ملخص
ليس للملا هبة الله أخوند زادة أية تجارب عسكرية أو سياسية قبل تعيينه قائداً لـ"طالبان"، إذ تقتصر تجاربه على الشؤون الدينية، وكان لمقتل نجله عبدالرحمن خالد في هجوم انتحاري تأثير جعله يتمتع بمكانة خاصة بين المجموعات الانتحارية في حركة "طالبان"
قال زعيم "طالبان" هبة الله أخوند زادة إن وزراء حكومته يطيعونه، لذلك هو راضٍ عنهم، وكانت حركة "طالبان" في أفغانستان أعلنت أن الملا هبة الله أخوند زادة شارك الإثنين السادس من مايو (أيار) الجاري في مؤتمر لتنسيق وتنظيم "الشؤون الدينية للمجتمع" الذي نظمته وزارة التعليم العالي، ولم تنشر "طالبان" مثلما كان في السابق أي صورة أو لقطات فيديو من الملا هبة الله أخوند زادة خلال الفعالية المذكورة.
وجاء في الرسالة المنسوبة لقائد "طالبان"، "أنا راضٍ عن وزرائي. إنهم أفراد جيدون، ويطيعونني دائماً، أدعوكم إلى طاعتهم ومساعدتهم واحترامهم لأن الطاعة ليست للأمير فحسب، بل تشمل جميع الأمراء".
وطلب قائد "طالبان" من علماء الدين الامتثال لأوامر "الإمارة الإسلامية" والعمل من أجل التمهيد لتنفيذها.
ويعمل قائد "طالبان" على تبني رواية متطرفة ويريد تطبيقها على المجتمع، فحسب أوامره يحق للفتيات الدراسة حتى المرحلة الابتدائية فحسب، لدرجة أن فقدت كثير من النساء وظائفهن بسبب إجراءاته، ويتوقع من جميع مسؤولي "طالبان" والمواطنين تلبية أوامره دون أي اعترض.
تضم حكومة "طالبان" عدداً من المسؤولين الذين يشكلون تهديداً لمكانة وقدرة الملا هبة الله أخوند زادة منهم سراج الدين حقاني قائد شبكة "حقاني" المرعبة ويتولى منصب وزير الداخلية، والملا يعقوب وزير الدفاع وهو نجل الملا عمر مؤسس مجموعة "تحريك طالبان" الأفغانية، وكذلك الملا عبدالغني برادر المساعد الاقتصادي لرئيس وزراء "طالبان"، والذي مثل الحركة في التوقيع على اتفاق 2020 مع الولايات المتحدة في الدوحة.
ويعد سراج الدين حقاني أهم منافس للملا هبة الله أخوند زادة ويطلق عليه مناصروه وقواته لقب "الخليفة".
وشبكة حقاني بقيادة سراج الدين مسؤولة عن هجمات دامية ومعقدة ضد القوات العسكرية والمدنيين خلال العهد السابق قبل هيمنة "طالبان" على الحكم، وللشبكة مجموعة انتحارية تميزها عن باقي المجموعات المنتمية لـ"طالبان".
وكان عدد من كبار المسؤولين في حركة "طالبان" انتقدوا قبل عام ونصف العام موضوع تحديد الحكم في الحركة، ومن بين هؤلاء المنتقدين وزيرا الدفاع والداخلية، ولم يذكرا بصورة مباشرة اسم الملا هبة الله أخوند زادة، وطالب المنتقدون بإيجاد علاقات مع دول العالم، وبعد هذه المواقف حكم الملا هبة الله سطوته على الوزارات المختلفة واستطاع وقف الانتقادات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبعد مضي أكثر من عامين ونصف العام من عمر حكومة "طالبان" لم يرغب الملا هبة الله أخوند زادة بالظهور في المناسبات العامة، إذ يعيش في ولاية قندهار في أقصى المناطق الجنوبية في أفغانستان وعلى الحدود مع باكستان، لكن لا يعرف في أي مكان في الولاية، ويتردد أنه بسبب إقامة الملا هبة الله في قندهار تحولت المدينة إلى عاصمة غير رسمية لـ"طالبان".
والملا هبة الله أخوند زادة هو ثالث قائد لحركة "طالبان"، وقد انتخب زعيماً للحركة بعد مقتل الملا اختر محمد منصور في هجوم للقوات الأميركية عام 2016.
وليس للملا هبة الله أخوند زادة أية تجارب عسكرية أو سياسية قبل تعيينه قائداً لـ"طالبان" وتقتصر تجاربه على الشؤون الدينية، وقتل نجله عبدالرحمن خالد في هجوم انتحاري ما جعل الملا هبة الله يتمتع بمكانة خاصة بين المجموعات الانتحارية في حركة "طالبان".
وقد أسس الملا هبة الله فرقاً عسكرية خاصة في قندهار وأحكم سيطرته على المجموعة الانتحارية.
وينتهج قائد "طالبان" سياسة منح هدايا لعلماء الدين والقوات الانتحارية، ويمنحهم مبالغ في المناسبات المختلفة منها الأعياد الدينية، كما يستغل هبة الله المساجد والمنابر من أجل التأثير في الرأي العام ويسعى علماء الدين وأئمة المساجد إلى الترويج للقبه "أمير المؤمنين" بين الناس من أجل حثهم على الامتثال لأوامره ومنحها صبغة دينية، لكن على رغم ادعاء قائد "طالبان" فإنه يعيش محاطاً بإجراءات أمنية مشددة في قندهار وهنالك صعوبات في الوصول إليه حتى بين كبار قادة الحركة، ويعتقد أنه يخشى من تكرار سناريو استهداف أيمن الظواهري قائد شبكة القاعدة الذي قتل في هجوم أميركي في كابول.
وكان الظواهري يقيم في منطقة يقطنها دبلوماسيون في العاصمة الأفغانية عندما استهدفته طائرة مسيرة أميركية في يونيو (حزيران) 2022، لكن "طالبان" نفت ما تردد حول مقتله، كما يبدو أن الملا هبة الله أخوند زادة يرغب من خلال عزلته الابتعاد عن استهدافه بواسطة المنافسين الداخليين في الحركة والإرهابيين المعارضين لـ"طالبان".
وتنفي حركة "طالبان" وجود خلافات بين قادتها وكبار مسؤوليها، لكن هنالك تنافساً شديداً من أجل الحصول على السلطة العسكرية والمالية والسياسية، ويبدو ما قاله الملا هبة الله أخوند زادة حول طاعة الوزراء له بصورة مطلقة، يعد موقفاً مستعجلاً، إذ يعمل المنافسون لزعيم "طالبان" في الخفاء من أجل خفض هيمنته داخل الحركة.
نقلاً عن "اندبندنت فارسية"