ملخص
يرى وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون أنه "إذا كانت حرب بوتين غير القانونية ضد أوكرانيا تعلمنا شيئاً، فهو أن القيام بأقل مما ينبغي وفي وقت متأخر للغاية لن يؤدّي إلا إلى تحريض المعتدي".
قال مصدر في قطاع الدفاع الأوكراني لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم الخميس إن أوكرانيا قصفت بمسيرة مصفاة نفط روسية في جمهورية باشكورتوستان على مسافة قياسية تبلغ نحو 1200 كيلومتر من حدودها.
وأضاف أن "مسيرة بعيدة المدى توجهت إلى جمهورية باشكورتوستان، إذ ضربت مصفاة نفط نفتخيم سالافات (التابعة للعملاق الروسي) غازبروم"، الواقعة في بلدة سالافات.
ووفق المصدر ذاته، فقد حطمت المسيرة "رقماً قياسياً" بالتحليق مسافة 1500 كيلومتر لتضرب هذه المصفاة التي تعد إحدى كبرى المصافي في روسيا.
وتقع سالافات التي يبلغ عدد سكانها 150 ألف نسمة على بعد 1200 كيلومتر تقريباً من الحدود الأوكرانية.
وأكد رئيس باشكورتوستان راضي خبيروف على "تيليغرام" أن هجوماً بطائرة من دون طيار ضرب منطقة سالافات الصناعية نحو الساعة 13.00 بالتوقيت المحلي (8.00 بتوقيت غرينتش)، الأمر الذي تسبب في ظهور "دخان" في جزء من المصفاة التي "تعمل بصورة طبيعية"، على حد تعبيره.
وقال "هذه محاولة لإفساد احتفالنا"، في إشارة إلى إحياء ذكرى النصر على ألمانيا النازية في روسيا في التاسع من مايو (أيار).
من جهتها، أكدت وزارة الطوارئ المحلية عبر تطبيق "تيليغرام"، أن الهجوم لم يسفر عن وقوع إصابات أو نشوب حريق، مشيرة إلى تدخل نحو 30 من عناصر الإنقاذ على الفور.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكثفت أوكرانيا التي تواجه حرباً من روسيا منذ أكثر من عامين ضرباتها على مواقع الجيش والطاقة الروسية منذ بداية العام، وأحياناً بعيداً من حدودها.
ووفق تقارير إعلامية، فقد انتقدت واشنطن هذه الهجمات التي تشنها كييف على منشآت طاقة في روسيا مطالبة بوضع حد لها.
وكانت إدارة الأزمات في منطقة كراسنودار الروسية، في وقت سابق اليوم الخميس، قالت إن هجوماً بطائرات مسيرة أطلقتها أوكرانيا أدى إلى نشوب حريق وتضرر عدة صهاريج نفط في مصفاة بالمنطقة. وأضافت الإدارة الروسية عبر تطبيق "تيليغرام" للرسائل، أنه تم تدمير نحو ست طائرات مسيرة، لكن الحطام سقط على المصفاة القريبة من قرية يوروفكا، مما أدى إلى اشتعال النيران. وقالت الإدارة، إن "عدة صهاريج تضررت".
كذلك قال فياتشيسلاف جلادكوف حاكم منطقة بيلغورود الروسية الخميس إن هجوماً جوياً أوكرانياً على المنطقة تسبب في إصابة ثمانية أشخاص وألحق أضراراً بعشرات المباني السكنية والسيارات.
وأضاف عبر تطبيق تليغرام للتراسل أن من بين المصابين فتاة تبلغ من العمر 11 سنة نُقلت إلى المستشفى.
في المقابل، قالت القوات الجوية الأوكرانية الخميس إن أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية أسقطت 17 من أصل 20 طائرة مسيرة هجومية أطلقتها روسيا لاستهداف الأراضي الأوكرانية. وأضافت على تليغرام أنها أسقطت الطائرات المسيرة فوق منطقة أوديسا بجنوب أوكرانيا.
وأعلنت أوكرانيا الخميس أيضاً، مقتل شخصين في قصف روسي على مدينة نيكوبول في جنوب البلاد، التي تتعرض بانتظام لهجمات من القوات الروسية المتمركزة على الضفة المقابلة من نهر دنيبرو الذي تحول إلى خط جبهة منذ أواخر عام 2022.
وقال حاكم المنطقة سيرغي ليساك إن "مدفعية العدو أودت بحياة رجل يبلغ 62 سنة وامرأة عمرها 65 سنة".
ونشر صوراً لمنزل وقد اشتعلت النيران في سقفه بالإضافة إلى تضرر مبانٍ عدة.
بريطانيا و"الأطلسي"
من جهة أخرى، يُلقي وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، الخميس، خطاباً يدعو فيه أعضاء حلف شمال الأطلسي إلى تخصيص 2.5 في المئة من إجمالي ناتجهم المحلي للإنفاق العسكري لمواجهة التحديات المختلفة في سائر أنحاء العالم.
وفي الخطاب الذي نشرت وزارة الخارجية مقتطفات منه ليل الأربعاء ووصفته بـ"المهم"، سيحضّ كاميرون حلفاء بلاده على أن يحذوا حذو بلاده ويزيدوا إنفاقهم العسكري.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أعلن، في أبريل (نيسان) الماضي، زيادة الإنفاق العسكري للمملكة من 2.3 في المئة إلى 2.5 في المئة بحلول عام 2030.
وفي خطابه سيقول كاميرون "نحن في معركة إرادات. نحن وحلفاؤنا وشركاؤنا في جميع أنحاء العالم، يجب أن نثبت أن خصومنا على خطأ".
وسيقول أيضاً، إنه خلال قمة حلف شمال الأطلسي المقبلة المقرّر عقدها في واشنطن في يوليو (تموز) المقبل، "يجب أن يسير جميع الحلفاء على الطريق الصحيح للوفاء بوعدهم الذي قطعوه في عام 2014 بإنفاق 2 في المئة" من ناتجهم المحلّي الإجمالي على الدفاع.
وسيشدد الوزير البريطاني في خطابه على أنه "بعد ذلك، يتعيّن علينا تحديد نسبة 2.5 في المئة كنقطة مرجعية جديدة لجميع حلفاء الناتو الجدد"، مشدداً على أهمية التعاون والابتكار. وبالنسبة إلى كاميرون "فإذا كانت حرب بوتين غير القانونية ضد أوكرانيا تعلمنا شيئاً، فهو أن القيام بأقل مما ينبغي وفي وقت متأخر للغاية لن يؤدي إلا إلى تحريض المعتدي".
سيول وموسكو
من ناحية ثانية، تعهد رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، الخميس، إقامة "علاقة جيدة" مع روسيا والحفاظ في الوقت نفسه على "صلات وثيقة" مع كييف، مستبعداً في الوقت نفسه إمداد أوكرانيا بأسلحة فتاكة.
وقال يون خلال مؤتمر صحافي، إن سيول "ستبذل قصارى جهدها لمواصلة التعاون الاقتصادي" مع موسكو رغم قربها من كييف.
وشدد الرئيس الكوري الجنوبي على "الموقف الثابت" لبلاده والمتمثل بعدم تزويد أي دولة تخوض حرباً بأي أسلحة فتاكة.