Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صدى حرب غزة يتردد في جنوب شرقي آسيا

التعامل مع الأزمة من حكومات إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة كان مختلفاً للغاية

دخلت الحرب في غزة شهرها الثامن (أ ف ب)

ملخص

الحرب تركت تأثيراتها في إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة بطرق مختلفة بحسب العلاقة مع إسرائيل والأوضاع الداخلية وقوة القوى الإسلامية فيها وموقعها في الحكم

مع دخول حرب غزة شهرها الثامن فإن أصداء الغضب والاحتجاجات تنتقل حول العالم بإيقاعات مختلفة، من احتجاجات في الجامعات الأميركية وبعض جامعات أوروبا الغربية إلى تظاهرات مرافقة لمسابقة "يوروفيجين"، ولم تبق بلاد جنوب شرقي آسيا بمنأى عن الموضوع.

وتناول تقرير في "إيكونوميست" تأثير حرب غزة في ماليزيا وإندونيسيا وسنغافورة، وهي عبارة عن دولتين تقطنهما أغلبية مسلمة، وسنغافورة ذات أقلية مسلمة صغيرة.

ولفت التقرير إلى أن الحرب تركت تأثيراتها بطرق مختلفة في الدول الثلاث، فرئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم يعد الزعيم الأكثر دعماً للفلسطينيين في جنوب شرقي آسيا، وكان انتقد ما وصفه بالضغوط الغربية لإدانة "حماس". وموقف السيد أنور ليس مفاجئاً ولطالما دافع عن استقلال فلسطين، كما أن ماليزيا نفسها رفضت الاعتراف بإسرائيل، ومنعت السفن الإسرائيلية من الرسو في موانئها بعد الحرب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي الوقت نفسه، التحدي الأكبر الذي يواجهه أنور إبراهيم يأتي من حزب "باس"، وهو جماعة إسلامية محافظة للغاية وأكبر حزب في البرلمان. وعليه فإنه لا يستطيع أن يعتمد نبرة أقل حدة في القضايا الدينية، وإلا سيفقد السلطة.

وبحسب "إيكونوميست"، لا يرى أنور تبعات سلبية كبيرة في موقفه المؤيد للفلسطينيين والمناهض لأميركا. وتقول حكومته الحريصة على الاستثمار الغربي إنها منفتحة على حرية الأعمال. ومع ذلك، فإن مزيداً من الحدة في المواقف السياسية قد يصيب المستثمرين بالتساؤل والريبة. وفي ظل الظروف الحالية فإن الأقليات العرقية في ماليزيا المتسامحة دينياً أصبحت تشعر بقدر متزايد من عدم الارتياح إزاء التدين المتصاعد الذي ساعدت حرب غزة في تغذيته.

أما في إندونيسيا، فالعواطف جياشة أيضاً. ومع ذلك، فإن الخطاب بين الزعماء السياسيين يظل محافظاً نسبياً. صحيح أن حكومة جوكو ويدودو دانت الهجوم الإسرائيلي الوشيك على رفح، آخر معاقل "حماس". وفي مقالة رأي نشرتها "إيكونوميست" أخيراً ولاقت ترحيباً واسع النطاق في بلاده، دان الرئيس المنتخب برابو سوبيانتو الغرب لأنه يهتم بمصير الأوكرانيين أكثر من اهتمامه بمصير الفلسطينيين ولكنه - وعلى عكس إنكار ماليزيا لإسرائيل - دعا إلى حل الدولتين وإجراء مفاوضات.

وتربط "إيكونوميست" الفرق في الموقف بين البلدين بوجود علاقات أوثق لدى إندونيسيا مع إسرائيل، بما فيها شراء التكنولوجيا والأسلحة الإسرائيلية. وقبل الحرب، بدا من المرجح أن تؤدي المحادثات السرية إلى إقامة علاقات بين البلدين، بدءاً بالمكاتب التجارية المتبادلة. وعلى رغم أن السيد برابو ينفي مزاعم الإسلاميين بأنه ودود مع إسرائيل، إلا أن خطر هؤلاء عليه طفيف جداً، بعد أن استوعب التجمعات السياسية الإسلامية الرئيسة في ائتلافه.

ولكونها محصورة بين إندونيسيا وماليزيا، تتمتع سنغافورة بعلاقات أمنية وثيقة مع إسرائيل - الدولتان الصغيرتان المحاطتان بالأخطار. ومع ذلك، فإن غزة تركت تأثيرات مهمة في الوضع الداخلي نظراً إلى صدى محنة الفلسطينيين خصوصاً عند الأقلية المسلمة البالغة 16 في المئة من السكان.

وما يستدعي القلق في هذه الدولة الصغيرة هو التوترات الطائفية المحتملة التي قد تؤدي إلى إجهاد الوئام الاجتماعي والديني الشهير في سنغافورة. وتقول الحكومة إن هذا هو سبب حظر المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين. فالمسيحيون، الذين يؤيدون إسرائيل عموماً ويمثلون 19 في المئة من السكان، سيطالبون باحتجاجاتهم الخاصة، مما سيؤدي بالتالي إلى انتقال الخلاف إلى الشارع.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات