ملخص
واجهت الإمارة الخليجية حالة مطرية نادرة لم تشهدها منذ 75 عاماً
تواجه الإمارات العربية المتحدة التي تخشى تكرار مأساة الحال المطرية النادرة التي لم يمض عليها أسبوعين، أزمة جديدة بعد أن شلت الأمطار فجر اليوم الطرق وحركة الطيران بشكل جزئي.
وتسبب الأمطار الغزيرة بإغلاق المدارس والمؤسسات الحكومية وعدد كبير من الأعمال، في حين شهدت حركة الطيران في مطار دبي اضطرابات.
وكانت عاصفة رعدية مصحوبة برياح عاتية ضربت أجزاء متفرقة من البلاد، مع تسجيل هطول ما يصل إلى 50 ميليمتراً من الأمطار في بعض المناطق قبل الثامنة صباحاً، وفق المركز الوطني للأرصاد.
وجرى تطبيق نظام التعليم عن بعد في المدارس الحكومية والخاصة في معظم أنحاء الإمارات، وكذلك العمل عن بعد في المؤسسات الحكومية، وفق ما أفادت وكالة أنباء الإمارات (وام)، كما أغلقت كثير من الشركات أبوابها بعد أن نصحت السلطات القطاع الخاص بالعمل عن بعد.
وأعلنت شركة "مطارات دبي" أنه وبسبب الظروف الجوية فقد تم تحويل مسار خمس رحلات وإلغاء 13 أخرى في مطار دبي الدولي، ونصحت الشركة المشغلة للمطار الأكثر ازدحاماً في العالم من حيث المسافرين الدوليين، المغادرين بـ "تخصيص وقت كاف للوصول إلى المطار بسبب الازدحام على الطرق، واستخدام المترو للوصول إلى المطار.
ولفتت شركة "طيران الإمارات"، وهي ضمن الخطوط الجوية الأكبر في الشرق الأوسط، وشركة "فلاي دبي" الإماراتية المنخفضة الكلفة، في بيانين منفصلين اليوم الخميس إلى بعض التأخير مع إعادة جدولة بعض الرحلات.
وشاهد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية تجمعات لمياه الأمطار على طرق عدة في دبي، لكن من دون أن يتسبب ذلك في عرقلة حركة السير.
وكانت الحركة خفيفة جداً في شارع الشيخ زايد، الطريق السريع المؤلف من ستة خطوط والذي يشهد ازدحاماً بشكل يومي، وعملت صهاريج على سحب المياه المتجمعة في مناطق عدة، إذ غالباً ما تعجز مجاري الصرف الصحي في دبي عن استيعاب كميات كبيرة من الأمطار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي عُمان لقي 21 شخصاً حتفهم إضافة إلى أربعة آخرين الإمارات، خلفه "منخفض الهدير" الذي شل الحياة في البلدين منتصف الشهر الماضي.
لا علاقة للاستمطار
من جهته نفى لـ "اندبندنت عربية" نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ السعودية عبدالله المسند ما تردد من أن للطائرات الاستمطارية علاقة في ما شهدته الدولتان الخليجيتان، وقال "لا توجد أية علاقة لما حدث بتقنية الاستمطار، إذ إن الحال مهولة وكبيرة وتاريخية واستثنائية وواسعة جغرافياً وممتدة زمانياً"، مضيفاً أن "تقنية الاستمطار أقل وأضعف من أن تحدث مثل هذه المظاهر الجوية".
وفي ما يتعلق بالأمطار التي هطلت على الإمارات، وهي أسوأ عاصفة مطرية تشهدها منذ أعوام، يقول المسند إنه "بالعودة للسجلات المناخية لكميات الأمطار التي هطلت بواقع 254 مليمتراً، يتضح أنه رقم لم يسجل منذ 75 عاماً مضت".
والرقم المخيف يمثل كمية الأمطار التي تستقبلها مدينة العين خلال خمسة أعوام، وهي أمطار استوائية من النادر حدوثها، وبخاصة في فصل الربيع وفي أبريل (نيسان) تحديداً.
ودعا المسند المتخصصين في الدول العربية شحيحة الأمطار مثل السعودية والكويت ومصر والأردن وعُمان إلى التنبه للبنية التحتية والأخذ بما حدث كمعيار لمواجهة الفيضانات التي قد تحدث بسبب ظروف الاحترار العالمي والتغير المناخي.
ارتباط بالتغير المناخي
وفي منتصف أبريل الماضي هطلت أمطار غزيرة بكميات لم تشهدها الإمارات منذ 75 عاماً أدت إلى تشكل سيول في الطرقات ودخول الماء إلى المنازل في أنحاء البلاد كافة، مما تسبب بشلل على مدى أيام وانقطاع طرق كثيرة، وهو ما حال دون وصول موظفين كثر إلى عملهم وتوقف خدمات التوصيل المنزلي والمترو وسيارات الأجرة وخلو رفوف المتاجر نتيجة تعذر عمليات التسلي..
وأعلنت شبكة إسناد الطقس في العالم، وهي مجموعة دولية من العلماء تبحث في ارتباط تغير المناخ بالظواهر الجوية المتطرفة، أن الاحترار المناخي الناجم عن انبعاثات الوقود الأحفوري كان على الأرجح وراء الهطول القياسي للأمطار التي ضربت الإمارات وعُمان الشهر الماضي، واضطر مطار إمارة دبي، أحد أكثر المطارات ازدحاماً في العالم، إلى إلغاء أكثر من 2000 رحلة جوية، ولم يعد إلى نشاطه الطبيعي إلا بعد أسبوع من العاصفة، فيما أعلن رئيس وزراء الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الأربعاء أن "الحكومة خصصت ملياري درهم (544 مليون دولار) لمعالجة الأضرار التي لحقت ببيوت المواطنين جراء الأمطار غير المسبوقة".