Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كتالونيا تنتخب "إقليميا" بتطلعات طي الانفصال عن إسبانيا

استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم المرشح الاشتراكي على منافسه ممثل حزب "يونتس" الذي يدعو إلى الاستقلال

ملخص

منذ أصبح رئيساً للوزراء في 2018 بعد نحو تسعة أشهر من المحاولة الفاشلة للانفصاليين في كتالونيا في أكتوبر 2017 عمل بيدرو سانشيز على "التئام الجراح" التي تسببت فيها الأزمة السياسية غير المسبوقة

يتوجه الناخبون في إقليم كتالونيا بإسبانيا إلى مراكز الاقتراع اليوم الأحد للإدلاء بأصواتهم والاختيار ما بين سياسي انفصالي منفي قاد حملة لاستقلال الإقليم في 2017 وبين حكومة مناهضة للاستقلال بقيادة "الحزب الاشتراكي".

وفتحت مراكز الاقتراع عند التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي (07,00 بتوقيت غرينتش)، وبدأ التصويت في المنطقة الغنية الواقعة في شمال شرقي إسبانيا، والبالغ عدد سكانها نحو 8 ملايين نسمة، لانتخاب 135 نائباً في البرلمان الكتالوني.

وتقفل مراكز الاقتراع عند الثامنة مساءً (18,00 ت غ)، ويتوقع أن تصدر النتائج بعد ساعات من ذلك.

وتتوقع استطلاعات الرأي تقدماً مريحاً للمرشح الاشتراكي سلفادور إيلا على حزب "معاً لأجل كتالونيا" (يونتس) الانفصالي المتطرف ومنافسه الأكثر اعتدالاً، وهو حزب "اليسار الجمهوري" (إي آر سي) الذي يحكم حالياً الإقليم الغني الواقع شمال شرقي إسبانيا.

ومرشح حزب "يونتس" في الانتخابات هو كارلس بوتشيمون، الذي كان رئيساً لكتالونيا خلال محاولة باءت بالفشل للانفصال عن إسبانيا في 2017 قبل أن يفر إلى بلجيكا، وقد تعهد إحياء محاولة الاستقلال.

وقال بوتشيمون أمام تجمع في ختام الحملة الانتخابية في جنوب فرنسا قرب حدود كتالونيا أول من أمس الجمعة، "اليوم نحن أقوى وأكثر صموداً وتصميماً، وحان وقت العودة".

ويواجه بوتشيمون إجراءات ملاحقة قضائية في إسبانيا بسبب محاولة الاستقلال التي أثارت في ذلك الحين أسوأ أزمة سياسية شهدتها البلاد منذ عقود، وسيتمكن من العودة بعد العفو الذي قدمته الحكومة الاشتراكية، والذي من شأنه أن يلغي مذكرة اعتقال صادرة في حقه.

وقال بوتشيمون، "نحن أكبر أمة ليست دولة في أوروبا ولم تتمكن إسبانيا من منعنا من العمل دون كلل لتحقيق الاستقلال".

ووفقاً لأحد استطلاعات الرأي التي أجرتها صحيفة "الباييس"، من المتوقع فوز الاشتراكيين بنحو 40 مقعداً في برلمان كتالونيا، وأن يحصل حزب "معاً لأجل كتالونيا" على 34 مقعداً وحزب اليسار الجمهوري (إي آر سي) على 26 مقعداً.

وإذا تشكلت في كتالونيا بعد الانتخابات حكومة يقودها الاشتراكيون، الذين ينتمي إليهم رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، فقد ينتهي عهد تولت فيه حكومات انفصالية السلطة في الإقليم على مدى عقد مما تسبب في اضطرابات في المشهد السياسي الإسباني، كما ستثبت صحة النهج التصالحي الذي تبناه سانشيز مع كتالونيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال سانشيز أمام التجمع الانتخابي الختامي للاشتراكيين في برشلونة، "نحن في حاجة إلى التغيير في الـ12 من مايو (أيار) الجاري ولا يمكن أن يقوده إلا سلفادور إيلا". وأضاف أن إيلا وحده هو القادر على توفير الاستقرار وتحسين الأجواء الاجتماعية في الإقليم.

ومنذ أصبح رئيساً للوزراء في 2018 بعد نحو تسعة أشهر من المحاولة الفاشلة للانفصاليين في كتالونيا في أكتوبر (تشرين الأول) 2017 عمل سانشيز على "التئام الجراح" التي تسببت فيها الأزمة السياسية غير المسبوقة.

وأصدر في عام 2021 عفواً عن الذين سجنوا على خلفية محاولة الانفصال، وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي دفع نحو إقرار قانون للعفو عن أولئك الذين ما زالوا مطلوبين مقابل دعم الانفصاليين له بصورة تمنحه ولاية جديدة من أربعة أعوام في رئاسة الحكومة. ولا يزال مشروع القانون أمام مجلس الشيوخ، ومن المقرر أن يصدق عليه خلال أسابيع، وسيتيح ذلك عودة بوتشيمون (61 سنة) الزعيم الذي قاد محاولة الانفصال قبل أن يفر إلى بلجيكا لتفادي الملاحقة القانونية.

ودفع العفو المثير للجدل المعارضة اليمينية واليمينية المتطرفة للنزول إلى الشارع في احتجاجات ضخمة، وهي اتهمت سانشيز بالسماح للانفصاليين بأخذه "رهينة" للبقاء في السلطة. وبالنسبة إلى سانشيز سيكون إبعاد كتالونيا عن الانفصاليين الذين حكموا الإقليم لنحو عقد من الزمن انتصاراً كبيراً في جهوده لطي صفحة الأزمة التي أشعلتها محاولة الانفصال. كما سيسمح له بإعادة إطلاق ولايته التي بدأت في نوفمبر الماضي.

وطغت على الولاية الجديدة حتى الآن تحركات المعارضة اليمينية المتطرفة وتحقيق يطاول زوجة سانشيز بشبهات فساد لوح بسببه باحتمال الاستقالة.

وعلى رغم نيل الاشتراكيين أكبر عدد من الأصوات خلال الانتخابات الإقليمية الأخيرة في فبراير (شباط) 2021 فإن مرشحهم إيلا فشل في جمع غالبية حاكمة، بينما شكلت الأحزاب الانفصالية ائتلافاً من 74 مقعداً.

وعلى رغم تخلفه في استطلاعات الرأي يأمل بوتشيمون في تحقيق أداء قوي في الانتخابات بصورة تتيح له العودة منتصراً كزعيم إقليمي لكتالونيا بمجرد إقرار العفو، وقال بوتشيمون في ختام حملته الانتخابية في جنوب فرنسا، "دعونا نملأ صناديق الاقتراع بأوراق التصويت ونبدأ في التحضير لعصر جديد".

وخاض الزعيم الكتالوني السابق حملته الانتخابية في جنوب فرنسا على مقربة من الإقليم، نظراً إلى أنه غير قادر على دخول إسبانيا بسبب مذكرة التوقيف الصادرة في حقه ولا تزال نافذة.

إلا أن استطلاعات الرأي لا تصب في صالح زعيم حزب "معاً من أجل كتالونيا" الذي تعهد اعتزال العمل السياسي في حال فشل بالفوز في انتخابات 2024.

وتعاني الحركة الانفصالية الكتالونية انقساماً حاداً راهناً، في ظل التباين بين "معاً من أجل كتالونيا" وحزب "اليسار الجمهوري" الأكثر اعتدالاً. ومما زاد الصورة تعقيداً ظهور التحالف الكتالوني القومي المتطرف في الأشهر الأخيرة، والذي تمنحه استطلاعات الرأي مقاعد عدة في انتخابات الأحد، على رغم أن أي حزب آخر لن يدخل في تحالف سياسي معه.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار