Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لا توجد معجزة: إسرائيل لا تحرر إيران

يسعى المواطنون على رغم الآم الماضي إلى إصلاح ما مضى من أجل المستقبل

 مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تندد بتشديد القيود على النساء غير المحجبات في إيران (غيتي)

ملخص

يتصور خامنئي والمحتسبون والعسكر في نظامه، أن الجميع أعداء. ويعتقدون أن من حول المرشد هم فقط الذين يستحقون البقاء والحياة والاستفادة من المواهب السماوية والأرضية. واليوم تحاول القوات التابعة لولي الفقيه بعد فشلها أمام إسرائيل أن تنتقم من النساء والفتيات في شوارع إيران. وبينما يتطلع الشباب في السعودية والإمارات والكويت والبحرين وعمان ولبنان ومصر إلى مستقبل ترافقه السعادة، يتحسر الشباب الإيراني أياماً لم يروها، ويبحثون عنها في ذكريات آبائهم، ويأملون في إعادة الوضع إلى ما كان عليه سابقاً.

عندما أطلق النظام الإيراني ما بين 300 و400 صاروخ وطائرة مسيرة من عدد من النقاط في إيران واليمن والعراق وسوريا كان القائد العام للقوات المسلحة المرشد علي خامنئي يختبئ في ملجأ، وكان قادة "الحرس الثوري"، منهم اللواء باقري وسلامي وحاجي زادة وأحمديان ونجل المرشد مجتبى ومستشار المرشد رحيم صفوي وشيرازي ووحيد واللواء موسوي، وغيرهم من قادة "الحرس الثوري"، يبدون إشارات الامتثال لأوامر المرشد. ترددوا بين بعضهم الآخر أن نتنياهو سيرتجف خوفاً، وأن إسرائيل ستشهد زلزالاً أكبر من طاقتها.

أمضيت الليل أتابع شبكات التلفزيون المختلفة، وتبين لي رويداً رويداً أن أكاذيب ولي الفقيه وعساكره اصطدمت بالجدار. وفي اليوم التالي اتضح أن المضادات الجوية تصدت لصواريخ "القائد العام للقوات المسلحة" من البر والبحر. من "البحر الأحمر" و"المتوسط" وسماء سامراء وكربلاء والنجف وسماء القدس.

وكانت الأجسام المضيئة لولي الفقيه تهدف إلى القضاء على الصهاينة! لكنها سقطت تدريجاً. والصواريخ الثلاثة أو الأربعة التي دخلت سماء إسرائيل أدت إلى جرح طفلة عربية في الصحراء وأحدثت دماراً جزئياً في قاعدة النقب، مما أثار الفرح لدى نتنياهو الذي لا يحتاج بعد إلى توضيح وتبرير أعماله لدى بايدن وبلينكن والأوروبيين.

لو افترضنا أن السعودية أو مصر أطلقتا صواريخ لاستهداف بن لادن أو أيمن الظواهري في أفغانستان واجتازت هذه الصواريخ سماء إيران ماذا كان يفعل ولي الفقيه؟ هل يأمر بوقف عمل القوات المسلحة أم يأمر حاجي زادة باستهداف الصواريخ مثلما فعل وأسقط الطائرة المدنية الأوكرانية؟ ماذا يتوقع النظام الذي يطلق شعارات "الحرب" منذ تأسيسه، من جيرانه؟

لم نكن نحن فقط الذين يتذكرون ذكرى الثورة والصور التي رسمت في الأذهان عن الخطابات التي ألقيت من على سطح مدرسة "رفاه" في طهران، فالشرق الأوسط والعالم لا يتذكر بعد مجيء الخميني إلا الموت والدم والدمار والحرب.

كتبت كثيراً عن أن الغرب حاول صنع غاندي آخر من الخميني، لكنه من الليلة الرابعة بعد وصوله إلى طهران بدأ قطع الرؤوس.

في البحرين عمل النظام قبل 10 سنوات بصورة مستمرة على بعثرة الأمن في المملكة الصغيرة والمتطورة التي تشبه الحياة الاجتماعية فيها قبل "فتنة الخميني". لهذا السبب لم تقبل البحرين حتى بعد المصالحة بين السعودية وإيران إعادة فتح "وكر التجسس" الإيراني في المنامة.

ماذا أقول عن لبنان الذي قتل النظام فيه أكثر من 100 شخصية من العائلات الشيعية والمسيحيين والدروز بأمر من ولي الفقيه الأول والثاني، وكانت غالبيتهم من كبار رجال السياسة والإعلام والدين والبرلمان وقوى الجيش والشرطة؟

هذه السلسلة وصلت إلى رفيق الحريري وباقي الأحرار في لبنان مثل سمير قصير وجبران تويني والصحافيين مصطفى جحا وصديقي لقمان سليم، وكلاهما كان من الشيعة، وبيار جميل النائب في البرلمان ونجل أمين جميل الرئيس السابق والعشرات الآخرين منهم علماء كبار من الشيعة مثل مهدي عامل الذي انتقد في كتاباته نظرية ولاية الفقه. أما المتورطون بقتل هؤلاء جميعهم من عملاء نظام ولاية الفقيه و"البعث السوري" و"حزب الله" اللبناني.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بعد 35 سنة قتلوا هشام الهاشمي المفكر والصحافي العراقي الشيعي، وكان ذنبه رفضه ولاية خامنئي على العراق. طبقاً للإحصاءات شبه الرسمية، منذ سقوط صدام إلى اليوم قتل ثلاثة آلاف كاتب ورجال دولة وعسكر وقانون على يد "الحرس الثوري" وعملائه.

وكانت اليقظة لدى جهاز الأمن السعودي القوي أدت إلى إحباط العشرات من المؤامرات التي منعت ماكينة الإرهاب للنظام من إيجاد كوارث كبيرة. من هذه الإجراءات القضاء على 150 كيلوغراماً من مادة "سي 4" خلال حج عام 1986 وأحداث الحج خلال عام 1987، وقد شهدتها آنذاك عن قرب، وكذلك استهداف أبراج الخبر والظهران والمؤامرة في اليمن والمحاولة لزعزعة الاستقرار في البلد كله، نماذج من إجراءات النظام لتوجيه ضربة ضد السعودية. وكذلك تدريب العشرات من الشيعة السعوديين في قم مستخدمين أخطر أساليب الإرهاب وإنفاق ملايين الدولارات للعمل ضد الأمن والاستقرار في جزيرة العرب تثير كلها علامات استفهام حول الصداقة مع النظام. وإذا كان النظام صادقاً في المصالحة مع السعودية فلماذا لم يمنع الحوثيين من توجيه ضربات ضد الأمن في البحر الأحمر والزج باليمن الجار للسعودية في صراعات من أجل زعزعة أمنه؟

ويطلق أحد عناصر الأمن للنظام من الإذاعة والتلفزيون الحكومي تحذيرات ضد الإمارات بقوله، "تذكروا أن ضربة واحدة... ضربة واحدة ستنسف كل ما لديكم". استغربت كثيراً عندما سمعت مثل هذا الكلام من التلفزيون الحكومي.

كان خامنئي ينوي تدمير تل أبيب وحيفا (أهم مدينة عربية يقطنها غالبية مسلمة) خلال دقيقتين، لكن بدلاً من ذلك استهدفت إسرائيل نظام الدفاع الجوي "أس 300" في قاعدة بابايي (القاعدة الجوية الثامنة) في أصفهان.

الشباب في السعودية والإمارات والكويت والبحرين وعمان ولبنان ومصر يتطلعون إلى مستقبل ترافقه السعادة، لكن الشباب في وطننا يتحسرون أياماً التي لم يروها، ويبحثون عنها في ذكريات آبائهم، ويأملون في إعادة الوضع إلى ما كان عليه سابقاً.

الوقت ليس متأخراً، فإن إيران على رغم جروحها التاريخية مستعدة من أجل إحياء الماضي من أجل المستقبل. أصغيت ثلاثة أيام إلى تفسيرات وادعاءات أبواق النظام ورأيت العالم الذي يتخيله علي خامنئي والمحتسبون والعسكر في نظامه. إنهم يعدون الجميع أعداءً، وأن من حول المرشد هم الوحيدون الذين يستحقون البقاء والحياة والاستفادة من المواهب السماوية والأرضية.

القوات المسلحة التابعة لولي الفقيه تحاول بعد فشلها أمام إسرائيل أن تنتقم من النساء والفتيات من خلال عمليات القمع في الشوارع، فهل ننتظر إسرائيل كي تنقذنا؟

نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

اقرأ المزيد

المزيد من آراء