الرياض تصافح يوم المخطوط العربي بـ"منصة المخطوطات"

كانت مشاركة السعودية في يوم "المخطوط العربي" الذي يوافق الرابع من أبريل (نيسان) كل عام مختلفة، إذ جاءت على هيئة بشرى لكل العرب وبخاصة المهتمين بأمهات الكتب ونوادر المؤلفات، حين أتاحت أكثر من 126 ألف مخطوط عبر "منصة المخطوطات".

وتتيح المنصة تصفح المخطوطات للجميع من كل أقطار العالم، وهي مناسبة للباحثين والمهتمين في مجالات كثيرة ومتنوعة، كما تقدم نبذة عن كل مخطوطة تضم تاريخها ومصدرها ومكان حفظها.

وتأتي المنصة الفريدة من نوعها على مستوى العالم، وخصوصاً في الوطن العربي، في وقت يحتفي فيه العرب باليوم الذي خصصته المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) لاستعراض أندر المخطوطات والكتب على مدى التاريخ.

وقال وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان عبر منصة "إكس" إن "التعاون المهم بين وزارة الثقافة ممثلة في هيئة المكتبات ومؤسسات القطاع الثالث غير الربحي ومختلف المكتبات، نتجت منه منصة المخطوطات التي تطمح إلى إتاحة 126 ألف مخطوط".

وفي وقت سابق أوضح الرئيس التنفيذي لهيئة المكتبات الدكتور عبدالرحمن العاصم "أن الهيئة راعت في تصميم صفحة المخطوطات سهولة التصفح وشمولية المعلومات لتوفر على الباحثين والمهتمين الاطلاع على المخطوطة وجميع التفاصيل المتعلقة بها، والتي تشمل صورة من المخطوطة وعنوانها ووصفها وموضوعها واسم المؤلف كاملاً وتاريخ وفاته وبداية ونهاية المخطوطة، واسم الناسخ ونوع الخط وعدد أوراقها ومقاسها واللغة التي نسخت بها ومكان حفظها ورقم الحفظ، إضافة إلى ملاحظات عامة حولها".

وتتيح المنصة الوصول إلى أكثر من 126 ألف مخطوط تشكل تقريباً 27 في المئة من حجم المخطوطات العربية والإسلامية الأصلية في العالم العربي، إضافة إلى امتلاكها أقساماً مستقلة للمخطوطات في معظم المكتبات السعودية ومعامل للترميم والصيانة باستخدام أحدث التقنيات، مع تشجيع تحقيق ونشر المخطوطات من طريق دعم برامج الدراسات العليا في الجامعات، وإتاحة فهارس المخطوطات آلياً لجميع الباحثين من داخل السعودية وخارجها.

المخطوطة إرث ثقافي

ويرى مهتمون أن قيمة المخطوطات تتجسد في الحفاظ على التراث، إذ تعتبر موروثاً ثقافياً يجب الحفاظ عليه لنقل المعرفة والقيم للأجيال المقبلة، وبتوفر المخطوطات يتاح للجميع فهم التاريخ وثقافة الشعوب والحضارات القديمة، وهي تعتبر مصدراً مهماً للأبحاث الأكاديمية والدراسات العلمية في مختلف المجالات، كما تعد مصدر إلهام للكتاب والفنانين والباحثين لإنتاج أعمال جديدة مستوحاة من التاريخ والحضارات القديمة.

ولعبت المخطوطات دوراً كبيراً في عملية نقل أفكار الشعوب وتاريخ الحضارات وخبرات الشعوب من جيل إلى آخر، وعلى رغم وجود آلاف المخطوطات حول العالم إلا أن مهدداتها كثيرة، ومنها تعرضها للتلف أو التخريب الذي قد يؤدي إلى تلاشيها، إضافة إلى أزمات الحروب التي تهدد مواطنها.

وفي إطار ذلك سعت السعودية إلى الحصول على أندر المخطوطات وحفظها مع إتاحتها للمهتمين عبر طرق الرقمنة.

أقسام المخطوطات

وتنقسم المخطوطات العربية إلى أنواع عدة بحسب المضمون والجودة والأثرية التاريخية، ومنها ما يسمى المخطوط الأم، وهي النسخة الأصلية التي كتبها المؤلف بخطه الخاص، والمخطوط المنسوب وهو المنسوخ مباشرة من المخطوط الأم، وهناك ما يسمى المخطوط المرحلي وهو المكتوب على مراحل عدة، والمخطوط المبهم ويسمى بالمخطوط المعيوب لكثرة الثغرات والعيوب، وكذلك المخطوط المصور لاحتوائه على صور تعكس موضوعه، أما المجلد الذي يحوي مجموعة من المؤلفات الخطية فيوصف بالمخطوط على شكل مجاميع.

وفي إطار سعي واهتمام البلاد بالإرث الورقي، خصصت مكتبة الحرم المكي الشريف مركزاً للعناية بمجموعة من المقتنيات النادرة والثمينة وتضم آلاف المخطوطات الأصلية والمصورة، إذ تمثل المخطوطات العربية نحو 7849 مخطوطة، فيما بلغت غير العربية نحو 372 مخطوطة، والمصورة أكثر من 2756 مخطوطة، وجاءت فهارس المخطوطات في نحو 554 مجلداً.

ويبلغ عدد المخطوطات في "مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية" نحو 28 ألف مخطوط، تبدأ في تواريخها وتسلسلها من بداية القرن الثاني الهجري قبل 1200 سنة وحتى القرن الـ 14.

وفي حدث نادر تترقب الرياض إقامة معرض دولي خلال الفترة ما بين الـ 26 من سبتمبر (أيلول) والخامس من أكتوبر (تشرين الأول) 2024 لإبراز أهمية المخطوطات العربية، والذي يأتي كرسالة للثقافة الإنسانية ويقدم تجربة ثقافية متكاملة في عالم المخطوطات العربية النادرة، مشتملاً على أنشطة ثقافية نوعية مبتكرة تعكس تأثير المخطوطات على قطاعات الثقافة المختلفة، وعلى رأسها المكتبات والتراث والأدب والموسيقى والفنون البصرية واللغة والترجمة والكتب والنشر.