Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ثنائية "طالبان" و"جيش العدل" تنشر التوتر على الحدود الإيرانية

أكد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن الحركة الأفغانية تتعاون مع جماعات إرهابية نشطة في المنطقة

صورة مجمعة لأعضاء "طالبان" وزعيم "جيش العدل" صلاح الدين فاروقي (مواقع التواصل الاجتماعي)

ملخص

بدأ "جيش العدل" نشاطه عام 2012 بعد أن توقفت جماعة "جند الله" عن عملياتها في عام 2010 على الحدود الأفغانية - الإيرانية.

تزامناً مع تشييع جنازة ستة من عناصر الشرطة الإيرانية الذين قتلوا في التاسع من أبريل (نيسان) الجاري، إثر هجوم شنته جماعة "جيش العدل" على الطريق الذي يربط مدينة سوران بمدينة مهرستان في إقليم سيستان وبلوشستان، زعم السكرتير الثاني للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، يعقوب رضا زادة، أن حركة "طالبان الأفغانية" تتعاون مع "جيش العدل" البلوشي.

ففي مقابلة لرضا زادة مع وكالة "حيات" للأنباء، قال إن القوات الحدودية التابعة لـ"طالبان" في كل من أفغانستان وباكستان "ليست ضعيفة فحسب، بل إنها تتعاون أيضاً مع بعض العملاء المناهضين للثورة الإيرانية".

ووصف "جيش العدل" بأنها جماعة "جند الشيطان"، وهذا الوصف أطلقته وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية على جماعة "جند الله" بقيادة عبدالمالك ريغي.

بدأ "جيش العدل" نشاطه عام 2012 بعد أن توقفت جماعة "جند الله" عن عملياتها في عام 2010 إثر مقتل ريغي.

في أغسطس (آب) 2021، وفي وقت تقدمت فيه حركة "طالبان" نحو مراكز المدن الأفغانية، صرح رئيس الأمن القومي في الحكومة الأفغانية السابقة بأن عدداً من عناصر "جيش العدل" وبتنسيق مع الحكومة الباكستانية، دخل مقاطعات نيمروز وهيرات وفراه لمساعدة حركة "طالبان" الأفغانية.

حميد خراساني الذي يعتبر من الشخصيات المثيرة للجدل في "طالبان" وأحد قادة الحركة في ولاية بنجشير، قال في مارس (آذار) 2022، تعقيباً على اضطهاد المهاجرين الأفغان في إيران، إنه إذا ما توقفت حركته عن دعم "جيش العدل" فإن طهران ستتوقف عن اضطهاد المهاجرين الأفغان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما وصف خراساني في عدة مقابلات تلفزيونية "جيش العدل" بـ"الإخوة المجاهدين" والنظام الإيراني بـ"الحكومة الرافضية".

وفي وقت اتهم السكرتير الثاني للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني حركة "طالبان" بالتعاون مع "جيش العدل"، هاجم الأخير قوات النظام الإيراني في تشابهار وسوران وكبدها خسائر فادحة في الأسبوع الماضي.

خلال هذا الهجوم، الذي استمر نحو 12 ساعة، قتل 11 جندياً في الأقل وأصيب 10 آخرون. يذكر أن "جيش العدل" وفي بيان له قال إن عدد الجنود العسكريين الذين قتلوا في هذا الهجوم بالعشرات، إلا أنه لم يؤكد بعد أي مصدر هذه الأرقام.

الثلاثاء الماضي، تعرضت عربتان عسكريتان، لهجوم من قبل مسلحي "جيش العدل" على الطريق الذي يربط مدينة سوران بمدينة مهرستان في إقليم سيستان وبلوشستان الإيراني، إذ قتل خلال هذا الهجوم ستة من رجال الشرطة الإيرانية وأصيب شخص واحد. وتبنت "جيش العدل" هذا الهجوم ونشرت مقطع فيديو يوثقه على قناتها عبر "تيليغرام".

وبعد صد الهجوم الذي نفذته "جيش العدل" على راسك وتشابهار، قال المسؤولون الأمنيون الإيرانيون إن المهاجمين لم يكونوا إيرانيين، إلا أنه على رغم مرور أكثر من أسبوع على الهجوم، فلم يعلنوا بعد عن هويتهم.

هذا وتزايدت الهجمات على قوات الشرطة والمراكز العسكرية الإيرانية في سيستان وبلوشستان مع تعزيز قوة الجماعات المسلحة المتمركزة في باكستان خلال العامين الماضيين. وبحسب تقارير مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فإن أحد أسباب عودة نشاط المجموعات المسلحة في دول الجوار يرجع إلى عودة حركة "طالبان" إلى السلطة في أفغانستان.

وتحدث يعقوب رضا زادة عن تزايد الحوادث الأمنية في المناطق الحدودية الإيرانية مع أفغانستان وباكستان، قائلاً "للأسف، أفغانستان وباكستان، ليس لديهما السيطرة الأمنية على حدودهما مع إيران، وفي الواقع، فإن عبء ضمان أمن الحدود الشرقية مع البلدين يقع بالكامل على عاتق قوات حرس الحدود الإيرانية".

وحذر رضا زادة من تعاون حرس الحدود في نظام "طالبان" مع جماعة "جيش العدل"، مؤكداً أن هذا التعاون يؤدي إلى تسلل هؤلاء الأشرار إلى الأراضي الإيرانية. ولفت إلى أن هذا التسلل عملياً منخفض ويتم احتواؤه في كثير من الحالات.

بطبيعة الحال، رفضت "طالبان" أي تعاون لها مع المجموعات المسلحة في باكستان وإيران وغيرها من الدول الأخرى، لكن التقرير الأخير لمراقبي الأمم المتحدة المتخصص في مراقبة تنفيذ العقوبات الدولية الخاصة بأفغانستان الذي نشر في ديسمبر (كانون الأول) 2023، أكد استمرار تعاون حركة "طالبان" مع المجموعات الإرهابية ومنها حركة "طالبان أفغانستان" و"طالبان باكستان" و"الحركة الإسلامية" في أوزبكستان وجماعة "أنصار الله" في طاجيكستان والحزب الإسلامي التركستاني (الإيغور) وغيرها من الجماعات المسلحة النشطة في المنطقة.

ومن القضايا التي أعرب المسؤولون في الهند وروسيا وباكستان ودول آسيا الوسطى عن قلقهم في شأنها خلال السنوات الثلاث الماضية، ترك الأسلحة المتطورة من قبل الجيش الأميركي في أفغانستان. كما أكد تقرير مراقبي مجلس الأمن الدولي أن الجماعات المسلحة، بما في ذلك "داعش خراسان" و"طالبان باكستان"، حصلت على كثير من الأسلحة الأميركية التي تركت في أفغانستان.

وبطبيعة الحال، لم يرد بعد إذا ما حصلت "جيش العدل" على الأسلحة الأميركية التي تركت في أفغانستان أم لا، لكن نظراً إلى سيطرة مهربي الأسلحة على حدود أفغانستان وباكستان وإيران قد يكون حصل بالفعل عليها.

في العامين الماضيين، نشر جيش "تحرير بلوشستان" صوراً لمقاتليه مزودين بأسلحة مماثلة لتلك الأسلحة التي تركتها الحكومة الأفغانية والقوات الأميركية في أفغانستان، إذ اتهم مسؤولون في الحكومة الباكستانية، حركة "طالبان الأفغانية" بدعم حركة "طالبان باكستان"، في أكثر من مناسبة بأن القواعد العسكرية في باكستان تم استهدافها بأسلحة أميركية متقدمة.

نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

المزيد من متابعات