ملخص
مع انتشار صور الذكاء الاصطناعي أصبح ضرورياً إيجاد طرق لتمييزها عن الصور الحقيقية: ومن بينها العلامات المائية وأدوات الكشف عن نوع الصور
مع تزايد الصور المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي واستخدامها لإنتاج مواد إباحية، ولتزييف الحقائق حول الانتخابات، والترويج للمنتجات على وسائل التواصل الاجتماعي بانتحال شخصيات المشاهير، أصبح ضرورياً إيجاد طرق لتتبع المحتوى المنتج من الذكاء الاصطناعي وتصنيفه.
وتقول صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها عن الموضوع إن هناك مجموعة متزايدة من الباحثين والأكاديميين ومؤسسي الشركات الناشئة على إيجاد هذه الطرق، وذلك باستخدام مجموعة متنوعة من الأساليب وتحالفات مع المؤسسات الإخبارية وشركات التكنولوجيا الكبرى وحتى الشركات المصنعة للكاميرات.
وتأتي هذه الجهود بهدف منع صور الذكاء الاصطناعي من التسبب في تآكل قدرة الجمهور على فهم ما هو صحيح وما هو غير صحيح، لأن جودة بعض الصور المزيفة جيدة لدرجة يكاد يكون من المستحيل تمييزها عن الصور الحقيقية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واستعرضت الصحيفة أهم الأساليب الرئيسة التي يجري تطويرها لمواجهة كابوس الصور المنشئة بواسطة الذكاء الاصطناعي.
وضع علامات مائية على صور الذكاء الاصطناعي
العلامات المائية الرقمية ليست اختراعاً جديداً، لقد استخدمت لسنوات من شركات التسجيل واستوديوهات الأفلام لحماية محتواها من القرصنة. وتحولت الآن لتكون واحدة من الأفكار الأكثر شعبية للمساعدة في التعامل مع موجة الصور المنشئة بواسطة الذكاء الاصطناعي.
وتضع بعض الشركات بالفعل ملصقات مرئية على صورها. تقوم شركة "أوبن أي آي" OpenAI بتثبيت خمسة مربعات ملونة صغيرة في الزاوية اليمنى السفلية من الصور التي أنشئت بمولدات الذكاء الاصطناعي الخاص بها. ولكن يمكن بسهولة اقتصاص الملصقات أو إخراجها من الصورة باستخدام برنامج الفوتوشوب.
عدا عن هذا، هناك أدوات شائعة لإنشاء الصور بالذكاء الاصطناعي لا تضيف أية علامات مائية على إنتاجاتها.
لذا تركز الصناعة أكثر على العلامات المائية غير المرئية التي تدمج في الصورة نفسها، أي إنها غير مرئية للعين البشرية، ولكن يمكن مثلاً لمنصة التواصل الاجتماعي اكتشافها، التي ستقوم بعد ذلك بوضع علامة عليها قبل أن تنشر أمام الجماهير.
وقال أحد الخبراء للصحيفة إن تطوير نظام قوي للعلامات المائية وتوافق شركات التكنولوجيا الكبرى ومنصات التواصل الاجتماعي على الالتزام به من شأنه أن يساعد بشكل كبير في تقليل مشكلة التزييف العميق التي تضلل الأشخاص عبر الإنترنت، مضيفاً "لكنه ليس حلاً قاطعاً لأن أي شيء يجري برمجته رقمياً يمكن اختراقه أو انتحاله أو تغييره".
وضع علامات على الصور الحقيقية
علاوة على وضع العلامات المائية على صور الذكاء الاصطناعي، بدأت صناعة التكنولوجيا في الحديث عن وضع علامات على الصور الحقيقية أيضاً، ووضع بيانات في طبقات البكسل مباشرة عند التقاط الصورة بواسطة الكاميرا لتوفير سجل لما تسميه الصناعة "المصدر الأصلي".
وفي هذا الخصوص تقوم شركتا تصنيع الكاميرات "نيكون" Nikon و"لايكا" Leica في تطوير طرق لطباعة "بيانات وصفية" (ميتا داتا) metadata خاصة تسرد متى ومن التقط الصورة مباشرة عند التقاط الصورة بواسطة الكاميرا. وبدأت شركتا "كانون" Canon و"سوني" Sony برامج مماثلة، وتقول شركة "كوالكوم" Qualcomm، التي تصنع شرائح الكمبيوتر للهواتف الذكية، إن لديها مشروعاً مشابهاً لإضافة البيانات الوصفية إلى الصور الملتقطة بكاميرات الهاتف.
ومن جهتها، يمكن لمواقع التواصل الاجتماعي أن تتلقف النظام أيضاً وتصنف الصور الحقيقية والمزيفة على هذا النحو، مما يساعد المستخدمين في معرفة ما يبحثون عنه.
على أن من سلبيات هذه الطريقة – كما توضح الصحيفة – أنها تسمح للقراصنة معرفة كيفية قيام شركات الكاميرات بتطبيق البيانات الوصفية على الصورة، وبالتالي نسخها وإضافتها إلى الصور المزيفة، وتمريرها على وسائل التواصل الاجتماعي على أنها صور حقيقية.
برامج الكشف
قامت بعض الشركات، بما في ذلك "رياليتي ديفيندر" Reality Defender و"ديب ميديا" Deep Media، ببناء أدوات تكتشف التزييف العميق استناداً إلى التكنولوجيا الأساسية التي تستخدمها مولدات الصور التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.
وتتعلم هذه الأدوات من خلال قيام خوارزمية الذكاء الاصطناعي بدراسة عشرات الملايين من الصور المصنفة على أنها مزيفة أو حقيقية، لتصبح قادرة على التمييز بين الاثنين، وبناء "فهم" داخلي للعناصر التي قد تكشف عن صورة مزيفة.
لكن الأمر ليس سهلاً. ويحذر بعضهم من أن الكشف بشكل موثوق عن التزييف العميق ربما يصبح مستحيلاً، مع تغير وتحسن التقنية التي تقف وراء مولدات صور الذكاء الاصطناعي.
الافتراض أنها مزيفة
أخيراً، حتى لو نجحت كل هذه الأساليب وانضمت شركات التكنولوجيا الكبرى بشكل كامل للمساعي والجهود، فسيظل الناس بحاجة إلى الحفاظ على درجة من الريبة لما يرونه عبر الإنترنت.
وفي هذا الصدد يقول أحد الباحثين في التحقيقات مفتوحة المصدر [المعلومات والتكنولوجيا المتاحة لأي شخص عبر الإنترنت]: "لا تفترض شيئاً ولا تصدق أحداً وتشكك في كل شيء. وإذا كانت لديك أية ريبة في شيء ما فافترض أنه مزيف".