ملخص
العالم على موعد اليوم مع كسوف كلي نادر للشمس لن يتكرر في مساره الحالي قبل عام 2044، لكن للاستمتاع بمشاهدته يجب التقيد بإجراءات تحمي العينين.
يشهد العالم، اليوم الإثنين، كسوفاً كلياً نادراً للشمس يترقبه الملايين في الولايات المتحدة. ومن المفترض أن يحصل كسوفاً كلياً للشمس في ظاهرة فلكية استثنائية ستكون مرئية بشكل كامل فوق منطقة وسط غرب الولايات المتحدة بينما سيصبح جزئياً مرئياً في باقي المناطق.
ويغطي كسوف الشمس مساراً يبدأ من المكسيك وينتهي في كندا، فيما لن يكون من الممكن مشاهدته في معظم الدول العربية. ولن يتكرر هذا الحدث الفريد في مساره الحالي قبل عام 2044، وسيستمر الكسوف الكلي لمدة أربع دقائق و28 ثانية.
لعل ما يميز كسوف الشمس بشكل خاص مدته الطويلة نسبياً مقارنة مع الكسفة الأخرى للشمس، إضافة إلى أنه سيكون من الممكن مشاهدته من مناطق كثيرة مأهولة بالسكان سيمر بها.
ويمثل هذا الكسوف الكلي حدثاً نادراً لـ40 مليون شخص يعيشون في مساره، حيث يواجهون الظلام الأقرب إلى غسق المغيب أثناء النهار، فيما يحصل التعتيم الكبير للسماء خلال ثوان حين يغطي القمر الشمس بالكامل، وأنه من المتوقع أن يحصل في المسار خفض في درجات الحرارة مع تغيير في سلوك الحيوانات فيه.
وسيكون من الممكن للموجودين فيه النظر إلى هالة الشمس بالعين المجردة، لكن في مثل هذه الحالة، يحذر الخبراء من أخطار النظر مباشرة إلى الشمس من دون نظارات خاصة تعتمد على معايير معينة تجنباً لخطر الفقدان الكلي للنظر في حالة تعرف بـ"عمى الكسوف".
حالة لا عودة فيها إلى الوراء
عندما يحصل كسوف كلي للشمس، يمر القمر بين الشمس والأرض فيغطي سطح الشمس بالكامل في مسار يعرف بـ"طريق الكسوف"، وهو ما يحول النهار إلى ظلام يتمكن فيه الملايين من رؤية هالة الشمس التي لا يمكن رؤيتها في الأيام العادية بسبب الشمس الساطعة.
بحسب "ناسا" من المفترض أن يبدأ الكسوف فوق جنوب المحيط الهادئ، ويصل مساره إلى ساحل المكسيك قبل الدخول إلى الولايات المتحدة، ثم كندا ويخرج من أميركا الشمالية على ساحل نيوفاوندلاند.
في حديثه لـ"اندبندنت عربية"، حذَّر الطبيب الاختصاصي في طب وجراحة العينين الدكتور جورج حرب من خطر النظر مباشرة إلى الشمس خلال الكسوف إذ يمكن أن يفقد كثيرون نظرهم بالكامل.
وما يعرف بـ"عمى الكسوف" حالة يمكن التعرض لها بالفعل في فترة الكسوف، ففي الأيام العادية يعجز الإنسان عن النظر بشكل مباشر إلى الشمس الساطعة. وعلى رغم أن هناك تشديداً في مختلف الأوقات على تجنب النظر باتجاه الشمس من دون نظارات، يعجز الإنسان أصلاً عن النظر طويلاً إلى أشعة الشمس طويلاً في الأيام العادية، لكن الخطر الأكبر يكون في فترة الكسوف لأن الإنسان يصبح قادراً على النظر مباشرة باتجاه الشمس بما أن القمر يحجبها أو في الأقل يبدو له أنه لا يشعر بانزعاج لدى النظر إليها، وفقاً لـ"حرب".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف "في الوقت نفسه تبقى الأشعة ما فوق البنفسجية التي تشكل مصدر الأذى الأساس، موجودة. أما خطرها فيكون في أنه عند النظر باتجاه الشمس، تخترق الأشعة ما فوق البنفسجية وصولاً إلى موضع اللطخة الصفراء في شبكة العين، مما يسبب فيها ضرراً يستحيل فيه العودة إلى الوراء".
وهنا يؤكد حرب أنه لا يتوافر أي علاج لـ"عمى الكسوف"، وفي هذه الحالة يفقد الإنسان نظره بشكل كامل خلال ثوان، وإن كان لا يشعر بشيء في اللحظات الأولى أثناء مشاهدة الكسوف وخلال ثوان أو دقائق قليلة يخسر شيئاً من حقل النظر ويفقد نظره من دون إمكان تصحيح ذلك، وهذا مما يشكل مصدر قلق حقيقي في مثل هذه الأوقات، بما أن اللطخة الصفراء في شبكة العين تكون قد احترقت.
ومقدار خسارة النظر في حالة "عمى الكسوف"، بحسب الطبيب اللبناني، يرتبط بمعدل النظر إلى الشمس والمدة التي نظر فيها الشخص باتجاه أشعة الشمس مباشرة، وهذا ما يحدد نسبة تضرر اللطخة الصفراء.
نظارات خاصة لا بديل لها
إذا كان الأطباء يحذرون في الأيام العادية من النظر للشمس داعين إلى استخدام نظارات شمسية أصلية تعتمد معايير طبية تؤمن الحماية الكاملة من أشعتها، يبدو أن ثمة تشديداً أكثر خلال فترة الكسوف لحماية العينين والشبكة من آثار أشعة الشمس.
في هذه الحالة، من المفترض تأمين نظارات تستخدم خصيصاً في فترة الكسوف، ولها شهادة خاصة وتحمل رمز ISO 12312-2 كمعيار عالمي، لكن المطلوب أيضاً، بحسب حرب، ألا تستخدم هذه النظارات الخاصة للكسوف إلا مباشرة في حينها.
وقال، "يجب ألا تعطى هذه النظارات للأطفال خصوصاً، في وقت سابق تجنباً لتعرضها لخدوش أو أذى بما أن فاعليتها تخف عندها وتتضاءل قدرتها على حماية العينين بشكل كامل ويكون من الممكن أن تمر الأشعة ما فوق البنفسجية من خلال الخدش الموجود، فهذه النظارات القادرة على حماية العينين في وقت الكسوف تعد في غاية الدقة والحساسية".
وعلى رغم المتعة والاندفاع لمشاهدة هذا الكسوف النادر، فإنه لا بد من التشديد على ضرورة اتخاذ إجراءات الوقاية لحماية العينين وتجنب النظر باتجاه الشمس من دون نظارات خاصة للحماية من الأشعة ما فوق البنفسجية في حال حصول كسوف تام، بما إن العودة إلى الوراء غير ممكنة ولا يتوافر أي علاج بـ"عمى الكسوف".
ومن الضروري التوضيح أن النظارات الشمسية العادية ليس لها أي فاعلية في حماية العينين في فترة الكسوف ولا يفيد استخدامها عندها لمشاهدة الكسوف، وينطبق ذلك على الحالات التي يحاول فيها البعض مشاهدة الكسوف عبر عدسة كاميرا أو منظار أو غيرها.