ملخص
إعلان رحيل كلوب وتشافي وتوخيل يثير موسم انتقالات المدربين في الصيف المقبل، ويؤثر فنياً في الفرق خلال منتصف الموسم
ينتشر في الوقت الحالي كثير من الأنباء حول مصائر بعض المديرين الفنيين من بين الأفضل في العالم في الوقت الحالي، خصوصاً بعد إعلانهم الرحيل عن مناصبهم في نهاية الموسم الجاري، إذ ينتظر بعض الأندية للتفاوض معهم والحصول على خدماتهم لما يملكونه من خبرة فنية كبيرة وقدرة على قيادة أي فريق نحو التتويج بالبطولات.
أعلن كل من الألماني يورغن كلوب رحيله عن ليفربول ومواطنه توماس توخيل عن بايرن ميونيخ والإسباني تشافي هيرنانديز عن برشلونة في نهاية الموسم الجاري لأسباب مختلفة، ولكن اختلف رد فعل كل فريق عن الآخر منذ صدور القرار بصورة رسمية.
جاءت ردود فعل الفرق في المسابقات التي تشارك بها مختلفة إلى حد كبير، فظهرت بصورة إيجابية مع ليفربول الذي ينافس بقوة على بطولة الدوري الإنجليزي، وهي الحال مع برشلونة، بينما لم تختلف الحال مع بايرن ميونيخ عما كانت عليه قبل إعلان رحيل توخيل.
كلوب واللقب الأخير
وفي الـ26 من يناير (كانون الثاني) الماضي أعلن كلوب (56 سنة) رحيله عن ليفربول بنهاية الموسم الجاري، ونهاية مسيرته التي امتدت منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2015 وكان بها كثير من الإنجازات والأداء المميز، والذي أعاد الفريق إلى هيبته بقوة.
وقال كلوب عن رحيله إن انتهاء طاقته هو ما جعله يتخذ قرار الرحيل، وسيكون هناك فترة راحة في مسيرته قبل العودة مجدداً وقيادة مشروع جديد، سواء مع منتخبات أو أندية، ووجه رسالة مؤثرة لجماهير ليفربول برحيله عن النادي بعد فترة مميزة قضاها بينهم.
ومنذ إعلان كلوب رحيله بنهاية الموسم، كانت نتائج ليفربول مميزة إذ لم يتعرض للهزيمة سوى مرة واحدة أمام أرسنال في الدوري الإنجليزي بنتيجة (3-1) في الجولة 23، والخروج أمام مانشستر يونايتد بصعوبة في كأس الاتحاد الإنجليزي بنتيجة (4-3).
وعلى مستوى الدوري الأوروبي، نجح في التأهل لربع النهائي وينتظر مواجهة أتلانتا الإيطالي ذهاباً في الـ11 من أبريل (نيسان) في إنجلترا، وإياباً في 18 من الشهر نفسه خارج دياره، ويوجد في المنافسة على اللقب كل من ميلان وروما الإيطاليين وباير ليفركوزن الألماني ووستهام الإنجليزي وبنفيكا البرتغالي ومارسيليا الفرنسي.
وأمام كلوب في الوقت الحالي فرصتان للتتويج باللقب الأخير مع ليفربول قبل رحيله نهائياً عن قلعة "أنفيلد"، سواء الانتصار في المنافسة بالدوري الإنجليزي مع أرسنال ومانشستر سيتي، أو في البطولة الأوروبية.
ويوجد ليفربول في وصافة الدوري الإنجليزي برصيد أرسنال نفسه المتصدر بـ64 نقطة ومن بعدهما مانشستر سيتي 63 نقطة، إذ ينتظر هدية ثمينة في الجولة الحالية عندما يواجه أرسنال نظيره مانشستر سيتي وينتظر منهما نتيجة سلبية من أجل الانقضاض على القمة.
وتوج كلوب مع ليفربول منذ توليه المهمة في 2015 بلقب الدوري الإنجليزي وكأس الاتحاد وكأس الدرع الخيرية وكأس رابطة الأندية، وذلك على المستوى المحلي، ودوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية على المستوى القاري والدولي.
تشافي واستفاقة برشلونة
في الـ27 من يناير الماضي أعلن الإسباني تشافي رحيله عن منصبه، وذلك في المؤتمر الصحافي الخاص بمباراة فريقه أمام فياريال التي خسرها ضمن منافسات الدوري الإسباني، ليواصل إهدار النقاط وقتها بسبب تراجع النتائج على جميع المستويات.
وقال تشافي في المؤتمر الصحافي "في نهاية الموسم الجاري لن أستمر مدرباً لبرشلونة، الوضع يحتاج إلى تغيير في اعتقادي، ولا يمكنني السماح بالوضع الحالي للفريق، وأنا مدرب أمتلك قدراً كبيراً من الاحترافية، لذلك اتخذت هذا القرار".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
جاءت رد فعل برشلونة الأفضل من بين الثلاثي، إذ لم يخسر أي مباراة على الإطلاق في جميع المسابقات منذ هذا القرار، إذ خاض 11 مباراة نجح في تحقيق الفوز في ثمانٍ وتعادل في ثلاث، وتأهل لربع نهائي دوري أبطال أوروبا ليواجه باريس سان جيرمان ذهاباً في فرنسا في الـ10 من أبريل والإياب في إسبانيا في الـ16 من الشهر نفسه.
وينافس برشلونة نظيره ريال مدريد على بطولة الدوري الإسباني إذ يتصدر "الميرنغي" برصيد 72 نقطة من 29 مباراة ويأتي "البلوغرانا" وصيفاً برصيد 67 نقطة من 30 مباراة، وابتعد جيرونا قليلاً الذي كان ينافس بقوة منذ بداية الموسم، إذ يوجد في المركز الثالث برصيد 62 نقطة من 29 مباراة.
توخيل وزيادة الأزمات في بايرن
يمر فريق بايرن ميونيخ مع توماس توخيل بفترة متراجعة منذ انطلاقة الموسم الحالي، وهو ما دفع إدارة النادي الألماني إلى إعلان رحيله بنهاية الموسم الجاري، وذلك في الـ21 من فبراير (شباط) الماضي، مؤكدين أن المدرب لن يكمل عقده الذي كان من المفترض أن يستمر حتى نهاية موسم 2024 – 2025.
ومنذ إعلان القرار لم يكن هناك رد فعل قوي من الفريق في بطولة الدوري التي يتصدرها باير ليفركوزن بفارق مريح، إلى جانب هزيمته الأخيرة أمام بوروسيا دورتموند، والتي توسع الفارق قبل أمتار قليلة من الإعلان عن البطل، إلى جانب تعادله مع فرايبورغ، وذلك في الجولة الـ24 من الموسم الحالي، وهو ما يقلق في شأن الناحية الفنية للفريق عندما يواجه أرسنال في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، فضلاً عن أزمات داخل غرفة خلع الملابس كما أكدت تقارير صحافية، إذ دخل المدرب الألماني في خلاف مع كثير من اللاعبين على رأسهم جوشوا كيميتش.
ويتصدر باير ليفركوزن ترتيب الدوري الألماني برصيد 73 نقطة من 27 مباراة من دون أي هزيمة، بينما يأتي بايرن ميونيخ ثانياً برصيد 60 نقطة من عدد اللقاءات نفسها، وهذا يدل على تراجع الفريق فنياً في الموسم الحالي بعد التدعيمات في الصيف الماضي على رأسها المهاجم الإنجليزي هاري كين، إذ يقترب توخيل من فقدان بطولة الدوري الألماني للمرة الأولى منذ 11 نسخة، منذ موسم 2012 – 2013.
وسيخلق رحيل الثلاثي كلوب وتشافي وتوخيل عن فرقهم نهاية الموسم الحالي منافسة كبيرة للغاية في موسم انتقالات المدربين خلال الصيف المقبل من أجل الحصول على خدماتهم لأنهم يمتلكون كثيراً من القدرات الفنية التي تخدم أي فريق قد يتولون أمر الإدارة الفنية به في الموسم الجديد.