ملخص
يأخذنا غيتس في رحلة الوصول إلى "صفر طن" من الانبعاثات الدفيئة، ويقول إن تفاؤله ليس سراباً في حال اتبعنا خطته المقترحة.
في آخر تحديث للائحة أغنى الأشخاص في العالم حل بيل غيتس في المرتبة السابعة بحسب مجلة "فوربس". ثروته هذا الأسبوع زهاء 132 مليار دولار. اللافت أن التسعة من أصل العشرة الأوائل، أميركيون لكن الفرنسي برنارد أرنو يتصدر اللائحة، وهو مالك أهم الماركات العالمية للملبوسات والمجوهرات ومستحضرات التجميل. بيل غيتس الذي يخصص وزوجته مئات ملايين الدولارات للأعمال الإنسانية بخاصة في الدول الفقيرة، يملك أيضاً حساً ثقافياً في المعتاد لا يهتم له الأغنياء. في كل سنة يصدر قائمة كتب ينصح بقراءتها، ويا لحسن حظ دور النشر التي يكون كتابها ضمن ما يرشحه غيتس.
في مراجعة لقائمته في السنوات الأخيرة يتبين أن تفضيلاته يغلب عليه الطابع العلمي. من اختياراته مثلاً عام 2021 كتاب "ألف عقل: نظرية جديدة للذكاء" لجيف هوكينز. كُتب من الأوزان الثقيلة لن يقترب منها من يستمد ثقافته من "تيك توك" وأخواتها. غيتس قارئ وكاتب أيضاً، ومن كتبه "كيف نتجنب كارثة مناخية – الحلول المتوافرة والاختراقات اللازمة". وطبعاً لن يفوت دار النشر أن تضع على الغلاف عبارة "الأكثر مبيعاً بحسب النيويورك تايمز". وغيتس لا يبخس حق من ساعده في التأليف، ويشير إلى عشرات الأشخاص الذين ساعدوه. فرادة هذا الكتاب أنه صيغ بأسلوب يفهمه القارئ العادي ويشرح بالأرقام الأخطار والحلول الممكنة لظاهرة الاحتباس الحراري. 52 مليار طن من الغازات الدفيئة يضيفها العالم سنوياً إلى الغلاف الجوي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويأخذنا غيتس في رحلة الوصول إلى "صفر طن"، ويقول إن تفاؤله ليس سراباً في حال اتبعنا خطته المقترحة. فالبحث عن الطاقة النظيفة لتوليد الكهرباء سيحل 26 في المئة من المشكلة، و29 في المئة يجب أن تحل مشكلة الصناعات، خصوصاً الإسمنت والفولاذ والبلاستيك. ويأخذ مثل الهمبرغر ليوصلنا إلى نسبة تلوث 22 في المئة تسببها الزراعة والماشية. وسائل النقل مسؤولة عن 16 في المئة، والتدفئة والتبريد نسبتها سبعة في المئة. في كل قطاع يغرقنا غيتس بالأرقام، ولكن يقترح حلولاً ممكنة آخذاً في الاعتبار مدى زمنياً معقولاً للوصول إلى "صفر انبعاثات". ورسالة الكتاب واضحة وليبينها يورد مقتطفاً من خطاب ألقاه الكاتب ديفيد فوستر والاس في إحدى حفلات التخرج في جامعة كينيون. "بينما كانت سمكتان يافعتان تسبحان معاً التقتا بسمكة عجوز تسبح في الجانب الآخر، فأومأت لهما برأسها وقالت: صباح الخير، كيف حال المياه اليوم؟ فسبحت السمكتان الصغيرتان قليلاً ثم نظرت إحداهما إلى الأخرى وقالت لها: ماذا كانت تقصد بالمياه بحق السماء؟". ثم أوضح والاس كلامه قائلاً "المغزى صعوبة رؤية الحقائق البديهية والمطلقة والمهمة...". أما في فصل ما تسببه وسائل النقل من تلوث، فنجد أرقاماً طريفة. إذ إن الطاقة الموجودة في غالون الوقود توازي طاقة 130 إصبع ديناميت، والفرق أن الديناميت يطلق طاقته دفعة واحدة، وهو أقل تلويثاً من غالون البنزين أو الديزل. والرقم الثاني الذي يدل إلى خطورة الوقود الأحفوري، أن غالوناً من الحليب أو غالوناً من عصير البرتقال هما أغلى ثمناً في الولايات المتحدة من غالون الوقود.