Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل ربح نتنياهو "المأزوم" في غزة من الهجوم الإيراني؟

الضربة أعادت "زخم" الدعم الغربي لرئيس الوزراء الإسرائيلي وأحيت رغبته في قيادة تحالف إقليمي لمواجهة نفوذ طهران

واجه نتنياهو وحكومته تململا وانتقادا غربيا واسعا في الأسابيع الأخيرة مع ارتفاع الكلفة المدنية والإنسانية لحرب غزة (أ ف ب)

ككرة الثلج المتدحرجة استدعى الهجوم الإيراني على إسرائيل ليل السبت/ الأحد عودة زخم الدعم الغربي الواسع لتل أبيب، بعد أسابيع من التململ على وقع الكلفة الإنسانية والمدنية المرتفعة للحرب في قطاع غزة، التي استدعت معها تحولات غير مسبوقة في المواقف الدولية تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته.

فنتنياهو الذي كان ولا يزال يصارع من أجل البقاء في المنصب جراء ما تصفه وسائل إعلام عبرية "مسؤوليته عن الفشل الأمني والسياسي" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وعدم تمكنه إلى الآن من تحقيق "نجاح حاسم وملموس" في قطاع غزة، ارتفعت أسهمه خلال الأيام الأخيرة، وبات أبرز الرابحين، وفق كثر، من التصعيد الإيراني غير المسبوق، عبر هجومها على إسرائيل بعشرات الصواريخ والطائرات المسيرة، رداً على استهداف تل أبيب لما تقول طهران إنه "مبنى دبلوماسي" في العاصمة السورية دمشق في الأول من أبريل (نيسان) الماضي، وأسفر عن تدميره ومقتل 16 شخصاً، بينهم سبعة ضباط في الحرس الثوري الإيراني.

واستدعى الهجوم الإيراني، الذي شكل في رمزيته ورسائله سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الدولة العبرية، بعد مهاجمة طهران لها بصورة مباشرة، كثيراً من الأسئلة حول حجم الضرر الذي ألحقه بالفلسطينيين في قطاع غزة، فضلاً عن موقف نتنياهو السياسي داخل إسرائيل وخارجها، بعد أن كان يواجه موجة غير مسبوقة من التظاهرات الداخلية، وتصاعد حدة الخلافات السياسية بين أعضاء مجلس الحرب بسبب مسار المفاوضات مع فصائل المقاومة الفلسطينية والحرب في قطاع غزة.

وأطلقت طهران ليل السبت/ الأحد الـ(13/14 من أبريل) مئات الصواريخ والمسيرات مما أذكى المخاوف من صراع إقليمي أوسع نطاقاً نتيجة للحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس"، على رغم تمكن الدفاعات الجوية وبمساعدة الولايات المتحدة وحلفاء آخرين من اعتراض القسم الأكبر من الصواريخ والمسيرات بنسبة تجاوزت الـ99 في المئة، بحسب الجيش الإسرائيلي.

دعم "موقت" لنتنياهو و"مطلق" لإسرائيل

يجمع كثير من المراقبين والمحللين ممن تحدثت إليهم "اندبندنت عربية" على أن الهجوم الإيراني على إسرائيل، وحتى مع نتائجه المحدودة على الصعيد العملياتي على الأرض، إلا أنه أعاد أسهم نتنياهو وحكومته التي يسيطر عليها اليمين المتطرف، واستدعت سياساتها تجاه الحرب في غزة كثيراً من الانتقادات من حلفاء تل أبيب، إلى الارتفاع وإن بصورة "موقتة" وفق البعض.

بحسب الأستاذ المساعد في مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية بجامعة الدفاع الوطني الأميركية، ديفيد روش، فإن "الهجوم الإيراني ألحق ضرراً حقيقياً بالفلسطينيين"، موضحاً في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، "قبل الهجوم، كانت حكومة نتنياهو تخسر المعركة العالمية لكسب الرأي العام. وكانت قاعدة دعمهم في الغرب وحتى في الولايات المتحدة تتقلص، لقد كانوا يخضعون لتدقيق مكثف في ما يتعلق بسير حرب غزة، لكن الهجوم الإيراني فتح الباب مجدداً لعودة التركيز مرة أخرى على ما يسمى كفاح إسرائيل من أجل البقاء في منطقة معادية". مشدداً بالقول "ما من شك أن تصرفات إيران الأخيرة عززت مرة أخرى موقف الحكومة الإسرائيلية ورئيس وزرائها نتنياهو على الصعيد الخارجي".

في الاتجاه ذاته، يقول المتخصص في مجال العلوم السياسية بجامعة القاهرة حسن نافعة "منذ أكثر من ستة أشهر من عمر الحرب في غزة يبحث نتنياهو عن تحقيق إنجاز ملموس وواضح في غزة، إلا أنه لم يتمكن من ذلك، وأصبح هناك دوائر واسعة في الداخل الإسرائيلي تؤمن بأنه يدير الحرب بدوافع شخصية وليست وطنية"، مضيفاً "وعليه وفي سياق الضربة الإيرانية ربما نجح نتنياهو في عودة زخم الدعم إليه وإن بصورة موقتة"، موضحاً "لا أستبعد سعيه إلى ذلك من خلال استهدافه القنصلية الإيرانية لدى دمشق في الأول من أبريل الجاري، بهدف جر إيران للضرب، للتغطية على خلافاته الداخلية والفشل الذريع في غزة".

 

وفي تفسير نافعة في حديثه معنا يقول إن "نتنياهو في مأزق حقيقي، سعى من أجل الخروج من ذلك إلى تبني استراتيجية قائمة باستمرار على جر الولايات المتحدة للحرب مع إيران، إذ كان ولا يزال يعتقد أن إيران هي رأس الأفعى، وأن كل من يعادي إسرائيل لديه دعم مباشر منها، وأنه ما لم يقض على طموحات إيران العسكرية على صعيد الأسلحة النووية والقدرات الصاروخية سيظل الأمن الإسرائيلي مهدداً باستمرار، وعليه أصبح له مصلحة مباشرة وحقيقية في السياق الحالي". مضيفاً "في اعتقاد نتنياهو وهو يبحث عن ذلك السيناريو أنه المخرج الوحيد للمأزق القائم في غزة".

إلا أن نافعة يعود ويقول "إن الربح أو النجاح الذي حققه نتنياهو من الضربة الإيرانية لا سيما على صعيد استعادة الدعم هو نجاح موقت جداً ولن يطول، لا سيما إذا قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يرد على الضربة الإيرانية ما يستلزم مجدداً رداً من طهران على إسرائيل".

كذلك يرى رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية خالد شنيكات "لا يمكن فصل الضربة الإيرانية عن سياق الحرب في غزة أو حتى الداخل الإسرائيلي"، موضحاً "بالنسبة إلى نتنياهو فهو يسعى إلى خلط الأوراق بكل الطرق"، مضيفاً "واجه رئيس الوزراء الإسرائيلي في الفترة الأخيرة تململاً واسعاً من قبل الدول الغربية التي قدمت له كل الدعم والمساندة في الأشهر الأولى من الحرب، كذلك تأزم الموقف بالنسبة إلى نتنياهو بسبب التدهور داخل المجتمع الإسرائيلي وخروج تظاهرات كبيرة في مختلف المدن الإسرائيلية ضده مع الدعوات إلى استقالته، وبدء انتخابات مبكرة، وعليه يبدو أن نتنياهو لجأ لخيار جر إيران إلى الحرب عبر استهداف قنصليتها لدى دمشق، وهو الأمر الذي استدعى معه رداً إيرانياً وعودة زخم الدعم الغربي له".

نقطة أخرى يوضحها شنيكات، في حديثه معنا، عكست جزءاً من النجاح لنتنياهو بالضربة الإيرانية الأخيرة، وهي تلك المتمثلة في "إعادة إحياء فكرة تحالف إقليمي واسع لمواجهة إيران، وهو المسعى الذي كثيراً ما ضغط من أجله رئيس الوزراء الإسرائيلي".

وأعلنت كل من إسرائيل والولايات المتحدة، في بيانات منفصلة، تمكن قواتهما من إسقاط "كل الصواريخ والمسيرات الإيرانية تقريباً" بمساعدة من دول غربية وحلفاء إقليميين.

 

لكن وأمام الرؤى التي تقول إن نتنياهو هو أحد أبرز الرابحين من الضربة الإيرانية، يشير آخرون ممن تحدثوا إلى "اندبندنت عربية" إلى ضرورة التمهل في حساب حجم "الخسائر أو المكاسب السياسية" التي حققتها الأطراف جراء الهجوم الإيراني على إسرائيل.

وبينما يري بن فيشمان، زميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى وعضو برنامج ليندا وتوني روبين حول السياسة العربية "لا يزال من غير الواضح كيف سيؤثر الهجوم الإيراني في نتنياهو سياسياً"، يقول نائب الرئيس التنفيذي لشبكة القيادة عبر المحيط الأطلسي ساشا توبريتش "لا أعتقد أن هذه (الضربة الإيرانية) سيكون لها أي تأثير إيجابي في نتنياهو، إذ يدرك الإسرائيليون جيداً أن الولايات المتحدة ستكون دوماً إلى جانبهم للدفاع عن إسرائيل بغض النظر عمن هو رئيس الوزراء الحالي". مضيفاً "يدرك الإسرائيليون كذلك أن دولاً مثل الأردن التي نهضت فيها لاعتراض أعداد كبيرة من الصواريخ والمسيرات الإيرانية لها مصلحة مباشرة في عدم نجاح النظام الإيراني في تحقيق طموحاته الإقليمية".

وتابع "من الواضح أن الهجوم الإيراني الفاشل بصورة مذهلة كان له تأثير جيوسياسي أكبر بكثير في إعادة تقييم توازن القوى والاتجاه الذي يمكن أن يتحرك إليه الآن، مما قد يؤدي إلى نتائج عكسية قوية على إيران وقوة وكلائها"، مضيفاً "حتى في حالة الرد الإسرائيلي على إيران جراء هجومها الأخير، فلا أرى أن الفضل في ذلك سيذهب إلى نتنياهو، إذ يؤمن الجميع أن أياً كانت مواقفه وسياساته المقبلة ستبقى أيامه معدودة في المنصب ولا يمكن تغيير ذلك".

ماذا عن حدود الدعم؟

وأمام حالة الزخم التي أعادتها الضربة الإيرانية لإسرائيل لحكومة نتنياهو، يبقى التساؤل وفق كثر عن حدود ذلك الدعم، لا سيما أمام المخاوف والقلق الدولي الواسع من احتمالات اتساع رقعة الصراع في المنطقة، أو اندلاع حرب شاملة، من شأنها أن تعزز من عدم الاستقرار وتؤثر في الأوضاع بصورة غير مسبوقة.

فمن جانبه، يقول ديفيد روش "ما من شك أن الضربة الإيرانية عززت من مواقف إسرائيل، وذلك بعكس الأسابيع الأخيرة، التي كانت تسعى فيها واشنطن وحلفاؤها الغربيون، إلى الحد من تصرفات إسرائيل في غزة، ورفض أي عملية عسكرية في رفح، خشية ارتفاع عدد الضحايا المدنيين"، مضيفاً "الآن أصبح لنتنياهو ورقة مساومة متعلقة باحتمالات الرد على إيران"، وعليه وفق روش "أمام رغبة وحرص بايدن وإدارته على عدم اتساع الصراع في المنطقة وانعكاس ذلك على موقف الرئيس في الانتخابات الأميركية المقبلة، لذا قد يستغل نتنياهو الموقف بمساومة الإدارة الأميركية على إطلاق يده في غزة كثمن لضبط النفس في مواجهة إيران".

وخلال اليومين الماضيين، ناشدت الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيون في بريطانيا وفرنسا وألمانيا فضلاً عن الأمين العام للأمم المتحدة، إسرائيل بضبط النفس إزاء الهجوم الذي شنته إيران بصواريخ وطائرات مسيرة، ودعوا القادة الإسرائيليين إلى الابتعاد عن "حافة الهاوية" في التصعيد بالشرق الأوسط.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وغداة الهجوم الإيراني، قال كبير المتحدثين باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي لشبكة "أي بي سي" الأميركية إن واشنطن ستواصل دعم إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنها لا تريد الحرب مع إيران. ورداً على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة ستدعم رداً إسرائيلياً على إيران، قال كيربي إن "التزامنا صارم" إزاء الدفاع عن إسرائيل و"مساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، وأضاف "كما قال الرئيس مرات عديدة، نحن لا نسعى إلى حرب أوسع في المنطقة. لا نسعى إلى حرب مع إيران، وأعتقد أنني سأترك الأمر عند هذا الحد".

بدوره يقول حسن نافعة "التف الغرب حول الحكومة الإسرائيلية من جديد لأنه لا يستطيع أن يترك إسرائيل تهزم، وعليه تمكنت الولايات المتحدة من حشد العالم مرة أخرى للدفاع عن إسرائيل"، مضيفاً "السؤال المطروح الآن، هو هل ستذهب الولايات المتحدة إلى حد دعم إسرائيل في ردها وضربها إيران، على رغم أني لا أعتقد ذلك، نظراً إلى سياق الضغوط الأميركية، وهو ما تظهره التصريحات الرسمية الأميركية، بالضغط على إسرائيل لعدم الرد".

ووفق نافعة فإنه "انطلاقاً من مصلحة نتنياهو المباشرة في توسيع دائرة الصراع والحرب في المنطقة، فلا يستبعد أن يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي مغامراته بهدف إشعال المنطقة، لا سيما أمام بعض المكاسب الاستراتيجية التي حققتها طهران من هجومها والمتمثلة في إثبات قدرتها وإقدامها على خوض المواجهة مع إسرائيل".

ويتابع "إذا لم يوجه نتنياهو ضربة بسرعة لإيران أعتقد أنه لن يرد في المستقبل القريب وسيبتلع الضربة، وعليه، ستعود غزة إلى الواجهة مجدداً ويعود الخلاف الداخلي الإسرائيلي الواسع الذي قد يصل حد التفكك، وعليه عودة الضغوط الغربية عليه بسبب الكلفة الإنسانية والمدنية المرتفعة جراء الحرب في غزة".

أي انعكاس ستشهده غزة؟

على رغم تراجع أولوية الحرب في غزة "جزئياً" تزامناً مع الهجوم الإيراني على إسرائيل، تابعت سريعاً القوات الإسرائيلية ضرباتها المكثفة على قطاع غزة، إذ شنت عشرات الغارات في اليوم التالي، مع تأكيدات رسمية من الدولة العبرية أن الهجوم الإيراني الذي تعرضت له لن يصرف اهتمامها عن الحرب التي تخوضها في القطاع الفلسطيني المحاصر. وذلك بعد إعلان الجيش الإسرائيلي أنه بصدد استدعاء "بحدود كتيبتين من جنود الاحتياط لنشاطات عملياتية على جبهة غزة" بعد نحو أسبوع من سحب معظم القوات البرية من القطاع، مما عكس بالنسبة إلى البعض أن الهجوم الإيراني جاء بنتائج "عكسية" على قطاع غزة ولو بصورة "موقتة".

 

ويقول حسن نافعة "استطاع نتنياهو أن يبعد الأنظار موقتاً عن غزة، لكن مع التحولات التي حدثت في الرأي العام العالمي تجاه إسرائيل وهي شديدة العمق بسبب حرب القطاع وتجاه إسرائيل، فإنه لا يمكن تجاوزها بسهولة أو تناسيها".

ويوضح نافعة "نحن في مرحلة جديدة في تفاعلاتها وتشابكاتها وستتضح بصورة أكبر انعكاساتها في الفترة المقبلة التي لا يمكن تجاوزها"، معتبراً أن "ما من شك أن إسرائيل لن تتخلى بعد عن حربها في قطاع غزة، لا سيما أنها لا تزال لم تحقق أي إنجاز ملموس بالنسبة إلى أهدافها المعلنة، وأن الهجوم الإيراني ربما يزيد من حدتها، لكن في الوقت ذاته لا يمكن للعالم التعايش مع حجم الخسائر المادية والإنسانية في القطاع، وعليه ستعود غزة مجدداً إلى الواجهة ويعود معها الانقسام الداخلي الإسرائيلي الواسع الذي قد يصل حد التفكك، وعليه عودة الضغوط الغربية بسبب غزة مرة أخرى".

بدوره يقول خالد شنيكات "بالنسبة إلى الحرب على غزة أعتقد أنها ستكون مستمرة وقد تزداد حدتها، إلا أنه في الوقت ذاته لا بد من الإشارة إلى أن مسار الحرب في القطاع سيبقى أسير التطورات على أرض المعركة، وقدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها وتحرير مختطفيها"، مشيراً إلى أن السؤال الرئيس بالنسبة إلى إسرائيل الآن على مستوى القيادة "هو مدى عقلانية خياراتها لتجاوز المأزق الداخلي والخارجي بالنسبة إليها".

رؤية أخرى يطرحها بن فيشمان، زميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى وعضو برنامج ليندا وتوني روبين حول السياسة العربية، في إطار انعكاس الضربة الإيرانية على إسرائيل على حرب القطاع، قائلاً "إنها أعادت توضيح أن الولايات المتحدة يمكنها أن تفعل شيئين في الوقت نفسه: مساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها من إيران بطرق عدة، وكذلك التأثير في مسار الحرب في غزة لا سيما على صعيد القضايا الإنسانية والتعاطي معها بما يخفف من حدة التهور الإسرائيلي في القطاع".

وتحاول دول إقليمية ودولية التوسط للوصول إلى هدنة في غزة، مع تزايد المخاوف من مخطط إسرائيلي لشن عملية برية في رفح، المدينة الواقعة في جنوب القطاع التي باتت الملاذ الأخير لغالبية سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.

المزيد من تقارير