ملخص
يعيش في الضفة الغربية مستوطنون إسرائيليون يعتبرون الأكثر تطرفاً بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في كريات أربع والمتطرف المعروف بعدائه الشديد للفلسطينين باروخ مارزل في مستوطنة تل الرميده.
اضطرت الفلسطينية سلمى أبو اسنينة إلى الخروج من منزلها في حي تل الرميدة التاريخي في مدينة الخليل خلال عيد الفطر، والمكوث في منزل آخر خارج الحي لكي تتمكن من استقبال المهنئين بالعيد.
ومنذ سبعة أعوام تترك سلمى مع عائلتها منزلها في الحي لمنزل آخر لاستقبال الضيوف في المناسبات، وذلك كما تفعل عشرات العائلات الفلسطينية المقيمة في الحي نفسه.
ويعيش في الحي الذي يعتبر الأقدم في مدينة الخليل ويعود للعصر الكنعاني أكثر من 120 عائلة فلسطيينية، وتقيم إلى جوارها 15 عائلة من المستوطنين الإسرائيليين، لكن عائلة عماد أبو شمسية المقيم في حي تل الرميده تجد نفسها وحيدة في كل عيد ومناسبة اجتماعية بسبب عدم امتلاكها منزلاً آخر خارج الحي لاستقبال ضيوفها.
وقال أبو شمسية، "بقينا وحيدين في العيد"، مضيفاً أن أهالي حي تل الرميدة يمتلكون أرقاماً تسمح لهم بالدخول عبر الحواجز العسكرية التي تعزل الحي عن مدينة الخليل.
وخلافاً لباقي المدن الفلسطينية في الضفة الغربية تعاني مدينة الخليل وجود مستوطنات إسرائيلية في قلبها، إذ يسبب ذلك مصدراً للتوتر الدائم بين الفلسطينيين والمستوطنين.
وفي عام 1968، أي بعد أشهر عدة على احتلال إسرائيل لمدينة الخليل، أسس الإسرائيليون مستوطنة "كريات أربع" شرق المدينة.
كما بنى المستوطنون مستوطنات عدة في قلب البلدة القديمة للخليل قرب الحرم الإبراهيمي الذي استولت إسرائيل على أكثر من نصفه بسبب "دفن عدد من أنبياء بني إسرائيل فيه".
من جهته يقول عارف جابر المقيم في حارة جابر إن عائلته تقيم في الحي منذ مئات السنين حيث يمتلكون منازل فيه.
وتقع مستوطنة "كريات أربع" والحرم الإبراهيمي بين أحياء سكنية فلسطينية تاريخية عدة، أبرزها حارات جابر والسلايمة وغيث، ووداي النصارى والحصين، ويعيش فيها نحو 2000 فلسطيني، ولذلك أصبحت الأحياء الفلسطينية واقعة في داخل مناطق نفوذ تلك المستوطنات التي تحاصرها من جميع جهاتها الأربع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومنذ 24 عاماً يواصل الجيش الإسرائيلي إغلاق تلك الأحياء، ويمنع تحرك الفلسطينيين بينهما وبين باقي مدينة الخليل، وبعد سماحه للفلسطينيين من سكان تلك الأحياء بإدخال مركباتهم إليها لأعوام عدة، عادت إسرائيل لمنعهم من ذلك بحيث أصبحوا مجبرين على التحرك مشياً على الأقدام.
أما مركبات المستوطنين فتتنقل بين أحيائهم بحرية وبحماية الجيش الإسرائيلي على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، ويومي الجمعة والسبت يتنقل المستوطنون مشياً على الأقدام بين "كريات أربع" والحرم الإبراهيمي.
ومنذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 فرض الجش الإسرائيلي إغلاقاً كاملاً على الأحياء الفلسطينية، وأتاح لسكانها الخروج من منازلهم لقضاء حاجاتهم ضمن ساعات محددة شرط عدم دخول فلسطينيين من خارج المنطقة إليها.
وخفف الجيش الإسرائيلي من القيود منذ أسابيع بحيث أصبح أهالي تلك الأحياء يتحركون خلال النهار فقط، مع السماح باستقبالهم الضيوف لكن مشياً على الأقدام.
ويتسبب الإغلاق الشامل في حرمان الأطفال الفلسطينيين من الذهاب إلى المدارس منذ ستة أشهر، حيث توجد أربع مدارس لا تزال مغلقة، ويتلقى الطلبة تعليمهم المدرسي على منصات إلكترونية للتعليم عن بعد لتعويضهم عن الذهاب إلى مدارسهم.
ويعيش في مستوطنة "كريات أربع" ومستوطنات مدينة الخليل مستوطنون إسرائيليون يعتبرون الأكثر تطرفاً، وبينهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير.
ويدعي هؤلاء المستوطنون بأن قلب مدينة الخليل تعود لليهود منذ آلاف السنين، وبأن الفلسطينيين سكان طارئون عليها، وبأنها مدينة الآباء والأجداد، في إشارة إلى النبي إبراهيم وزوجته ساره وعدد من أبنائه.
ويتنقل بن غفير أسبوعياً مشياً على الأقدام بين المستوطنة التي يقيم فيها قرب مستوطنة "كريات أربع" وبين الحرم الإبراهيمي.
ويعيش المستوطن المتطرف باروخ مارزل المعروف بعدائه الشديد للفلسطينيين في مستوطنة تل الرميده، واعتقله الجيش الإسرائيلي مرات عدة بسبب اعتدائهم عليهم.
ويُعد مارزل من أنصار تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية، وهو ما عبر عنه سابقاً بقوله "سأشجع هجرتهم، وأنا على ثقة بأنه من الممكن ترتيب بألا يكون عدد كبير من أعدائنا هناك، وهناك طرق لذلك".
وخلال سجالات بين مارزل وأهالي حي تل الرميدة طالب "برحيل الفلسطينيين إلى الدول العربية من حيث جاؤوا"، بحسب قوله.