يهدد عدد المقاعد المتقارب الذي ناله كل من حزب "الليكود" والتحالف الوسطي "أزرق أبيض" في الانتخابات التشريعية في إسرائيل، وفق نتائج شبه نهائية، بالإطاحة ببنيامين نتنياهو من موقع رئاسة الحكومة الذي يشغله منذ 13 سنة.
فردّاً على دعوة توجّه بها نتنياهو إلى منافسه الرئيسي بيني غانتس لتشكيل حكومة وحدة وطنية، نظراً إلى عدم تمكن أي منهما تشكيل ائتلاف حكومي منفرداً، أعلن الأخير رغبته في أن يكون هو رئيس الحكومة. وقال غانتس للصحافيين قبل اجتماع مع كوادر حزبه، "الإسرائيليون يريدون حكومة وحدة... أريد أن أشكل هذه الحكومة على أن أتولى رئاستها".
واعتبر رئيس "أزرق أبيض" أن تحالفه لديه غالبية المقاعد ويجب أن يترأس الحكومة المقبلة، قائلاً إن "الشعب صوّت بوضوح لصالح الوحدة". وأضاف "حتى الآن، حصل أزرق أبيض على 33 مقعداً بينما لم يحصل نتنياهو على الغالبية الكافية لتشكيل الائتلاف كما كان يأمل". وتابع "سوف نستمع إلى الجميع لكننا لن نقبل فرض الإملاءات علينا". ودعا غانتس مراراً خلال حملته إلى تشكيل حكومة وحدة.
وكان نتنياهو قال في رسالة مصوّرة نُشرت الخميس "دعوت خلال الانتخابات إلى تشكيل حكومة يمينية... لكن لسوء الحظ، أظهرت نتائج الانتخابات أن ذلك غير ممكن". وأضاف "دعوت غانتس اليوم إلى تشكيل "حكومة وحدة واسعة"، مؤكداً أنه بذلك "لن يكون على الناس الاختيار بين الكتلتين".
التناوب على رئاسة الوزراء
كما لمّح رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى إمكان التناوب على رئاسة الوزراء مع منافسه غانتس. وأشار خلال مراسم إحياء ذكرى رئيس الوزراء السابق شمعون بيريس إلى أن الزعيم اليساري الراحل شكل ائتلافاً مع إسحق شامير، الذي كان من التيار المحافظ، تناوبا فيه على رئاسة الوزراء بين العامين 1984 و1988. وقال في كلمةٍ ألقاها بحضور غانتس "عندما لم يتحقق فوز واضح في انتخابات الكنيست، اختار شمعون الوحدة الوطنية واتفق مع إسحق شامير على التعاون للوصول بإسرائيل إلى بر الأمان". وأضاف "في هذه الانتخابات أيضاً، لم يتحقق فوز واضح. وإنني أدعوك يا بيني... فلنعمل معاً للوصول بدولة إسرائيل إلى بر الأمان مرة أخرى".
غالبية الـ 61 نائباً
الرئيس الإسرائيلي ريئوفين ريفلين رحّب بدوره بدعوة نتنياهو إلى تشكيل حكومة وحدة، وقال في كلمته أثناء الاحتفال "أهنئك سيدي رئيس الوزراء على الخروج بهذه الدعوة. هذه دعوة مهمة"، علماً أن ريفلين مكلّف بالموافقة على الحكومة التي ستسفر عن الانتخابات التي أجريت الثلاثاء الماضي.
وكان نتنياهو فشل في تشكيل حكومة بعد انتخابات أبريل (نيسان) الماضي، حين لم يتمكّن أيضاً من تحقيق غالبية كافية. وبعد فرز أكثر من 90 في المئة من أصوات الانتخابات الأخيرة، قالت وسائل إعلام إن حزب الليكود حصل على 31 مقعداً و"أزرق أبيض" على 32 مقعداً من أصل 120. وإلى جانب نتائج الحزبين، ستكون تلك التي سيسجلها حلفاؤهم المحتملون حاسمة، لأن الأمر يتعلق بتمكّن أحد المعسكرين من إبرام تحالفات توصله إلى غالبية الـ 61 نائباً للتمكن من تشكيل الحكومة.
عرب إسرائيل ساهموا في تقويض نفوذ نتنياهو
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفيما حذّر نتنياهو الثلاثاء من التحالف مع الأحزاب العربية التي "تمجّد الإرهابيين المتعطشين للدماء"، أظهرت النتائج شبه النهائية للانتخابات أن أصوات عرب إسرائيل ساهمت في تقويض نفوذه.
فبعدما شاركت الأحزاب العربية في انتخابات أبريل عبر قائمتين، وهو انقسام أفضى إلى نسبة تصويت لم تزد على 49 في المئة وأثمرت 10 مقاعد نيابية فقط من أصل 120، نجحت القائمة الواحدة المشتركة لهذه الأحزاب بجعلها ثالث أكبر قوة سياسية في البرلمان الإسرائيلي مع 13 مقعداً.
ويحق لنحو 960 ألف نسمة من العرب، الذين بقوا في أرضهم بعد قيام إسرائيل عام 1948، التصويت في الانتخابات، ويشكّلون 20 في المئة من مجموع سكان البلاد البالغ عددهم 9 ملايين نسمة.
يقول عيسى، أحد موظفي بلدية كفر قاسم العربية الإسرائيلية، "حتى ساعات الظهر لم أكن أرغب في الذهاب إلى التصويت، لكني قررت وذهبت في النهاية". وأوضح أنه لم يعد يؤمن بوعود النواب العرب لأنهم "لم يفعلوا لنا شيئاً"، لكنه أدلى بصوته الثلاثاء فقط "لإسقاط بنيامين نتنياهو"، الذي تضاعفت خلال حكمه معاناة عرب إسرائيل من التمييز والعنصرية.
وفي هذا السياق، يعتقد الناشط السياسي فادي الزعبي أن أصوات عرب إسرائيل ستخدم مصالحهم "من أجل مزيد من المساواة وإلغاء قانون القومية" الذي أقرته إسرائيل العام الماضي، والذي ينص على أن إسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي.
وفي حديث لوكالة الصحافة الفرنسية، قال الزعبي الذي عمل بجهد لحثّ الناس على الاقتراع "تصويتنا جعلنا نشعر بأننا في وطننا أينما كنا في البلاد... هذه هي المرة الوحيدة التي أشعر فيها بأن لصوتي قيمة تساوي قيمة صوت اليهودي الإسرائيلي، وهذا يحدث فقط في الانتخابات".