Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن تستعد لطرح مقاتلات ذات معايير تكنولوجية خارقة

قادرة على أداء مجموعة متنوعة من المهام تشمل ضرب الأهداف وتشويش إشارات العدو والعمل كأفخاخ خداعية

حجمها الصغير ومتطلباتها اللوجستية البسيطة تجعلها مناسبة بشكل مثالي للعمليات في المناطق النائية أو المحظورة (ويكميديا)

ملخص

تعمل بالذكاء الاصطناعي ويمكنها التحليق لمسافات طويلة تصل إلى حدود الصين، وتتميز بتصميم خفي، وهي قادرة على حمل صواريخ يمكنها ضرب أهداف العدو أبعد من نطاق رؤيتها

تعمل القوات الجوية الأميركية على تطوير أسطول الجيل الجديد من الطائرات من دون طيار المستقلة تماماً، والتي ستحلق مع مقاتلات F-35 ومقاتلات الجيل السادس المستقبلية. وبحسب الخطط الموضوعة، ستكون هذه الطائرات قادرة على أداء مجموعة متنوعة من المهام، لتشمل ضرب الأهداف وتشويش إشارات العدو، وإجراء عمليات المراقبة، أو حتى العمل كأفخاخ خداعية.

وقبل نشر هذه الطائرات تحتاج القوات الجوية إلى إجراء مزيد من البحوث حول كيفية الوصول لمرحلة التحليق المستقل، وكيف يمكن دمجها في العمليات اليومية للوحدات الجوية. وتطلق الولايات المتحدة على هذه الآلات غير المأهولة اسم "الطائرات القتالية التعاونية"، وتفكر في إنتاج ما لا يقل عن 1000 طائرة منها.

وتقدر القوات الجوية الأميركية أن دخول هذه الطائرات الخدمة الفعلية سيستغرق من خمسة إلى 10 أعوام لإنشاء نظام يعمل بكامل طاقته، وتشدد في الوقت نفسه على أنها ستكون أكثر فتكاً وسيصعب على العدو التنبؤ بتحركاتها مقارنة بالطائرات من دون طيار التي يتحكم بها البشر.

مبادرة "فينوم"

في صميم الجهود الأميركية الهادفة إلى تطوير أنظمة تحكم ذاتي يمكنها تشغيل طائرة مقاتلة من دون طيار بنفس فعالية قيادة الإنسان للطائرات المقاتلة، تأتي مبادرة "فينوم" المدعومة من وزارة الدفاع الأميركية، والتي سوف تتضمن تحويل نحو ست مقاتلات من طراز F-16 لتكون قادرة على العمل بشكل مستقل، مع وجود طيار في قمرة القيادة تنحصر مهامه بالإشراف على عملية التحليق والهجوم.

تنصب هذه المبادرة على تحويل مقاتلة F-16 إلى منصة اختبار للطيران الذاتي سعياً للوصول إلى الاستقلالية القتالية، بحيث يستطيع المشرفون على المبادرة اختبار مقاتلة حديثة مع أنظمة الأسلحة المرتبطة بها كالرادار، وقدرات الحرب الإلكترونية المتقدمة، والقدرة على دمج الأسلحة، ليصار بعد نجاح الاختبارات إلى تطبيق أنظمة التحكم الذاتي في الجيل الجديد من الطائرات من دون طيار.

وبينما أطلقت وكالة "مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية" بالتعاون مع مختبر "بحوث القوات الجوية الأميركية" عام 2022 مبادرة "فيستا" التي تولت فيها خوارزميات الذكاء الاصطناعي التحكم في طائرة F-16D الفريدة من نوعها، وهي عبارة عن منصة اختبار طيران بها مساحة لطيارين اثنين، تتضمن مبادرة "فينوم" في المقابل قدرات إضافية توفر منصات تتمتع بقدرات قتالية حقيقية، لتقييم كيفية عمل أنظمة التحكم الذاتي الحقيقية بدلاً من أنظمة المحاكاة.

خلال هذه الاختبارات، سيكون دور الطيار البشري في قمرة القيادة مزدوجاً، إذ سيتعين عليه ضمان السلامة والتأكد من عودة المقاتلات دائماً إلى قواعدها، وعدم قيام أنظمة التحكم الذاتي بأفعال غير مقصودة، كما يجب على الطيار تقييم الأداء بشكل شامل للتحقق مما إذا كانت الأنظمة ذاتها تقوم بالعمل المطلوب.

وتخطط القوات الجوية الأميركية لجمع البيانات أثناء الاختبارات التي توضح كيفية عمل الطيارين والآلات معاً، واستخدام تلك المعلومات لاحقاً لإنشاء أنظمة مستقلة أكثر دقة.

برنامج "فالكيري"

إلى ذلك، تتكامل مبادرة "فينوم" مع بدء اختبار الجيش الأميركي للطائرة من دون طيار الجديدة XQ-58A Valkyrie التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، ويمكنها التحليق لمسافات طويلة تصل إلى حدود الصين، وتتميز بتصميم خفي، وهي قادرة على حمل صواريخ يمكنها ضرب أهداف العدو أبعد من نطاق رؤيتها وحتى جمع المعلومات الاستخبارية.

يعد برنامج "فالكيري" بمثابة لمحة عن كيفية تحول تجارة الأسلحة الأميركية والثقافة العسكرية والتكتيكات القتالية والمنافسة مع الدول الكبرى، لتعتمد على مفهوم جديد يرتكز على تسريع التقدم في التكنولوجيا، خصوصاً أن المخططين العسكريين الأميركيين يشعرون بالقلق من أن المزيج الحالي من طائرات القوات الجوية وأنظمة الأسلحة التي استُثمر فيها تريليونات الدولارات، لم يعد من الممكن الاعتماد عليها للسيطرة في حال اندلاع صراع واسع النطاق مع الصين.

وبذلك يعتبر برنامج "فالكيري" بمثابة رمز لجهود الجيش الأميركي للتكيف مع الطبيعة المتغيرة للحرب في القرن الـ21، ويمكن وصفه بأنه سلاح جديد يمنح الولايات المتحدة ميزة في الصراعات المستقبلية وتحديداً في مواجهة التهديد العسكري الصيني المتزايد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مواصفات خارقة

وبحسب المعلومات المسربة من وزارة الدفاع الأميركية، ستكون هذه الطائرة أرخص بكثير من الطائرات المقاتلة التقليدية وستتمتع بالقدرة على أداء مجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك المراقبة وإعادة الإمداد والهجوم، فضلاً أنه سيتم تجهيزها بأنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة التي ستسمح لها بالعمل بشكل مستقل واتخاذ القرارات في الوقت الحقيقي، وهذا ما سينعكس إيجاباً على الطيارين البشريين الذين سيتمكنون من التركيز على مزيد من المهام الاستراتيجية، مثل تخطيط العمليات وتنسيقها.

وتتميز الطائرة بتصميم رائد يدمج هيكلها شبه المنحرف بسلاسة الأجنحة الرئيسة المنحنية للخلف، وذيل مميز على شكل حرف V، ومدخل هواء علوي. هذا التكوين الفريد لا يعزز الأداء الديناميكي الهوائي للطائرة فحسب، بل يجعله أيضاً متخفياً بشكل استثنائي، مما يجعل اكتشافها وتتبعها تحدياً هائلاً.

وتعمل "فالكيري" على ارتفاع مثير للإعجاب يبلغ 14 ألف متر، وهي مجهزة تجهيزاً جيداً لمجموعة متنوعة من المهام والبيئات سواء كانت تقوم بالاستطلاع في عمق أراضي العدو أو تقوم بدوريات في السماء، كما أنها لا تعتمد على المدارج التقليدية للإقلاع والهبوط، وبدلاً من ذلك، فإنها تستخدم نظام إطلاق مدعوم بالصواريخ ونظام استعادة المظلة، مما يمنحها القدرة على العمل من منصات إطلاق مختلفة.

أما حجمها الصغير ومتطلباتها اللوجستية البسيطة فتجعلها مناسبة بشكل مثالي للعمليات في المناطق النائية أو المحظورة، ويمكن لهذه الطائرة حمل أسلحة فتاكة على جناحيها، في حين تتسع حجرة الأسلحة الداخلية إلى ما لا يقل عن قنبلتين صغيرتي القطر من طراز  GBU-39.

وفي الاختبارات المبكرة، أظهرت هذه الطائرة بالفعل أنها قادرة على التصرف بطرق غير عادية. على سبيل المثال، قامت إحدى الطائرات بتحليق استطلاعي للحصول على صورة أفضل لما يحيط بها، وأكملت مهمتها بنجاح متفوقة على الطيار البشري.

وتم تدريب هذه الطائرة على ملايين الساعات من المحاكاة الحاسوبية، وهي مزودة بأنظمة تجنب الاصطدام التي تتولى المهمة حين يفقد الطيار السيطرة على مقاتلته، في ما يشدد الخبراء العسكريون الأميركيون على أن هذه الطائرات ستكون بلا شك أكثر فتكاً من كل الطائرات من دون طيار الموجودة حالياً في العالم، ناهيك عن أنه لا يمكن التنبؤ بتحركاتها، مما سيخلق ردعاً أكبر لأي أعداء، كما أنها ستقلل من الخسائر بالأرواح في صفوف الطيارين الأميركيين لكونها ستقلص دور المقاتلات التقليدية.

وصمم هذا البرنامج برمته لتزويد القوات الجوية الأميركية بطريقة أكثر مرونة تغنيها عن شراء أنظمة أسلحة باهظة الثمن. وهكذا مع برنامج "فالكيري" الذي تبلغ فيه كلفة الطائرة الواحدة 7.5 مليون دولار، سيكون من الممكن إنتاج طائرات من دون طيار بكميات كبيرة، وتالياً سيساعد هذا الأمر وزارة الدفاع على خفض الكلف. وإضافة إلى ذلك، يمكن تحديث هذه الطائرات من دون طيار بسهولة وإدخال برامج جديدة عليها، وهذا ما يبقيها بجاهزية عالية لمواجهة التهديدات المتطورة.

وتشير تقديرات القوات الجوية الأميركية إلى أن الأمر سيستغرق من خمسة إلى 10 أعوام لإنشاء نظام ذكي يعمل بكامل طاقته على هذه الطائرات. ومع ذلك، فهم واثقون من أنهم سيتمكنون من التغلب على التحديات وإنشاء جيل جديد من الطائرات من دون طيار لا منافس لها في العالم توكل إليها مهمة الحفاظ على أمن الولايات المتحدة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير