ملخص
تشن ميليشيات الحوثي اليمنية منذ أشهر هجمات على سفن الشحن الدولية المارة عبر مضيق باب المندب عند بوابة البحر الأحمر بدعوى دعم الفلسطينيين
أعلنت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري اليوم السبت إنها تلقت معلومات عن استهداف سفينة على بعد نحو 61 ميلاً بحرياً جنوب غربي الحديدة في اليمن.
كما وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، في إفادة منفصلة، إنها تلقت تقريراً عن وقوع حادث في المنطقة ذاتها تقريباً، حيث ذكر ربان سفينة أن صاروخين سقطا بالقرب منها دون وقوع أضرار.
ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان الحادثان اللذان تحدثت عنهما "أمبري" والهيئة البريطانية واحداً لأنه لم يرد ذكر اسم السفينة في أي من الإفادتين.
وقالت "الهيئة البريطانية" إن قوات التحالف التي تعمل على تأمين السفن التجارية في المنطقة اعترضت أحد الصاروخين بينما سقط الثاني في المياه على بعد مسافة من السفينة. وذكرت الهيئة أنه لم تلحق أضرار بالسفينة وأن طاقهما بخير.
كذلك أعلنت مهمة "أسبيدس" البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي في جنوب البحر الأحمر اليوم السبت إنها اعترضت صاروخاً أطلقه الحوثيون مما أدى إلى حماية سفن تجارية. وأضافت المهمة في بيان صحفي أن الفرقاطة الألمانية هيسن أحبطت هجوماً صاروخياً أُطلق من مناطق سيطرة الحوثيين.
وقالت "الإجراء الذي نفذته هيسن كان فعالاً وحال دون وقوع أضرار على البحارة والسفن التجارية".
وأُطلقت "أسبيدس" في فبراير (شباط) الماضي، للمساعدة في حماية طريق التجارة الرئيس عبر البحر الأحمر من هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ التي تشنها جماعة الحوثي من اليمن، والتي تقول إن هجماتها تأتي رداً على الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.
إعاقة المساعدات
في سياق متصل، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ إن الحوثيين المدعومين من إيران يعوقون وصول المساعدات إلى قطاع غزة وشعبهم في اليمن بسبب الهجمات التي تشنها الحركة على سفن الشحن في البحر الأحمر، مضيفاً أنه "يجب على الحوثيين أن يوقفوا على الفور هجماتهم في البحر الأحمر وخليج عدن لأنها تقوض التقدم في عملية السلام في اليمن وتعقد إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمنيين وغيرهم من المحتاجين، بما في ذلك الشعب الفلسطيني".
وتشن ميليشيات الحوثي اليمنية منذ أشهر هجمات على سفن الشحن الدولية المارة عبر مضيق باب المندب عند بوابة البحر الأحمر، بدعوى دعم الفلسطينيين في خضم حرب تشنها إسرائيل على حركة "حماس" في قطاع غزة، وأسفرت عن سقوط آلاف من الضحايا المدنيين وتهجير سكان القطاع.
خسائر بملايين الدولارات
وقال ليندركينغ في إحاطة إعلامية عبر الفيديو في الثالث من أبريل (نيسان) الجاري إن اليمن يمثل مشكلة إقليمية واستقراره مفيد للجميع. وأضاف، "كل دولة في المنطقة تأثرت بطريقة أو بأخرى سلباً من خلال خسارة الإيرادات وعرقلة حركة البضائع، مما يؤدي إلى ارتفاع كلف التأمين وكلف الوقود، بينما تحويل مسار السفن من المرور عبر البحر الأحمر والتجول حول أفريقيا يهدر ملايين الدولارات من الرسوم، وبطبيعة الحال يتم تمرير الأمر إلى المستهلكين والأشخاص العاديين في كل من هذه البلدان". وتابع بالقول، "من المخجل أن نرى مثل هذا التأثير مستمراً عندما لا يكون بالضرورة حل الصراع في غزة".
وفي ديسمبر (كانون الأول) 2023 أعلنت الولايات المتحدة إطلاق تحالف من قوة حماية بحرية متعددة الجنسيات لدعم حرية الملاحة في البحر الأحمر يحمل اسم "حارس الازدهار" وسط الهجمات المتكررة التي شنها الحوثيون على السفن التجارية العابرة لمضيق باب المندب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى رغم أن مصر بين دول المنطقة الأكثر تأثراً بغلق باب المندب جراء هجمات الحوثيين فإنها امتنعت عن الانضمام إلى التحالف واكتفت بالتعاون في تأمين الملاحة بصفتها عضواً في "قوة المهام المشتركة (153)"، وهي إحدى الآليات المشتركة لتعزيز أمن الملاحة في مواجهة القراصنة والعصابات. وبينما لم يجيب ليندركينغ عن سؤال "اندبندنت عربية" في هذا الصدد، إلا أنه أشار إلى أن اليمن قضية إقليمية وترتبط بمصلحة المصريين.
وقال المبعوث الأميركي إن الاقتصاد المصري يتعرض لضربة قاصمة نتيجة الهجمات على البحر الأحمر، "مع انخفاض عائدات قناة السويس 50 في المئة"، "ولهذا نقول إن هجمات الحوثيين على سفن البحر الأحمر لها هذا التأثير السلبي، وينتشر هذا التأثير ويشعر به الناس والمستهلكون العاديون لعرقلة حركة الوقود والغذاء والدواء للأشخاص الذين يحتاجون إليها في جميع أنحاء هذه المنطقة بأكملها".
دور السعودية وعمان
وأكد ليندركينغ أن استقرار اليمن يعود بالنفع على جميع دول الشرق الأوسط، ولهذا السبب "يمثل الجهد الإقليمي أهمية لما نقوم به. لقد رحبنا بالجزائر في مجلس الأمن وأجرينا محادثات مثمرة للغاية مع جميع أعضاء مجلس الأمن حول الحاجة إلى دفع جهود السلام في اليمن إلى الأمام"، مشدداً على أهمية الحل الدبلوماسي في الصراع اليمني بقوله، "نفضل الحل الدبلوماسي. نعلم أنه لا يوجد حل عسكري".
وقال "حقيقة إن السعودية والحوثيين تمكنا من إحراز تقدم (في عملية السلام باليمن) وتوسط السعودية بين الحوثيين والحكومة اليمنية والزيارات المتعددة إلى صنعاء والرياض من قبل الجانبين وبناء الثقة والاتفاق على خريطة طريق يمنحنا بعض الأمل في أننا نستطيع استغلال هذه اللحظة لتجاوز التوترات الحالية وإعادة التركيز على ما يحتاج إليه الشعب اليمني، وهو إنهاء هذه الحرب الأهلية المستمرة منذ تسع سنوات". ولفت الانتباه إلى دور السعودية وعمان قائلاً "بصراحة، لا أستطيع أن أفكر في شريكين أفضل للعمل معهم، ولهذا السبب أوجد هنا كثيراً - أكثر من 50 رحلة إلى هذه المنطقة منذ تعييني مبعوثاً قبل ثلاث سنوات".
وأشار ليندركينغ إلى الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة من خلال تحالف "حارس الازدهار" وتصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية. وقال إن حملة الضغط تؤتي ثمارها، بمعنى أن تلك الأهداف التي يضربها الجيش الأميركي، سواء كانت منشآت تحت الأرض أو رادارات ساحلية، يتم تدميرها، ومن ثم فإنه تتم إعاقة قدرة الحوثيين على مواصلة شن هجمات على الشحن في البحر الأحمر، لافتاً إلى أن الجماعة المدعومة من إيران شنت أكثر من 70 هجوماً على سفن الشحن خلال الأشهر القليلة الماضية.