Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الخوف يغذي الطلب على الذهب في الربع الأول من 2024

"المجلس العالمي" يرصد 3 في المئة نمواً في حيازة المعدن الأصفر والبنوك المركزية والأفراد في صدارة المشترين

ارتفع الاستثمار في السبائك والعملات الذهبية 3 في المئة إلى 312 طناً في الربع الأول بدعم من ارتفاع الطلب (رويترز)

ملخص

أضافت البنوك المركزية حول العالم في 2022 و2023 نحو 290 طناً إلى احتياطاتها بزيادة واحد في المئة على أساس سنوي

شكل الغموض الجيوسياسي والاقتصادي على مستوى العالم مناخاً ملائماً وبيئة مواتية لارتفاع الطلب على الذهب المعروف تاريخياً باعتباره ملاذاً وملجأً آمن لحماية المدخرات والثروات من خطر التآكل وتدهور القيمة، وهو ما يفسر ارتفاع الطلب العالمي على المعدن الأصفر ثلاثة في المئة على أساس سنوي إلى 1238 طناً في الربع الأول من عام 2024.

الإحصاءات والأرقام التي يوردها بدقة مجلس الذهب العالمي في تقريره "اتجاهات الطلب على الذهب للربع الأول من عام 2024" تشير بما لا يدع مجالاً للشك إلى الدور الفعال الذي لعبه الذهب ولا يزال في حماية النقود، إذ سجل الربع الأول من العام مدفوعاً بالظروف والتوترات وضبابية الرؤية الاقتصادية، أقوى طلب فصلي في أي ربع أول منذ عام 2016، ويأتي كل من الاستثمار خارج البورصة والشراء المستمر من جانب البنوك المركزية وارتفاع الطلب من المشترين الآسيويين، كعوامل دافعة إلى ارتفاع أسعار الذهب في مارس (آذار) الماضي وأبريل (نيسان) الجاري، مما دفع بسعر الأونصة في الربع الأول إلى متوسط ​​قياسي عند 2070 دولاراً.

فورة شراء من البنوك المركزية

وبحسب التقرير الصادر عن "المجلس العالمي" انخفض الطلب باستبعاد التعاملات خارج البورصة خمسة في المئة إلى 1102 طن في الربع الأول مع تراجع استهلاك المجوهرات اثنين في المئة، بينما أضافت البنوك المركزية حول العالم، التي أقبلت على شراء الذهب في عامي 2022 و2023 نحو 290 طناً إلى احتياطاتها، بزيادة واحد في المئة على أساس سنوي وبزيادة 69 في المئة عن المتوسط ​​الفصلي لخمس سنوات.

ولا تزال البنوك من الأسواق الناشئة تهيمن على الذهب أيضاً، إذ أبلغت 10 بنوك مركزية عن زيادة في احتياطات الذهب (طن أو أكثر) خلال الربع الأول، وكانت جميعها نشطة خلال الأرباع الأخيرة، وشكلت البنوك المركزية في شرق ووسط آسيا غالبية صافي المشتريات في الربع الأول، إذ حافظ بنك الشعب الصيني على زخمه الأخير في الربع الأول، بإعلانه عن إضافة 27 طناً إلى احتياطاته من الذهب خلال هذا الربع، في حين زاد بنك الاحتياط الهندي احتياطاته من الذهب بمقدار 19 طناً خلال الربع الأول، وهو ما يتجاوز صافي المشتريات السنوية لعام الماضي (16 طناً)، وفي أوروبا، أعلن كل من البنك الوطني التشيكي (خمسة أطنان) والبنك الوطني البولندي (طن) عن زيادة احتياطاتهما من الذهب خلال هذه الفترة، بينما في الشرق الأوسط، أعلن مصرف قطر المركزي عن زيادة قدرها طنان في احتياطاته من الذهب، وواصل البنك المركزي التركي تجميع الذهب بنحو 30 طناً أخرى، ليصل احتياطه إلى 570 طناً.

الطلب على السبائك الصغيرة

وارتفع الاستثمار في السبائك والعملات الذهبية، وهو قطاع رئيس آخر لاستهلاك الذهب، ثلاثة في المئة إلى 312 طناً في الربع الأول بدعم من ارتفاع الطلب على سبائك الذهب الصغيرة في آسيا، وفي الصين، قفز الطلب على السبائك والعملات الذهبية 68 في المئة إلى 110 أطنان، وهو الأقوى في أكثر من سبعة أعوام.

وفي ما يتعلق بالإمدادات، ارتفع إنتاج المناجم أربعة في المئة إلى 893 طناً، وهو رقم قياسي لربع أول، ومن المتوقع أن تسجل أفريقيا وآسيا أكبر زيادات في إنتاج المناجم في الربع الأول من عام 2024، إذ ارتفع كل منهما بنسبة سبعة في المئة على أساس سنوي بسبب الكميات المرتفعة من غانا والصين على التوالي، كما من المتوقع أيضاً أن يرتفع الإنتاج في أميركا الشمالية (خمسة أطنان على أساس سنوي) وأميركا الوسطى والجنوبية (ثلاثة أطنان على أساس سنوي) بسبب ارتفاع الإنتاج من كندا والبرازيل على التوالي.

وزادت إعادة التدوير على المستوى العالمي 12 في المئة إلى 351 طناً استجابة لارتفاع أسعار الذهب، لتسجل أعلى مستوى منذ الربع الثالث من عام 2020، وأقوى حجم من إمدادات إعادة التدوير في الربع الأول منذ عام 2014، إذ عادة ما يكون الارتفاع السريع في أسعار المعدن الأصفر مصحوباً بزيادة في أحجام إعادة تدويره.

حيازات صناديق الاستثمار

وأفاد التقرير الفصلي الأخير لمجلس الذهب العالمي بانخفاض حيازات صناديق الاستثمار المتداولة من الذهب على مستوى العالم بمقدار 114 طناً، وشهدت كل من أوروبا وأميركا الشمالية تدفقات خارجية ربع سنوية، قابلتها بصورة طفيفة التدفقات الداخلة إلى المنتجات المدرجة في آسيا، وشهدت الصناديق المدرجة في الولايات المتحدة تحولاً إيجاباً في أواخر الربع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وانخفض الاستهلاك العالمي للمجوهرات بنسبة اثنين في المئة فحسب على أساس سنوي ليصل إلى 479 طناً، فيما نما تصنيعها بنسبة واحد في المئة على أساس سنوي إلى 535، مما أدى إلى زيادة المخزون بمقدار 56 طناً خلال الربع، ومن المتوقع أن يظل الطلب على المجوهرات في الصين مستقراً إلى أعلى قليلاً مقارنة بعام 2023، بفضل ارتفاع الدخل واستقرار الأسعار خلال الفترة المتبقية من عام 2024.

وسيستمر الطلب على المجوهرات الهندية في الحصول على الدعم من الاقتصاد القوي، ولكن ارتفاع أسعار الذهب، وبعض الأحداث المتعلقة بالانتخابات المحلية في الهند ومن المرجح أن يؤثر الضعف على الطلب.

طلب تكنولوجي هائل

وانتعش الطلب التكنولوجي على الذهب بنسبة 10 في المئة على أساس سنوي، إذ عززت طفرة الذكاء الاصطناعي الطلب في قطاع الإلكترونيات، فيما تذهب توقعات مجلس الذهب العالمي، إلى مواصلة الطلب خلال عام 2024، مدعوماً باستمرار عمليات شراء البنوك المركزية في الأسواق الناشئة واستثمارات الأفراد، مع ترجيح أن يؤدي الارتفاع الكبير في الأسعار في الأسابيع الأخيرة إلى زيادة في عرض إعادة التدوير وانخفاض الطلب على المجوهرات، على رغم أن الأخطار الجيوسياسية المرتفعة والدور شبه الاستثماري للمجوهرات في بعض البلدان قد يحد من التأثير.

وبينما ارتفع الطلب على الذهب في قطاع الإلكترونيات في الربع الأول على نحو ملحوظ، فإن محللي شركة "جارتنر" للأبحاث، يتوقعون نمواً قوياً لأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية التي تدعم الذكاء الاصطناعي، إلى جانب استقرار الطلب على الأجهزة التقليدية بعد ما يقارب عامين من الانخفاض.

ويعتقد معدو تقرير المجلس أن أي استقرار في سعر الذهب في الأشهر المقبلة من شأنه أن يشجع بعض المشترين الحساسين للسعر على العودة إلى السوق، إذ لا تزال هناك إمكانات صعودية في مساحة صناديق الاستثمار المتداولة للذهب، علاوة على أن التحول من الذهب إلى السندات ذات العائد الإيجابي في أوروبا يمكن أن يأخذ مساره مع اقتراب تخفيض أسعار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي.

الطلب في الصين

ويتوقع التقرير أن يظل الطلب على السبائك والعملات المعدنية قوياً محملاً الصين المسؤولية إلى حد كبير، إذ بدأت العام الحالي بأقوى ربع منذ عام 2017، ومع تحسن محافظ الأسر، والمثال الإيجابي الذي يمثله الطلب المستمر من البنوك المركزية، وضعف الأسهم المحلية، وهشاشة سوق العقارات والعملة، أصبحت الظروف مهيأة للطلب.

ويظل الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة ملحوظاً، بخاصة في أوروبا، إذ تحولت المؤسسات التي رفضت الاحتفاظ بالسندات ذات العائد السلبي إلى الذهب قبل بضع سنوات، ومع ذلك يقر مجلس الذهب العالمي، بأن الحفاظ على هذا الأمر أكثر صعوبة إذا تخفضت أسعار الفائدة.

من دون أدنى شك، يحمل تقرير مجلس الذهب العالمي بين طياته كثير من المؤشرات الدالة على سلوك المشترين وما سيؤول إليه مستقبل المعدن النفيس خلال الفترة المقبلة، بفعل استمرار العوامل ذاتها، في عالم متشظٍّ يشوبه الانقسام والتوتر والحروب ومخاوف من صراعات تجارية تلوح في الأفق.

اقرأ المزيد