تعرض بوريس جونسون لمواجهة من قبل والد غاضب بسبب تخفيض نفقات هيئة خدمات الصحة الوطنية في بريطانيا خلال زيارته أحد المشافي.
قال عمر سالم، الذي كانت ابنته الرضيعة تتلقى العلاج في مشفى جامعة ويبس كروس في شرق لندن، لرئيس الوزراء: "لقد دُمّرت هيئة خدمات الصحة الوطنية ... وتأتي أنت هنا لاستغلال الفرصة أمام الصحافة."
وفي تلاسن محتدم استمر لمدة دقيقتين، ادعى الأب أن "الهيئة الصحية تتعرض للتدمير لسنوات وسنوات"، وقال للسيد جونسون إنه أمر "غير مقبول".
وأضاف سالم، وهو ناشط في حزب العمال: "لا يوجد عدد كاف من العاملين في هذه الجناح، عدد الأطباء الموجودين هنا غير كاف، عدد الممرضات لا يفِ بالغرض، ولا يخضع الجناح للتنظيم المطلوب."
قال السيد جونسون "لا وجود للصحافة هنا" لكن الأب أشار إلى الكاميرات التي تصور المواجهة وقال: "ماذا تعني أنه لا توجد صحافة هنا، من هم هؤلاء الناس؟"
أوضح رئيس الوزراء أنه "موجود في المشفى للاطلاع" على الوضع، لكن السيد سالم قال: "لقد فات الأوان أليس كذلك؟ بعد مرور سنوات وسنوات على تدمير هيئة خدمات الصحة."
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبعد تسرب مقاطع فيديو تصور المواجهة، قام السيد سالم بالتغريد على تويتر: "كان لدى بوريس جونسون الجرأة كي يأتي إلى مشفى ويبس كروس للحصول على فرصة أمام الصحافة في جناح الأطفال الذي توجد فيه ابنتي البالغة من العمر 7 أيام، بعد دخولها قسم الطوارئ أمس في حالة مرضية خطيرة ... كان فريق الإسعاف رائعاً، لكنها أمضت ساعات في الجناح دون أن يراها طبيب... كان بوريس جونسون نائباً في البرلمان، وعمدة للندن، ووزيراً في الحكومة، والآن هو رئيس للوزراء في الوقت الذي كانت تتعرض فيه هيئة الخدمات الصحية للإهمال، تماماً كما حدث مع ابنتي الليلة الماضية."
وتابع السيد سالم: "بدلاً من السيلان المالي لاستغلال الفرصة أمام الصحافة، ينبغي عليه مواصلة تقديم الدعم المناسب لهيئة خدمات الصحة حتى يحصل المرضى على الرعاية التي يستحقونها، ويكون هناك عدد كاف من الموظفين الذين يتمتعون بظروف عمل جيدة، ويتمكن الآباء القلقون مثلي من الحصول على شيء من راحة البال."
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء إنه من المفهوم أن الرجل كان في حالة "انزعاج شديدة" وأن رئيس الوزراء "لن يختبئ من تلك الحالات عندما يقوم بزيارات من هذا القبيل، ومن الواضح أنه حريص على التحدث مع الناس والتعاطف معهم والنظر فيما يمكنه فعله للمساعدة."
وأضاف المتحدث: "إن [الموقف] تذكير أيضاً بالسبب المحدد الذي يجعل [رئيس الوزراء] حريصاً جداً على إعطاء الأولوية لهيئة خدمات الصحة الوطنية والتأكد من أنها تحصل على التمويل الذي تتطلبه".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جهته اعتذر آلان غورني، الرئيس التنفيذي لمشفى ويبس كروس، عن الرعاية المقدمة لابنة السيد سالم البالغة من العمر سبعة أيام.
وقال: "نحن نراجع باستمرار أعداد الموظفين في أجنحة مشفانا لضمان سلامة مرضانا في الأوقات كافة، لكن في بعض الأحيان - كما حدث في هذا الجناح الليلة الماضية - قد تؤدي حالة طوارئ غير متوقعة في أحد أجزاء المشفى إلى حدوث ضغط مؤقت في جزء آخر."
بدوره اتهم وزير الصحة في حكومة الظل جوناثان آشورث رئيس الوزراء بأن يرفض أن يكون صادقاً مع الناس.
وقال "بإمكانه إصدار أكبر عدد من الإعلانات الطنانة حول هيئة خدمات الصحة كما يحلو له، ولكنه لا يستطيع أن يختبئ من الحقيقة أو من المرضى ... لقد أغرق حزبُ المحافظين الخدمة الصحية في أزمة من خلال سنوات من التخفيضات والخصخصة، ولا يمكن لرئيس الوزراء أن يتهرب من النتائج المترتبة على ذلك بالنسبة لرعاية المرضى... لا يمكنك الوثوق بالمحافظين لأنهم، كما يعترف كبير مستشاري جونسون، لا يهتمون بالخدمات الصحية الوطنية الخاصة بنا."
يأتي ذلك بعد سلسلة من المواجهات العامة المحرجة لرئيس الوزراء، أثناء مواصلته القيام بمجموعة من الزيارات الانتخابية غير الرسمية في جميع أنحاء البلاد.
يذكر أن امرأة تعرّضت للسيد جونسون على مسار للمشاة في دونكاستر، التي قالت إنه لديه "الصفاقة" ليزور البلدة بعد التأثير الذي ألحقه بها التقشف، واتهمته بأنه يروج "قصة خيالية" حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".
بعد ساعات من ذلك، قام شخص غاضب بمقاطعة كلمة رئيس الوزراء في روثرهام، وطالب بمعرفة سبب عدم وجود جونسون في البرلمان "لحل الفوضى."
ومع ذلك، ارتفعت معدلات تأييد رئيس الوزراء إلى -16 من -20 عندما تم تعيينه في منصبه، وفقاً لموقع يوغوف لاستطلاعات الرأي. بينما وصلت نسبة القبول الإجمالية التي يتمتع بها جيرمي كوربين إلى -49.
© The Independent