ملخص
تطرق ليندركينغ إلى المساعي الأميركية في إطار تحالف "حارس الازدهار" الساعية إلى وضع حد لهجمات الحوثي المتصاعدة في المياه الدولية، وتوقع أن "تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية يضعهم تحت ضغوط إضافية وربما يثنيهم عن شن هجمات على السفن، لكن في نهاية المطاف لا بد من التوصل إلى حل دبلوماسي".
تتوالى الضغوط الدولية الرامية إلى الضغط على الميليشيات الحوثية في ظل التهديدات المتنامية التي تستهدف بنية الأمن والاستقرار في واحد من أهم الطرق المائية، من خلال تصعيد عمليات استهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وفي هذا الخصوص وقف المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ اليوم الأربعاء على جملة المستجدات الملتهبة في شأن تأثير الهجمات البحرية الحوثية في السلع الحيوية والبيئية، التي قال إنها تقوض تقدم عملية السلام والجهود المبذولة لتهدئة الوضع.
وقدم ليندركينغ إيجازاً في شأن تأثير الهجمات البحرية الحوثية على السلع الحيوية والبيئة، والجهود المبذولة لتهدئة الوضع في البحر الأحمر بالتزامن مع زيارة يجريها إلى كل من السعودية وسلطنة عُمان هدفها "مناقشة جهود وقف هجمات جماعة الحوثي في اليمن على منطقة البحر الأحمر وخليج عدن، والدفع بعملية السلام في اليمن".
وأكد خلال مؤتمر صحافي رقمي حضرته "اندبندنت عربية" أن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تقوض تقدم عملية السلام في اليمن.
إرهابي وحل دبلوماسي
وتطرق ليندركينغ إلى المساعي الأميركية في إطار تحالف "حارس الازدهار" الساعية إلى وضع حد لهجمات الحوثي المتصاعدة في المياه الدولية، وتوقع أن "تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية يضعهم تحت ضغوط إضافية وربما يثنيهم عن شن هجمات على السفن، لكن في نهاية المطاف لا بد من التوصل إلى حل دبلوماسي".
وفي حين تحدث عن تفاؤله برضوخ الحوثيين لتسوية سياسية والقبول "بمساعي التهدئة" في البحر الأحمر، لم يوضح المبعوث الأميركي هل تشمل الوضع الداخلي اليمني أم ستتركه وشأنه، وهي فرضية تحدث عنها دبلوماسيون يمنيون يرون أن المقاربة الأميركية والغربية تبحث حفظ مصالحها التجارية العابرة في البحرين الأحمر والعربي بمعزل عن الممارسات الحوثية في الداخل اليمني ودول الجوار.
وعن فرص السلام التي لم تمض إلى طريق فعلي في ظل رفض الجماعة المدعومة من إيران وشروطها التي لا تنتهي، أوضح مبعوث البيت الأبيض أن التزام واشنطن بعملية السلام في اليمن لا يعني الصمت أمام هجمات الحوثيين، لكنه استدرك أن "نجاح مفاوضات السلام بات مستحيلاً في الوقت الحالي بسبب الهجمات الحوثية".
وعلى رغم تأكيده أننا "نفضل الحل الدبلوماسي مع الحوثيين ونعلم أنه لا يوجد حل عسكري"، لكنه عاد وأعرب عن "أمله في أن يؤدي الضغط العسكري الأميركي وتقويض قدرات الحوثيين إلى إقناعهم بالتخلي عن العنف والعودة لمسار السلام".
ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 يشن الحوثيون هجمات بالصواريخ والطائرات المفخخة ضد السفن المارة في المياه الدولية، بحجة مناصرة الفلسطينيين ضد الحرب التي تشنها بحقهم إسرائيل، في حين يسخر اليمنيون منهم ويطالبونهم بفتح الطرق والمعابر لملايين السكان المحاصرين في محافظة تعز المكتظة بنحو 7 ملايين نسمة، مع رفضهم صرف رواتب ملايين الموظفين الحكوميين.
كما بدأ الحوثيون الاشتباك مع السفن البريطانية والأميركية في البحر الأحمر وبحر العرب رداً على بعض العمليات المحدودة التي شنتها ضد مواقع مفترضة للميليشيات التي تدعي "الحق الإلهي" لحكم اليمنيين على "طريق تحرير القدس".
تراجع السفن
وأشار ليندركينغ إلى تراجع عدد السفن التي في وسعها أن ترسو في ميناء الحديدة اليمني بنسبة 15 في المئة، مما يعرقل المساعدات الإنسانية.
وفي مستهل زيارته المنطقة والتي بدأها من الرياض، التقى المبعوث الأميركي وزير الخارجية وشؤون المغتربين شائع الزنداني مساء أمس الثلاثاء، وجرت خلال اللقاء "مناقشة مستجدات الأوضاع في اليمن والمنطقة، واستعراض آفاق العملية السياسية للوصول إلى تسوية سلمية لإنهاء الحرب هناك".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واليوم الأربعاء أعلنت وزارة الخارجية العمانية أن الوزير بدر البوسعيدي استقبل ليندركينغ في مسقط وتبادل معه وجهات النظر حول الأزمة اليمنية.
وكانت الخارجية الأميركية أعلنت أول من أمس أن ليندركينغ سيبدأ زيارة إلى السعودية وعُمان يناقش خلالها "جهود وقف هجمات جماعة الحوثي في اليمن على منطقة البحر الأحمر وخليج عدن، والتي تقوض بدورها التقدم المحرز في عملية السلام وإيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن".
وأكد البيان أن واشنطن لا تزال ملتزمة التزاماً راسخاً بدعم السلام الدائم في اليمن والتخفيف من الأزمات الإنسانية والاقتصادية المعقدة التي تضر الشعب اليمني، وأنها ستدعم العودة لجهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة بمجرد أن يوقف الحوثيون هجماتهم العشوائية.
القوة معادل للسلام
ودفعت الهجمات والتوتر في البحر الأحمر كثيراً من شركات الشحن الكبرى إلى تحويل مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح في أقصى جنوب أفريقيا، ويرى محللون أن السياسيات الدولية الناعمة مع الجماعة الحوثية دفعتها نحو الاستمرار في تهديدها حركة الشحن الدولي، والنهج الدبلوماسي منحها اعترافاً كسلطة أمر واقع ولكنه لم يدفعها نحو تنفيذ الالتزامات التي عليها.
وفي مقالة له قال السفير اليمني لدى بريطانيا ياسين سعيد نعمان إن "معادلة الحرب والسلام باتت تحمل من المجاهيل ما يتطلب إعادة صياغتها من منظور لا يترك أمام اليمن كله من خيار سوى إكساب السلام مغايراً".
ويشير السفير اليمني إلى أن "مفهومه لا يتوقف به عند مجرد الرغبة التي تنتظر موقف الطرف الآخر منه، بل باعتباره خيار الضرورة لإنقاذ البلاد من هذه الجماعة المغامرة والطائشة".
ويضيف معلقاً على التصعيد الحوثي المستمر أن ما سماه "خيار الضرورة للسلام يعني في ما يعنيه أن يكون السلام هو المعادل الموضوعي للقوة".
ويرى نعمان أن هذه القوة "ستفرض السلام لإنقاذ البلاد وتحرير الارادة الوطنية لتقول كلمتها في شأن المستقبل، ولا سيما أن الحوثي محمولاً بأظلاف إيرانية أصبح يقدم نفسه كفاعل في معادلة إقليمية تتحرك نحو المجهول، ومعها قضية اليمن التي لا يجوز أن تبقى