ملخص
وافقت الولايات المتحدة على نشر قوات لحفظ السلام، واعتبرت أن الخطة الإسرائيلية المقترحة قابلة للتطبيق
في خطوة تمهد لمرحلة اليوم التالي للحرب على غزة، ناقشت إسرائيل مع الولايات المتحدة خطة نشر قوات لحفظ السلام في القطاع، ويعد هذا المقترح آخر الأفكار المطروحة في شأن إدارة غزة مستقبلاً.
تبنتها الولايات المتحدة
تعد إسرائيل صاحبة فكرة نشر قوات حفظ السلام، إذ عرض وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت هذا الطرح على نظيره الأميركي لويد أوستن، عندما سافر، الأسبوع الماضي، إلى الولايات المتحدة بإذن وتوجيه من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ووافقت الولايات المتحدة على نشر قوات لحفظ السلام، واعتبرت أن الخطة الإسرائيلية المقترحة قابلة للتطبيق، وبدأت واشنطن في إجراء اتصالات في شأن الموضوع، بحسب المعلومات المتوافرة فإنها حققت تقدماً ملحوظاً.
حمل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخطة معه في آخر زيارة له لمنطقة الشرق الأوسط، وعرضها على وزراء خارجية مجموعة الدول العربية الست أثناء اللقاء الذي جمعهم في القاهرة العاصمة المصرية.
عناصر قوات حفظ السلام
وفقاً للخطة فإن قوات حفظ السلام التي ستعمل في غزة، لن تكون تابعة لهيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة "يونتسو"، التي تأسست عام 1949 للمساعدة في تنفيذ اتفاقات الهدنة بين الفلسطينيين وإسرائيل، وكذلك لا تتبع إلى الناتو.
وتقترح إسرائيل في خطتها أن تكون قوة حفظ السلام إما من جهات فلسطينية أو قوة تتشكل من قوات ثلاث دول عربية مختلفة، لم يتم تسميتها بعد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وإذا كانت قوة حفظ السلام من الجهات الفلسطينية، فإنه سيتم اختيار عناصرها من بين 20 ألف موظف عسكري يتبعون للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة، وسيتم إعادة تأهيلهم ثم نشرهم، لأغراض الحفاظ على الأمن.
أما إذا كانت قوة حفظ السلام من دول عربية، فإن الولايات المتحدة ستتولى تدريب وتمويل وإدارة القوة، وهدفها الحفاظ على القانون والنظام، وستعمل مع سكان غزة الذين ليس لهم أي ارتباط مع "حماس".
مهام قوات حفظ السلام
وبحسب الخطة، فإن لقوات حفظ السلام ثلاث مهام، الأولى تبدأ حتى في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتتمثل في تأمين قوافل المساعدات وتوزيع الغذاء والدواء على سكان غزة بدلاً من الجيش الإسرائيلي، وكذلك عوضاً عن أمن "حماس" أو المسلحين من العائلات.
ويبدو أن الحاجة ملحة حالياً لهذه القوات، خصوصاً في ظل اقتراب أميركا من الانتهاء من تدشين الرصيف البحري الذي لا بد من جهات أمنية لحمايته من أعمال النهب، كما أن غياب الشرطة عن الساحة يجعل من الضروري وجود أي قوات مثل قوات حفظ السلام.
أما المهمة الثانية، فتتمثل في حفظ القانون وضمان عدم حدوث فراغ أمني وفوضى بعد انتهاء الحرب، وكذلك تمكين حكومة التكنوقراط الفلسطينية من بناء نظام حكومي بديل لنظام "حماس" في غزة.
وتتمثل المهمة الثالثة لقوات حفظ السلام في تسهيل دخول السلطة الفلسطينية المتجددة بعد تجهيزها إلى قطاع غزة، والمساعدة في عملية إعادة الإعمار، وتقديم المساعدات المتعلقة بالأمن، وكذلك تقديم المشورة في ذلك الملف من خلال منسق الأمن الأميركي.
تنقذ إسرائيل من وحل غزة
يفهم من المقترح الإسرائيلي الذي بدأ العمل على تطبيقه، أن وجود قوات حفظ السلام سيكون موقتاً، ولكن خلال وجودها ستحتفظ إسرائيل بسيطرتها العسكرية الكاملة على غزة بغرض القضاء على جيوب الفصائل الفلسطينية فقط، وليس لإدارة حياة سكان القطاع أو شؤونهم الأمنية والمدنية.
وبحسب وزير الدفاع الإسرائيلي فإنه أبلغ نتنياهو بأنه أحرز تقدماً في شأن قوات حفظ السلام في غزة. وقال لرئيس الحكومة "خطوة كهذه ستؤدي إلى إنشاء هيئة حكم في المنطقة غير حماس، وستحل لإسرائيل مشكلة متنامية مع الولايات المتحدة في ما يتعلق بالوضع الإنساني في غزة".
أفضل الحلول
يعتقد المراقبون السياسيون أن خطة نشر قوات لحفظ السلام في القطاع الفكرة الأقرب إلى التنفيذ. ويقول الباحث في الشؤون السياسية رأفت الديراوي "هذا المخطط يعد طوق نجاة للحكومة الإسرائيلية للخروج من فكرة احتلال غزة مجدداً، يضمن حفظ الأمن وعدم حدوث فوضى".
ويضيف "الخطة تضمن إحباط مخطط نتنياهو، في الإشراف الأمني على القطاع، وفرض مناطق عازلة، وحواجز تعمق من وجود الجيش، وهذا ما تريده الولايات المتحدة، لأن حدوث ذلك سيؤدي في نهاية المطاف لوجود مسار سياسي مستقبلي لإقامة دولة فلسطينية".
وبحسب الديراوي فإن السداسي العربي الذي قدم مبادرة إنهاء الحرب على غزة يتفق في الخطوط العامة في كيفية الانتقال من هذه الحرب إلى مسار سياسي وما يتطلبه ذلك من اتخاذ إجراءات مناسبة لما بعد الحرب، وهذا ما شملته خطة إسرائيل لقوات حفظ السلام.
رفض فلسطيني
الفلسطينيون جميعهم رفضوا فكرة نشر قوات حفظ السلام في قطاع غزة، واهتم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالأمر بنفسه وقال "دولة فلسطين يجب أن تتسلم مهامها في غزة على غرار الضفة الغربية، على المجتمع الدولي أن يتدخل من أجل إنهاء المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، ووقف الحرب الإسرائيلية، وسحب القوات الإسرائيلية بشكل كامل من القطاع، وتسلم دولة فلسطين مهامها".
ويقول عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" محمد نزال "لن نقبل بفرض أي مشاريع سياسية لإدارة القطاع، ونستطيع ترتيب البيت الفلسطيني بجميع جوانبه على قاعدة الشراكة السياسية والوطنية، المؤامرات التي تنسج وتحاك في شأن مستقبل غزة وإخراج حركة حماس من المشهد السياسي، لن يكتب لها النجاح".
ويضيف "قوات حفظ السلام غير مقبولة، وسيجري التعامل معها بوصفها قوة احتلال، أي قوة تدخل لقطاع غزة هي مرفوضة وغير مقبولة وهي قوة احتلالية، وسنتعامل معها وفق هذا التوصيف".