ملخص
بينما دفعت الولايات المتحدة إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة، أعربت إدارة الرئيس جو بايدن عن استعدادها لدعم تل أبيب في حالة وقوع هجوم من إيران أو عبر وكلائها
حدثان لافتان في الساعات الـ 24 الماضية، حذف وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء تقريراً من حسابها الرسمي على منصة "إكس" كان يفيد بإغلاق إيران مجالها الجوي فوق العاصمة طهران، ونفيها في منشور جديد نشرها أي شيء من هذا القبيل، وتمديد شركة الخطوط الجوية الألمانية "لوفتهانزا" تعليق رحلاتها إلى طهران.
وأثارت الوكالة المزيد من التوتر لفترة وجيزة وسط إعلان "لوفتهانزا" تعليق رحلاتها من وإلى طهران.
وكانت الوكالة شبه الرسمية قد نقلت في التقرير الأصلي الذي نشر على "إكس" عن وزير الدفاع الإيراني محمد رضا آشتياني قوله، إنه تم تعليق النشاط الجوي بالكامل فوق طهران اعتباراً من الساعة 20.30 بتوقيت غرينتش أمس الأربعاء "بسبب تدريبات عسكرية".
تعليق رحلاتها
واليوم، مددت شركة الخطوط الجوية الألمانية "لوفتهانزا" تعليق رحلاتها إلى طهران بسبب الوضع في منطقة الشرق الأوسط، وقالت إنها علقت رحلاتها من وإلى طهران حتى 13 أبريل (نيسان) على الأرجح بزيادة يومين عن موعد أعلنته سابقاً، وأوضح متحدث باسم الشركة أنها قررت عدم تشغيل رحلة من فرانكفورت إلى طهران، في مطلع هذا الأسبوع لتجنب، وضع تضطر فيه أطقم الشركة للبقاء ليلاً في طهران.
"لوفتهانزا" والخطوط الجوية النمساوية التابعة لها هما الشركتان الغربيتان الوحيدتان اللتان تسيران رحلات دولية إلى طهران.
ولفتت الخطوط الجوية النمساوية، المملوكة لشركة "لوفتهانزا"، والتي تسير رحلات من فيينا إلى طهران ست مرات أسبوعياً، إنها لا تزال تخطط لتسيير رحلة، اليوم الخميس، لكنها تعدل التوقيت لتجنب التوقف أثناء الليل.
ولم تصدر بعد تصريحات من شركات الطيران الدولية الأخرى التي تسير رحلات إلى طهران. ويعد المجال الجوي الإيراني أيضا طريقا رئيسا لمرور رحلات شركتي طيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية إلى أمريكا الشمالية.
السفر إلى الشرق الأوسط
وسط هذه الأجواء، نصحت وزارة الخارجية الروسية المواطنين الروس بالامتناع عن السفر إلى الشرق الأوسط، بخاصة إلى إسرائيل ولبنان والأراضي الفلسطينية. وقالت الوزارة "الوضع المتوتر في منطقة الشرق الأوسط لا يزال مستمراً". وتابعت "نوصي بشدة المواطنين الروس بالامتناع عن السفر إلى المنطقة، بخاصة إلى إسرائيل ولبنان والأراضي الفلسطينية، إلا في حالات الضرورة القصوى".
وأصدرت الخارجية الروسية هذه النصائح، للمرة الأولى، في أكتوبر (تشرين الأول) عندما حثت الروس على عدم زيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية بعد هجوم "حماس".
رد إيراني مرتقب
وكانت مصادر مطلعة على معلومات استخباراتية لـ"بلومبيرغ" ذكرت، أن الولايات المتحدة وحلفاءها تعتقد أن إيران أو أذرعها على "وشك" شن "هجمات كبيرة" بصواريخ أو بطائرات مسيرة ضد أهداف عسكرية وحكومية في إسرائيل، رداً على استهداف قنصلية طهران في دمشق، ما يمثل تصعيداً كبيراً للصراع المستمر منذ ستة أشهر، بسبب حرب إسرائيل على قطاع غزة.
وتوقعت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن يتم الهجوم المحتمل، الذي قد تستخدم فيه صواريخ عالية الدقة، خلال "الأيام المقبلة".
وذكر مصدر أن "ثمة اعتقاداً، بناءً على تقييمات الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية، أن الأمر مسألة وقت، وليس مجرد احتمالية".
وأمس الأربعاء، قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن إسرائيل "يتعين أن تعاقب. وستعاقب" على مهاجمتها السفارة الإيرانية في دمشق.
وفي رد واضح على ما قاله خامنئي، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأربعاء، إن إسرائيل سترد على إيران داخل أراضيها إذا شنت طهران هجوماً من هناك.
ترقب إسرائيلي
وأبلغت إسرائيل حلفاءها أنها تنتظر الهجوم الإيراني قبل شن هجومها البري على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وذلك على رغم عدم وضوح موعد بدء هذه العملية.
ووفقاً للمصادر، فإن المعلومات الاستخباراتية الأميركية والغربية تشير إلى أن هجوماً من إيران ووكلائها لن يأتي بالضرورة من شمال إسرائيل، التي تشهد اشتباكات مستمرة منذ أشهر مع جماعة "حزب الله" اللبنانية.
ومنذ الهجوم الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق، نفذت إسرائيل غارة جوية ليلية على لبنان، أودت بحياة قيادي كبير في "حزب الله".
ويتفق المسؤولون الإسرائيليون مع وجهة نظر الحلفاء، مهددين طهران علناً بأنها إذا ضربت الأراضي الإسرائيلية، فإن تل أبيب ستضرب الأراضي الإيرانية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
دعم أميركي "ثابت"
من جانبه، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن مجدداً دعمه "الثابت" لإسرائيل في مواجهة تهديدات إيران بالرد على الهجوم الدامي على قنصليتها في دمشق، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال بايدن، خلال مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض أمس الأربعاء، مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، إن إيران "تهدد بشن هجوم كبير ضد إسرائيل".
وأضاف "كما أخبرت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فإن التزامنا بأمن إسرائيل، في مواجهة هذه التهديدات من إيران وحلفائها، ثابت".
وتابع الرئيس الأميركي "أكرر: ثابت. سنفعل كل ما في وسعنا لحماية أمن إسرائيل".
يأتي هذا التعليق في ظل توتر بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي على خلفية طريقة إدارة الحرب بين الدولة العبرية وحركة "حماس" في غزة.
ودمر الهجوم القنصلية الإيرانية في دمشق وأدى إلى مقتل 16 شخصاً، وفق "المرصد السوري لحقوق الإنسان". ونعى الحرس الثوري الإيراني سبعة من أفراده في الهجوم، بينهم ضابطان كبيران.
وتوعدت إيران بالرد على هذه الضربة التي أدت إلى تفاقم التوترات الإقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة "حماس" الفلسطينية المدعومة من طهران.
حرمة السفارات والقنصليات
والتزمت الولايات المتحدة الصمت في رد فعلها العلني على ضربة الأول من أبريل، قائلة إنها لم تحدد ما إذا كانت إسرائيل قصفت المنشأة الدبلوماسية، وهو ما يشكل انتهاكاً للاتفاقيات الدولية بشأن حرمة السفارات والقنصليات.
وقررت إسرائيل، الأسبوع الماضي، إغلاق 28 مقراً دبلوماسياً لها بمختلف أنحاء العالم، بشكل موقت، بعد تحذيرات أمنية ومخاوف من هجمات انتقامية قد تشنها إيران.
وكان مستوى التأهب في البعثات الإسرائيلية بالخارج مرتفعاً بالفعل في أعقاب الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، لكن في أعقاب استهداف إسرائيل للسفارة الإيرانية في دمشق، تم إعلان جميع البعثات الإسرائيلية بجميع أنحاء العالم في حالة تأهب قصوى، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت".