أكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان عودة الانتاج النفطي في معملي "بقيق وخريص" بشكل كامل على ماكانت عليه قبل الهجوم الارهابي، مؤكداً على قدرة أرامكو الوفاء بكافة التزاماتها مع العملاء في جميع دول العالم، مشيراً إلى أن أرامكو السعودية تستعيد قدرتها الانتاجية بوتيرة سريعة جداً. وستفي الشركة بكافة التزامات عملائها
وأضاف وزير الطاقة خلال مؤتمر صحافي عقد في مدينة جدة السعودية اليوم الثلاثاء، أن الإمدادات عادت لمستوياتها الطبيعية قبل الهجوم، بواقع 9 مليون برميل يوميا في الوقت الحالي، على أن تصل إلى 9.8 خلال شهر أكتوبر (تشرين اول) المقبل، وإلى 12 مليون برميل خلال نوفمبر (تشرين ثاني) المقبل.
وعن تأثر الميزانية السعودية للعام الحالي جراء انخفاض صادراتها من هذا الهجوم، أكد الأمير عبدالعزيز بن سلمان أنها لن تتأثر، مشيراً في الوقت نفسه أن العمل التخريبي الذب تعرضت له الشركة لا تغطيه شركات التأمين كونه عملاً حربيا.
وبعد جلسات قفزت فيها الأسعار مستويات قياسية، تراجع النفط بشكل حاد بعد إعلان الوزير السعودي عودة إمدادات المملكة بالكامل . كما أن تصريحات سعودية سابقة أشارت إلى أن الإنتاج سوف يعود بأسرع عما كان متوقعا بادئ الأمر عقب هجمات مطلع الأسبوع التي قلصت إنتاج السعودية إلى النصف.
من جهته، قال رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو ياسر الرميان إن طرح أسهم الشركة للاكتتاب سيكون خلال 12 شهرا ولن تتأثر من مثل هذه الأعمال الإرهابية .
وأثارت هجمات، السبت الماضي، خطر حدوث صدمة معروض عنيفة في سوق تهيمن عليها في الأشهر الأخيرة مخاوف الطلب وتباطؤ النمو العالمي. وصعد النفط بما يصل إلى 20% في تعاملات أمس الاثنين.
أرامكو الأكثر موثوقية في العالم
وفي السياق، أكد رئيس أرامكو السعودية المهندس أمين الناصر، أن أرامكو السعودية ستستعيد كامل قدراتها الإنتاجية التي توقفت في وقت سابق على خلفية الهجمات التخريبية على معاملها في بقيق وخريص بنهاية الشهر الحالي بإذن الله.
وأُعلن أثناء المؤتمر الصحافي أنه جرى استئناف الإنتاج في معمل خريص بواقع 320 ألف برميل بعد 24 ساعة من الهجوم. كما أعلن أن الإنتاج في بقيق يبلغ حاليًا 2 مليون برميل في اليوم خلال ثلاثة أيام من توقف المعمل بعد الهجمات، وأنه سيعود لمعدلاته السابقة بالكامل في نهاية شهر سبتمبر الجاري بإذن الله.
وأضاف "لدينا سمعة اكتسبناها عن جدارة بأن لدينا موثوقية بنسبة تقارب 100% من حيث تلبية طلبات عملائنا العالميين، وقد دافعنا عن هذه السمعة"، مبينًا أن الشركة قامت بتعديل عمليات التسليم والشحنات للعملاء من خلال السحب من المخزونات وتوفير خيارات بديلة لإنتاج النفط الخام الذي توقف مؤقتًا. مؤكدا على أنه لم يحدث تأخير أو إلغاء تسليم أيّ شحنة إلى العملاء العالميين بسبب تلك الهجمات
وناقش المؤتمر الصحفي كذلك موضوع الطرح العام الأولي للشركة، حيث قال رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين: "نحن مستعدون لتنفيذ الطرح العام الأولي في الوقت الذي تختاره الدولة".
وأكد أنه تمت السيطرة على الحريق الناتج عن هذا الهجوم خلال 7 ساعات فقط وبلا إصابات، مشيراً إلى أن مثل هذه الأعمال الإجرامية التي تعرضت لها الشركة جعلتها أكثر قوة.
وفي وقت متأخر من جلسة الثلاثاء، كان خام برنت منخفضا بنحو6.29% إلى 64.62 دولار للبرميل. ونزل خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 5.26% مسجلا 59.37 دولار للبرميل.
وفي أعقاب الهجماب مباشرة، أبلغ منتج النفط أرامكو السعودية بعض شركات التكرير الآسيوية أنه سيفي بالتزاماته النفطية، لكن مع بعض التغييرات، حسبما قالت مصادر.
وقال سامويل سيسزوك، من إي.ال.اس أناليسز في ستوكهولم، إن "الأنظار كلها ستتركز على المؤتمر الصحافي المتوقع لوزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان ". وذكر "نحتاج إلى تقييم ملائم للأضرار، وأن نرى خطة تعاف. حتى ذلك الحين، نحن لا نعرف حقا حجم النفط المتوقف ولا المدى الزمني وهذا هو السؤال الأساسي الذي يطرحه الناس منذ يوم السبت".
وأسفرت الهجمات على منشآت معالجة الخام في بقيق وخريص عن أكبر تعطل منفرد للمعروض في نصف قرن، وأثارت تساؤلات بشأن وضع السعودية كمورد الملاذ الأخير. ومن المتوقع أن تحصل بعض المصافي الآسيوية على مخصصاتها لشهر أكتوبر (تشرين الأول)، في حين يجري إبلاغ مستوردين آخرين عن تأخيرات أو يتلقون عروضا لخامات بديلة.
تحركات عالمية سريعة لاحتواء الأزمة
وربما يؤدي توقف لفترة طويلة - يتجاوز بالمستويات الحالية 5% من إمدادات النفط العالمية - إلى ارتفاع أسعار الوقود على المستهلكين. إذ إن السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم، وتشحن أكثر من سبعة ملايين برميل يوميا.
وقالت شركة روسنفت الروسية، المُنتجة للنفط اليوم الثلاثاء، إن رئيسها إيجور سيتشن بحث مع الحكومة الهندية احتمال زيادة إمدادات النفط الروسية في ضوء الهجمات على البنية التحتية النفطية في السعودية.
وأعلنت "بتروتشاينا" أن شحنات الخام الخفيف لشهر أكتوبر (تشرين الأول) ستتأجل لمدة عشرة أيام". فيما قالت مصادر مطلعة "إن ست شركات تكرير آسيوية، منهما شركتان في الهند، ستتلقى كامل الكميات المخصصة لها من النفط الخام السعودي في أكتوبر (تشرين الأول)".
وأعلنت السعودية أنها ستواصل صادراتها المعتادة هذا الأسبوع عن طريق السحب من المخزون، لكن بعض التسليمات تعطلت. لكن مصادر تجارية قالت إن مشترين للخام السعودي طُلب منهم أن يأخذوا خامات أثقل. ويشمل ذلك شحنات لشركة النفط الهندية وبتروتشاينا في سبتمبر (أيلول).
تأجيل إعلان تخصيص شحنات غاز البترول المسال
وبالنسبة للمنتجات المكررة، قال ثلاثة مصادر إن أرامكو السعودية سترجئ إعلان تخصيص شحنات غاز البترول المسال لشهر أكتوبر (تشرين الأول) إلى 18 سبتمبر (أيلول) بدلا من 16 منه. وتحتل الصين واليابان وكوريا الجنوبية المراكز الثلاثة الأولى بين المستوردين في آسيا.
وتسعى ذراع التجارة لشركة أرامكو السعودية إلى شراء منتجات نفطية للتسليم الفوري في أعقاب الهجوم. حيث قال مصدران إن الشركة السعودية للتجارة تستعلم عن شراء ديزل للتسليم الفوري. والسعودية مُصدر صاف للديزل في الظروف العادية.
وتشير البيانات إلى أن العمليات في مصفاتي ساسرف وبترورابغ للنفط والبتروكيماويات تقلصت، حسبما قال مصدران تجاريان، نقلا عن "آي.آر.آر" لبحوث النفط.
وفيما يتعلق بالاحتياطيات الاستراتيجية، قال وزير الطاقة الأميركي ريك بيري، إن الولايات المتحدة لا تزال تتبنى نهج الترقب والانتظار بشأن ما إذا كانت ستستخدم احتياطي البترول الاستراتيجي لديها. وفي وقت سابق، سمح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالسحب من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي.
وقالت كوريا الجنوبية إنها ستدرس السحب من احتياطياتها الاستراتيجية إذا تفاقمت الأوضاع على صعيد واردات الخام. وأعلنت الحكومة الألمانية أن إمداداتها من النفط لن تتأثر بالهجوم، وإن أي قرار بالسحب من الاحتياطيات الاستراتيجية يجب أن يُتخذ بشكل مشترك مع الدول الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية.