ملخص
يهدف أكرم إمام أوغلو إلى تعزيز المعارضة من جديد في إسطنبول كقوة سياسية بعد الهزائم المريرة خلال انتخابات العام الماضي
قتل شخص في الأقل وأصيب 12 آخرون، اليوم الأحد، باشتباكات وقعت في ديار بكر بجنوب شرقي تركيا على هامش الانتخابات البلدية، وفق ما أعلنت وزارة الصحة.
وأوضح مسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية، "اندلعت اشتباكات بين مجموعتين خلال الانتخابات، الأحد، خلفت قتيلاً و12 جريحاً" مشيراً إلى أن هذه الحوادث وقعت في قرية تبعد 30 كيلومتراً عن عاصمة المقاطعة.
المنافسة حول إسطنبول
ويدلي الأتراك، اليوم الأحد، بأصواتهم في الانتخابات البلدية التي تركز على مساعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لاستعادة السيطرة على إسطنبول من منافسه الرئيس أكرم إمام أوغلو الذي يهدف إلى تعزيز المعارضة من جديد كقوة سياسية بعد الهزائم المريرة في الانتخابات العام الماضي.
ووجه رئيس بلدية إسطنبول إمام أوغلو لأردوغان وحزبه العدالة والتنمية أكبر ضربة انتخابية منذ عقدين في السلطة بفوزه في انتخابات عام 2019. ورد الرئيس في 2023 بإعادة انتخابه رئيساً للبلاد والفوز بغالبية برلمانية مع حلفائه القوميين.
ويمكن لانتخابات، الأحد، أن تعزز الآن سيطرة أردوغان على تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، أو تشير إلى تغيير في المشهد السياسي المنقسم في البلد ذات الاقتصاد الناشئ المهم. وينظر إلى فوز إمام أوغلو على أنه يغذي التوقعات بأن يصبح زعيماً وطنياً في المستقبل.
انحياز أردوغان
وأبدى المهندس مراد أركان (60 سنة) عدم رضاه عن قيام أردوغان بدور نشط في الحملات الانتخابية لحزبه قبل الانتخابات، مشيراً إلى أن الرئيس يجب أن يكون محايداً.
وقال بعد الإدلاء بصوته في إسطنبول "أكرم إمام أوغلو نوع الرئيس الذي نتوق إليه، بطبيعته البناءة والمبتسمة، التي تحتضن الجميع".
وفتحت مراكز التصويت أبوابها الساعة السابعة صباحاً (4.00 بتوقيت غرينتش) في شرق تركيا، وفي الساعة الثامنة في أماكن أخرى مع وجود 61 مليون ناخب لهم حق التصويت. وينتهي التصويت في الخامسة مساء مع توقع ظهور النتائج الأولية بحلول العاشرة مساء (19.00 بتوقيت غرينتش).
وتشير استطلاعات الرأي إلى تقارب السباق الانتخابي في إسطنبول، المدينة التي يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة وتقود الاقتصاد التركي، حيث يواجه إمام أوغلو تحدياً من مرشح حزب العدالة والتنمية والوزير السابق مراد قوروم.
ومن المرجح أن تسهم عوامل في نتائج الانتخابات منها المشكلات الاقتصادية الناجمة عن التضخم المستفحل الذي يقترب من 70 في المئة، فضلاً عن تقييم الناخبين الأكراد والإسلاميين لأداء الحكومة وآمالهم في التغيير السياسي.
وقال فاروق باران (28 سنة) في مدينة ديار بكر بجنوب شرقي تركيا "استكمل حزب العدالة والتنمية مشروعات مهمة للغاية للتنمية في هذا البلد. يتعين أن يكون (الحزب) قوياً على المستوى المحلي كي يواصل خدماته".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مفتاح الناخبين الأكراد
وفي حين أن الجائزة الكبرى لأردوغان هي إسطنبول، فإنه يسعى أيضاً إلى استعادة العاصمة أنقرة. وفازت المعارضة بالمدينتين في عام 2019 بعد أن كانتا تحت حكم حزب العدالة والتنمية وأسلافه الإسلاميين على مدى السنوات الـ25 الماضية.
وتحسنت فرص أردوغان بسبب انهيار تحالف المعارضة الذي هزمه العام الماضي، على رغم أن إمام أوغلو لا يزال يحظى بقبول الناخبين خارج حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيس.
وكان للناخبين من الحزب الرئيس المؤيد للأكراد دور حاسم في نجاح إمام أوغلو في عام 2019. ويقدم حزبهم، حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، هذه المرة مرشحه الخاص في إسطنبول، لكن من المتوقع أن يضع عديد من الأكراد الولاء للحزب جانباً ويصوتوا لصالح إمام أوغلو مرة أخرى.
وفي جنوب شرقي البلاد الذي تسكنه غالبية كردية، يسعى حزب المساواة وديمقراطية الشعوب إلى إثبات قوته بعد أن أطاحت الدولة رؤساء بلديات الحزب المؤيد للأكراد في أعقاب الانتخابات السابقة بسبب علاقات مزعومة مع المسلحين.
وقالت إليف دورجون (32 سنة) وهي موظفة حكومية "أتمنى إنهاء نظام الوصاية. هذه الانتخابات مهمة لمستقبل تركيا وللاستماع إلينا: الأكراد دائماً حاسمون".
ومن بين العوامل التي تعمل ضد أردوغان زيادة التأييد لحزب الرفاه الجديد الإسلامي بسبب موقفه المتشدد ضد إسرائيل في شأن الحرب في غزة وعدم الرضا عن أسلوب تعامل حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية مع الاقتصاد.