أبلغوا الأميركيين قبل ساعات من قصف قاعدة "عين الأسد" في العراق، رداً على اغتيال سليماني. كما أبلغوا أيضاً رئيس وزراء العراق حينها عادل عبدالمهدي.   

اغتيل سليماني بغارة لمسيرة أميركية على سيارته عندما كان مغادراً لمطار بغداد في الثالث من يناير (كانون الثاني) عام 2020. الرئيس السابق للولايات المتحدة دونالد ترمب هو من أمر بالعملية حينها، وهو من قال قبل أيام إن الإيرانيين أبلغوه بانتقامهم مسبقاً.

صدق ترمب في روايته وفق كتاب ظريف. أما مناسبة استدعائه لحادثة سليماني فكانت قوله "إن إيران في عهده كانت تخشى أميركا وتحترمها، أما في زمن الرئيس الحالي جو بايدن، لم تعد تفعل ذلك". ولكن بغض النظر عن صدقية استنتاج ترمب، تنطوي مذكرات وزير الخارجية الإيراني في هذه الحادثة على أسباب أخرى تثير الفضول. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ظريف يقول في "عمق الصبر"، إن قرار الانتقام لقاسم سليماني صدر عن المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران. وقد عرف الأميركيون والعراقيون بتوقيت وشكل هذا الانتقام، قبل أن يعرف الرئيس الإيراني حينها حسن روحاني ووزير خارجيته.

من أبلغ ظريف بالانتقام بعد وقوعه هو نائبه عباس عراقجي الذي أمره مجلس الأمن القومي بنقل قرارهم إلى الأميركيين عبر السفير السويسري في طهران. وبينما شرع ظريف وفريقه لاحقاً بكتابة البيانات والرسائل التوضيحية حول قصف قاعدة "عين الأسد"، اكتشف أن الرد الإيراني طاول طائرة مدنية أوكرانية تزامنت رحلتها مع موعد الهجوم.

يتساءل ظريف في كتابه عن سبب عدم إبلاغه والرئيس الإيراني مسبقاً عن الهجوم في ذاك اليوم. وأياً كان الجواب فهو يدلل على وجود هوة بين المؤسستين العسكرية والسياسية في طهران. كما يشير إلى أن قائمة أصحاب القرارات الكبرى والمصيرية في البلاد قد لا تتضمن رئيس الدولة أو الوزراء.

شهادة ظريف في الدولة التي مارس ومثل دبلوماسيتها لسنوات طويلة، ألقت بعض الضوء على "وجهي" السياسة الخارجية الإيرانية المتبعة في التعامل مع المنطقة والعالم منذ عقود. أما ما خفي بين سطور "عمق الصبر" فقد يظهر في مذكرات مسؤولين إيرانيين آخرين بعد حين، أو يفضحه ساسة مثل ترمب عرفوا بأسرار الأروقة المظلمة في طهران قبل أهلها.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار