قال متعاملون ومحللون إن سوق النفط ستشهد ارتفاعا في الأسعار يتراوح بين 5-10 دولارات للبرميل عندما تستأنف نشاطها غداً الاثنين وربما تقفز الأسعار إلى 100 دولار للبرميل إذا لم تستأنف السعودية سريعا الإمدادات التي تعطلت يوم السبت بسبب هجمات نفذت بواسطة طائرات مسيرة واستهدفت منشأتين نفطيتين في بقيق وخريص شرقي السعودية بتوقف ضخ كمية من إمدادات الخام تقدر بنحو 6% من إمدادات الخام العالمية ونحو نصف إنتاج السعودية.
وفي وقت تراقب الأسواق عن كثب مدى قدرة السعودية التي تعد أكبر مصدّر للنفط في العالم على إعادة هذا القطاع إلى مساره الطبيعي والمحافظة على أسعار النفط بعد تأكيد وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان بأن السعودية ستلجأ إلى استخدام مخزوناتها النفطية الكبيرة لتعويض عملائها، وأن ذلك "سيؤدي إلى تخفيض إمدادات غاز الإيثان وسوائل الغاز الطبيعي بنسبة تصل إلى حوالى 50%"، يرى بوب مكنالي، من شركة رابيدان إنرجي الأميركية، أن أسعار النفط الخام سترتفع بما لا يقل عن 15-20 دولارا للبرميل في سيناريو اضطراب يستمر سبعة أيام وسترتفع لأكثر من 100 دولار في سيناريو يستمر 30 يوما.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ارتفاع سعر النفط
وفي استطلاع لرويترز مع عدد من الخبراء في شؤون النفط والطاقة توقعوا أن ترتفع الأسعار لمستويات عالية حيث ذكر الرئيس التنفيذي المشارك لشركة أونيكس للسلع الأولية جريج نيومان، "أن تشهد أسعار مزيج برنت ارتفاعا في المعاملات الآجلة دولارين للبرميل وأن تغلق الأسعار في نهاية معاملات الغد على ارتفاع بين سبعة وعشرة دولارات للبرميل، ومن المحتمل أن تشهد السوق عودة إلى سعر 100 دولار للبرميل إذا لم يمكن حل المشكلة في الأجل القريب".
وسترتفع أسعار المنتجات المكررة ولا سيما زيت الوقود العالي الكبريت نظرا للنقص الحالي في المعروض منه ولأنه منتج مصافي التكرير الذي يرتبط أكثر من غيره بالخام السعودي الثقيل.
واعتبر الشريك المؤسس في إي.إل.إس أناليسيس صامويل سيزوك "أن تعطل 5 ملايين برميل يوميا، أي حوالي نصف الإنتاج السعودي الحالي، بما يعادل 5% من الإمدادات العالمية كبير جدا بالمعايير التاريخية، وسيبدأ في غضون أسابيع نسبيا في الضغط على السوق وهذا الحادث جرس إنذار غير مريح جدا لفرض علاوات مخاطر أعلى كثيرا على إنتاج الخليج".
الاعتداءات تهدد أمن سوق النفط
وتعتبر منشأة بقيق الأكبر في العالم لمعالجة النفط، وهي قادرة على إدارة نحو 8 ملايين برميل يومياً، أي ما يعادل نحو 70% إجمالي إنتاج السعودية، إذ يؤكد جاري روس، من بلاك جولد انفستورز، بأن تعرض قلب صناعة النفط السعودية "أرامكو" لهجوم سيرفع الأسعار إلى 65-70 دولارا للبرميل. مشيراً إلى أن هذه الهجمات قد تحدث بين الحين والآخر ولا بد من أن يأخذ هذا الخطر بالحسبان.
وعن خطورة هذا الهجوم على سوق النفط، يقول تيلاك دوشي، من ميوز آند ستانسيل، "في عالم النفط ربما يعادل هذا الهجوم هجمات 11 سبتمبر (أيلول). بقيق من أهم مواقع البنية التحتية في العالم لإنتاج النفط ومعالجته، وهذا يضع حروب إيران بالوكالة في المنطقة تماما في بؤرة المخاوف الأمنية بالشرق الأوسط، وربما ستكون الحكومات في مختلف أنحاء المنطقة الآسيوية الآن أكثر دعما لنظام العقوبات المشددة التي تفرضه الإدارة الأمريكية على إيران".
إغلاق المنشآت النفطية مؤقت
وعن تأثر أسعار النفط من الهجمات على معملي بقيق وخريص، يقول المستشار الاقتصادي والنفطي الدولي الدكتور محمد الصبان "إن إيقاف السعودية لنصف إنتاجها من النفط هو إجراء احترازي خوفا من احتمال تكرّر الانفجار في نفس موقع الحادثة، وبالتالي تعطلت صادرات السعودية بنسبة 50%، وهذا حتماً سيؤثر على أسعار النفط كونها حساسة لمثل هذه التطورات خصوصا إذا ما استمرت السعودية في توقف نصف صادراتها".
ويضيف الصبان "إذا توقف جزء من هذه الصادرات للأسواق فإن الأسعار سترتفع بشكل كبير إلى أن تعود إلى شكلها المعهود ووضعها الطبيعي، وستشهد أسعار النفط ارتفاعا إلى مستويات لم تشهدها منذ فترة وإن كانت مرتبطة بالإغلاق المؤقت، وإذا ما عادت الصادرات مرة أخرى إلى مستوياتها الطبيعية فستعود أسعار النفط إلى أسعارها التي نشهدها حاليا".
الاكتتاب لن يتأثر
وتسعى السعودية إلى إجراء الطرح العام الأولي لشركة النفط العملاقة "أرامكو" خلال الأشهر القليلة المقبلة، وعن مدى تأثر هذا الاكتتاب بالهجوم الإرهابي، يؤكد المستشار الاقتصادي والنفطي الدولي الدكتور محمد الصبان "أن طرحها للاكتتاب لن يتأثر، فالاكتتاب مستمر وفي وضعه الطبيعي كما خطط له سواء نهاية العام الحالي أو خلال العام المقبل، وسيكون هناك انتظام في طرح أسهمها في السوق المحلية وإذا ارتأت الدولة طرحها في المؤشرات الدولية سيتم ذلك، ويعتبر هذا الاكتتاب بمثابة استثمار طويل الأمد من خلال الشركة التي تعتبر الأكبر في العالم ولها استثمارات في مختلف دول العالم".
وكان الهجوم على وحدتين في قلب صناعة النفط السعودية يوم السبت قد أوقف ما يزيد على نصف الإنتاج السعودي من النفط الخام أي 5% تقريبا من الإمدادات العالمية. وقالت مصادر بالصناعة لـ"رويترز"، "إن إعادة الإنتاج لمستواه بالكامل قد يستغرق أسابيع".