ملخص
بينما تجد "تيسلا" في سوق الروبوت البشري منقذاً لها، سربت "بلومبيرغ" أن "أبل" تسعى إلى بناء "روبوت بشري" سيعمل كمساعد شخصي في المنزل
تحولات سريعة تجري داخل شركة "تيسلا" للسيارات الكهربائية، إذ انتشر خبران في يوم واحد أثرا بصورة سلبية في أسهمها التي هوت بنسبة تقارب أربعة في المئة، دافعة بثروة مؤسسها إيلون ماسك إلى الهبوط للمركز الرابع في "قائمة بلومبيرغ" لأثرى أثرياء العالم، بينما تجاوزه مؤسس "فيسبوك" مارك زوكربيرغ الذي أصبح في المركز الثالث للمرة الأولى منذ عام 2020.
إلغاء السيارة الرخيصة
وجاء هبوط السهم بعد أن أفادت وكالة "رويترز" نقلاً عن ثلاثة أشخاص مطلعين أن "تيسلا" تلغي خططها لإنتاج سيارة كهربائية منخفضة الكلفة.
وأحدث الخبر صدمة في الأسواق، إذ يأتي بعد أيام من إعلانها تراجعاً قياسياً في مبيعاتها خلال الربع الأول بنسبة 20 في المئة عن الربع السابق من العام الحالي، وثمانية في المئة على أساس سنوي لتبلغ 386 ألف سيارة، وهذا أقل بكثير من التوقعات على رغم حرب الأسعار التي خاضتها منذ ستة أشهر لتحفيز المبيعات ومواجهة السيارات الكهربائية الصينية وأبرزها "بي واي دي".
نفي ماسك
وكان هناك تعويل في الأسواق على سيارة "تيسلا" الرخيصة البالغ سعرها 25 ألف دولار لتكون سيارة الجيل التالي في مجموعتها وباسم "تيسلا-2"، لكن تقرير "رويترز" أربك المستثمرين.
وبعد وقت قصير من نشر التقرير قال الرئيس التنفيذي لـ "تيسلا" إيلون ماسك في منشور عبر منصة التواصل الاجتماعي الخاصة به "إكس"، إن "رويترز" تحتضر، ثم لاحقاً بمنشور آخر قال صراحة إن "رويترز تكذب".
التاكسي الروبوت
وعلى الفور نشرت "تيسلا" أخباراً إيجابية، إذ أكد ماسك عبر منصة "إكس" أن الشركة تخطط لإطلاق أول روبوت تاكسي في أغسطس (آب) المقبل.
ومن المتوقع أن تحدث خطوة "تيسلا" تحولاً جذرياً في سوق المركبات، إذ سيكون الروبوت التاكسي ذاتي القيادة وخالياً من مقود القيادة أو الدواسات، وهذا الأمر قد يغير مفهوم السيارات كما نعرفها.
محاولات إنقاذ "تيسلا"
ويحاول ماسك حالياً أن ينتشل شركته بعد الهبوط القوي لسهمها هذا العام، إذ تجاوز 33 في المئة خلال ثلاثة أشهر وحسب، وأدى إلى فقدانه نحو 50 مليار دولار من ثروته.
ويأتي الروبوت التاكسي كنقلة نوعية للشركة التي كانت تحاول ترويج ميزات القيادة الذاتية لسياراتها الكهربائية الحالية، لكنها تلقت صفعة بعد أن كشفت الجهات التنظيمية لسلامة السيارات إخفاقاً في سياراتها، واضطرت إلى استدعاء نحو مليوني سيارة.
وحاول ماسك قبل أشهر أن يروج لثورة أخرى تطلقها "تيسلا" في الروبوت البشري "أوبتيموس"، إذ يعول على هذا الروبوت ليكون مصدراً لدخل الشركة مستقبلاً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وهناك مفارقة تحدث في شركات التكنولوجيا الكبرى، وتحديداً في الشركتين اللتين تعانيان الآن، وهما "تيسلا" و"أبل"، فمع تضرر صناعة السيارات الكهربائية التي ضربت "تيسلا" وغيرها من الشركات تخلت "أبل" عن صناعة سياراتها الحلم التي كانت الأسواق تعول عليها لنقل شركة الهواتف المتنقلة لصناعة جديدة، ويبدو أنها تعلمت الدرس من "تيسلا"، لكن بالنسبة إلى الأخيرة فقد خرج منافس مهم لها من السوق.
"الروبوت المساعد"
وبينما تجد "تيسلا" في سوق الروبوت البشري منقذاً لها، سربت "بلومبيرغ" أن "أبل" تسعى إلى بناء "روبوت بشري" سيعمل كمساعد شخصي في المنزل.
وتعتقد الأسواق الآن أن "أبل" التي ترى الأسواق أنها تخلفت نوعاً ما عن اللحاق بعمالقة التكنولوجيا الآخرين في موجة الذكاء الاصطناعي، ربما تجد في المساعد الشخصي الآلي المنقذ الحقيقي لإحداث ثورة مقبلة لدى "أبل".
ومثل "تيسلا" تتعرض "أبل" إلى ضغوط للبحث عن مصادر جديدة لإيراداتها، إذ تحتاج نظارات الواقع المختلط التي أطلقتها أخيراً أعواماً كي تصبح مصدراً رئيساً للإيرادات.
مستقبل "تيسلا" و"أبل"
وعلى عكس التوقعات لا يكون المساعد الآلي لدى "أبل" منافساً لروبوت تيسلا "أوبتيموس"، فـ "أبل" تريد إنتاج روبوت يساعد في المهمات المنزلية وقد يكون مفيداً جداً لكبار السن أو للقيام بالأعمال المنزلية الروتينية، أي أنها تستهدف الأفراد كشريحة استهلاكية بصورة رئيسة، بينما روبوت "تيسلا" هدفه المساعدة في مهمات المصانع بحيث يكون بديلاً عن العمال الذين يقومون بأعمال متكررة، وبالتالي فهي تستهدف الشركات والمصانع لتؤمن حلولاً لها لتوفير كلف العمالة غير الأساس التي تواجه نقصاً هائلاً في الأسواق الأميركية والأوروبية.
وأصبح مستقبل "أبل" الآن في ثلاثة مجالات، وهي الروبوت المنزلي والواقع المختلط بعد أن تخلت عن السيارة الكهربائية، أما "تيسلا" فهو السيارات الكهربائية والتاكسي الروبوت والربوت البشري.