ملخص
تشن إسرائيل منذ أسابيع غارات جوية أكثر عمقاً داخل الأراضي اللبنانية ضد مواقع لـ"حزب الله"، وهو ما يزيد من التهديد باندلاع حرب مفتوحة.
قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اليوم الاثنين إنه يتعين على الدول "الضغط" على إسرائيل لوقف مهاجمة لبنان في أعقاب قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
ورحب ميقاتي في بيان نشره مكتبه بالقرار، قائلاً إنه "يشكل خطوة أولى في مسار وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي لم يسجل له التاريخ الحديث مثيلاً".
تزامناً، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام (رسمية)، عن غارة إسرائيلية ثالثة على بلدة ميس الجبل في جنوب لبنان، استهدفت منطقة رأس الظهر للمرة الثانية خلال يوم الإثنين.
وتسببت الغارات بوقوع عدد من الإصابات وبقاء أشخاص تحت الأنقاض، وتوجهت فرق الدفاع المدني وسيارات الإسعاف إلى المكان.
مقتل عنصرين للحزب
وكان "حزب الله" أعلن مقتل اثنين من عناصره الأحد في ضربات شنتها إسرائيل التي اتهمها بالسعي إلى توسيع نطاق هجماتها، بعد غارات في شرق لبنان أسفرت عن مقتل مدني.
ويجري قصف متبادل بشكل شبه يومي عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية بين "حزب الله" اللبناني، حليف "حماس"، والجيش الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل والحركة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وقتل سوري الأحد في ضربة إسرائيلية استهدفت سيارة في شرق لبنان وفق ما أفاد مصدر أمني وكالة الصحافة الفرنسية.
وأفاد المصدر طالباً عدم كشف هويته بأن "طائرات إسرائيلية استهدفت سيارة رابيد في الصويري وقتل السائق السوري".
ووفق المصدر فإن "السيارة لشخص من بلدة الصويري يملك سوبر ماركت ويقودها شخص سوري يبدو أنها كانت تأخذ مواد غذائية لمقاتلين موالين لحزب الله بشبعا".
وكانت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية قد أفادت بأن "غارة استهدفت سيارة على طريق الصويري في البقاع الغربي"، مشيرة إلى أن "السيارة المستهدفة من نوع رابيد زرقاء يقودها عامل سوري في قطاع البناء، وبترت يداه وساقاه، ونقل حياً إلى أحد مشافي المنطقة".
ولاحقاً أوردت الوكالة أن "السوري محمود رجب الذي أصيب بالغارة قضى متأثراً بجروحه".
وأظهرت لقطات لموقع الضربة سيارة زرقاء مدمرة ودماء على الأرض.
هذه الغارة والتي طالت البقاع الغربي للمرة الأولى منذ بدء المعارك بين إسرائيل و "حزب الله"، تأتي بعد ساعات من إصابة أربعة أشخاص بجروح جراء غارات إسرائيلية استهدفت، ليل السبت الأحد، منطقة بعلبك، وفق ما أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال الجيش الإسرائيلي "أغارت طائرات حربية في وقت سابق الليلة على ورشة تحتوي على وسائل قتالية تابعة لحزب الله الإرهابي في منطقة بعلبك".
وهذه ثالث ضربة تستهدف المنطقة البعيدة عن الحدود مع إسرائيل خلال نحو ستة أشهر من القصف المتبادل بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي.
وذكر مراسل الصحافة الفرنسية أن "الطيران الإسرائيلي أطلق خمسة صواريخ على مبنى سكني من طبقتين في بلدة العسيرة في خراج مدينة بعلبك".
وأضاف أن الغارات استهدفت مركزاً لـ"حزب الله" كان مهجوراً منذ فترة، مما أدى إلى إصابة ثلاثة من سكان المباني المجاورة.
من جهته، قال بشير خضر محافظ منطقة بعلبك الهرمل عبر منصة "إكس" إن هناك "معلومات أولية عن سقوط ثلاثة جرحى".
وبعد نحو ساعة، قال "حزب الله" "رداً على قصف أحد الأماكن في مدينة بعلبك، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة (1:10) من صباح اليوم الأحد القاعدة الصاروخية والمدفعية في يوآف وثكنة كيلع (مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي)، حيث كانت تتدرب قوة من لواء غولاني بعد عودتها من قطاع غزة، وذلك بأكثر من 60 صاروخ كاتيوشا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وذكر الجيش الإسرائيلي أنه رصد "نحو 50 قذيفة صاروخية" أطلِقت من لبنان "نحو شمال إسرائيل"، مشيراً إلى أنه "اعترض عدداً منها".
وأضاف الجيش الإسرائيلي أن "طائرات لجيش الدفاع أغارت على المنصات التي استُخدِمت لإطلاق بعض من هذه القذائف".
ولم تُبلغ إسرائيل عن تسجيل أيّ إصابات أو أضرار.
وتشن إسرائيل منذ أسابيع غارات جوية أكثر عمقاً داخل الأراضي اللبنانية ضد مواقع لـ"حزب الله"، وهو ما يزيد من التهديد باندلاع حرب مفتوحة.
وتأتي الغارات على العسيرة، الواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر من الحدود الإسرائيلية اللبنانية، إثر هدوء نسبي.
والسبت، أعلن "حزب الله" أنه استهدف عدداً من المواقع العسكرية الإسرائيلية، كما هي الحال منذ بدء العنف العابر للحدود في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول)، دعماً منه للفلسطينيين بقطاع غزة.
ويقول "حزب الله" الموالي لإيران إنه لن ينهي هجماته إلا إذا توقف إطلاق النار في غزة التي تشهد حرباً بين إسرائيل وحركة "حماس".
قتل في لبنان منذ بدء التصعيد ما لا يقل عن 322 شخصاً، معظمهم من مقاتلي "حزب الله" و56 مدنياً في الأقل، بحسب تعداد الصحافة الفرنسية.
وفي إسرائيل قتل 10 جنود وسبعة مدنيين بحسب الجيش.
وأدى القصف المتبادل إلى نزوح عشرات آلاف الأشخاص على جانبي الحدود.