Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مساعي هاري كين للألقاب تنتهي بمستوى كارثي في بايرن ميونيخ

لم يكن بإمكان المهاجم الإنجليزي إلا أن يشاهد من مقاعد البدلاء بينما حقق ريال مدريد عودة مذهلة وحكم على بايرن ميونيخ بأول موسم صفري منذ 2012

هاري كين مهاجم المنتخب الإنجليزي لكرة القدم ونادي بايرن ميونيخ الألماني (أ ف ب)

ملخص

كين الذي رحل عن توتنهام إلى بايرن ميونيخ أملاً في التتويج بالألقاب خرج مع فريقه بموسم صفري غائب منذ سنوات

بعض النكات تكتب نفسها بنفسها، انتقل هاري كين إلى بايرن ميونيخ ليفوز بأول لقب له في مسيرته، لكن بايرن ميونيخ خرج بأول موسم صفري من دون ألقاب منذ 12 عاماً، ولعله دليل دامغ على اللعنة، أنه بعد مغادرة توتنهام من دون إنهاء انتظار النادي الطويل للألقاب، تسبب وصول كين إلى ألمانيا فجأة في تعطل آلة الفوز باللقب.

هذا بالطبع ليس عادلاً أو صحيحاً، لكن في حين أن موسم كين الأول في بايرن انتهى بمجموعة من الجوائز الفردية وسجل شخصي جديد لأكبر عدد من الأهداف في موسم واحد، فإن الانتظار للحصول على أول بطولة كبرى له منذ 30 عاماً سيستمر.

ربما لم يكن الأمر وارداً في الصيف الماضي، لكن خزانة الألقاب لا تزال فارغة بعد أن وضع ريال مدريد حداً لآمال بايرن في دوري أبطال أوروبا في نصف النهائي.

"موسم فاشل إذاً؟" سئل كين عن احتمال قضاء عام بلا ألقاب قبل مواجهة أرسنال في ربع النهائي الأوروبي، وكان رده واضحاً، إذ أجاب "بالطبع لا، نحن نتوقع الفوز".

ولكن للمرة الأولى منذ موسم (2011 - 2012) لم يفعل بايرن ذلك. فاجأ ريال مدريد الفريق الألماني بعودته المتأخرة في استاد "سانتياغو برنابيو"، وسيكون الأمر صعباً خصوصاً على كين، وبعد خروج قائد منتخب إنجلترا من قبل المدرب توماس توخيل بينما كان بايرن متقدماً في النتيجة، كان كين على بعد دقائق من نهائي ملعب "ويمبلي"، لكنه لم يتمكن إلا من مشاهدة خوسيلو وهو يدخل كبديل ليرسل ريال مدريد إلى النهائي بثنائية دراماتيكية.

وكان دوري أبطال أوروبا هو الفرصة الأخيرة لبايرن لرفع الألقاب، إذ كانت قبضتهم الراسخة على الدوري الألماني قد أفلتت بالفعل، إذ أنهى باير ليفركوزن سلسلة بايرن غير المسبوقة التي حققت 11 لقباً متتالياً في الدوري قبل خمس مباريات من نهاية الموسم.

ولم يعد بايرن ينافس على لقب كأس ألمانيا فقد أدت الهزيمة أمام ساربروكن المتواضع، في واحدة من كبرى الصدمات في تاريخ كأس ألمانيا، إلى ذلك في نوفمبر (تشرين الثاني)، ومع بقاء خمسة أسابيع متبقية، لم يبق لدى بايرن ما يقاتل من أجله في بلاده سوى سمعته.

ومع ذلك، وبعد بضعة أشهر متواضعة، لا يوجد سوى قليل من ذلك في "بافاريا" الآن.

في العصر الحديث لكرة القدم الأوروبية، إذ تتركز الثروة في جميع أنحاء القارة بين مجموعة من أندية النخبة، كان بايرن يعتبر أكبر من أن يفشل.

إن تاريخ أبطال أوروبا ست مرات والمزايا الاقتصادية التي يتمتعون بها على حساب بقية أندية ألمانيا ضمنت أن الألقاب كانت مجرد إجراء شكلي، إذ يمكن حتى أن تنتهي سنة فاشلة بلقب آخر في الدوري الألماني لـ"أف سي هوليوود".

على رغم كل مشكلاتهم داخل وخارج الملعب في عام 2024، يمكن القول إن بايرن كان أسوأ قبل 12 شهراً، لكنه فاز بالدوري عندما اختنق بوروسيا دورتموند في اليوم الأخير، وقد لخص ذلك شعور بايرن بحتمية التتويج.

بالنسبة إلى كين، تعتبر نهاية سيطرة ناديه الجديد بمثابة تطور قاس في عام شهد تعزيز قائد منتخب إنجلترا مكانته كواحد من أفضل المهاجمين في العالم، واستمتع كين بفترة أولى استثنائية، إذ سجل 44 هدفاً في 45 مباراة مع بايرن في جميع المسابقات، وهو أفضل رقم شخصي له.

أهدافه الـ36 في الدوري الألماني هي بالفعل رقم قياسي للموسم الأول في ألمانيا، وبحلول نهاية شهر مايو (أيار)، من المرجح أن يكون روبرت ليفاندوفسكي وغيرد مولر فقط -الهدافان الأكثر تسجيلاً للأهداف في تاريخ كرة القدم الألمانية - قد سجلا أهدافاً أكثر منه في عام واحد، وبغض النظر عن التكريم، فإنها لا تزال واحدة من أعظم المواسم التي حققها لاعب إنجليزي في الخارج، وهو عائد تهديفي غير مسبوق للعام الأول في القارة.

لكن كين سجل أيضاً أهدافاً بأرقام قياسية في توتنهام، وكانت الرغبة في الفوز بالبطولات، والقبول التدرجي بأن ذلك لن يحدث مع توتنهام، هو ما دفعه إلى التفكير في مغادرة نادي طفولته، وكان بايرن هو المكان الذي ظن أنه الأمثل حيث ينظر إلى البطولات فيه على أنها شبه مضمونة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع ذلك، جاء موسم كين الأول مع تراجع بايرن عن مركزه المهيمن، وسط اتجاه أوسع من التراجع الذي أدى إلى تراجع كبير في ملعب "أليانز أرينا".

ربما كان هناك تحذير عندما اتخذ بايرن قراراً بإقالة حارس المرمى السابق والرئيس التنفيذي أوليفر كان والمدير الرياضي حسن صالح حميديتش بعد أيام فقط من فوزه بلقب الدوري الألماني بفارق الأهداف في مايو الماضي، وقد أدى التعاقد مع نجم مثل كين مقابل مبلغ قياسي للنادي قدره 100 مليون يورو (107.77 مليون دولار) إلى استرضاء الدعم الساخط لفترة وجيزة، لكنه وضع أيضاً مزيداً من الضغط على المدرب توخيل عندما واجه بايرن قوة صاعدة في مكان آخر.

وينبغي القول إن النجاح المذهل الذي حققه المدرب تشابي ألونسو وفريقه باير ليفركوزن لعب دوراً أكثر أهمية في تراجع بايرن.

بعد فوزه بأول لقب في الدوري الألماني في تاريخ النادي الممتد لـ120 عاماً، يسير ليفركوزن على الطريق الصحيح لمواصلة الموسم بأكمله من دون هزيمة، وهو إنجاز لم يحققه حتى بايرن في تاريخ كرة القدم الألمانية.

حتى أفضل فرق بايرن ربما عانت من أجل مواكبة حصيلة ليفركوزن من النقاط، وكانت الهزيمة الزلزالية أمام فريق ألونسو في فبراير (شباط) الماضي رمزاً للتحول، فقد كان ليفركوزن متحداً تحت قيادة ألونسو ورؤيته التكتيكية بينما كان فريق توخيل في حالة اضطراب، وكان كين بالكاد يعاني وسط تراجع فريقه وسقوطه بنتيجة (0 - 3).

وسيكون لدى كين مدير فني جديد للعمل معه بعد الصيف المقبل، ولا فائدة من استمرار توخيل في فترته المشؤومة حتى نهاية الموسم. قد يكون هناك مزيد من التغييرات، إذ يمثل توماس مولر ومانويل نوير جوهر الفريق الذي كان مهيمناً في السابق اللذين تجاوزا أفضل ما لديهما.

جمال موسيالا وألفونسو ديفيس وجوشوا كيميتش سيجذبون اهتمام أندية أخرى وقد يفضلون خيار الرحيل عن بايرن ميونيخ.

ويجب على بايرن المصاب بالكدمات الآن إعادة البناء بينما يمكن أن يتعزز ليفركوزن، مع التزام ألونسو البقاء في النادي أثناء عودته إلى دوري أبطال أوروبا، ولمرة واحدة سيكون بايرن هو المنافس في سباق اللقب العام المقبل.

المفارقة هي أنه بعد قضاء 4369 يوماً في توتنهام من دون الفوز بأي لقب، أتيحت لكين الفرصة لرفع الألقاب في يومه الأول مع بايرن، لكن اللمسة الأولى لكين كلاعب في بايرن جاءت عندما خسر الفريق بالفعل بنتيجة (0 - 3) أمام لايبزيغ في نهائي كأس السوبر الألماني الافتتاحي للموسم.

وربما لم يكن لذلك أهمية كبيرة، لكنه كان بمثابة إشارة إلى بداية الموسم إذ كانت هزائم بايرن نادرة ولكنها كارثية عندما وصلوا أمام ساربروكن من الدرجة الثالثة، وخسروا بنتيجة (1 - 5) أمام فرانكفورت، وبثلاثية من ليفركوزن، وتعثروا ضد بوخوم المتعثر وهايدنهايم الصاعد حديثاً في أبريل (نيسان) حين تنازلوا عن مكانتهم كأبطال لألمانيا.

تنتهي كل العصور في نهاية المطاف، لكن طريقة استسلام بايرن جلبت العار للنادي الفخور، وربما أنقذ كين وعودته التهديفية بايرن من مزيد من الإحراج.

وكان خروج موسيالا الذي يمتلك 13 هدفاً في الموسم الحالي، وليروي ساني الذي سجل 10 أهداف، من أرض الملعب في "برنابيو" أمراً لا يمكن تفسيره، إذ إنهما فقط - بخلاف كين - العضوان الوحيدان في تشكيلة بايرن اللذين حققا 10 أهداف أو أكثر في جميع المسابقات هذا الموسم.

الفوز بالإجماع بجائزة أفضل لاعب في النادي والحصول على الحذاء الذهبي في الدوري الألماني لن يكون عزاءً لكين عندما يفكر في النتيجة غير المتوقعة لموسم بايرن، أو توازن القوى الجديد في كرة القدم الألمانية.

وما لم يقد قائد منتخب إنجلترا بلاده إلى المجد في بطولة أوروبا "يورو 2024" في ألمانيا هذا الصيف، فليس هناك الآن ضمان بأن الجفاف الذي يعانيه كين سينتهي في العام المقبل أيضاً.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة