ملخص
يعد ترمب أول رئيس سابق يواجه تهماً جنائية، والقضية تنطوي على أخطار كبيرة بالنسبة إليه، إذ تأتي قبل أقل من سبعة أشهر من مواجهته المتجددة مع الرئيس جو بايدن المرشح لولاية ثانية.
ومن المتوقع أن يكون من بين شهود الادعاء الممثلة الإباحية السابقة ستورمي دانيالز ومحامي ترمب السابق مايكل كوهين.
قال محامي الدفاع عن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب اليوم الإثنين إن موكله لم يرتكب جريمة بدفع أموال لمحاميه السابق في عام 2017، رافضاً تأكيدات المدعين بأن ترمب سعى إلى التستر على دفع المحامي أموالاً لشراء صمت ممثلة إباحية قبل انتخابات 2016.
وقال المحامي تود بلانش إن "الرئيس ترمب بريء. الرئيس ترمب لم يرتكب أية جريمة. لم يكن ينبغي لمكتب المدعي العام لمنطقة مانهاتن أن يرفع هذه القضية".
عرض الادعاء
وتحدث بلانش بعد فترة وجيزة من عرض المدعين الخطوط العريضة للدعوى، إذ قدموا ذرائعهم في شأن انتهاك ترمب للقانون من خلال خداع الناخبين.
وقال المدعي ماثيو كولانجيلو، "تتعلق هذه القضية بمؤامرة وتستر، مؤامرة غير قانونية لتقويض نزاهة الانتخابات الرئاسية، ثم الخطوات التي اتخذها دونالد ترمب لإخفاء هذا الغش الانتخابي غير القانوني".
وأضاف كولانجيلو لهيئة المحلفين إنهم سيستمعون إلى ترمب، وهو يعمل على تفاصيل المخطط بصوته في محادثات مسجلة.
وأدلى الرجلان بكلمتهما الافتتاحية في محاكمة قد تكون الوحيدة من بين أربع محاكمات جنائية لترمب سيبت فيها قضائياً قبل انتخابات الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) أمام الرئيس الديمقراطي جو بايدن.
وقال كولانجيلو للمحلفين إن ترمب شارك في مؤامرة مع محاميه السابق مايكل كوهين وناشر صحيفة "تابلويد" ديفيد بيكر لإخفاء معلومات غير طيبة عن ترمب، ومساعدة الرئيس السابق على هزيمة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. وأضاف أن ذلك يشمل دفع مبالغ مالية لنساء قلن إنهن مارسن علاقات جنسية مع ترمب، بما في ذلك دفع 130 ألف دولار لنجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز في وقت كان يواجه فيه ترمب اتهامات أخرى في السياق ذاته.
"حملة اضطهاد"
وكان الرئيس الأميركي السابق وصل في وقت سابق الإثنين لحضور المرافعات الافتتاحية في محاكمته بتلك القضية التي لا ينفك يندد بها، ويصفها بأنها تندرج في إطار "حملة اضطهاد" ترمي إلى ضرب حظوظه في العودة للبيت الأبيض.
وقال ترمب (77 سنة) في تصريح لصحافيين قبيل دخوله قاعة محكمة مانهاتن "إنه يوم حزين جداً جداً للولايات المتحدة"، وأضاف "أنا موجود هنا بدلا من تمكيني من أن أكون في بنسلفانيا، في جورجيا وأماكن أخرى عدة لخوض الحملة الانتخابية". وتابع "إنها حملة اضطهاد تأتي للأسف من واشنطن".
وترمب هو أول رئيس سابق يواجه تهماً جنائية، والقضية تنطوي على أخطار كبيرة بالنسبة إليه، إذ تأتي قبل أقل من سبعة أشهر من مواجهته المتجددة مع الرئيس جو بايدن المرشح لولاية ثانية.
ومن المتوقع أن يكون من بين شهود الادعاء الممثلة الإباحية السابقة ستورمي دانيالز ومحامي ترمب السابق مايكل كوهين.
إجراءات أمنية مشددة
وفي إجراء يذكر بمحاكمات زعماء المافيا أو الإرهابيين، ستبقى هويات النساء الخمس والرجال السبعة في هيئة المحلفين سرية لضمان سلامتهم.
وفرضت إجراءات أمنية مشددة الإثنين بعد ثلاثة أيام على إقدام رجل على إضرام النار في نفسه خارج قاعة المحكمة في واقعة مروعة غير متصلة بمحاكمة ترامب.
ويواجه الرئيس الأميركي السابق 34 تهمة تتعلق بالاحتيال التجاري كجزء من خطة للتستر على مدفوعات لدانيالز في مقابل شراء صمتها عن علاقته الجنسية المفترضة معها.
ولكن هذه التهمة تبقى أقل شأناً من لوائح الاتهام التي تطاوله في ثلاث دعاوى قضائية، محورها انتقادات ترمب وهجماته على نتائج انتخابات عام 2020 التي خسرها أمام بايدن، واحتفاظه بوثائق رسمية سرية ونقلها معه من البيت الأبيض بعد انتهاء ولايته الرئاسية.
وفي المحاكمة الراهنة، يرى باحثون أن ترمب قد يواجه عقوبة بالسجن أو دفع غرامة أو قد يتم وضعه تحت الرقابة.
غير أن المحاكمة التي تحظى بتغطية إعلامية مكثفة ستبقي ترمب بعيداً من نشاطات الحملة الانتخابية لأربعة أيام أسبوعياً لفترة قد تتراوح بين ستة وثمانية أسابيع، بينما يواصل بايدن حملته مهاجماً منافسه الجمهوري في بعض الأحيان، بشكل مباشر أو غير مباشر، من البيت الأبيض وفي جميع أنحاء البلاد.
لكن ترمب سعى إلى استغلال التغطية الإعلامية المكثفة لمحاكمته لحشد قاعدته الشعبية عبر إدلائه بتصريحات على نحو منتظم من أمام مقر المحكمة.
وقال المدعي العام السابق بينيت غيرشمان، وهو حالياً محاضر في جامعة بايس، لوكالة الصحافة الفرنسية، "ستكون هذه بداية المحاكمة الأكثر إثارة على الأرجح في التاريخ الأميركي". وأضاف "سنستمع يومياً إلى شهادة من شأنها أن تلحق الضرر بترمب".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
اعتراضات ترمب
من جهته، اعترض ترمب على القضية، خصوصاً ما عده حظر نشر جزئي "غير عادل" فرضه القاضي لمنعه من استخدام حضوره الإعلامي القوي لمهاجمة الشهود والمدعين العامين وأقارب موظفي المحكمة.
وستعقد جلسة استماع الثلاثاء سيقرر فيها القاضي خوان ميرشان ما إذا كان ترمب ازدرى فعلاً المحكمة بطريقة تصرفه أثناء عملية اختيار أعضاء هيئة المحلفين.
وقال المدعي العام جوش ستينغلاس الخميس الماضي "ما زلنا ندرس خياراتنا. في ما يتعلق بالعقوبات التي سنطلب فرضها"، مما يشير إلى احتمال طلبهم سجن ترمب.
وكان ميرشان انتقد ترمب لأنه أدلى بتصريحات تنطوي على انتقادات ضمنية للمحلفين المحتملين الأسبوع الماضي.
وقال ترمب "لن أتعرض للترهيب من أي من المحلفين في قاعة المحكمة هذه".
وكان يعتزم استئناف حملته الانتخابية بتجمع حاشد في ولاية كارولاينا الجنوبية السبت، لكن الطقس الرديء أجبره على إلغاء التجمع في الهواء الطلق.
وقال ترمب للحشد عبر مكالمة تم بثها، "إنها عاصفة كبيرة جداً. لذا إذا كنتم لا تمانعون سيكون علينا تأجيل تجمعنا. أنا حزين جداً".
وتم تأجيل القضايا الجنائية الثلاث الأخرى، بسبب استراتيجية ترمب الناجحة المتمثلة في تحدي وعرقلة كل خطوة في هذا المجال.
غير أن ميرشان تمكن من بدء محاكمة الاحتيال في نيويورك خلال فترة زمنية قصيرة.
هيئة المحلفين والحياد
وجرت مقابلة مجموعة كبيرة من المحلفين المحتملين الأسبوع الماضي من المدعين العامين ومحامي الدفاع في شأن عاداتهم الإعلامية وتبرعاتهم السياسية وتعليمهم، وما إذا كانوا حضروا مسيرة مؤيدة أو مناهضة لترمب.
وأعفي عديد من المحلفين بعدما قالوا إنهم لا يستطيعون أن يكونوا محايدين، قبل أن يتمكن المحامون والقاضي من تقليص المجموعة إلى 12 محلفاً مع ستة بدلاء.
وأصدر ميرشان قراراً يقضي بعدم الكشف عن هوية المحلفين حفاظاً على سلامتهم، على رغم ظهور كثير من التفاصيل الشخصية أثناء عملية الاختيار مما أدى إلى إضعاف الإجراء. وطلب القاضي في وقت لاحق من المراسلين التوقف عن تقديم الأوصاف الجسدية للمحلفين وعدم تحديد مكان عملهم.
وأمر القاضي الرئيس السابق بحضور كل يوم من أيام المحاكمة، وتتطلب إدانة ترمب إصدار المحلفين قرارهم بالإجماع.